وكالة الإقتصاد نيوز:
2025-04-22@19:37:52 GMT

العالم يحتفل بيوم الارض.. ما قصته؟

تاريخ النشر: 22nd, April 2025 GMT

العالم يحتفل بيوم الارض.. ما قصته؟

الاقتصاد نيوز - متابعة

يحتفل العالم في 22 نيسان من كل عام بيوم الأرض، وهو مناسبة تهدف إلى الدعوة لبيئة صحية وآمنة وعادلة، وعالم مستقر.

 

فما هي حكاية يوم الأرض؟   بدأ الاحتفال بيوم الأرض عام 1970، حين أطلقه السيناتور الأمريكي غايلورد نيلسون للمرة الأولى في 22 نيسان من ذلك العام.   ففي عام 1969، وخلال زيارة نيلسون ومساعده، طالب الدراسات العليا في جامعة هارفارد دينيس هايز، إلى مدينة سانتا باربارا   بولاية كاليفورنيا، شاهدا كميات ضخمة من النفط تلوّث مياه المحيط الهادئ بالقرب من السواحل الأمريكية، وتمتد لعدة أميال، في مشهد يهدد حياة الأسماك والطيور البحرية.

  وعندما عادا إلى واشنطن، قدّم السيناتور نيلسون مشروع قانون لجعل يوم 22 أبريل/نيسان من كل عام عيدا قوميا للاحتفال بكوكب الأرض.   وكانت الفكرة من "يوم الأرض" أن يكون وسيلة لإشراك المواطنين في قضايا البيئة، ودفع تلك القضايا إلى صدارة الأجندة الوطنية.   وشهد أول يوم أرض مشاركة نحو 20 مليون شخص خرجوا إلى شوارع المدن الكبرى في مختلف أنحاء الولايات المتحدة.   وفي عام 1990، أصبح "يوم الأرض" حدثا عالميا، يشارك فيه الآن أكثر من مليار شخص من مختلف الأعمار، موزّعين على نحو 200 دولة، وفقًا للمنظّمين.   وفي العام نفسه، تأسست منظمة دولية ضمّت 141 دولة، بهدف تعزيز الاهتمام ببيئة كوكب الأرض. ويُحتفل حاليا بهذا اليوم في 184 بلدا حول العالم.   وتقول رئيسة منظمة "يوم الأرض"، كاثلين روجرز: "إن الاحتفال بيوم الأرض غالبًا ما يكون أول عمل بيئي يقوم به الكثير من الناس".   وسرعان ما ظهرت حملات كبرى ركّزت على قضايا تغيّر المناخ، مثل ظاهرة الاحتباس الحراري والطاقة النظيفة.   وفي عام 1997، اعترف قادة العالم، خلال اجتماعهم في كيوتو باليابان، بأن أحد أبرز أسباب تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري هو استمرار انبعاثات الكربون الناتجة عن استهلاك الوقود الأحفوري، مؤكدين ضرورة التصدّي لتلك الانبعاثات المضرّة بكوكب الأرض. التلوث   وأفاد تقرير نُشر في دورية "لانسيت" الطبية بأن التلوّث كان سببا في وفاة تسعة ملايين شخص حول العالم في عام 2015.   وأوضح التقرير أن الغالبية العظمى من هذه الوفيات وقعت في دول ذات دخل منخفض أو متوسط، حيث كان التلوث مسؤولا عن نحو 25% من الحالات. وكانت بنغلاديش والصومال من بين الدول الأكثر تضررًا.   وقد شكّل تلوث الهواء العامل الأكبر، إذ تسبّب في نحو ثلثي الوفيات المرتبطة بالتلوث.   في المقابل، سجّلت بروناي والسويد أقل معدلات الوفاة المرتبطة بالتلوث.   وأشار التقرير إلى أن معظم حالات الوفاة نتجت عن أمراض غير معدية مرتبطة بالتلوث، مثل أمراض القلب، والسكتة الدماغية، وسرطان الرئة.   وقال الأستاذ الجامعي فيليب لاندريغان، من "كلية إيسان للطب" التابعة لمستشفى "ماونت سيناي" التعليمي في نيويورك، إن "التلوث ليس مجرد تحدٍّ بيئي، بل يمثل تهديدا عميقا وواسع النطاق يؤثر على جوانب متعددة من الصحة والرفاهية البشرية".   وأشار التقرير إلى أن تلوث الهواء، باعتباره عامل الخطر الأكبر، كان السبب في وفاة 6.5 مليون شخص بشكل مبكر، ويشمل هذا التلوث الخارجي الناتج عن الغازات والجسيمات العالقة في الهواء، بالإضافة إلى التلوث داخل المباني، الناجم عن حرق الوقود والفحم.   وجاء تلوث المياه في المرتبة الثانية من حيث الخطورة، حيث تسبب في وفاة نحو 1.8 مليون شخص، في حين أسفر التلوث في أماكن العمل عن وفاة 800 ألف شخص حول العالم.   وأورد التقرير أن نحو 92% من هذه الوفيات وقعت في الدول الأفقر، وكان التأثير الأشد تركّزًا في البلدان التي تشهد نموًا اقتصاديًا سريعًا، مثل الهند التي سجّلت خامس أعلى معدل وفيات بسبب التلوث، والصين التي حلّت في المرتبة السادسة عشرة. على ماذا يُركز يوم الأرض لعام 2025؟   يتغير شعار يوم الأرض كل عام وفقا لما تراه منظمة يوم الأرض. وهذا العام، يسعى يوم الأرض إلى التركيز على الطاقة المتجددة للأسباب التالية: • انخفضت تكلفة تصنيع الألواح الشمسية بشكل كبير خلال العقد الماضي - بنسبة تصل إلى 93 في المئة بين عامي 2010 و2020، هذا يجعلها خيارًا أكثر توفيرًا. • يُقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري من تلوث الهواء، مما يُقلل من خطر الإصابة بأمراض خطيرة. • يعود بالنفع على الاقتصاد حيث أن الاستثمار في تقنيات الطاقة المتجددة يُمكن أن يُوفر ما يُقدر بـ 14 مليون فرصة عمل حول العالم. • تُنتج حوالي 50 دولة حول العالم بالفعل أكثر من نصف احتياجاتها من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة. ما الذي حققه يوم الأرض؟ يستحق الانتباه نهاية   بعد بضع سنوات من أول احتفال بيوم الأرض في عام 1970، تم تأسيس وكالة حماية البيئة الأمريكية، كما تم إصدار أو تعزيز العديد من القوانين البيئية، مثل قانون الهواء النظيف.   وشملت الفعاليات الأخيرة زراعة مئات الملايين من الأشجار، ودعم المزارعين من خلال تبني ممارسات زراعية مستدامة، بالإضافة إلى بدء مشاريع محو الأمية المناخية في مختلف أنحاء العالم.   ويشير بعض المراقبين أيضا إلى أهمية يوم الأرض في دفع القضايا البيئية إلى جداول الأعمال الوطنية والدولية.   ويقول الأمين التنفيذي السابق لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية المتعلقة بتغير المناخ إيفو دي بوير: "في ظل وجود مجموعة من القضايا التي تدفع بالتحديات البيئية إلى أسفل قائمة أولويات المجتمع، تُذكّرنا أحداث مثل يوم الأرض بالتكلفة طويلة المدى للسياسات قصيرة المدى".   وفي عام 2016، تم اختيار يوم الأرض بشكل رمزي للتوقيع الرسمي على اتفاق باريس التاريخي للمناخ، الذي تم الاتفاق عليه في أواخر عام 2015.   وكانت هذه هي المرة الأولى التي تتفق فيها دول العالم بشكل جماعي على أهداف لمحاولة الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.   ماذا يقول النقاد عن يوم الأرض؟   يحذر بعض النقاد من أن هذه الإنجازات قد تعطي إحساسا زائفا بالتقدم.   فالكثير من المؤشرات البيئية – من درجات الحرارة العالمية إلى انقراض أنواع من الكائنات الحية – تتغير بسرعة بسبب الأنشطة البشرية. وقد فشلت الجهود المبذولة حتى الآن في وقف هذه الاتجاهات أو عكس مسارها.   كما اتُهم بعض الأفراد والشركات باستغلال يوم الأرض كفرصة للترويج المضلل لمراعاتهم وحمايتهم للبيئة دون إجراء التغييرات الحقيقية المطلوبة، وهو ما يُعرف بـ "الغسل الأخضر".   وعلى سبيل المثال، في عام 2022، غردت الناشطة المناخية غريتا ثونبيرغ بأن يوم الأرض "تحول إلى فرصة للأشخاص الممسكين بزمام السلطة لنشر حبهم للكوكب، وفي الوقت نفسه تدميره بأقصى سرعة".   وقالت رئيسة منظمة يوم الأرض كاثلين روجرز لبي بي سي: "نعلم جميعًا أن الغسل الأخضر يحدث، وهو أمر مثير للغضب".   وأضافت: "إنها ليست مشكلة تسببنا فيها، ولكننا نعلم أن يوم الأرض يتم استغلاله بشكل ساخر من قبل بعض الشركات لإساءة استخدام روح الاستدامة من أجل تحقيق مكاسب خاصة بها. يتعين على الحكومات أن تتخذ إجراءات صارمة ضد أي شركة أو صناعة تكذب على المستهلكين". ما العلاقة بين يوم الأرض وصندوق توفير الطاقة؟   وفي عام 1992، مهّد ضغط يوم الأرض الطريق لعقد قمة الأرض للأمم المتحدة في ريو دي جانيرو، حيث احتلت المخاوف البيئية مركز الصدارة.   وكان إنشاء صندوق توفير الطاقة جزءا من استجابة المملكة المتحدة لهذه القمة. وكانت قمة الأرض لعام 1992 هي أول اجتماع رسمي للأطراف المنخرطة في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن التغير المناخية، الذي عرف لاحقا بـ مؤتمر الأطراف السنوي (كوب).   وقد حضرت جميع الدول التي وقّعت على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ هذا المؤتمر. وفي عام 1994 أيضا، تم التصديق على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ التي أدخلت قيودًا غير ملزمة على انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.   وكان من أبرز مؤتمرات الأطراف في السنوات الأخيرة مؤتمر الأطراف الحادي والعشرون (كوب 21)، الذي عُقد في باريس عام 2015. حيث تم الاتفاق على مجموعة من "القواعد" لمعالجة تغير المناخ، والتي أصبحت تُعرف باسم اتفاقية باريس. وشملت هذه التوصيات: - خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون - زيادة مصادر الطاقة المتجددة - الحد من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية   أبرز المحطات في يوم الأرض • 1970 : أُقيم أول يوم للأرض في الولايات المتحدة في 22 أبريل حيث أسس السيناتور الأمريكي جايلورد نيلسون هذه الحملة بعد أن شهد تسربًا نفطيًا. • 1990 : شارك 200 مليون شخص في 141 دولة في احتفالات يوم الأرض، وأصبحت القضايا البيئية عالمية. • 2000 : طالبت 184 دولة ومئات الملايين من الناس باتخاذ إجراءات بشأن الاحتباس الحراري والطاقة النظيفة. • 2010 : أُطلقت حملة "مليار مبادرة خضراء". • 2015 : اختارت الأمم المتحدة يوم الأرض يومًا لتوقيع اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ. • 2020 : احتفلت حملة 2020 بمرور 50 عامًا على العمل المناخي العالمي، بمشاركة مليار شخص حول العالم.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار الاحتباس الحراری الطاقة المتجددة الأمم المتحدة تغیر المناخ بیوم الأرض حول العالم یوم الأرض ملیون شخص وفی عام فی عام

إقرأ أيضاً:

الصهاينة يتحايلون على العالم ويربطون سعر الشيكل بالغاز في باطن الأرض

إسرائيل تزعم أن لديها 220 مليار دولار احتياط نقدي والحقيقة أن 216 ملياراً منها وهمية استهداف حقول الغاز سيؤدي إلى تدمير الاقتصاد الإسرائيلي وسيفقد الشيكل أكثر من 98% من قيمته الشيكل الإسرائيلي يساوي الريال السعودي والدرهم الإماراتي برغم أن السعودية تنتج 12 مليون برميل والإمارات قرابة 5 ملايين برميل يومياً! ضرورة مخاطبة صندوق النقد الدولي بإلغاء قيمة الغاز من أرصدة الكيان الصهيوني أو المعاملة بالمثل

حرص الكيان الصهيوني منذ احتلاله لفلسطين على البحث عن موارد طبيعية، وتحديدًا النفط والغاز، ففي خمسينيات القرن الماضي، تم اكتشاف كمية قليلة من الغاز، حيث تم استخدامها في تزويد المصانع الصغيرة ومناطق سكنية وتجارية في ديمونا، إلا أن تلك الاكتشافات لم تُشكّل قفزة حقيقية في عالم الطاقة، وبقيت الأمور على حالها حتى نهاية القرن الماضي، فقد مرّت «إسرائيل» بعدها في ثلاث مراحل حتى اكتشاف الغاز الأولى عام 1999، حين اكتشفت «إسرائيل» حقل نوعا وميري، والثانية عام 2009، مع اكتشاف «إسرائيل» حقل تمار، والذي يسدُّ غالبية احتياج السوق الإسرائيلي من الغاز اليوم، ومن ثم تم اكتشاف حقل لفيتان المرحلة الثالثة عام 2010، عندما وصلت «إسرائيل» إلى أعماق البحر المتوسط، لتضع يدها على مئات مليارات المترات المكعبة من الغاز الطبيعي، ومن خلال الغاز استطاع اللوبي الصهيوني أن يتحايل على العالم، ويربط الغاز بالاحتياطي النقدي لدولة الكيان التي اتضح – وفق خبراء الاقتصاد – أنها لا تمتلك احتياطيا نقديا لعملة الشيكل الإسرائيلية، في فضيحة وعملية احتيال نقدية ومصرفية متفردة وغريبة، وبالتالي فإن استهداف حقوق الغاز من قبل القوات المسلحة اليمنية وفق الخبراء ستشكل ضربة قاصمة ستهزُّ اقتصاد دولة الاحتلال وستصيبها في مقتل خطير ومدمر..

الثورة / أحمد المالكي

ووفق الخبير الاقتصادي سليم الجعدبي، اتضح أن الكيان الصهيوني، لا يملك سوى 4 مليارات دولار أرصدة خارجية وان الاحتياطي الذي يزعم أنه 220 مليار دولار اتضح أن 216 ملياراً منه وهمية وأنها عبارة عن قيمة الغاز الذي مازال في باطن البحر، ومن المفارقة العجيبة -وفق الجعدبي- أن الشيكل الإسرائيلي يساوي الريال السعودي ويساوي الدرهم الإماراتي، حيث من غير المعقول أن يتساوى قيمة العملة في الكيانات الثلاثة والسعودية تنتج يوميا 12 مليون برميل والإمارات قرابة 5 ملايين.

حيله

وأشار الخبير الاقتصادي سليم الجعدبي، إلى أن هناك حيلة على العالم تمت عام 1985م، عندما وصل التضخم في إسرائيل إلى مستويات عالية جدا حيث وصل الدولار إلى قرابة 1600 شيكل، وقاموا حينها بالاحتيال على العالم وطبعوا شيكل جديد، وقالوا أن الشيكل الجديد يساوي 1000 شيكل قديم، وبالتالي يفترض لأي دولة ارتفعت عملتها مقابل الدولار أن تكون عززت رصيدها الخارجي من الدولار، إلا أن البيانات المالية للبنك الدولي وبيانات بنك إسرائيل -وفق الجعدبي- تؤكد أنه لا توجد أية زيادة في احتياطيات إسرائيل الخارجية.

ووفق البيانات الإسرائيلية المرفقة، والتي تؤكد وتبين أن إسرائيل تضمن احتياطيها من النقد الأجنبي بقيمة الغاز الذي مازال في باطن البحر، وبالتالي يجب أن يتم اتخاذ إجراءات عاجلة تتمثل في، إجراء عسكري يتمثل في قصف حقول الغاز، مما سيؤدي إلى تدمير الاقتصاد الإسرائيلي وسيفقد الشيكل أكثر من 98 % من قيمته، كما سيرتفع الدولار مقابل الشيكل من 3.6 إلى 3600 شيكل للدولار الواحد إضافة إلى أنه سيحقق عدة أهداف استراتيجية قاتلة، وسيفرض حصار على الكيان المجرم، منها فرض حصار على الكيان من الماء كونه يعتمد على حقول الغاز في تحلية مياه البحر وبالذات حقل كاريش، كما سيتم قطع الكهرباء عن الكيان كونه يعتمد على حقول الغاز في توليد الكهرباء.

المعاملة بالمثل

ودعا الجعدبي إلى ضرورة اتخاذ إجراء من قبل البنك المركزي اليمني، كون اليمن دولة مؤسسة لصندوق النقد الدولي، ويفترض أن يقوم البنك المركزي ومجلس النواب بمخاطبة صندوق النقد الدولي وأن يطلب إلغاء قيمة الغاز من أرصدة الكيان الصهيوني أو يطلب المعاملة بالمثل واعتبار رصيد اليمن من النفط والغاز والذي يقدر بحوالي 3 مليارات برميل من النفط و478.5 مليار متر مكعب من الغاز ضمن احتياطيات اليمن الخارجية، وبالتالي رفع احتياطي اليمن الخارجي من مليار دولار إلى 400 مليار، وعليه سيصبح سعر الدولار 1.3 ريال يمني فقط.

حقول الغاز الإسرائيلية

يبلغ عدد حقول الغاز الإسرائيلية 5 حقول حسب وكالة سي إن إن الاقتصادية، وهي: حقل ليفياثان، حقل تمار، وحقل دليت، وحقل كاريش، وحقل نميم، وتقوم دولة الاحتلال الإسرائيلي بالاعتماد على هذه الحقول لاستخراج الغاز الطبيعي وتصديره إلى بعض الدول المجاورة، كما أنها تلبي بعض متطلباتها المحلية من هذه الحقول أيضًا.

هاجس كبير

وانقلبت «إسرائيل» فجأة لتكون ضمن الدول التي لا تمتلك الطاقة فحسب، وإنما تصدّرها للخارج أيضًا، ويمكن تلخيص الفوائد التي تجنيها «إسرائيل» من الغاز وفق تقارير اقتصادية فيما يلي:

أولاً: استغناء «إسرائيل» بشكل كليٍّ عن استيراد الغاز، الذي شَكّل لها هاجسًا كبيرًا، ليس من الناحية الاقتصادية فحسب، بل أيضًا بسبب العقبات التي كانت تواجه الغاز في طريقه إلى «إسرائيل»، فقد اعتمدت «إسرائيل» في السنوات ما بين 2008-2012 على استيراد جزء من احتياجاتها الغازية من مصر، والذي تراجع بشكل تدريجي منذ عام 2011 بسبب تفجير الأنابيب الناقلة للغاز عدّة مرات، وقد قُدِّرت كمية الغاز التي صُدِّرت من مصر إلى «إسرائيل» بنحو 4.7 مليار متر مكعب (وزارة البنى التحتية، 2016)، وبفضل ذلك ستستطيع «إسرائيل» أن تحدّد علاقاتها مع الدول التي كانت تستورد الغاز منها، ليس على أساس الحاجة الملحة، بل ضمن منظور تكون فيه يدها هي العليا، وتحديدًا عند الحديث عن مصر.

ثانيًا: اعتماد «إسرائيل» على الغاز مصدرًا أول للطاقة، وتخفيف الاعتماد على المصادر الأخرى من مشتقات النفط، فقد وضعت «إسرائيل» خطة للعقد القادم تقضي بأن كل زيادة على طلب الطاقة في قطاع إنتاج الكهرباء والصناعة والمواصلات وغيرها، ستقوم على الغاز الطبيعي (ايبن وعيرن، 2016)، ويُعتبر تقليص اعتماد «إسرائيل» على غيرها من الدول في مصادر الطاقة ذا أهمية كبيرة، حيث إنها ما زالت دولة معزولة في الشرق الأوسط، وتتأثر بالأحداث الإقليمية حتى وإن لم تكن ذات علاقة بالصراع العربي الإسرائيلي.

رافد مهم

ثالثًا: توفير كبير على الخزينة الإسرائيلية ورافد مهم لها، حيث ستزود الشركات صاحبة الامتياز خزينة الدولة بعشرات ملايين الدولارات سنويًّا (12.5 % من مجموع المبيعات، وضريبة من الأرباح بنسبة 36 %)، علاوة على توفير عشرات الملايين بسبب استغنائها عن الاستيراد من الخارج، والحفاظ على توافر العملة الأجنبية في الأسواق، وبالتالي ستتمكن «إسرائيل» من التركيز على جوانب أخرى ضمن التنمية الاقتصادية، وبرنامج الرفاه الاجتماعي، وتطوير المنظومة العسكرية.

رابعًا: دخول «إسرائيل» مجموعة الدول المصدرة للغاز، فقد أشارت بعض الخطط التي رَشَحت عن الحكومة الإسرائيلية، والعديد من التقارير، إلى أن الكمية المهيأة للتصدير قد تصل إلى 500 مليار متر مكعب من الغاز، وأن الحكومة الإسرائيلية ستتحمل جزءًا من تكاليف إنشاء أنابيب نقل الغاز باتجاه الدولة التي يُمكن تصدير الغاز إليها، وستساهم تلك المدخولات التي ستصل مباشرة إلى خزينة الدولة في تفعيل الكثير من البرامج الصناعية التي ينقصها التمويل.

خامسًا: توفير دعم استراتيجي هام لـ «إسرائيل» وقت الأزمات، فـ«إسرائيل» تعيش ظروفًا أمنية معقدة منذ نشأتها، وبالتالي سيُشكّل لها الغاز مخزونًا استراتيجيا، خاصة في حال تردي العلاقات الإسرائيلية مع المحيط العربي.

سادسًا: تحقيق دعم سياسي لـ «إسرائيل»، حيث سيساهم تصدير الغاز من «إسرائيل» إلى الأردن والسلطة الفلسطينية، وكذلك مصر إن تم ذلك، في تطوير علاقاتها السياسية معها. ومن الممكن أن تقوم بتصدير الغاز في المستقبل القريب إلى دول أوروبية، مما سيوفر لـ «إسرائيل» دعمًا سياسيًّا جديدًا، ولو بشكل محدود.

مقالات مشابهة

  • لماذا يحتفل العالم بيوم الأرض في 22 أبريل؟
  • وفاة ريتشارد نيكسون.. أبرز 10 أحداث وقعت في 22 أبريل
  • يوم الأرض 2025.. جوجل يحتفل بـ التقدّم المحرز في مجال التغيّر المناخي
  • مصر تشارك العالم الاحتفال بيوم الأرض 2025.. والبيئة: فعاليات متنوعة
  • مصر تشارك العالم الاحتفال بيوم الأرض 2025
  • الصهاينة يتحايلون على العالم ويربطون سعر الشيكل بالغاز في باطن الأرض
  • بنك مصر يحتفل بيوم اليتيم مع 3000 طفل في 14 محافظة
  • سلطنة عُمان تشارك دول العالم الاحتفال بيوم الإبداع والابتكار العالمي
  • تحت شعار «فرحة قلب».. مستقبل وطن المنيا يحتفل بيوم اليتيم