تجدّد الجدل في الأوساط الرياضية بتونس حول ظاهرة رفض التطبيع الرياضي مع إسرائيل وذلك في أعقاب مشاركة منتخب تونس للناشئات والشابات في بطولة العالم لرياضة المبارزة التي انتهت فعالياتها يوم الجمعة الماضي في مدينة ووتشي الصينية.

وأعاد انسحاب بطلة المبارزة ياسمين السوسي قبل دقائق من مواجهة منافستها الإسرائيلية في ربع نهائي منافسات سلاح الشيش لفئة دون 17 عاما، الحديث حول رفض الرياضيين العرب، وخاصة التونسيين، اللعب ضد منافسين إسرائيليين في المسابقات الإقليمية والدولية والأولمبية رفضا للاعتراف بالكيان الإسرائيلي وتعبيرا عن التضامن مع القضية الفلسطينية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2جيك بول يستعد لمواجهه نجل أسطورة سابق في الملاكمةlist 2 of 2أشهر 10 رياضيين اعتنقوا الإسلامend of list

وبعد تأهلها للدور الثاني، ثم لثمن النهائي، وجدت ياسمين، إحدى البطلات الواعدات في رياضة المبارزة بتونس والفائزة في 2024 بلقب بطولة أفريقيا للمنتخبات في المغرب، نفسها أمام لاعبة إسرائيلية في الدور ربع النهائي، لكنها اختارت الانسحاب وفضلت الخسارة على أن تخوض المباراة ضد تلك المنافسة.

موقف مبدئي

وفيما رفض اتحاد المبارزة التعليق على الحادثة قبل استلام تقرير للمشاركة التونسية، ذكر مصدر قريب من نادي المبارزة بالمنستير، الفريق الذي تنتمي إليه ياسمين، أن الأخيرة تعللت بتعرضها للإصابة قبل ساعات من مواجهة الدور ربع النهائي لبطولة العالم للناشئات في اختصاص سلاح الشيش.

منتخب تونس للمبارزة شارك في بطولة العالم التي اختتمت مؤخرا في الصين (الجزيرة)

وأضاف المصدر ذاته أن "موقف السوسي كان شجاعا عندما وضعت ضمادة على يدها لتجنب خوض المباراة وفي الوقت نفسه تفادي عقوبة الإبعاد ضدها وضد الاتحاد التونسي للعبة".

إعلان

وقال المصدر الذي رفض الكشف عن هويته لأسباب شخصية "لم تتردد السوسي في الإعلان عن قرارها الانسحاب من المواجهة بمجرد أن علمت أن الخصم هي لاعبة إسرائيلية. ياسمين ليست الأولى ولن تكون الأخيرة التي تعبّر عن مساندتها للقضية الفلسطينية من خلال الرياضة، في النهاية هو موقف مبدئي يكاد يكون قاعدة بالنسبة إلى أغلب الرياضيين التونسيين".

وفجّرت السوسي (17 عاما) موجة من التفاعلات عبر منصات التواصل الاجتماعي، إذ أشاد متابعون بما أقدمت عليه من موقف وُصِف بالبطولي في مساندة القضية الفلسطينية ونصرة الشعب الشقيق في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل حاليا على قطاع غزة.

وقال نشطاء على منصات التواصل إن انسحاب لاعبة المبارزة التونسية من ربع نهائي بطولة العالم للمبارزة للناشئات كان مشرفا، واصفين ذلك بالموقف البطولي إزاء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من انتهاكات صارخة، كما اعتبر آخرون أن الخطوة التي اتخذتها ياسمين كانت جريئة وشجاعة وتعبر عن موقف أمة بأكملها.

وأكد آخرون أن قرار ياسمين السوسي يضاف إلى المواقف الإنسانية المشرفة للرياضيين العرب الرافضين للتطبيع، كما أنه تعبير صريح عن التزام التونسيين بموقفهم المناهض لكل أشكال التطبيع مع إسرائيل، وتأكيد على أن المبادئ والقيم أغلى قيمة أحيانا من التتويجات والميداليات.

وتنتمي ياسمين لنادي المبارزة في المنستير، الذي يضم أكثر من 30 رياضيا بين الذكور والإناث من بينهم 8 لاعبين يشاركون مع المنتخب.

وتكررت الظاهرة بشكل كبير في السنوات الماضية بعد تزايد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وسط دعوات إلى الإعلان عن رفض التطبيع الرياضي مع دولة الاحتلال.

وتفرض الاتحادات الدولية للعديد من الألعاب عقوبات على الرياضيين الذين يحجمون عن مواجهة منافسيهم لأسباب تتعلق بالقضايا السياسية، ولكن ذلك لم يمنع المئات من اللاعبين العرب وخاصة التونسيين من الاستمرار في مقاطعة كل المنافسات التي تضعهم وجها لوجه مع خصوم ينتمون لإسرائيل.

إعلان

واختتمت الجمعة بطولة العالم للمبارزة للناشئين والشباب 2025، في ووشي بالصين بمشاركة 1694 رياضيا من 99 دولة، فيما شارك منتخب تونس من خلال 4 لاعبين و4 لاعبات.

تأكيد رفض التطبيع

ولا يعدّ موقف لاعبة المبارزة ياسمين السوسي حالة معزولة، بل هو امتداد للكثير من المواقف المشابهة التي تزايدت في السنوات الأخيرة بالتوازي مع إمعان الاحتلال الإسرائيلي في جرائمه في قطاع غزة وحربه على الشعب الفلسطيني.

ويملك الرياضيون العرب الكثير من المواقف الرافضة للتطبيع مع إسرائيل وذلك بالانسحاب من المنافسات التي يجدون أنفسهم فيها أمام خصوم من إسرائيل، ففي الألعاب الأولمبية الأخيرة في باريس 2024، أثار انسحاب لاعب الجودو الجزائري مسعود إدريس من مواجهة الإسرائيلي توهار بوتبول، جدلا واسعا في البطولة.

للتوضيح ، البطل الجزائري مسعود إدريس كان قادراً على سحق النكرة الإسرائيلي بكل سهولة ولكنه قرر عدم الاعتراف به.

هذه تقهر الإسرائيلين أكثر بكثير من الهزيمة، عدم الإعتراف بهم هي الكارثة الكبرى بالنسبة لهم.

كلنا إدريس، للتاريخ يا بطل. pic.twitter.com/xFT9wGK5Po

— MO (@Abu_Salah9) July 28, 2024

وكان إدريس أعلن أن انسحابه جاء بسبب تخطيه الوزن القانوني لفئة ما تحت الـ73 كيلوغراما "بالتهرب" لكن مصادر قريبة من بعثة الجزائر لمحت إلى رفضه مواجهة منافسه الإسرائيلي تعبيرا عن مساندته للقضية الفلسطينية ورفضا للتطبيع مع الكيان.

وفي 2019، رفضت الملاكمة التونسية ميساء العباسي مواجهة منافسة إسرائيلية ضمن دورة دولية في روسيا، ورفض الاتحاد التونسي للملاكمة آنذاك الإدلاء بأي معلومات حول الحادثة، لكن مصدرا مقربا من منتخب الملاكمة قال إن ميساء فضلت الخسارة بالانسحاب بمجرد سحب القرعة التي وضعتها في مواجهة لاعبة إسرائيلية.

كما سبق للتونسية عزة بسباس أن رفضت مواجهة الإسرائيلية ناعومي مليس في بطولة العالم للمبارزة التي أقيمت في كاتانيا الإيطالية عام 2011.

إعلان

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2013 انسحب لاعب التنس التونسي مالك الجزيري من دورة طشقند الدولية بعد رفضه مواجهة منافسه الإسرائيلي أمير واينتروب، في حادثة أثارت جدلا واسعا بعد اتهام السلطات بممارسة ضغوط على اللاعب لدفعه إلى الانسحاب، ما أفضى إلى فرض عقوبات مالية ورياضية على الجزيري.

مالك الجزيري لاعب التنس التونسي رفض مواجهة لاعب إسرائيلي في 2013 (الجزيرة)

وفي العام ذاته، انسحبت لاعبة التنس التونسية أنس جابر من ربع نهائي دورة "باكو" في أذربيجان عندما كانت متقدمة على البولندية ماغدا لينيت 6-3 و4-1.

وقالت مصادر إعلامية وقتها إن أُنس التي انسحبت بذريعة الإصابة، جاء قرارها رفضا لمواجهة الإسرائيلية شاهار بير في حال تأهلها حسب القرعة.

وفي 2009، رفض مروان الشماخ اللاعب المغربي لفريق بوردو الفرنسي آنذاك، اللعب في إسرائيل أمام فريق مكابي حيفا ضمن مسابقة دوري أبطال أوروبا.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2011، انسحبت المصارعة الجزائرية مريم بن موسى من بطولة العالم، التي أقيمت في العاصمة الإيطالية روما، بعد أن أوقعتها القرعة مع الإسرائيلية شاهار ليفي تحت وزن 52 كيلوغراما، كما انسحب لاعب المنتخب المصري للجودو أحمد عوض أمام الإسرائيلي طيل بلاكير، خلال منافسات بطولة العالم التي أقيمت بالنمسا عام 2012.

-سنة ٢٠١٤ أبو تريكة رفض عرض للمشاركة في مباراة ودية مع نجوم العالم بسبب مشاركة "الإسرائيلي يوسى بنايون"، واكتفى في تعليقه بالرفض بأربع كلمات: "عفواً.. نحن نربي أجيالًا".#محمد_رمضان_صهيوني pic.twitter.com/eHMGI6YI43

— ALFY (@BraaAlalfy) November 22, 2020

كما رفض محمد أبو تريكة، نجم المنتخب المصري السابق، المشاركة في مباراة ودية مع نجوم العالم كانت مقررة في سبتمبر/أيلول 2014، بدعوة من بابا الفاتيكان، بسبب مشاركة الإسرائيلي يوسي بنايون، واكتفى في تعليقه على الرفض بالقول "نحن نربي أجيالا".

إعلان

وخلال الألعاب الأولمبية طوكيو 2020، انسحب مصارعا الجودو الجزائري فتحي نورين، والسوداني محمد عبد الرسول، قبل بداية المنافسات بعد أن اكتشفا أن القرعة وضعتهما في أول نزال أمام مصارعين إسرائيليين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات بطولة العالم

إقرأ أيضاً:

إسطنبول: المدينة التي حملت أكثر من 135 اسمًا عبر التاريخ

إسطنبول، مدينةٌ عريقة تُعدّ عاصمة العالم. يعود تاريخها إلى 8500 سنة مضت، واستضافت خلال 2700 سنة من تاريخها المدوّن ثلاث حضارات كبرى. كما تُعتبر إسطنبول واحدة من أكثر مدن العالم التي حظيت بتعدد الأسماء. المؤرخ في تاريخ الفن سليمان فاروق خان غونجوأوغلو، الذي تناول تاريخ المدينة في كتابه “كتاب إسطنبول”، قدّم معلومات لافتة بهذا الخصوص.

لا مثيل لها في العالم
في حديثه لصحيفة “تركيا”،  الذي ترجمه موقع تركيا الان٬ قال غونجوأوغلو: “إسطنبول مدينة تُبهر الإنسان. ولهذا، امتلكت خصائص لم تُكتب لأي مدينة كبيرة أخرى. فعلى سبيل المثال، أُطلق على إسطنبول عبر التاريخ ما يقارب 135 اسمًا ولقبًا مختلفًا. ولا نعرف مدينة أخرى لها هذا العدد من الأسماء. من بين أشهر هذه الأسماء: “روما الثانية” (ألما روما)، “القسطنطينية”، “قُسطنطينيّة”، “بيزنطية”، “الآستانة”، “دار السعادة”، “الفاروق”، “دار الخلافة”، و”إسلامبول”. كما أن إسطنبول، بتاريخها وأسمائها، ليس لها مثيل في العالم.”

اقرأ أيضا

فعاليات في أنحاء تركيا احتفالًا بعيد السيادة الوطنية…

الأربعاء 23 أبريل 2025

كل أمة أطلقت اسمًا مختلفًا
أشار غونجوأوغلو إلى أن كل أمة أطلقت على المدينة اسمًا مختلفًا، وقال:
“أطلق اللاتين عليها اسم مقدونيا، والسريان أسموها يانكوفيتش أو ألكسندرا، واليهود دعوها فيزاندوفينا، والفرنجة قالوا عنها يافورية أو بوزانتيام أو قسطنطينية، والنمساويون (النمساويون الألمان) أطلقوا عليها قسطنطين بول، والروس سموها تكفورية، والهنغاريون فيزاندوفار، والهولنديون ستفانية، والبرتغاليون كوستين، والمغول أطلقوا عليها تشاقدوركان أو ساكاليا، والإيرانيون قالوا قيصر الأرض، والعرب سموها القسطنطينية الكبرى (إسطنبول الكبرى). ووفقًا للحديث النبوي الشريف، فإن اسم المدينة هو (قُسطنطينيّة).”

مقالات مشابهة

  • مبتكر Succession يعود بفيلم Mountainhead من بطولة ستيف كارل.. القصة وموعد العرض
  • الاحتلال الإسرائيلي يستهدف مدرسة يافا التي تؤوي نازحين بحي التفاح
  • أجاسي يعود في «الخامسة والخمسين» عبر بوابة «البيكلبول»!
  • إسطنبول: المدينة التي حملت أكثر من 135 اسمًا عبر التاريخ
  • ياسمين فؤاد: حماية البيئة مسؤولية تتطلب تضافر جهود الحكومة والقطاع الخاص والمواطنين
  • إذاعة الجيش الإسرائيلي: مقتل قيادي بارز مرتبط بحماس والجماعة الإسلامية في الغارة التي استهدفت سيارة قرب الدامور جنوبي بيروت
  • رائد فضاء يعود إلى الأرض بعد 7 أشهر بحفنة ساحرة من الصور التي وثقها للكون
  • بنكيران يصف الدعوات التي ترفض استقبال ممثل عن حماس بالمغرب بـقلة الحياء (شاهد)
  • ناصر ماهر يعود لتدريبات الزمالك الجماعية قبل مواجهة المصري