تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في تطور ميداني جديد يُسلّط الضوء على تعقيد المشهد العسكري المتصاعد بين موسكو وكييف، أعلنت وسائل إعلام روسية رسمية اليوم الثلاثاء عن استعادة القوات الروسية السيطرة على دير القديس نيقولاوس بيلوجورسكي في منطقة كورسك، شمال غرب روسيا، بعد معارك شرسة استمرت عشرة أيام ضد قوات أوكرانية كانت قد تحصّنت داخله.

ووفقاً لما أوردته وكالة "تاس" نقلاً عن مصادر أمنية، فإن البلدة التي يقع فيها الدير، وتُعرف باسم جورنال، كانت نقطة ارتكاز ميدانية للقوات الأوكرانية، تم فيها نشر وحدات مشاة ومدفعية وقاذفات طائرات مسيرة، ما جعلها مركزاً لعمليات هجومية داخل الأراضي الروسية.

أبعاد العملية الميدانية

هذا التطور يكشف تصعيداً لافتاً في طبيعة المواجهات الجارية، حيث لم تعد العمليات مقتصرة على الأراضي الأوكرانية، بل امتدت إلى العمق الروسي، وتحديداً إلى مناطق ذات رمزية دينية وثقافية مثل الأديرة، وهو ما يعكس تحولاً خطيراً في استراتيجيات الاشتباك وتوسيع نطاق الاستهداف العسكري.

الدير، الذي يتسم بأهمية دينية وتاريخية في منطقة كورسك، تحوّل إلى مسرح عسكري، في تجسيد صارخ لمدى تغلغل الحرب في البنية المدنية والدينية، واستخدام الأماكن الرمزية كتحصينات عسكرية، سواء لأغراض دفاعية أو دعائية.

 

منطقة كورسك، الواقعة على الحدود الشمالية الشرقية لأوكرانيا، شهدت في أغسطس الماضي توغلاً أوكرانياً مفاجئاً في إطار ما يبدو أنه محاولة لفتح جبهة جديدة تضغط على روسيا من الداخل. ورغم أن العملية لم تكن واسعة النطاق، فإنها دفعت موسكو إلى استنفار عسكري واسع، شمل إرسال تعزيزات ضخمة، بعضها من خارج حدود روسيا التقليدية.


دور كوريا الشمالية.. تحالفات تتبدل؟

من أبرز ما يلفت الانتباه في هذا التطور هو الإشارة إلى مشاركة جنود من كوريا الشمالية في دعم القوات الروسية. ورغم عدم تأكيد موسكو الرسمي لهذا التفصيل، فإن تكرار الإشارات الإعلامية إليه يثير تساؤلات جدية حول طبيعة التحالفات العسكرية التي بدأت تتشكل منذ اندلاع الحرب، وخاصة مع تصاعد التعاون العسكري بين موسكو وبيونغ يانغ، بما في ذلك صفقات الأسلحة والمساعدات اللوجستية.

هذه المشاركة، إن صحّت، تمثل خروجاً صريحاً لكوريا الشمالية عن إطار الحذر الدولي، وتؤشر إلى اصطفاف واضح ضمن المحور الروسي، ما يعكس بدوره استقطاباً عالمياً جديداً قد تتوسع دائرته مستقبلاً لتشمل دولاً أخرى مناهضة للغرب.


دلالات الاستراتيجية


استعادة روسيا لدير نيقولاوس لا تُعد فقط انتصاراً رمزياً، بل هي جزء من محاولة موسكو فرض سيطرتها على حدودها الشمالية المتوترة، وصد الهجمات الاستباقية الأوكرانية التي تستهدف زعزعة أمن الجبهة الداخلية الروسية.

العملية قد تُمهّد لسياسات أكثر تشدداً من جانب روسيا، ليس فقط عسكرياً، بل أيضاً على مستوى الخطاب السياسي والإعلامي، الذي قد يستخدم رمزية استهداف دير ديني لتأجيج المشاعر القومية والدينية، بما يخدم حشد الدعم الداخلي لاستمرار الحرب.

 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: ميداني وسائل

إقرأ أيضاً:

رصد بقع شمسية على قرص الشمس في الحدود الشمالية قبيل الغروب

رُصد اليوم في سماء مدينة عرعر بمنطقة الحدود الشمالية بقع شمسية ظهرت على قرص الشمس وشوهدت قبل غروب الشمس بدقائق.
وتُعرف البقع الشمسية، أو ما يُعرف بـ”الكلف الشمسي” (Sunspots)، بأنها مناطق على سطح الشمس تتميز بنشاط مغناطيسي مرتفع؛ مما يعيق عملية الحمل الحراري، ويجعلها أقل حرارة ولمعانًا من المناطق المحيطة بها، فتبدو داكنة عند الرصد.
وأوضح عضو نادي الفلك والفضاء عدنان الرمضون أن هذه الظاهرة تُعد جزءًا من دورة شمسية تتكرر كل 11 عامًا، وتختلف أعداد البقع من دورة لأخرى، وقد تختفي تمامًا في بعض الفترات، مبينًا أن البقع المرصودة اليوم مرتبطة غالبًا بالعواصف الشمسية التي قد تؤثر على كوكب الأرض.
وتحظى هذه الظواهر باهتمام كبير من قِبل هواة الفلك والمصورين، إذ تمثل فرصة مثالية لرصد نشاط الشمس وتوثيقه بصريًا.

مقالات مشابهة

  • رصد بقع شمسية على قرص الشمس في الحدود الشمالية قبيل الغروب
  • الخارجية الروسية: مطالبة الاتحاد الأوروبي بعدم الذهاب إلى موسكو 9 مايو تشير إلى سقوط الغرب
  • الحرب الروسية الأوكرانية ولحظة البحث عن السلام
  • 5 استفسارات توضح مسار الحرب الروسية الأوكرانية
  • الدفاع الروسية: خسائر القوات الأوكرانية قبل سريان الهدنة على محور كورسك بلغت 155 عسكريا
  • الكرملين: روسيا منفتحة على إيجاد تسوية للأزمة الأوكرانية
  • موسكو: تسجيل 4900 انتهاك من قبل القوات الأوكرانية خلال هدنة عيد الفصح
  • طقس السعودية.. "الأرصاد" ينبّه من هطول أمطار على الحدود الشمالية
  • الدفاع الروسية: القوات الأوكرانية نفذت 900 غارة ليلا بما في ذلك على منطقة الحدود