انخفاض الغطاء الثلجي في الهملايا يهدد ملياري شخص بالجفاف
تاريخ النشر: 22nd, April 2025 GMT
بلغ الغطاء الثلجي في سلسلة جبال هندوكوش-هملايا الممتدة من أفغانستان إلى نايبيداو أدنى مستوياته منذ 23 عاما، مما يهدد موارد المياه لنحو ملياري شخص، وفق ما نبّه -أمس الاثنين- المركز الدولي للتنمية المتكاملة للمناطق الجبلية.
وأوضح المعد الرئيسي لتقرير المركز شير محمد لوكالة الصحافة الفرنسية أن كمية المتساقطات كانت أقل من المألوف، في حين أن موسم الثلوج الذي يبدأ عادة في أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني، بدأ في أواخر يناير/كانون الثاني.
وسبق أن أُصدرت تحذيرات في عدد من دول المنطقة من إمكان حصول جفاف، مما يهدد المحاصيل الزراعية المقبلة، وينعكس سلبا على التغذية بالمياه للسكان الذين يواجهون أساسا موجات حر أطول وأشد وأكثر تواترا. كذلك من شأن ذلك أن يؤثّر على الطاقة الكهرومائية التي تنتجها الأنهار.
وأشار التقرير الصادر عن المركز إلى قائمة من المخاطر المحتملة، من بينها "تناقُص تدفقات الأنهار، وازدياد الاعتماد على المياه الجوفية، وارتفاع خطر الجفاف".
وحضّ المركز في تقريره الدول المعتمدة على الأحواض الـ12 التي تغذي أنهار المنطقة على "إعداد إستراتيجيات مناسبة لإدارة المياه وتحسين القدرة على توقع الجفاف".
ودقّ المركز ناقوس الخطر خصوصا في ما يتعلق بحوضَي نهري ميكونغ وسالوين، وهما الأطول في جنوب شرق آسيا ويغذيان بالمياه الصين ونايبيداو خصوصا.
إعلانورأى رئيس المركز بيما جيامتشو أن ثمة حاجة إلى "خطوات سياسية استباقية من أجل توفير القدرة على الاستمرار على المدى الطويل".
وأكّد أن "انبعاثات الكربون تسببت من الآن في عملية لا رجعة فيها من الظواهر الثلجية المتكررة غير الطبيعية في سلسلة جبال هندوكوش-هملايا".
لكن هذه البلدان، التي يُعَدّ كثير منها من بين الأكثر عرضة لتأثيرات التغير المناخي ومن بين الأكثر فقرا أيضا، تعاني نقصا في البنى التحتية والتقنيات الحديثة للري والتغذية بالمياه.
وأشارت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى أن آسيا هي المنطقة الأكثر تضررا من الكوارث المرتبطة بالمناخ في العالم.
ولاحظت أيضا ارتفاعا متسارعا في المؤشرات الرئيسية للتغيرات المناخية، كدرجات الحرارة وذوبان الأنهار الجليدية وارتفاع مستوى سطح البحر.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
بالفيديو.. جولة وسط جبال الجليد الزرقاء في غرينلاند
نوك- رغم اختلاف وتنوع التجارب السياحية التي يتم تقديمها في كل أنحاء العالم، يبقى من النادر جدا العثور على تجارب تبطئ الزمن من حولك، وتجعلك في حضرة الطبيعة التي تهمس لك بلغة الجبل والجليد فقط.
ويكمن جمال رحلة القارب السياحية في غرينلاند في الحصول على تجربة فريدة من نوعها، تتجاوز حدود المدن التقليدية وتربط السائح بمشهد قطبي خلاب، من الجبال الشامخة والأنهار الجليدية إلى الشلالات المتدفقة.
وفي رحلة استغرقت ثلاث ساعات، ستسافر معنا رفقة سفراء الطبيعة القطبية الشمالية في سفينة "راو أركتيك" (Raw Arctic) إلى أعماق أحد أروع أنظمة المضايق في العالم، والتي تجدها حصرا في أكبر جزيرة في العالم.
مضيق نوكبدأت رحلتنا مع إسحاق براندت هانسن وأفراد عائلته أنيتي وراسموس بوفل لاكتشاف مضيق نوك، والذي يعتبر ثاني أكبر شبكة مضايق بحرية في العالم ويمتد لأكثر من 160 كيلومترا داخل غرينلاند.
وبعد مرور حوالي نصف ساعة على بداية الرحلة، ستستمتع بصمت المضيق المهيب الذي لا يقطعه سوى زقزقة الطيور البحرية، وصوت تشقق الجليد المنتشر في كل مكان.
وأثناء رحلة الإبحار في المضيق، ستشاهد جبل سيرميتسياك الشهير، وهو معلم بارز ويطلق عليه لقب "حارس المياه"، كما يقول أهل نوك عاصمة غرينلاند.
إعلانويجب ارتداء ملابس دافئة ومناسبة للقيام بهذه الرحلة لتكون قادرا على الصعود على سطح القارب والشعور بنسيم القطب الشمالي البارد والمنعش على وجهك، أو يمكنك أيضا الاسترخاء في الكابينة الدافئة مع فنجان قهوة.
كما أن هذه التجربة مناسبة للعائلات والأطفال، إذ تتميز القوارب بمقصورة مدفأة، ومساحة واسعة وكافية لمشاهدة المناظر الطبيعية بشكل آمن.
وقد يبدو استئجار مالك قارب خاص لجولة بالقارب فكرة مغرية، ولكن يفضل دائما اختيار القوارب والمرشدين الخبراء والشركات المعتمدة التي تلتزم بأشد القواعد صرامة فيما يتعلق بالإبحار، نظرا لظروف القطب الشمالي القاسية في معظم الأحيان والمتقلب أيضا.
رحلة عبر الزمن والطبيعةوعلى طول الطريق، توقف قارب "راو أركتيك" (Raw Arctic)، المملوك لإسحاق وراسموس بوفل وكاسبر فرانك مولر ولارس نيكولاجسن، عدة مرات للاقتراب قدر الإمكان من الجبال الجليدية التي يزيد عمرها عن 10 آلاف عام.
وقامت أنيتي بالتقاط قطعة من الجليد الأسود (black ice)، قائلة "يمكنك الاستماع إلى صوت تكسر الجليد بسبب فقاعات الهواء التي تحتويه ولطبيعته الشفافة".
وأضافت "يعتبر هذا النوع الأخطر من الجليد لأنه لا يمكن رؤيته خلال الإبحار، وفي حال سقطت هذه القطعة الصغيرة من يدي، فقد يُحدث ذلك شقا على سطح القارب".
من جانبه، أخذ إسحاق جزءا منه لتكسيره وقام بوضع مكعبات الثلج الصغيرة في كوب من الماء لتذوق مذاق مياه النهر الجليدي الغرينلاندي المالحة نوعا ما.
وبالطبع، لا يمكن التعبير بالكلمات عن شعور سماع صوت تشقق الجليد النقي والذي يزيد عمره عن آلاف السنين وتذوق طعمه في بانوراما قطبية لا تُضاهى.
كما تجدر الإشارة إلى أن كل الجبال الجليدية الضخمة لا تتشبه فيما بينها من حيث الحجم أو الشكل على الإطلاق، فكل واحدة منها نحتت الرياح والزمن أسطحها بشكل مختلف.
ألوان ساحرةوعن رمزية لون الجبال الجليدية ذات اللون الأزرق، يقول إسحاق براندت هانسن أنه يتم تحديد درجات اللون الأزرق بكمية الهواء المحبوس داخل الجبل الجليدي الذي يتشكل نتيجة لتراكم الثلج، كلما زاد تعمق هذا الثلج كلما زاد الضغط، ولذا تحتوي هذه الجبال على فقاعات هواء أقل من الجبال الجليدية شبه الشفافة.
وتابع هانسن "يعكس لون الشمس وفقاعات الهواء مدى زرقة الجبل الجليدي. وفي العادة، يطلق عليها اسم الجبال الجليدية القديمة، لأنها تعود إلى عشرات آلاف السنين".
إعلانكما أشار المتحدث إلى أنه يتم تنظيم هذا النوع من الرحلات طيلة العام، ففي الصيف يمكن الاستمتاع بأيام مشرقة مع فرصة مشاهدة الحيتان والفقمات المسترخية على الجليد العائم والطيور البحرية وتدفق الشلالات على سفوح الجبال. وفي الشتاء، يضفي المضيق مزيجا خلابا من المياه الزرقاء العميقة وهواء القطب الشمالي وقمم الجبال البيضاء.
وإذا حالفك الحظ قد تشاهد منظر الغروب الخلاب، حيث تُضاء السماء بألوان وردية وبرتقالية غامقة، قبل أن تتلاشى في ليل القطب الشمالي. كما أن تجربتك قد تصبح أجمل بكثير إذا صادفت الأضواء الشمالية في المساء، والمعروفة بدرجات ألوانها الخضراء والأرجوانية.
عندما يحين موعد العودة إلى ميناء نوك بعد ثلاث ساعات من الإبحار ستلاحظ أن الوقت مر بسرعة، لأن كل لحظة التقطتها بعدسة الكاميرا أو شاهدتها بالعين المجردة ستبقى خالدة في ذاكرتك.