الاقتصاد نيوز - بغداد

في ظلِّ التحدّيات الاقتصاديَّة العالميَّة وتقلّبات أسعار النفط التي تُثير القلق في العديد من الدول ذات الاقتصاد الريعيِّ، يُقدِّم العراق نموذجاً متوازناً في التعامل مع هذه المتغيِّرات، مستنداً إلى سياسةٍ ماليَّةٍ مرنةٍ وتخطيطٍ يُراعي متطلبات الاستقرار.

 

وبينما تتابع الأسواق تطوّرات الجغرافيا السياسيَّة وتداعيات الحروب التجاريَّة، تُؤكّد الحكومة أنَّ الاحتياجات الأساسيَّة، وفي مقدِّمتها الرواتب والنفقات التشغيليَّة، مؤمَّنةٌ بالكامل، مع استمرار التوجّه نحو إصلاحاتٍ اقتصاديَّةٍ تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط مصدراً رئيساً للإيرادات.

  وبيَّن المستشار الماليُّ لرئيس مجلس الوزراء، مظهر محمد صالح أنَّ "أوضاع الجغرافيا السياسيَّة في العالم تشهد توقعاتٍ بالانفراج في روسيا والخليج، وهي مؤشِّراتٌ ستدفع نحو موجةٍ من النموِّ الاقتصاديِّ العالميِّ في نهاية المطاف.   وأضاف أنَّ "كلَّ زيادةٍ مقدارها (1) بالمئة في نموِّ الاقتصاد العالميِّ تتطلّب ارتفاعاً في نموِّ الطلب على النفط والغاز بنسبة نصف الواحد في المئة وهكذا، وهو أمرٌ متوقعٌ حدوثه جدّاً وبشكلٍ متسارعٍ بعد منتصف العام الحاليِّ".   صالح أعرب عن تفاؤله إزاء المتغيّرات الاقتصاديَّة في العالم، قائلاً: "على الرغم من مخاوف أنَّ الحرب التجاريَّة أو حرب التعريفات التجاريَّة قد بدأتْ تُؤثر لكنها ستنتهي بتوافقاتٍ تُعيد التوازن إلى الأسواق والاقتصادات بالسرعة القصوى عالميّاً".   وبشأن الوضع الماليِّ في العراق، أوضح أنَّ "الموازنة العامَّة الثلاثيَّة بالأساس متحوّطةٌ بمرونةٍ في النفقات، وبُنيتْ على سياسةٍ ماليَّةٍ هي سياسة الحدّين، الحدُّ الأقصى (200) تريليون دينار، وحدٌّ مثاليٌّ أدنى هو (150) تريليون دينار، وبسعر برميل نفطٍ هو (70) دولاراً، مع عجزٍ افتراضيٍّ يُماثل الحدَّ الأقصى للإنفاق يبلغ (64) تريليون دينار".

وأشار إلى أنه "يمكن للموازنة العامَّة أنْ تُلبّي جميع الاحتياجات الأساسيَّة من رواتب الموظفين والمعاشات التقاعديَّة والرعاية الاجتماعيَّة والدعم الزراعيِّ وتنفيذ مشاريع الخدمات بالحدِّ المثاليِّ الأدنى البالغ (150 - 156) تريليون دينار، يقابل ذلك حدٌّ أدنى من تمويل العجز عن طريق الاقتراض الداخليِّ بسهولةٍ ويُسْرٍ من دون أنْ يُؤثر ذلك في استقرار الحياة الاقتصاديَّة، على غرار ما حصل من انضباطٍ في المصروفات بالتحوّل من نفقات الحدِّ الأقصى إلى نفقات الحدِّ الأمثل في موازنة العام (2024)".


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار تریلیون دینار

إقرأ أيضاً:

استهداف الحوثيين في الحديدة.. والميليشيا تستخدم الموظفين دروعا بشرية

البلاد – عدن
واصلت القوات الأمريكية، مساء أمس (السبت)، شنّ غارات عنيفة على مواقع ميليشيا الحوثي في محافظة الحُديدة، ضمن تصعيد يهدف إلى شل قدرات الميليشيا على تهديد الملاحة الدولية، فيما كشف مسؤول يمني أن الحوثيين استخدموا الموظفين المدنيين كدروع بشرية لحماية منشآتهم، خاصة في ميناء رأس عيسى الذي دُمّر بالكامل بضربة أمريكية سابقة.
وقالت مصادر يمنية إن المقاتلات الأمريكية نفّذت أكثر من عشر غارات متتالية، استهدفت ستة مواقع حوثية داخل مدينة الحُديدة وضواحيها، أبرزها محيط المطار والقاعدة البحرية في منطقة الكُثيب شمال المحافظة، ما أسفر عن انفجارات عنيفة سُمعت في مختلف أرجاء المدينة الساحلية.
وأكدت وسائل إعلام تابعة للحوثيين وقوع “13 غارة أمريكية استهدفت ميناء ومطار الحديدة”، فيما رجّحت مصادر محلية أن الهجمات طالت مواقع عسكرية تستخدمها الميليشيا لتخزين الأسلحة وإطلاق المسيّرات والزوارق المفخخة.
ويأتي هذا الهجوم بعد 48 ساعة من عملية جوية أمريكية مكثّفة على منشأة رأس عيسى النفطية شمال غرب الحُديدة، تسببت في تدمير الميناء بالكامل ومقتل نحو 80 شخصًا وإصابة 150 آخرين، بحسب ما أعلنته وسائل إعلام حوثية. وأكدت القيادة المركزية الأمريكية أن منشأة رأس عيسى كانت تُستخدم لشن هجمات ضد حركة الملاحة والتجارة الدولية في البحر الأحمر.
في هذا السياق، كشف المدير العام لشركة النفط اليمنية في الحُديدة، المهندس أنور العامري، أن سفنًا كانت راسية قبالة الميناء لحظة الضربة الأمريكية، حاولت الانسحاب من الموقع فورًا، غير أن ميليشيا الحوثي لاحقتها وأجبرتها على التوقف بالقوة.
وقال العامري، المعيّن من الحكومة اليمنية الشرعية، إن طواقم هذه السفن أُجبرت لاحقًا على التوجه إلى ميناء الحُديدة، الذي يبعد نحو 60 كيلومترًا جنوب رأس عيسى، مؤكدًا أن الحوثيين منعوا السفن من الهرب رغم اشتعال النيران وخطر الانفجار.
وأضاف العامري أن الهجوم الأمريكي دمّر منشأة رأس عيسى بالكامل، مشيرًا إلى أن بين القتلى “12 موظفًا من شركة النفط”، أُجبروا من قِبل الحوثيين على البقاء في الموقع واستخدامهم كدروع بشرية.
وأوضح أن الميليشيا تعتمد على ميناء رأس عيسى منذ استهداف منشآت الحديدة منتصف العام الماضي، بسبب قدرته على استقبال ناقلات عملاقة نظرًا لعمقه الطبيعي، خلافًا لميناء الحُديدة المحدود.
وأكد العامري أن الحوثيين كانوا قد أفرغوا المنشأة من الوقود قبيل ضربات إسرائيلية سابقة أواخر العام الماضي، لكنهم أبقوا على الموظفين هذه المرة رغم الخطر، ما فاقم من حجم الخسائر البشرية.

مقالات مشابهة

  • النزاهة العراقية تسترد ملياراً و86 مليون دينار من مسؤول حكومي سابق
  • رئيس "الرعاية الصحية" يشارك في منتدى التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي بين الصين ومصر 2025
  • رئيس هيئة الرعاية الصحية يشارك في منتدى التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي بين الصين ومصر 2025
  • المستشار مظهر صالح: الرواتب والنفقات التشغيليَّة مؤمَّنةٌ بالكامل
  • مستشار حكومي:موازنة 2025 تؤمن جميع الاحتياجات الأساسية رغم العجز الكبير فيها
  • مستشار السوداني يطمئن: الرواتب مؤمنة والاقتراض الداخلي "سهل" عند العجز
  • وزارة المالية: إطلاق رواتب الموظفين لشهر نيسان الجاري
  • المالية العراقية تشرع بتوزيع رواتب الموظفين لشهر نيسان
  • استهداف الحوثيين في الحديدة.. والميليشيا تستخدم الموظفين دروعا بشرية