وسط تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، تواجه شركات تصنيع الرقائق أزمة متفاقمة، حيث باتت في قلب المواجهة الاقتصادية المحتدمة. ومع تشديد القيود وفرض رسوم جمركية متبادلة، أصبحت شركات مثل “إنفيديا” تواجه عقبات متزايدة تحدّ من تدفق التكنولوجيا وتقلّص فرص الابتكار.

الصراع بين أكبر اقتصادين في العالم لم يعد محصوراً في السلع والبضائع، بل امتد إلى ساحة أكثر تعقيداً تتعلق بالسيطرة على مفاتيح المستقبل: الذكاء الاصطناعي.

ومع تصاعد القيود على تصدير الرقائق المتقدمة إلى الصين، يواجه قادة صناعة التكنولوجيا ضغوطًا متزايدة من المستثمرين والمحللين لفهم التأثيرات المحتملة على سلاسل التوريد العالمية، وخطط التوسع في إنتاج وحدات المعالجة الرسومية المستخدمة في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي. إذ تشكل هذه الرقائق حجر الأساس في تطوير نماذج لغوية متقدمة وأنظمة تعلم عميق تتطلب قدرات معالجة هائلة، ما يجعل أي تعثر في الإمدادات مسألة استراتيجية تمس الأمن التكنولوجي العالمي.

وبينما تسعى بكين إلى تسريع وتيرة الاكتفاء الذاتي في مجال أشباه الموصلات، تواجه الشركات الأميركية معضلة مزدوجة: الالتزام بالقيود الحكومية من جهة، ومواصلة السباق العالمي على الريادة التكنولوجية من جهة أخرى. في هذا السياق، يصبح السؤال أكثر إلحاحًا: إلى أي مدى ستؤثر هذه الحرب التجارية على وتيرة التقدم في الذكاء الاصطناعي؟

مؤشرات ومخاوف

وفي السياق، يشير تقرير لـ “نيويورك تايمز” إلى أن شركة إنفيديا وشركات أخرى أصبحت أحدث ضحايا التوترات المتصاعدة بين واشنطن وبكين، في الوقت الذي يضغط فيه المحللون على قادة الأعمال بشأن تداعيات الرسوم الجمركية.

وأشار التقرير إلى مؤشرات على مخاوف جديدة تواجه صناعة أشباه الموصلات. فقد أمرت إدارة ترامب المصنّعين بالحصول على تصاريح لشحن المزيد من منتجاتهم إلى الصين ودول أخرى. ومن المرجح أن يُقلل هذا الإجراء البيروقراطي الإضافي من مبيعات إنفيديا من معالجات الماء المخصصة للسوق الصينية.

*يشعر القطاع بالقلق بالفعل بشأن التعريفات الجمركية المرتقبة، بعد فترة راحة قصيرة من ترامب.

*كما يحاول القطاع إيجاد طريقة للتعامل مع الموقف الصعب الذي تواجهه تايوان ، وهي مركز تصنيع رئيسي، في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

*كما وقع ترامب يوم الثلاثاء على أمر تنفيذي يكلف وزارة التجارة ببدء تحقيق قد ينتهي بفرض رسوم على المعادن الهامة ، والتي يستخدم الكثير منها في صنع المعدات التكنولوجية والعسكرية.

بدأت استراتيجية ترامب الصارمة تجاه الصين تتبلور. وتهدف محادثات التجارة بين الدول إلى انتزاع ضمانات بأن الدول ستعزل الصين كشريك تجاري ، بحسب الصحيفة، التي تضيف: “يقال إن وزير الخزانة سكوت بيسنت هو الذي يقف وراء هذه الاستراتيجية، التي تتضمن منع الصين من استخدام هذه الدول كقاعدة لشحن بضائعها إلى الولايات المتحدة وبالتالي تجنب الحواجز التجارية”.

ارتباك

يقول استشاري العلوم الإدارية وتكنولوجيا المعلومات في G&K عاصم جلال، لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”:

*ثمة صعوبة بالغة في تحليل مشهد يشوبه مستوى عالٍ من الإرباك، وتجاهل متصاعد لقواعد التجارة العالمية، وغياب الحد الأدنى من التفاهمات بين القوى الكبرى.

*العالم أمام مشهد عبثي يتبادل فيه الطرفان الاتهامات بالتسبب في زعزعة استقرار الاقتصاد العالمي، بينما يخشى كل منهما، في الوقت ذاته، من انزلاق محتمل نحو ركود اقتصادي، حتى إذا تم التوصل إلى حلول جزئية لبعض القضايا العالقة.

*المشهد طويل الأمد للتجارة العالمية مقبل على تحوّلات عميقة؛ فقد أدركت دولٌ عدة خطورة الارتهان الكامل إلى التوازنات القائمة، وباتت تسعى إلى بناء قدر من الاكتفاء الاستراتيجي وإعادة توزيع المخاطر.

لكن هذا التحوّل قد لا يحدث بسلاسة، وقد يمر الاقتصاد العالمي أولاً عبر نفق مظلم تتخلله اضطرابات شديدة.

في خضمّ ذلك، تتضرر صناعة الرقائق، التي تُعدّ العمود الفقري لتطوّر الذكاء الاصطناعي، بشكل مباشر. فقيود التصدير، وصعوبة الوصول إلى التقنيات، وتهديد سلاسل التوريد، جميعها تحدّ من قدرة هذا القطاع على النمو والابتكار. والمفارقة أن الذكاء الاصطناعي، الذي يُعوَّل عليه في إيجاد حلول لأزمات معقدة، قد يُبطأ تطوره نتيجة تلك الصراعات الجيوسياسية التي باتت تفكك النظام الاقتصادي العالمي الذي دعمه في المقام الأول، وفق جلال.

أكثر الشركات المتأثرة

وصنف تقرير لـ “يورو نيوز” أبرز الشركات التي ستتأثر برسوم ترامب الجمركية على أشباه الموصلات، واضعاً إنفيديا في المقدمة، إذ قد تُشكّل الرسوم الجمركية الأميركية على أشباه الموصلات سلاحًا ذا حدين لشركة التكنولوجيا الأميركية العملاقة إنفيديا، ويرجع ذلك إلى اعتماد الشركة على عدد من الشركاء الأجانب، مثل شركة إس كيه هاينكس الكورية الجنوبية، وشركة تي إس إم سي التايوانية، وشركة إيه إس إم إل الهولندية العملاقة للرقائق.

وفي المرتبة الثانية تأتل “إنتل”، إذ لا تزال الشركة تُعهِد بتصنيع بعض رقائقها الأكثر تطورًا، وخاصةً معالجات الهواتف المحمولة، إلى شركات أخرى. وإذا تأثرت هذه الرقائق بالرسوم الجمركية الأمريكية على أشباه الموصلات، فقد يُعيق ذلك بشكل كبير قدرة الولايات المتحدة على تطوير صناعة الذكاء الاصطناعي لديها والمنافسة عالميًا.

إضافة إلى شركة TSMC التايوانيةعلاوة على سامسونغ للإلكترونيات، والتي قد تتأثر بشدة بالرسوم الجمركية الأميركية المرتقبة على أشباه الموصلات، لا سيما وأن الشركة تُصدّر الشركة الرقائق الإلكترونية إلى عدد من العملاء الأميرييين، مثل إنتل وآبل وإنفيديا وكوالكوم. كما تُزوّد ​​مصانعها الرقائق الإلكترونية لشركات مثل تيسلا، إلى جانب عدد من الشركات المصنعة الأصغر حجماً.

كذلك شركة “آبل” ليست في مأمن من التأثيرات المحتملة؛ ذلك أنها قد تواجه ضربة مزدوجة من الرسوم الجمركية الأميركية المرتقبة على أشباه الموصلات والإلكترونيات، إذ تستعين الشركة بشركة TSMC لتصنيع رقائق السيليكون. كما تستورد الشركة الرقائق من SK Hynix وSamsung Electronics. مع ذلك، تُصمّم آبل رقائقها بنفسها.

نيران الحرب التجارية

وإلى ذلك، يشير أستاذ علم الحاسوب وخبير الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات في السيليكون فالي كاليفورنيا، الدكتور حسين العمري، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إلى أن:

*شركات تصنيع الرقائق عالقة في مرمى نيران الحرب التجارية.

*دخلت شركات تصنيع الرقائق في قلب الصراع الجيوسياسي بين الولايات المتحدة والصين، لتصبح أكثر من مجرد كيانات تكنولوجية؛ بل أدوات استراتيجية في صراع النفوذ العالمي.

هذا التوتر المتصاعد لم يمر مرور الكرام على مسار تطور الذكاء الاصطناعي، بل بدأ يشكّل عائقًا متناميًا أمام تقدمه المتسارع.

منذ أن فرضت واشنطن قيودًا على تصدير الرقائق المتقدمة مثل NVIDIA H100 إلى الصين، بات واضحاً أن السباق نحو الذكاء الاصطناعي لن يُحسم فقط في المختبرات، بل في سلاسل التوريد ومراكز القرار السياسي.

هذه القيود لا تحرم الصين من التكنولوجيا فحسب، بل تؤخر قدرتها على تطوير نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة، الأمر الذي قد يخلّ بتوازن المنافسة في هذا القطاع الحاسم.

وفي المقابل، تواجه شركات تصنيع الرقائق نفسها تحديات متزايدة بسبب هشاشة سلاسل الإمداد العالمية، وتداخل المصالح بين قوى متعددة، في طليعتها تايوان وكوريا الجنوبية وهولندا، وفق العمري، الذي يعتقد بأن أي تصعيد إضافي قد يؤدي إلى اضطرابات في الإنتاج أو نقص في المعدات الدقيقة، ما يعني تباطؤًا في تطوير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي على نطاق عالمي.

ليس هذا فحسب، بل إن التكلفة العالية لبناء مصانع محلية بديلة، سواء في أميركا أو الصين، تستهلك وقتًا وموارد ضخمة، مما يعيد رسم خريطة الابتكار بشكل بطيء وثقيل. وبينما تحاول بعض الدول النهوض بمنظوماتها الصناعية عبر دعم سيادي واستثمارات ضخمة، تبقى الفجوة التقنية معقدة وصعبة التجسير في المدى القصير.

ويستطرد: من جهة أخرى، أدّت هذه التوترات إلى ما يمكن تسميته بالانقسام التكنولوجي العالمي، حيث تتجه المنظومات الغربية والشرقية إلى بناء أنظمتها الذكية الخاصة، المدعومة ببياناتها وقيمها وسياقاتها المحلية. وهذا يحمل في طياته تحولًا جذريًا في طبيعة الذكاء الاصطناعي نفسه، الذي لم يعد مجرد تقنية، بل أداة تعكس سياسات ووجهات نظر ثقافية متباينة.

إن استمرار الحرب التجارية على أشباه الموصلات ينذر بتباطؤ الابتكار العالمي في الذكاء الاصطناعي، ويهدد بتحويله إلى تكنولوجيا مجزأة تفتقر إلى التعاون الدولي وتوحيد المعايير.

لذا، فإن الحل لا يكمن في الانعزال أو فرض المزيد من القيود، بل في إعادة التفكير في أطر التعاون التكنولوجي عبر الحدود، وبناء جسور تبادل آمن للمعرفة والمكونات الأساسية، بما يضمن توازنًا بين الأمن القومي والتقدم العلمي، وفق العمري.

الرقائق.. سلاح رئيسي

ويوضح المستشار الأكاديمي في جامعة “سان خوسيه” الحكومية في كاليفورنيا، الدكتور أحمد بانافع، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” أنه في ظل اشتداد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتي أصبحت ساحة رئيسية فيها هي صناعة الرقائق الإلكترونية، فإنهذه الحرب لا تؤثر فقط على التجارة التقليدية، بل تضرب في قلب الابتكار، خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي (AI).. ويشير إلى تأثير ذلك على وتيرة التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي، على النحو التالي:

أولاً- تباطؤ الابتكار في الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي يعتمد بشكل جوهري على الرقائق المتقدمة (مثل وحدات المعالجة الرسومية GPUs من NVIDIA وشرائح AI من AMD، وTPUs من Google)، وأن أي قيود على تصدير هذه الرقائق أو تصنيعها يؤدي إلى:

تأخير في تدريب النماذج الضخمة للذكاء الاصطناعي، وصعوبة في بناء البنية التحتية للحوسبة السحابية AI Cloud Infrastructure.

نقص في القدرة التنافسية للدول التي تتعرض للعقوبات أو القيود.

ثانياً- السباق نحو السيادة التكنولوجية:

كل طرف في الحرب التجارية يحاول الآن بناء نظام AI خاص به، دون الاعتماد على الآخر:

الصين تستثمر في إنتاج رقائقها الخاصة (مثل شرائح هواوي Kirin 9000S)، وتدعم شركات ناشئة محلية مثل Biren وCambricon.

الولايات المتحدة تقيد تصدير الرقائق المتقدمة وتمنع شركات مثل NVIDIA من بيع شرائح A100 وH100 للصين.

لكن هذا يؤدي إلى: (انقسام العالم إلى معسكرات تقنية، وتكرار الجهود بدلًا من التكامل العالمي، وبالتالي إبطاء التطور الجماعي في الذكاء الاصطناعي).

ثالثاً- تضخم تكاليف البحث والتطوير:

عندما يُمنع بلد من استيراد رقائق متقدمة، يضطر إلى بناء خطوط إنتاج محلية، ما يؤدي إلى: (ارتفاع تكلفة تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي، وإبطاء وتيرة النشر التجاري لتقنيات AI، وتحول في الأولويات من الابتكار إلى الأمن التقني).

رابعاً- مخاطر الاحتكار التكنولوجي

إذا سيطرت دولة أو تحالف معين على إنتاج الرقائق، فقد يؤدي ذلك إلى:

فرض شروط سياسية واقتصادية على استخدام الذكاء الاصطناعي عالميًا.

صعوبة وصول الدول النامية إلى تقنيات AI حديثة.

خامساً: الدفع نحو بدائل جديدة:

بعض الشركات بدأت تنظر في تصميم نماذج أكثر كفاءة في استخدام الطاقة والموارد (Efficient AI)، كما تنظر في استخدام تقنيات بديلة مثل الحوسبة الكمومية أو AI على الحافة (Edge AI).

ويختتم حديثه بقوله إن الحرب التجارية تضغط على نقطة الاختناق الكبرى في مسار الذكاء الاصطناعي، وهي “الرقائق”، مما يؤدي إلى إبطاء التقدم عالميًا، وتعميق الفجوة التكنولوجية، وتحفيز سباق جديد نحو السيادة الرقمية

 

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

قيادات قطاع الحاسبات والذكاء الاصطناعي يزورون شركة "توصيلتي" في الفيوم: نموذج ملهم

في إطار دعم الدولة المصرية للشركات الناشئة وتعزيز التحول الرقمي في محافظات الصعيد، استقبلت شركة “توصيلتي”، الرائدة في خدمات توصيل الطعام والطلبات بمحافظة الفيوم، وفدًا رفيع المستوى من قيادات قطاع الحاسبات والمعلومات والذكاء الاصطناعي، في زيارة رسمية للاطلاع على تجربة الشركة الناجحة كنموذج للتحول الرقمي في شمال الصعيد.

الوفد الزائر ضم كلًا من:

الأستاذ الدكتور خالد حسني، رئيس لجنة الترقيات ووكيل كلية الحاسبات والمعلومات بجامعة الزقازيق.

الأستاذ الدكتور محمد خفاجي، عميد كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي بجامعة الفيوم، وعميد كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي بجامعة بادية.

الأستاذ الدكتور أحمد السداوي، وكيل كلية تكنولوجيا الإدارة بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا.

الأستاذ الدكتور مصطفى ربيع، رئيس قسم علوم الحاسب ومساعد عميد كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي لشؤون التعليم والطلاب بجامعة الفيوم.

عرض تفصيلي لتجربة “توصيلتي”

قدم المهندس محمد طريف، مدير التشغيل بالشركة وأحد خريجي جامعة الفيوم، عرضًا شاملًا للوفد عن آلية التشغيل داخل الشركة، والتي تعتمد على تقنيات حديثة في تكنولوجيا المعلومات، مما ساهم في بناء نظام أوتوماتيكي لتلقي الطلبات وتشغيل الخدمة بكفاءة عالية. 

وأوضح أن الشركة، رغم انطلاقها منذ أقل من أربعة أشهر، نجحت في توفير أكثر من 50 فرصة عمل مباشرة لأبناء المحافظة، وتسعى إلى الوصول إلى 1000 فرصة عمل مباشرة بحلول نهاية العام.

تحول رقمي في ثقافة البيع والتوصيل

من جانبه، أكد الأستاذ محمد ثابت، مدير التعاقدات، أن بدايات المشروع واجهت تحديات كبيرة نظرًا لغياب ثقافة البيع الإلكتروني في محافظة الفيوم، لكن مع الوقت، ازداد الوعي المجتمعي، وتعاونت المحلات والمطاعم مع الشركة في نشر ثقافة البيع عبر التطبيقات. ونجحت “توصيلتي” حتى الآن في التعاقد مع أكثر من 205 جهة متنوعة تشمل مطاعم وصيدليات ومحلات تجارية.

بناء هيكل إداري محلي بالكامل

أوضح الأستاذ محمد عبد الرحمن، المدير الإداري للشركة، أن بناء الهيكل الإداري كان أحد التحديات الكبرى، نظرًا لحداثة فكرة الشركات الناشئة في شمال الصعيد. وأضاف أن الشركة تبنت سياسة التدريب المكثف للشباب من أبناء الفيوم، معظمهم من خريجي جامعة الفيوم، وهو ما أسفر عن تكوين فريق عمل متميز. وأكد أن عدد العاملين سيصل إلى ألف شاب بنهاية العام، إضافة إلى أكثر من 5000 فرصة عمل غير مباشرة داخل الجهات المتعاقدة مع التطبيق.

إشادة من قيادات القطاع الأكاديمي

في كلمته، أشاد الأستاذ الدكتور خالد حسني بتجربة “توصيلتي”، معربًا عن فخره بأن يقود هذه التجربة شباب من خريجي كليات الحاسبات والذكاء الاصطناعي، ويعملون في محافظتهم لخدمة مجتمعهم المحلي. وأكد دعمه الكامل لتكرار هذه التجربة في جامعات مصر المختلفة، والعمل على ربط البحث العلمي بسوق العمل، مشيرًا إلى أن مصر يجب أن تصبح مصدرًا للتطبيقات والتكنولوجيا، وليس مجرد مستخدم لها.

بدوره، أعرب الأستاذ الدكتور محمد خفاجي عن سعادته الغامرة بنجاح النموذج الفيومي، مشيرًا إلى أن تطوير التطبيق بالكامل تم بأيدٍ مصرية من خريجي جامعة الفيوم. كما نوّه بأن التجربة حققت صدى دوليًا وبدأت في التوسع خارج مصر، وهو ما يعزز من فرص تصدير تكنولوجيا المعلومات ودعم الاقتصاد الوطني، مؤكدًا أن ذلك ينسجم تمامًا مع رؤية الدولة المصرية في الجمهورية الجديدة.

دعم أكاديمي وتوسيع التعاون

من جهته، أبدى الأستاذ الدكتور مصطفى ربيع استعداد كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي بجامعة الفيوم الكامل للتعاون مع “توصيلتي” في مجالات التدريب والبحث العلمي، مشيدًا بأن الفكرة مصرية 100% ويديرها شباب طموح من أبناء المحافظة. وشدد على أهمية دعم هذه النماذج الناجحة وتوسيعها لتشمل باقي محافظات الصعيد.

كما اقترح الأستاذ الدكتور أحمد السداوي نقل التجربة إلى محافظة أسوان، مؤكدًا أن طلاب الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا لديهم مشاريع مشابهة، ويمكن أن تكون تجربة “توصيلتي” نموذجًا أوليًا للتطبيق هناك. وقد رحبت إدارة الشركة بهذا الاقتراح، مؤكدة استعدادها الكامل للتعاون في دعم الطلاب ونقل الخبرات التقنية.

ختام الزيارة

في ختام الزيارة، وجهت شركة “توصيلتي” شكرها العميق للوفد الزائر، مؤكدة أن هذه الزيارة تمثل دعمًا حقيقيًا للشباب ورواد الأعمال، وتحفيزًا لنشر ثقافة التحول الرقمي في صعيد مصر. كما تعهدت الشركة بمواصلة العمل على توسيع رقعة التجربة لتشمل كافة المحافظات، وجعل محافظة الفيوم مركزًا رياديًا لتكنولوجيا التوصيل الذكي في مصر والمنطقة.

1000023683 1000023684 1000023685 1000023682 1000023681 1000023680

مقالات مشابهة

  • وزير التعليم لـ طلاب "النيل الدولية": البرمجة والذكاء الاصطناعي لغة المستقبل وركيزة لسوق العمل
  • إلى أين تتجه الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين؟
  • قيادات قطاع الحاسبات والذكاء الاصطناعي يزورون شركة "توصيلتي" في الفيوم: نموذج ملهم
  • برامج في الألعاب الإلكترونية والذكاء الاصطناعي في الإمارات
  • بين التصعيد والتحذير.. الصين ترفض المقايضات التجارية على حسابها وتدعو أمريكا للتوازن والتعايش
  • قفزة في الخدمات المالية واللوجستية تفتح أبواب الاستثمار الصيني في مصر
  • هل تخسر أميركا سوق الشرائح الإلكترونية لصالح الصين؟
  • الشباب والذكاء الاصطناعي.. مشاعر معقدة بين الثقة والقلق
  • الغرف التجارية: التحديات التجارية تزيد من أهمية الشراكة بين مصر والصين