الروشتة 13.. تعرف على أسلوب «الدقيقة الواحدة» فى تربية طفلك بين جونسون والغزالى
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
البعض منا يحتار في تربية أولاده، وكيفية إرشادهم إلى الصواب والبعدعن السلوكيات الخاطئة، ولكن دون أن يستخدم وسيلة خاطئة.
فإذا كنت تعاني من تمرد أبنائك أو كنت تشعر بوجود مشكلة في تربيتك لأولادك فها هو اقتراح متوازن يُدعى أسلوب (الدقيقة الواحدة)، وهو أسلوب حديث في تربية الأبناء.
فحاول تطبيق أسلوب الدقيقة الواحدة في تربيتهم وانظر فيما بعد إن كان مجديًا معهم أو لا.
ويُعتبر الأستاذ الدكتور (سبينسر جونسون) رائد أسلوب الدقيقة الواحدة في العصر الحديث ويعتمد هذا الأسلوب على جعل الأبناء يشعرون بعدم الرضا عن تصرفهم الخاطئ ولكن بالرضا عن أنفسهم فكيف يتم ذلك بدقيقة واحدة!
يقول الدكتور جونسون في كتابه عن أسلوب الدقيقة الواحدة: "ربما تشعر في بداية تطبيقه بأنه أسلوب غريب ولكن سترتاح بعد ذلك وتمارسه بشكل طبيعي ولكن في البداية عليك أن تخبر أبناءك بأنك لاتريد أن تتحكم بهم أو يتحكموا بك، ولا تريد أن تكون ديكتاتوريًا معهم،وأخبرهم أنك ستتبع معهم أسلوبا جديدا وأنه سيكون هناك بداية جديدة طريقة التأديب ودعهم يشعرون بعدم الرضا عن تصرفهم الخاطئ ولكن بالرضا عن أنفسهم".
كيفية تطبيقه
إذا ارتكب ابنك خطأ ما انظر في عينيه مباشرة وأعد عليه فعله باختصار دون أن يأخذ من وقتك إلا ثواني معدودات، فتشعره بعدها أنك غاضب من فعله ودعه يشعر بما تحس به في النصف الأول من الدقيقة، فأهم مافي الأمر أنك تريد من ابنك في نصف دقيقة أن يشعر بما تشعر به، إذ لايكفي أن يتلقى أبناؤنا التأنيب لكن المهم أن يشعروا به وسينتهي ابنك بعد كلامك المختصر معه والمُعبر بصدق عن شعورك نحو تصرفه أنه لايحب ما فعله، وقد يشعر بالضيق من كلامك إذ لا يرغب أحد منا أن يؤنبه أحد، وهذا بالضبط ما تريده من النصف الأول من الدقيقة، تريد ابنك أن يشعر بأنه غير مرتاح وأنه أخطأ.
ولكن ماذا تفعل إذا شعر ابنك بالضيق وأخذ يدافع عن نفسه؟
هنا ينبغي أن تستكمل النصف الآخر من الدقيقة فهو مفتاح النجاح لعملية التأنيب التي تقوم بها، فتقوم بالنظر إليه بطريقة تجعله يشعر أنك إلى جانبه ولست ضده، وأنك تحبه وتريد مصلحته ولكنك لا تحب سلوكه فقط، أخبره أنه ابن جيد، وأنك راضٍ عنه ولكنك لست راضيا عن سلوكه فقط، وأنك ما أَنبته إلا لأنك تحبه وتريد تقويم سلوكه، وضمه إليك بقوةحتى تشعره أن التأنيب انتهى، بهذه الطريقة سيشعر أبناؤك بعد حين أن تصرفاتهم السيئة لن تمر دون محاسبة، وثانيًا أنهم طيبون ومقبولون،وثالثًا أنهم محبوبون من قبل والديهما، فلا يكفي أن يكون الطفل محبوبًابل ينبغي أن يشعر الأبناء بأنهم أُناس طيبون وأنهم ما زالوا محبوبينولكن الأم والأب لا يحبان ذلك التصرف الخاطئ بذاته.
هنا في النصف الأول من الدقيقة قمت بتوبيخ طفلك بأسرع وقت ممكن وقت حدوث الخطأ وحددت له ما فعل وعبرت عن شعورك بالغضب تجاه ماقام به، أما النصف الآخر من الدقيقة ففيه لحظات هدوء ومحبة ومنح الثقة ذكرت خلالها أنك لا تقبل سلوك طفلك الحالي وبهذه الطريقة تشعر أنهاتؤلم أكثر من أسلوب العنف والضرب، ويشعر الأبناء أن تصرفاتهم السيئة لن تمر دون حساب.
والحقيقة أن الإمام الغزالي رحمة الله عليه قد نبه إلى هذا الأسلوب من قبل ذلك بقرون عديدة فقال في معالجة خطأ الطفل: "ينبغي أن يعاتبالولد سرًا ويعظم الأمر فيه ويقال له إياك أن تعود بعد ذلك لمثل هذا، وأنيُطلع عليك في مثل هذا فتُفضح بين الناس، ولا تكثر القول عليه بالعتابفي كل حين فإنه يهون عليه سماع الملامة وركوب القبائح ويسقط وقع الكلام من قلبه".
الجدير بالذكر أن كتاب مدير الدقيقة الواحدة تأليف كينيث بلانتشارد د سبنسر جونسون.. ويطرحان فيه عدة أسئلة والإجابة عنها واستفاد منها العديد في مجال تربية وتنشأة الأطفال نشأة سوية وصحيحة: متى كانت آخر مرة اكتشف أحدهم أنك فعلت شيئًا صحيحًا؟ متى كانت آخرمرة شعرت فيها أنك مسيطر تمامًا على منزلك؟ أو عملك؟ أو عائلتك؟ أوحياتك؟ هذا هو الكتاب الذي علم الملايين أسرارا سهلة: تبسط حياتك وتجعلك تعمل الكثير في وقت قليل تقلل التوتر وتساعدك على الحصول على راحة البال
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: السلوكيات الخاطئة تربية الابناء من الدقیقة أن یشعر
إقرأ أيضاً:
دار الوثائق القومية.. حمدا لله على السلامة ولكن!
معتصم الحارث الضوّي
4 أبريل 2025
نشر البروفيسور أحمد إبراهيم أبو شوك مقالة على صحيفة سودانايل الإلكترونية بتاريخ 2 أبريل 2025 بعنوان "أنقذوا دار الوثائق القوميَّة السُّودانيَّة قبل فوات الأوان" جاء فيها ((...أوَّلها، علمت من مصادر مختلفة بأنَّ اللِّواء عادل عبد الرَّحمن درنكي، الأمين العامُّ لدار الوثائق القوميَّة، قد زار الدَّار في يومي الخميس والسَّبت الموافقين 27 و 28 مارس 2025، وأفاد بأنَّ مستودعات الوثائق بالدَّار لم تتعرَّض للحريق أو التَّدمير أو النَّهب؛ لكنَّ مبانيها الخارجيَّة تأثَّرت بالأعيرة النَّاريَّة العشوائيَّة الَّتي أصابتها، وبعض الكتب والأوراق المودعة بالصَّالات الملحقة مبعثرةً، كما تعرَّض مكتب العلاقات العامَّة وبعض المكتب الإداريَّة للتَّدمير والنَّهب.))
تذكرتُ حينها جزئية من مقالة كتبتُها في 19 أبريل 2017 ((أجرت قناة الجزيرة لقاء بعنوان "دار الوثائق السودانية تواجه تحدي المعالجات الإلكترونية" نشرتَهُ على موقعها على اليوتيوب بتاريخ 7 مايو 2016.
الرابط https://www.youtube.com/watch?v=h03SKEGmTtw
قالت فيه السيدة نجوى محمود، مديرة إدارة التقنية بدار الوثائق "ما عندي أجهزة عشان أنا أحوّل بيها الشغل ده من المايكروفيلم والمايكروفِش لشكل إلكتروني"، وأضافت "يعني احنا لسه عندنا 30 مليون وثيقة مدخلين منها 1669".))
الخبر الذي نقله بروف أبو شوك أسعدني للغاية، خاصة وأنني توقعتُ؛ ليس من باب التشاؤم وإنما بسبب جرائم مماثلة، أن يلجأ الدعم السريع إلى تدمير المحتويات كما عاث تخريبا في مؤسسات ثقافية أخرى، مثالا مركز محمد عمر بشير للدراسات السودانية بالجامعة الأهلية، ومتحف التاريخ الطبيعي، والمتحف القومي، ومتحف الهيئة القضائية، والمتحف العسكري.
بما أن محتويات دار الوثائق سليمة إلا اللمم، فإن ذلك يفرض تطبيق حلول عاجلة لاستباق أي كارثة لا سمح الله، والعاقل من اتعظ بما وقع من تجارب مريرة، ولم يكتفِ بافتراض أن الأسوأ لن يحدث، فذاك تفكير رغبوي يجمع السذاجة والغباء.
مقترحات عملية عاجلة
1. إن لم تُوجد بالفعل، تركيب كاميرات مراقبة داخل المبنى لمتابعة حركة القرّاء والتأكد من التزامهم بقواعد الاطلاع، وعلى رأسها عدم سرقة الوثائق. هذه نقطة فائقة الأهمية فقد حدثت وقائع مؤسفة من هذا القبيل إبّان حكومة حمدوك التي أعقبت انتفاضة ديسمبر المجيدة.
2. تفتيش الحقائب عند الدخول والخروج لذات السبب أعلاه.
3. تعزيز الحراسة الأمنية للمبنى.
4. لأسباب التأمين والصحة والسلامة، عدم السماح بتناول الأطعمة والمشروبات والتدخين في قاعات الاطلاع، وإنما في المنطقة المخصصة للكافيتريا فقط- إن وُجدت.
5. إن لم يُوجد، تركيب نظام متطور للإنذار ضد الحرائق وغيرها من العوامل التي تُتلف الوثائق.
6. يُسمح للقراء بالاطلاع على نسخ مُصوّرة فقط من الوثائق والمستندات، ويُمنع أي شخص من الاطلاع على الوثائق الأصلية إلا خمس فئات: المدير العام ورؤساء الأقسام بحكم وظائفهم، وموظفو الدار الذي تتطلب مهام أعمالهم ذلك، والقائمون على ترميم الوثائق، والمشرفون على تصوير الوثائق لأغراض الأرشفة، وفئة المتطوعين –الشرح أدناه- أثناء مرحلة المسح الضوئي حصريا.
7. فحص الوثائق الموجودة في الدار لتصنيف الوثائق حسب حالتها الفيزيائية، وتحديد الوثائق المهترئة واستنساخها على جناح السرعة، علاوة على اتخاذ إجراءات عاجلة لترميمها.
8. لتجني الدار ريعا يساعد في إدارة شؤونها، فإنها تتقاضى رسوما رمزية من القرّاء الذين يرغبون بالحصول على نسخ يحتفظون بها من الوثائق والمستندات.
9. يتصل بالنقطة أعلاه اقتراح بإنشاء موقع إلكتروني –بإمكانيات تأمينية ممتازة- تُرفع عليه تدريجيا نُبذ عن الوثائق وتعريف برموز تبويبها مما يُسهل طلبها إلكترونيا.
10. ضرورة المسح الضوئي، على جناح السرعة، لكافة المحتويات في دار الوثائق، وتخزينها في سيرفرات فائقة التأمين داخل وخارج البلاد، وأن يجري ذلك بالتزامن مع عمليات الترميم والحفظ الأرشيفي المنهجي على أحدث الطرق المستخدمة عالميا.
11. الاستعانة بالمتطوعين الموثوقين لإجراء عمليات المسح الضوئي، ولا أشكُ للحظة أن الكثيرين سيبادرون للمساهمة في هذا العمل الوطني الجليل، خاصة وأن عدد الوثائق مذهل (30 مليون وثيقة تقريبا).
إن الدعوة للمسح الضوئي العاجل، كما لا يخفى على القارئ الكريم، تخدم غايتين رئيستين:
أ. حفظ كل الوثائق والمستندات إلكترونيا بأسرع ما يمكن بما يحول دون فقدانها، خاصة وأن السواد الأعظم من الوثائق ما زالت ورقية وبالتالي مُعرّضة للتلف والسرقة، علاوة على أن عدد الوثائق هائل، ولا أظن الوضع قد تحسن كثيرا منذ إجراء المقابلة مع السيدة/ نجوى محمود قبل ثمانية سنوات تقريبا.
ب. تلبية الحاجة العاجلة للباحثين والقرّاء، إلكترونيا وأرضيا، ريثما تنتهي عمليات الترميم والحفظ الأرشيفي المنهجي، والتي ستستغرق بطبيعة الحال زمنا طويلا بسبب البطء البيروقراطي ذو الصلة بالتعاون مع المؤسسات دولية والإقليمية.
ن دار الوثائق ثروة وطنية يجب المحافظة عليها، وليست المطالبة بتنفيذ إجراء عاجلة تحفظها وتحميها ضربا من الترف الفكري كما قد يعتقد البعض، فأمة لا تحفظ تاريخها لن تفهم حاضرها، والمؤكد حينها أنها لن تجيد صوغ مستقبلها.
هذه دعوة مفتوحة، بل نداء ورجاء، إلى من يهمه الأمر؛ من كُتّاب وأكاديميين.. إلخ أن يكتبوا ليصبح الأمر قضية عامة يحتضنها المجتمع، وإلى وزارة الثقافة والإعلام لاتخاذ إجراءات حاسمة تُشفي الغليل!
ما بعد الختام: نحتفل بعد يومين بالذكرى الأربعين لانتفاضة أبريل 1985. ترى، هل نحمل من الصدق ما يكفي لنعترف أننا فشلنا؟!
moutassim.elharith@gmail.com