يلتئم المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) مساء اليوم الثلاثاء، لحسم مستقبل الإبادة الجماعية التي ترتكبها تل أبيب في قطاع غزة منذ أكثر من عام ونصف، وبحث سبل زيادة الضغط على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن الاجتماع الذي سيعقد هذا المساء يأتي وسط تباين في وجهات نظر الوزراء بين مطالب بحرب شاملة، ومؤيد لتصعيد تدريجي لتحسين شروط التفاوض مع حركة حماس واستعادة الأسرى الإسرائيليين من القطاع، وفق هيئة البث الإسرائيلية الرسمية.

وقالت الهيئة إن الاجتماع يأتي في ظل تعثّر المفاوضات مع حماس بشان صفقة التبادل، ووسط تباين في مواقف الوزراء بين الضغط التدريجي والتصعيد الشامل.

وكانت إسرائيل -وفق هيئة البث- تأمل أن يؤدي استئناف العمليات العسكرية ووقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى ليونة بموقف حماس واستعداد لقبول مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، لدرجة أن الحكومة كانت مستعدة لقبول صيغة جزئية تفضي لإطلاق سراح 7 إلى 11 أسيرا حيا مقابل تنازلات كبيرة.

وذكرت أن حماس أظهرت بعض مؤشرات المرونة، لكنها رفضت المقترح رسميا، ومنذ نهاية الأسبوع توقفت المفاوضات فعليا.

إعلان

ومقابل تعنت وتهرب تل أبيب أعلن القيادي في حماس خليل الحية قبل أيام استعداد الحركة لبدء فورا بمفاوضات الرزمة الشاملة لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة مقابل إنهاء الإبادة والانسحاب الكامل من القطاع.

كما أعلنت الحركة استعدادها لصفقة شاملة تشمل إعادة جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل وقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

3 مقترحات إسرائيلية

من جانب آخر، قالت شارين هاسكل نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي إن إسرائيل قدمت 3 مقترحات لوقف إطلاق النار في غزة، لكن حركة حماس رفضتها.

وحمّلت هاسكل حماس مسؤولية استمرار الحرب، داعية إلى ممارسة كل الضغوط عليها للإفراج عن الأسرى وتمديد وقف إطلاق النار.

وأشارت المسؤولة الإسرائيلية إلى أنه يمكن إنهاء الحرب الآن في حال إطلاق سراح الأسرى.

وفي السياق، قال زعيم حزب الديمقراطيين يائير غولان إن على إسرائيل القبول بصفقة لإعادة المحتجزين مقابل وقف الحرب والانسحاب من غزة.

وأضاف غولان أن التمسك باستمرار الحرب يخدم نتنياهو سياسيا، فهو يريد للإسرائيليين أن يعيشوا بحالة خوف وضغط دائمين.

وأشار إلى أن الحرب لن تؤدي إلى إخضاع حماس التي تقاتلها إسرائيل في الضفة الغربية منذ عام 1987 ولا تزال موجودة هناك رغم كل ذلك.

وأوضح أن من يريد إعادة المحتجزين عليه أن يقبل بالواقع، وهو أن حماس لن تباد بشكل كامل، وأن هناك فرصة لن تتكرر للتوصل إلى إعادة الأسرى، وأن من الأفضل لإسرائيل أن تستغل الفرصة وتوقف حربها على غزة.

ضغط العائلات

في الأثناء، تدعو عائلات الأسرى ونحو 142 ألف إسرائيلي إلى إبرام اتفاق شامل لإعادة جميع الأسرى دفعة واحدة ولو مقابل وقف الحرب على غزة، لكن الحكومة ترفض هذه الدعوات وتصر على أن بإمكانها دفع حماس للقبول بموقفها بالضغط العسكري الذي يشمل هجمات جوية واسعة.

إعلان

ونقلت صحيفة هآرتس عن والدة الجندي الأسير في غزة متان إنغريست قولها إن الناخبين اختاروا رئيس وزراء اعتقدوا أنه سيفعل كل شيء لإعادة المحتجزين، لكنه بات يعرقل الصفقات.

وأضافت والدة إنغريست أن دولة إسرائيل خانت ابنها الذي كان يقاتل دفاعا عنها.

وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا فير قطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، في حين يقبع في سجونها أكثر من 9900 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

وأكدت حركة حماس مرارا جاهزيتها لتسليم جميع الأسرى دفعة واحدة، لكن نتنياهو يماطل عبر البحث عن صفقات جزئية تبقي حرب الإبادة متواصلة، وفق المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

محللون إسرائيليون: نتنياهو اعترف بالفشل وأكد استعداده للتضحية بالأسرى

هاجم محللون إسرائيليون خطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي أعلن فيه استمرار الحرب على قطاع غزة، وقالوا إنه اعتراف بالهزيمة، مؤكدين أن الضغط العسكري لن يجبر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على توقيع اتفاق بشروطه.

فقد وصف محلل الشؤون العسكرية في القناة الـ12 نير دفوري، خطاب رئيس الوزراء بأنه "محاولة للتصدي لتآكل موقفه أمام الرأي العام، وتأكيد على إدراكه لضرورة تفسير رفضه الذهاب إلى صفقة، وتمسكه بمواصلة الحرب".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2برافدا: روسيا الطرف الوحيد القادر على إنجاح المفاوضات الإيرانية الأميركيةlist 2 of 2تايمز: عصابات المخدرات تسيطر على السجون الفرنسيةend of list

وقال دفوري إن خطاب نتنياهو الأخير يعكس فهمه لضرورة تقديم إجابات حول أسباب مواصلة القتال لحين القضاء على حماس، الأمر الذي يعني استدعاء مئات الآلاف من جنود الاحتياط وتسخير دولة بأكملها.

عواقب هائلة لأهداف حزبية

ووفقا لدفوري، فإن مواصلة الحرب "ستكون لها عواقب هائلة، وسيكون على إسرائيل تحمل هذه العواقب، إضافة لنتائج استمرار القتال"، مع التأكيد على أن حماس "ليست من النوع الذي يستسلم بسهولة"، وأنها لو بقيت معها ورقة واحدة أخيرة "فسوف تظل تتحدث عن القضاء على إسرائيل".

وأعرب عن اعتقاده بأن إسرائيل تحاول إجبار الحركة على التعاطي مع صفقة الأسرى الـ33 من خلال ضغط عسكري نسبي، مؤكدا أن هذا الأمر "سيكون له ثمن، والنتائج الحالية تقول إن المخطوفين (الأسرى) لا يعودون".

إعلان

كما قالت مراسلة شؤون الكنيست في القناة الـ13، ليئور كينان، إن نتنياهو حاول تحسين موقفه الحزبي وقاعدته الانتخابية؛ لأنه يتعرض لانتقادات كثيرة ويخسر مزيدا من استطلاعات الرأي التي تتعلق باستعادة الأسرى حتى لو كان الثمن وقف الحرب.

أما القائد السابق للفيلق الشمالي في جيش الاحتلال، نوعام تيبون، فقال إن خطاب نتنياهو "كان اعترافا بهزيمته وفشله، وهو ما جعله يوجهه بطريقة لا تتيح توجيه الأسئلة إليه".

ووصف تيبون حديث رئيس الوزراء بأنه "مليء بالأكاذيب"، وقال إنه صدر لاعتبارات حزبية لأن مصير نتنياهو بات متعلقا تماما بوزيري الأمن القومي والمالية إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش. وأعرب القائد السابق للفيلق الشمالي عن اعتقاده أن نتنياهو مستعد للتضحية بحياة الأسرى لضمان بقائه السياسي.

أهداف لا يمكن تحقيقها

وفي السياق، استغرب المحلل السياسي ومقدم البرامج في القناة الـ12، بن كسبيت، حديث نتنياهو الذي قال فيه إنه لا يوجد قائد سياسي يمكنه القبول بشروط حماس بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، قائلا: "سيد نتنياهو، أنت قبلت بهذه الشروط قبل هذا التاريخ، وأنت من أنشأت الوضع".

وبالمثل، قال مراسل شؤون الكنيست في "يسرائيل هيوم"، أمير إتينغر، إن نتنياهو يحاول شرعنة عملية عسكرية أخرى، وإنه يعي أن أسئلة كبيرة تدور حول فرص نجاح القضاء على حماس بعد عام ونصف العام من الفشل في تحقيق هذا الهدف.

وفي تعليقه على خطاب نتنياهو، قال مراسل الشؤون العربية في القناة الـ12، أوهاد حمو، إن القضاء على حماس واستعادة الأسرى لا يمكن أن يتحققا معا.

ولفت حمو إلى أن تمسك رئيس الوزراء بالقضاء على الحركة تماما يتعارض مع تصريحات الجيش التي تقول إن حماس جندت 20 ألف مقاتل جديد.

وأخيرا، قالت مراسلة الشؤون السياسية في القناة الـ13، موريا وولبيرغ، إن حديث نتنياهو يعكس حقيقة أن إسرائيل لم تبلور إستراتيجية واضحة حتى الآن لليوم التالي للحرب، مضيفةً أن غياب خطوط واضحة لهذا الأمر "يعني أننا سنكون أمام حرب بلا نهاية".

إعلان

واتفق محلل الشؤون السياسية في القناة نفسها إيال بيركوفيتش، مع حديث وولبيرغ، بقوله "هل نحن في إسرائيل أم في كوريا الشمالية؟ لقد سجل نتنياهو خطابا وبثه للسكان، فماذا علينا أن نفعل؟ هل نخرج للساحات ونؤدي التحية ونصفق له؟"، مضيفا "كفى، ألم يسأم (نتنياهو) من الكذب على الشعب وتضليله طوال الوقت".

مقالات مشابهة

  • مقترح جديد لوقف الحرب في غزة.. إسرائيل تقمع مظاهرات مناهضة لـ«نتنياهو»
  • نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين: الانقسام داخل حكومة نتنياهو يهدد استقرار إسرائيل
  • محللون إسرائيليون: نتنياهو اعترف بالفشل وأكد استعداده للتضحية بالأسرى
  • صفقة الأسرى في مهب الريح.. إسرائيل تصعّد وحماس تُصر على اتفاقات تنهى الحرب
  • أهالي أسرى إسرائيليين ينظمون وقفة على حدود غزة.. طالبوا بصفقة شاملة
  • تقارير: إسرائيل تلوح باستئناف الحرب على غزة خلال 10 أيام
  • والد أسير إسرائيلي: نتنياهو يتخلى عن الجنود ويفضل بقاءه
  • نتنياهو يتمسك بالإبادة في غزة واحتلال مناطق في لبنان وسوريا
  • قراءات إسرائيلية في خطاب نتنياهو.. ترك أسئلة بدون إجابات