ميلان يستقبل تورينو.. وفيرونا يستضيف روما اليوم
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
بعد موسم للنسيان أدى الى معاقبته بحسم 10 نقاط من رصيده بسبب فضيحة التلاعب بالبيانات المالية ثم حرمانه من قبل الاتحاد الأوروبي بالمشاركة في مسابقة «كونفرنس ليغ» بسبب الدوري السوبر الأوروبي، يبدو يوفنتوس عازما أكثر من أي وقت مضى على استعادة مكانته والفوز بلقب الدوري الإيطالي الذي احتكره طيلة تسعة أعوام قبل أن يزاح عن العرش في المواسم الثلاثة الماضية.
وظهر فريق المدرب ماسيميليانو أليغري بصورة واعدة خلال المرحلة الأولى من الموسم الجديد بفوزه خارج الديار على أودينيزي بثلاثية نظيفة لفيديريكو كييزا والصربي دوشان فلاهوفيتش الذي أثيرت التكهنات بشأن مستقبله وقيل أن هناك إمكانية لرحيله الى تشلسي الإنكليزي في صفقة مقايضة مع البلجيكي روميلو لوكاكو، والفرنسي أدريان رابيو. ويسعى فريق «السيدة العجوز» الى تأكيد هذه البداية القوية حين يستقبل بولونيا غدا الأحد على ملعبه «أليانز ستاديوم». لعب يوفنتوس اللقاء الافتتاحي ضد أودينيزي بذهنية هجومية مغايرة للأسلوب المتحفظ الذي عاب مدربه أليغري، ما دفع كييزا الى الإشادة بهذا التغيير و«الأسلوب الكروي المعاصر» الذي قدمه الفريق في أوديني خلال لقاء أظهر فيه نجم فيورنتينا السابق أنه وضع خلفه تبعات الإصابات التي أثرت على مستواه الموسم الماضي. لكن أليغري نفسه لم يتخل عن مقاربته المتحفظة ورفض الحديث عن الذهنية الهجومية الجديدة والتغييرات التكتيكية، مفضلا تسليط الضوء على كيفية لعب كييزا في الخط الأمامي. وقال إن «عليه تسجيل من 14 الى 16 هدفا هذا الموسم... إنه يضيع مواهبه على الجناح». لكن كان هناك شيء جديد في يوفنتوس خلال هذا الصيف، وهو التفاؤل الذي كان مفقودا الموسم الماضي حتى قبل أن تنتهي محاكمته ومحنته أمام المحاكم الرياضية ومعاقبته بحسم 10 نقاط من رصيده محليا ما أرجعه الى المركز السابع عوضا عن الوصافة، ومن ثم إيقافه لمدة موسم من المشاركة القارية في «تسوية» أدت الى انسحابه من الدوري السوبر الأوروبي، تاركا بذلك ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين يقاتلان من أجل هذا الدوري المنافس لدوري أبطال أوروبا. سجل يوفنتوس 35 هدفا فقط الموسم الماضي من اللعب المفتوح وكانت مبارياته في كثير من الأحيان مملة. وقد عوقب أليغري ويوفنتوس على هذا الأداء بالخروج المبكر من دوري أبطال أوروبا وابتعاده كثيرا عن نابولي المحلق في صدارة الدوري، إضافة الى خروجه من نصف نهائي مسابقة الكأس على يد إنتر. ميلان ونابولي لتأكيد بدايتهما القوية في حين يشدد كييزا على أن هدف يوفنتوس هذا الموسم هو العودة الى مسابقة دوري الأبطال من خلال حلوله بين الأربعة الأوائل، فإن المراقبين في إيطاليا جعلوا من فريق أليغري أحد أبرز المرشحين للفوز بلقب الدوري، لاسيما أن منافسيه نابولي البطل وميلان في مرحلة انتقالية. وبدا يوفنتوس هذا الصيف متعطشا أكثر من أي وقت مضى، مع استعادة ثقة مماثلة لتلك التي شعر بها حين تعاقد مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في صيف 2018. وعلى غرار يوفنتوس، سيخوض ميلان مباراته الأولى أمام جمهوره حين يستضيف تورينو غدا الأحد، باحثا عن فوزه الثاني تواليا وتأكيد نجاح صفقاته التسع التي أبرمها هذا الصيف. وتألق الوافدان الجديدان الأميركي كريستيان بوليسيك والهولندي تيجاني رايندرز في المباراة الأولى ضد بولونيا، ما منح جمهور «روسونيري» الأمل باستعادة اللقب الذي أحرزه الفريق الموسم قبل الماضي والوصول الى اللقب العشرين قبل الجار اللدود إنتر ميلان. وبعد الفوز على مونتسا في «سان سيرو» بهدفي الأرجنتيني لاوتارو مارتينيس، يختتم إنتر المرحلة الإثنين على أرض كالياري. وتتجه الأنظار غدا الأحد الى ملعب «دييغو أرماندو مارادونا»، حيث يخوض نابولي مباراته الأولى بين جماهيره باحثا عن تأكيد بدايته القوية على حساب ساسوولو. وبدأ نابولي حملة الدفاع عن اللقب الذي احرزه بعد ثلاثة عقود من الانتظار، بقوة من خلال فوزه على مضيفه العائد مجددا بين الكبار فروزينوني 3-1 بفضل ثنائية لهدافه النيجيري فيكتور أوسيمهن. ونجح المدرب الفرنسي رودي غارسيا بالخروج منتصرا من ظهوره الرسمي الاول كمدرب للفريق الجنوبي، بعد حلوله بدلا من لوتشانو سباليتي الذي ترك الفريق بشكل مفاجئ قبل أن يستلم مؤخرا تدريب المنتخب الإيطالي. أوسيمهن على الموعد وتمكن نابولي من الحفاظ على أبرز نجومه بعد تتويجه باللقب، وفي طليعتهم أوسيمهن، المرجح أن يمدد عقده حتى 2026 في الأسابيع المقبلة والذي كان على موعد مع التهديف منذ بداية الموسم بعدما أنهى الذي سبقه كأفضل هداف بـ 26 هدفا. ورأى النيجيري أنه «من المهم بدء هذا الموسم بشكل جيد من خلال فوز جميل وتسجيلي شخصيا هدفين في مباراة لم تكن سهلة»، مشددا في تصريحه لشبكة «دازون» للبث التدفقي «يجب أن نواصل هذه الانطلاقة». وافتقد أوسميهن السبت الماضي لزميله في الهجوم الجورجي خفيتشا كفاراتسخيليا بسبب إصابة طفيفة، لكن الأخير سيعود غدا الأحد ضد ساسوولو. وبعدما كان أبرز ضحايا المرحلة الافتتاحية بخسارته على أرض ليتشي 1-2، يلتقي لاتسيو الوصيف غدا الأحد مع ضيفه جنوى، فيما يلعب جاره روما الذي كان في طريقه للسقوط على أرضه أمام ساليرنيتانا قبل أن ينقذه أندريا بيلوتي بإدراكه التعادل 2-2 في آخر 8 دقائق، في ضيافة هيلاس فيرونا اليوم السبت. أما أتالانتا، خامس الموسم الماضي، فيبحث اليوم السبت عن فوزه الثاني تواليا على حساب مضيفه فروزينوني.
برنامج المرحلة 2 السبت فروزينوني - أتالانتا مونتسا - إمبولي فيرونا - روما ميلان - تورينو الأحد فيورنتينا - ليتشي يوفنتوس - بولونيا نابولي - ساسوولو لاتسيو - جنوى الإثنين ساليرنيتانا - أودينيزي كالياري - إنتر ميلان
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا الموسم الماضی غدا الأحد قبل أن
إقرأ أيضاً:
درَج ساحة إسبانيا في روما يذكي نار التوتر بين إيطاليا وفرنسا
فوق درج كنيسة "ترينيتي دي مونت" في قلب روما، قاد نجم أفلام الحركة في هوليود، توم كروز، سباقا ملحميا على سيارة "فيات 500" الإيطالية في الجزء السابع من سلسلة فيلم "المهمة المستحيلة"، ليرسخ بذلك السجل الحافل لهذا الدرج كوجهة تستقطب صناع السينما والمخرجين العالميين.
لكن شهرة "السكالانيتا" (الدرج) التاريخي المكون من 174 درجة، والرابط بين "ساحة إسبانيا" وكنيسة "ترينيتي دي مونت"، لا تقتصر فقط على السينما، فهو يعد أيضا أحد الوجهات المميزة لعروض الموضة كما تنتشر صوره على البطاقات البريدية السياحية.
بالنسبة لملايين السياح الوافدين عبر العالم، فإن الدرج الذي يحتفي هذا العام بمرور 3 قرون على تشييده، يظل أحد المزارات المهمة في إيطاليا وعموم أوروبا.
ومع أنه يقع في قلب روما إلا أنه لا يخضع بشكل قاطع لسيادتها، إذ تقول باريس إن الدرج وكنيسة "ترينيتي دي مونت" والمنطقة المحيطة بهما ملكية فرنسية خالصة، مستندة في ذلك إلى حجج تاريخية واتفاقيات سابقة بين البلدين، فما القصة؟
المعلومات الرسمية الموثقة على لوحة تعريفية بموقع الدرج تقول إن بناءه يعود إلى القرن الثامن عشر بعد اتفاق بين البابا بنيديكتوس الثالث عشر وملك فرنسا لويس الخامس عشر والكاردينال الفرنسي ميشيور دي بولينياك في عام 1725، والذي يقضي بتكفل فرنسا بالكامل ببناء المعلم بإشراف المهندس المعماري فراشيسكو دي سانتيس.
إعلانوالدرج هو من بين مؤسسات دينية أخرى بنتها فرنسا قبل ذلك بقرون لتتولى استقبال الحجيج الفرنسيين إلى الكرسي الرسولي. ويقول المؤرخ الإيطالي سيباستيانو روبارتو إن "الأنظمة الملكية في فرنسا وإسبانيا وفي باقي أوروبا (في تلك الفترة) كلها كانت تتطلع إلى أن يكون لهم موطئ قدم هنا في روما".
ورغم أن الدرج ليس المعلم التاريخي الوحيد في روما الذي يخضع إلى الإدارة والصيانة الدورية المباشرة من قبل السلطات الفرنسية -إذ هناك أيضا 5 كنائس تدار من فرنسا- فإن أزمة الدرج عادت للظهور بقوة على السطح منذ نشر تقرير من قبل محكمة المحاسبات الفرنسية في سبتمبر/أيلول عام 2024.
تدير فرنسا اليوم عبر سفارتها في روما 13 معلما تاريخيا ودينيا في العاصمة الإيطالية من بينها 5 كنائس. ومن بين ملاحظات قضاة محكمة المحاسبات، جاء في التقرير -المكون من 107 صفحات- عدة مآخذ حول طريقة إدارة تلك المؤسسات بما في ذلك الدرج، من بينها:
إدارة غير شفافة وغير دقيقة للمعلم التاريخي. حسابات مصرفية مخفية لفترات طويلة. نفقات واستثمارات دون تخطيط فعلي. هذا التراث لا يخضع إلى تعريف واضح. الكنائس والمجموعات غير مدرجة في جرد المحاسبة. عدم إنجاز تقديرات لتحديد قيمة المعالم.خلص تقرير قضاة المحاسبات إلى أن مجمل هذه العيوب يمكن أن تؤدي إلى تجريد فرنسا من ملكيتها لها بحكم الأمر الواقع، وهو ما بدا واضحا في بعض الحالات، من بينها عمليات الصيانة التي يخضع لها مدرج ساحة إسبانيا من قبل بلدية روما أحيانا وعبر التبرعات أحيانا أخرى.
وعلى هذا الأساس، يطالب التقرير، على سبيل المثال، بضرورة توضيح المرجعية القانونية للدرج لأنه يترتب على ذلك تحديد المسؤوليات في أعمال الصيانة والتهيئة للمعلم، إن كانت تعود إلى السلطات الفرنسية أو الإيطالية، وهي الإشارة التي أثارت ردود فعل غاضبة لدى الحكومة في روما.
الإيطاليون يرفضون اليوم فكرة ادعاء باريس السيادة على الدرج بالمعنى السياسي والقانوني الحديث. وكان هذا الملف الديبلوماسي الشائك من بين الموضوعات التي طرحتها حكومة جورجا ميلوني اليمينية في مؤتمر مجموعة السبع بمدينة نابولي الإيطالية في سبتمر/أيلول 2024. وترتكز المقاربة الإيطالية على حكم الأمر الواقع وبحجة وجود المعلم على التراب الإيطالي.
إعلانوبالعودة إلى عقود سابقة، كان الزعيم الفاشستي بينيتو موسوليني أول من دعا صراحة إلى استعادة السيادة الإيطالية بالكامل على هذا المكان الرمز عند صعوده إلى الحكم في عام 1922 بدعوى أنه "خاضع إلى إدارة فرنسا بشكل غير قانوني".
وحديثا، حفلت ردود الفعل الإيطالية بالغضب والسخرية في نفس الوقت من الموقف الفرنسي، حيث دعا فابيو رامبلي، نائب رئيس البرلمان الإيطالي من حزب "أخوة إيطاليا"، إلى إرسال خبراء إيطاليين إلى متحف اللوفر بباريس من أجل إجراء جرد للقطع الإيطالية المسروقة عبر التاريخ، ولا سيما في القرن التاسع عشر، والتي يعود لها الفضل في صناعة شهرة المتحف عالميا.
وغردت أيضا وزيرة السياحة الإيطالية دانيالا سانتانشي على منصة إكس "كيف ستكون فرنسا من دون إيطاليا؟ لا يمكنهم الاستغناء عن نفائسنا وأعمالنا وجمالنا لكنهم اليوم يبالغون".
ورافقت مثل هذه التعليقات الرسمية دعوات من المجتمع المدني في إيطاليا بضرورة أن تعيد فرنسا لوحة "لاجيكوندا" الشهيرة للرسام الإيطالي ليوناردو دافينشي من متحف اللوفر.
وتاريخيا، لا يعد هذا الصدام الفرنسي الإيطالي في مجال التراث والفنون الأول من نوعه، إذ تكشف القرون السابقة عن عمليات استيلاء واسعة ومنظمة على التحف والأعمال الفنية من قبل الجيوش الفرنسية التي غزت أوروبا بقيادة الجنرال نابليون بونابرت.
المصادر الفرنسية تقول إنه بين عامي 1796 و1814، وخلال عدة حملات عسكرية فرنسية، أخذت جيوش نابليون بونابرت بعضا من أرقى المجموعات الفنية الإيطالية لعرضها في متحف اللوفر الذي كان حينها حديث النشأة. وكان بونابرت، قبل تنصيبه إمبراطورا سنة 1804، قد كلف من قبل المجلس التنفيذي بجعل فرنسا تهيمن على مجال الفنون الجميلة، خصوصا من خلال متحف اللوفر الذي كان من المزمع أن يضم أشهر التحف من الفنون على أنواعها.
إعلانوقد سمح نجاح الحملة الإيطالية، بين عامي 1796 و1797، لبونابرت بأن يطالب البابا بيوس السادس في معاهدة تولنتينو المبرمة في 19 فبراير/شباط 1797، بمخزون كبير من التحف الفنية.
وفي عام 1811، أصدر الإمبراطور الفرنسي مرسوما يأمر فيه "بجمع جميع اللوحات والقطع الفنية من المباني العامة" في روما ومحيطها. ثم بعد 5 سنوات، إثر تنحي نابليون، أعيدت الأعمال الفنية إلى إيطاليا.
من شأن أزمة الدرج أن تدق إسفينا في العلاقات بين روما وباريس بعد سلسلة من التوترات الدبلوماسية على مدار السنوات الأخيرة بسبب ملف الهجرة أساسا.
ويمكن أن تفتح هذه الأزمة الباب لصدام آخر يتعلق بوضع مقر السفارة الفرنسية في روما في قصر ألكسندر فارناسي. فهذا القصر لا يخضع قانونيا إلى السيادة الفرنسية لأن نظام موسوليني كان اشتراه عام 1936 من السلطات الفرنسية ثم قام بإتاحته لوزارة الخارجية الفرنسية لمدة 99 عاما بمقابل رمزي.
وليس واضحا ما إذا كانت روما ستقبل بتجديد اتفاق موسوليني في عام 2036 ردا على أزمة الدرج. ولكن صحيفة "لو بوان" الفرنسية استبَقت الأمر، ونقلت عن دبلوماسي إيطالي مقيم في باريس، أن لا نية لروما لصب المزيد من الزيت على النار، لأن الخارجية الإيطالية على علم أيضا بأن مقر سفارتها في باريس نفسه لا يخضع إلى السيادة الإيطالية، لأنه ملك "صندوق الودائع والأمانات" الفرنسي منذ عام 1937.
وفي مسعى لاحتواء الأزمة وتهدئة الرأي العام الرسمي والشعبي في إيطاليا، قال رئيس محكمة المحاسبات الفرنسي بيير موسكوفيتشي بشأن الملاحظات المرتبطة بـ"إدارة درج ساحة إسبانيا" لوكالة "أنسا" الإيطالية، إن القضاة يطلبون فقط بتوضيح الاتفاقيات القديمة بين فرنسا والكرسي الرسولي اليوم، لجهة أن هذه اتفاقيات يعود تاريخها إلى قرون مضت، ولا بد من تعديلها لتتناسب مع الوقت الحاضر.
إعلانكما أكد موسكوفيتشي في تصريحاته أنه لا يوجد في تقرير المحكمة أي نية لفعل أي شيء بتلك الأصول التي تمت إدارتها لقرون، كما لا توجد أي نية لخصخصتها أو إفراغها من المعنى الذي تحمله.
الجزيرة نت بحثت، عبر عدد من المصادر الفرنسية، في المسار المتقلب الذي عرفته إدارة المعالم التراثية والدينية الفرنسية على الأراضي الإيطالية منذ القرن الثامن عشر.
بدأت المشاكل حول تلك المؤسسات تظهر على السطح بعد سقوط الملكية عقب الثورة الفرنسية في عام 1789، حينها أصدر البابا بيوس السادس مذكرة مؤرخة في العاشر من ديسمبر/كانون الأول عام 1793، تقضي بتجميع المؤسسات الدينية والتراثية ووضعها تحت "إشراف وإدارة وسلطة" الكاردينال دي بيرنيس، سفير ملك فرنسا لدى الكرسي الرسولي.
وفي عام 1797، بموجب معاهدة "تولنتينو" بعد الحملة العسكرية للجنرال نابليون بونابرت، وفي مقابل التنازلات الإقليمية وتعويضات الحرب لفرنسا، أحالت الجمهورية الناشئة إدارة المؤسسات الدينية إلى الولايات البابوية.
لكن سرعان ما عادت تلك المؤسسات إلى إدارة فرنسا تحت حكم القنصل الأول نابليون بونابرت هذه المرة، تطبيقا للاتفاقية المبرمة عام 1801 بين الجمهورية الفرنسية والكرسي الرسولي. وظلت المؤسسات خاضعة لاحقا لإدارة الإمبراطورية والفترات التي تلتها حتى اليوم.
بعد استعادة "ملكية البوبورن" في فرنسا، جرى توحيد المؤسسات الدينية في عام 1816 بأمر من سفير الملك لويس الثامن عشر، كونت بلاكاس. وصدر بعد ذلك بعقود النظام الأساسي لإدارة المؤسسات الدينية عام 1843.
تم تعديل لوائح النظام عدة مرات من قبل السفراء المتعاقبين في ظل الملكية والإمبراطورية الثانية والجمهوريتين الثالثة والرابعة في أعوام (1845، 1860، 1872، 1874، 1891، 1946 و1956). وتضع هذه الأنظمة المؤسسات الدينية تحت سلطة السفير الفرنسي لدى الكرسي الرسولي.
بعد سقوط الدولة البابوية في 20 سبتمبر/أيلول 1870، واستكمال الوحدة الإيطالية، اعترفت مملكة إيطاليا الجديدة، بموجب المادة 8 من المرسوم الصادر في الأول من ديسمبر/كانون الأول 1870 للملك فيكتور إيمانويل الثاني، بحقوق الجمهورية الفرنسية الجديدة آنذاك على المؤسسات الدينية.
إعلانشهدت العلاقات الدبلوماسية بين فرنسا والكرسي الرسولي فترة انهيار بين عامي 1904 و1920، مع ذلك استمرت الحكومات الفرنسية المتعاقبة في إدارة المؤسسات الدينية، مع قيام وزارة الخارجية بإرسال وكيل إلى هناك لهذا الغرض.
وخلال الحرب العالمية الثانية، قام النظام الفاشستي بمصادرة جزء من الممتلكات التي كانت تديرها المؤسسات الدينية، ثم أعيدت إليها في عام 1943، قبل نهاية الحرب، بعد تدخل البابا بيوس الثاني عشر.
وفي عام 1956، تمت مراجعة اللوائح وتحديثها من قبل السفير الفرنسي في تلك الفترة فلاديمير دورميسون، وتمت الموافقة عليها من قبل وزير الخارجية الإيطالي. ثم صادق البابا بيوس الثاني عشر عبر مذكرة على الجزء المخصص للخدمة الدينية.