فيلم وثائقي يروي قصة عودة طالبان إلى المشهد الأفغاني
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
سلط الفيلم الوثائقي -الذي بثته قناة الجزيرة ليل الجمعة- الضوء على الانتصار الذي حققته حركة طالبان، بعد الفشل الأميركي والغربي في أفغانستان، وركز الجزء الأول من الفيلم على غزو أفغانستان وتداعياته على طالبان التي أعادت تنظيم صفوفها لاحقا وشنت هجمات على قوات التحالف الغربي.
ويتطرق في البداية إلى الحرب الأهلية في أفغانستان والاقتتال بين فصائل المجاهدين عام 1992، ثم ظهور حركة طالبان ودخولها كابل وسيطرتها على الأوضاع عام 1994.
ويظهر الفيلم الوثائقي –الذي يحمل عنوان: "أفغانستان.. السنوات الصعبة"- كيف أن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن استُقبل من قبل أمراء الحرب في شرق أفغانستان، وكان ذلك قبل أن تتولى طالبان مقاليد السلطة في البلاد.
وحكَمت الحركة بقبضة من حديد لمدة 5 سنوات، لكن الأوضاع انقلبت رأسا على عقب بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 عندما هاجم تنظيم القاعدة أميركا على أراضيها، وهي الهجمات التي اتخذتها إدارة جورج بوش الابن مبررا للتدخل وإسقاط حكومة طالبان.
واستخدمت وكالة المخابرات المركزية الأميركية في مطاردة طالبان وتنظيم القاعدة أمراء الحرب للقتال على الأرض، وهو ما أكده أمر الله صالح، نائب رئيس جمهورية أفغانستان (2019 ـ 2021)، بقوله إن المخابرات الأميركية اتصلت به حينها لهذا الغرض وأخبرته أن الأميركيين سيجلبون مستقبلا مشرقا لأفغانستان.
وفي أقل من شهرين تمكن أمراء الحرب من استعادة نصف مساحة أفغانستان وانتقموا من مقاتلي طالبان برعاية الجنود الأميركيين، حيث قتل آلاف السجناء وأرسل آخرون إلى سجون سرية في خليج غوانتنامو، بينما فرت الغالبية الكبرى من عناصر الحركة من أفغانستان ومنهم من شق طريقه إلى البلدان المجاورة نحو مخيمات اللاجئين..
ورغم تعرض أفرادها للقتل والتعذيب في غوانتنامو، لم يمنع ذلك حركة طالبان من تنظيم صفوفها والبدء في شن هجمات على قوات التحالف، خاصة في بداية عام 2007، واحتدمت المعارك أكثر عام 2009.
ويقول مولوي كريم الله واثق، وهو من قدامى محاربي طالبان في ولاية كابيسا إن الحركة لم يكن لديها أسلحة ولا معدات ولا أموال، لكنها بدأت القتال كونه فعل عبادة.
ومن جهته، يقر الفريق أنتوني شافر من القوات الخاصة الأميركية في أفغانستان (2003 ـ 2005) أنه حسِب أن مهمته ستكون سهلة في أفغانستان، لكنه اصطدم بواقع آخر " وجدت حربا حقيقية مستمرة في أفغانستان.. رغم تصوير البيت الأبيض للأمر بخلاف ذلك"، مؤكدا أن طالبان كانت أكثر فاعلية.
سوء الإدارةويذكر أن الأمم المتحدة وافقت على إنشاء أكبر تحالف عسكري في أفغانستان، وفي عام 2002 أرسلت 20 دولة 5 آلاف جندي إلى كابل، وتضاعف عدد الجنود الأميركيين والغربيين، وبحلول 2008 كان هناك 60 ألف جندي من 40 دولة مختلفة، ورغم ذلك واصلت طالبان قتالها ضد قوات التحالف.
ويظهر الفيلم الوثائقي – الذي بثته قناة الجزيرة بتاريخ 2023/8/25 – كيف أن سوء الإدارة في أفغانستان تسبب في تفاقم الأوضاع في هذا البلد، بالإضافة إلى انتشار الفساد في هرم السلطة وتدفق المال السريع والسهل من المخدرات التي أحدثت دمارا كبيرا للأفغانيين، وتصدرت البلاد الإنتاج العالمي للأفيون والهيروين.
ويشير داود سلطان زوي، عضو مجلس النواب الأفغاني (2005 ـ 2011) إلى أن الفساد وجد نافذة له خلال تلك الفترة، وتشكلت مافيا سياسية برعاية مافيا اقتصادية.
وبينما كانت الحكومة الأفغانية تفقد مصداقيتها نتيجة سوء الإدارة، كان مقاتلو طالبان يتقدمون مستعينين في ذلك بثقة الشعب فيهم.
ويذكر أن المجتمع الدولي نظّم وموّل عام 2004 إجراء أول انتخابات ديمقراطية في أفغانستان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی أفغانستان
إقرأ أيضاً:
في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرًا في كلبول
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كان يمكن لهذه الصورة أن تكون هذه الصورة في أي حفل عيد ميلاد.
وتُظهر الصورة ثلاث فتيات يرتدين الفساتين ويقفن جنبًا إلى جنب في غرفة المعيشة المزينة بالبالونات والشرائط المعلقة، لكن مع إخفائهنّ لوجههنّ عن الكاميرا، يمكن استنتاج وجود سبب لعدم الكشف عن هويتهن، ما يجعل لخصلات شعرهنّ المكشوفة معنى أعمق.
وتعيش الفتيات في العاصمة الأفغانية كابول تحت أعين حركة طالبان التي تزداد يقظة، والتي عادت إلى السلطة بأفغانستان في عام 2021 عندما انسحبت القوات الأمريكية من البلاد فجأة.
وبعد تعهدها في البداية باحترام حقوق المرأة، كادت طالبان أن تمحو النساء من الحياة العامة، وأن ترسل الفتيات إلى ما خلف الأبواب المغلقة.
في مارس/آذار، حضرت المصورة الصحفية، كيانا هايري، حفلة عيد الميلاد هذه في كابول بأفغانستان بصحبة الباحثة، ميليسا كورنيه.Credit: Kiana Hayeri for Fondation Carmignacوالتقطت المصورة الصحفية الإيرانية الكندية، كيانا هايري، هذه الصورة في وقتٍ سابق من هذا العام.
وتُعتبر الصورة واحدة من بين العديد من الصور ضمن مجموعة أعمال تم توثيقها على مدى ست أشهر، تُظهر حياة النساء الأفغانيات في ظل حرمان طالبان لهنّ من حقوقهنّ الأساسية باستمرار.
وفرضت الحركة عليهنّ وضع غطاء الرأس في الأماكن العامة، ومَنَعت سماع أصواتهن، إلى جانب منعهن من الالتحاق بالمدرسة الثانوية، والعمل بغالبية أنواع القوى العاملة، والظهور في المساحات الاجتماعية.
التُقِطت هذه الصورة خلال حفلة عيد ميلاد أخرى في فبراير/شباط.Credit: Kiana Hayeri for Fondation Carmignacوبالتعاون مع الباحثة الفرنسية، ميليسا كورنيه، حصل التقرير التعاوني للثنائي، وعنوانه "No Woman’s Land"، على تمويل من جائزة "كارمينياك" للتصوير الصحفي.
وتم عرضه في العاصمة الفرنسية باريس هذا الشهر على شكل مزيج من الصور، ومقاطع الفيديو، فضلًا عن أعمال فنية تعاونية مع الفتيات الأفغانيات.
وسافرت هايري وكورنيه إلى سبع مقاطعات، وعمدتا إلى مقابلة أكثر من مئة امرأة خلال النصف الأول من هذا العام لإتمام التقرير.
والتقت المرأتان في كابول بعام 2018، وعاشتا في أفغانستان بشكلٍ متقطع لعدة سنوات.
وكانت هايري متواجدة أثناء الفوضى التي أحدثها انسحاب الجيش الأميركي، بينما عادت كورنيه بعد فترة وجيزة.
واستذكرت هايري الموقف أثناء حديثها مع CNN قائلةً: "كانت هناك مخاوف مختلفة أسبوعًا بعد أسبوع"، حيث شعرت المصورة في البداية بالقلق بشأن سلامتها وسط سقوط البلاد بأيدي حركة طالبان.
ومن ثم أضافت: "عندما رأينا كيف تغيرت الأشياء كل يوم، وتكشفت الأحداث، أصبح الخوف يدور حول ما سيحدث للمجتمع، وللنساء الأفغانيات".
نظرة مستمرةأوضحت المرأتان في مقابلة عبر الفيديو أنّهما سعيتا إلى تقديم وجهة نظر مفصَّلة لحياة النساء الأفغانيات.
وقالت كورنيه إنّه بدلاً من عرض وجهة نظر سطحية لحالة القمع، يهدف المشروع لعرض نظرة مستمرة وأعمق تجاه "الخسائر غير المادية" لجيل النساء اللاتي فقدن الأمل بالمستقبل.
ويُظهر المشروع أنّ العواقب معقدة.
وأوضحت كورنيه: "هناك الكثير من الطبقات الاجتماعية والثقافية. إنّها دولة غير متجانسة للغاية. لذا، إذا ذهبت إلى الجنوب، والشمال، والمركز، والغرب، سترى أوضاعًا مختلفة تمامًا في كل منطقة على حدّة".
ورُغم أنّ المجتمع الأفغاني "أبوي" إلى حدٍ كبير، على حد تعبيرها، إلا أنّ الانقسام الحضري والريفي يمكن أن يكون واسعًا.
وأشارت كورنيه إلى أنّ العديد من النساء لم يعشن التقدم المحرز بمجال المساواة في مراكز المدن على مدى العقدين الماضيين، لافتة إلى أن حكم طالبان ليس متجانسًا أيضًا، إذ تقوم بعض المجموعات بغض الطرف عن المدارس السرية التي لا تزال تعلم الفتيات بعد مرحلة الصف السادس، والتي تم توثيقها كجزء من السلسلة.
وعلى مدار الأشهر الستة، صوَّرت هايري وكورنيه الفتيات المراهقات مرارًا وتكرارًا، في منازلهن، وخلال تجمعات خاصة أخرى بالمناسبات، مثل أعياد الميلاد، وحفلات الزفاف.
وذكرت كورنيه أنه رُغم حظر الموسيقى والرقص في الأماكن العامة، إلا أنّ الفتيات في الحفلة كنّ يستمعن للموسيقى الصادرة من هواتفهنّ عبر مكبر صوت، ويرقصن معًا، ويقمن بالتقاط الصور ونشرها عبر حساباتهن على وسائل التواصل الاجتماعي.