يهودا فاخ ضابط إسرائيلي متورط في مجزرة المسعفين
تاريخ النشر: 22nd, April 2025 GMT
يهودا فاخ ضابط في الجيش الإسرائيلي برتبة لواء، شغل منصب القائد الأعلى في الضفة الغربية منذ عام 2021 وحتى استقالته في يوليو/تموز 2024.
في فترة قيادته أشرف على أكبر حركة استيطان شهدتها الضفة، وسمح بإنشاء المزيد من البؤر الاستيطانية، كما أعاد تفعيل نقاط التفتيش العسكرية، وأدخل بشكل متزايد الطائرات دون طيار في عمليات الاغتيال.
وُلد في مستوطنة كريات 4، إحدى أكبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، وهو نجل حاخام ينتمي إلى التيار الديني الأرثوذكسي المتشدد، وتُعتبر خلفيته العقائدية والعائلية أحد العوامل المؤثرة في مواقفه أثناء خدمته العسكرية.
شغل في مسيرته منصب الملحق العسكري في واشنطن، كما تولى سابقا قيادة فرقة غزة، وقد ارتبط اسمه بكارثة تحطم مروحية في الحرب الإسرائيلية على جنوب لبنان في يوليو/تموز 2006، إذ قتل طاقمها كله، وكان حينها قائدا مباشرا للرحلة.
عندما تولى منصب القائد العام للقوات الإسرائيلية في الضفة الغربية أحضر بعض إخوته للمشاركة في مهام ذات طابع عسكري، كما اتُّهمت القوات التابعة له بالتورط في عمليات إبادة جماعية في قطاع غزة، لا سيما أثناء العدوان الإسرائيلي على القطاع في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ظل حاضرا على المستوى العملياتي الأعلى للجيش رغم استقالته من القيادة المركزية، وورد اسمه في تقارير كشفت عن مسؤولية قيادة لواء المدرعات الاحتياطي الرابع عشر التابع لفرقة يقودها، عن "مجزرة المسعفين" التي ارتُكبت في 23 مارس/آذار 2025، وأسفرت عن مقتل 15 مسعفا.
إعلانعقب استقالته لم يخرج من المشهد العسكري مهنيا فقط، بل اكتسبت قضيته أبعادا سياسية وأمنية. فإضافة إلى إعلان تحمّله جزءا من المسؤولية عن الفشل الأمني الذي سبق عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، واجه حملة انتقادات لاذعة، بلغت حدّ التحريض العلني.
وقد تصاعدت الحملة ضده بعد أن وُصف بأنه يخضع لما يُعرف بـ"قانون روديف"، الذي يُستخدم لتبرير العنف ضد من يُعتبر مهددا لحياة الآخرين، ما استدعى فرض إجراءات أمنية مشددة حوله.
المولد والنشأة
وُلد يهودا فاخ في 10 أبريل/نيسان 1969 في مستوطنة كريات 4، الواقعة على أطراف مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة.
و"كريات 4″ هي إحدى أقدم وأبرز المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وتشكل مركزا دينيا واستيطانيا معروفا بتطرف سكانه الإسرائيليين، ومنهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
نشأ فاخ في عائلة صهيونية عُرفت بنشاطها الاستيطاني والعسكري ضد الفلسطينيين. فوالده، الحاخام شالوم فاخ هاجر من شيكاغو إلى إسرائيل عام 1957، واستقر في حي بيت فاغان في القدس.
وقد عمل الحاخام مدرسا في عدد من المدارس الدينية، من بينها "يشيفات نتيف مئير"، إحدى أبرز المدارس الدينية الأرثوذكسية المتشددة، وأسهم في تطوير مناهج تدريس التلمود في المدارس الدينية الرسمية والمدارس الثانوية. كما تولّى رئاسة مجلس مستوطنة "كريات 4" فترة طويلة.
يبلغ يهودا فاخ من العمر 55 عاما، وهو أب لطفلين، ومثل العديد من أشقائه السبعة، اتجه إلى الخدمة العسكرية، ومن بين إخوته، يبرز غولان، الذي يحمل رتبة عقيد في الاحتياط.
الدراسة والتكوين العلميتلقى فاخ تعليمه في مدرسة دينية، ونشأ في وسط تأثر فيه بوالده. وفي سن الـ18 التحق بالكتيبة 890، وهي إحدى وحدات النخبة في سلاح المظليين بالجيش الإسرائيلي.
وبسبب عدم حصوله على شهادة الثانوية العامة، لم يُقبل في البداية في دورة الضباط، وهو برنامج تدريبي مخصص لتأهيل الجنود لشغل مناصب قيادية في الجيش، إلا أنه، وبعد إلحاح طويل، تم قبوله لاحقا، وشارك في الفيلم الوثائقي "أن تكون ضابطا"، الذي بُث على القناة الأولى الإسرائيلية عام 1991.
إعلانلاحقا، استكمل تعليمه الأكاديمي، وحصل على درجة البكالوريوس في القانون من "المركز متعدد التخصصات" في هرتسليا، وهي من أبرز الجامعات الخاصة في إسرائيل، تأسست عام 1994، وتركّز على إعداد القادة في القطاعين العام والخاص.
كما نال درجة الماجستير في العلوم الاجتماعية من جامعة حيفا، وهي جامعة حكومية تأسست عام 1963، وتُعد من المؤسسات الأكاديمية المرموقة في إسرائيل.
وتوّج مسيرته الأكاديمية بالتخرج من كلية الأمن القومي في إسرائيل، المعروفة اختصارا بـ"ملبن"، وهي جزء من أكاديمية القيادة العسكرية التابعة لهيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي.
كما شارك في "برنامج القيادة العليا" التابع لمؤسسة ويكسنر، الذي يُتيح للمسؤولين الإسرائيليين الانخراط في دراسات متقدمة في "كلية كينيدي" بجامعة هارفارد، والمتخصصة في الإدارة العامة والسياسات الدولية.
الحياة المهنيةفي 26 أكتوبر/تشرين الأول 1987، ترك فاخ قبعته وزيّه الديني الأسود ولبس الزي العسكري الزيتوني، متطوعا في لواء المظليين، المعروف أيضا باسم اللواء 35. وهو جزء من سلاح المشاة في الجيش الإسرائيلي، ويتطلب الانضمام إليه اجتياز اختبار بدني يمتد يوما ونصف اليوم.
في عام 1989، وبعد اجتيازه دورة التأهيل في مدرسة الضباط المعروفة بالعبرية باسم "باهَد 1" (القاعدة التدريبية 1)، شغل منصب قائد فريق، ولاحقا انضم إلى لواء "ناحال"، وهو وحدة مشاة تابعة لجيش الاحتلال، كانت تنشط في ذلك الوقت ضمن المنطقة الأمنية في جنوب لبنان.
عُيّن قائدا لوحدة في السرية المساعدة ضمن الكتيبة 931، ثم أصبح نائبا لقائد الكتيبة، وبين عامي 1993 و1994، تولى قيادة الكتيبة. وفي عام 1995، عُيّن قائدا للواء "ناحال"، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 1997، حين وقعت "كارثة المروحية"، التي فقدت فيها الوحدة جميع مقاتليها.
إعلانفي أكتوبر/تشرين الأول 1999، تمت ترقيته إلى رتبة مقدم، وعُيّن قائدا للكتيبة 931، وأشرف على تدريب القوات وتنفيذ العمليات العسكرية حتى عام 2001. ثم شغل منصب نائب قائد لواء "ناحال" بين عامي 2001 و2002، قبل أن يُعيَّن ضابط عمليات في لواء الجليل عام 2004.
وفي عام 2006، رُقي إلى رتبة عقيد، وتسلّم قيادة لواء "يهودا"، وهو المنصب الذي شغله حتى 30 أبريل/نيسان 2008، حين عُيّن ضابط عمليات تحت قيادة يوآف غالانت، الذي كان يشغل منصب قائد القيادة الجنوبية في ذلك الوقت.
وقد وصفته بعض التقارير آنذاك بأنه كان "يناسب غالانت مثل قفازات اليد"، في إشارة إلى التوافق الكبير بينهما في العمل.
كان من المقرر أن يُعيَّن مساعدا لرئيس الأركان غالانت، لكن بعد إلغاء تعيين الأخير، وجد فاخ نفسه قائد فريق في دورة قادة السرايا وقادة الكتائب بين يوليو/تموز 2009 ونوفمبر/تشرين الثاني 2010.
وتولى أيضا قيادة مدرسة الضباط "باهَد 1" حتى عام 2011. وفي 14 مارس/آذار 2012، عُيِّن مجددا قائدا للواء "ناحال"، وبقي في هذا المنصب حتى 22 مايو/أيار 2014، عندما تمت ترقيته إلى رتبة عميد، وعُيّن رئيسا لسلاح المشاة والمظليين.
في 19 مايو/أيار 2016، تم تعيينه قائدا لفرقة غزة التابعة للقيادة الجنوبية، وبقي في منصبه حتى 24 أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه. وفي 4 يوليو/تموز 2019، رُقي إلى رتبة لواء، وتولّى بين 3 سبتمبر/أيلول 2019 و28 يوليو/تموز 2021 منصب ملحق الجيش الإسرائيلي في الولايات المتحدة الأميركية.
في 11 أغسطس/آب 2021، عُيّن فاخ قائدا للقيادة المركزية، التي تشمل الضفة الغربية، وذلك في أثناء ولاية رئيس الوزراء نفتالي بينيت ووزير الدفاع بيني غانتس. وقيل إنه تولى هذا المنصب دون أن تكون له الكفاءة الكافية لذلك.
بعد مرور 12 عاما على لقائهما الأول، تقاطع مسار غالانت وفاخ من جديد في نهاية عام 2022، إذ أصبح غالانت وزيرا للدفاع بينما ظل فاخ قائدا للقيادة المركزية.
إعلانوأنهى فاخ مهامه رسميا في هذا المنصب في 8 يوليو/تموز 2024، بعد فترة شهدت استقالة صديقه المقرب، الجنرال أهارون هاليفا، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، وهو ما شكّل خلفية إضافية لقرار خروجه من الخدمة.
في خطاب وداعه بحفل تسليم السلطة، عبّر فاخ عن شعوره العميق بالذنب لفشل القيادة العسكرية في منع هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وقال "بصفتي ضابطا، ولا سيما بصفتي قائدا سابقا لفرقة غزة، أحمل معي حزنا وألما حادا وعميقا. هذه المشاعر تعكر نهاية خدمتي وسترافقني بقية حياتي".
العمليات العسكريةشارك اللواء يهودا فاخ في عدد من العمليات العسكرية في مسيرته المهنية التي امتدت نحو 37 عاما، سواء أكان قائدا ميدانيا أم جزءا من القيادة العليا.
كان جزءا من العمليات التي أدت إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان. وفي الانتفاضة الفلسطينية الأولى والانتفاضة الثانية تولى قيادة عمليات تأمين المستوطنات وملاحقة القيادات الميدانية.
في حرب لبنان 2006 قاد وحدة 123 التي تكبدت أكبر الخسائر الإسرائيلية، بما في ذلك حادث تحطم طائرة هليكوبتر من طراز "سي كينغ" أسفرت عن مقتل 7 جنود.
وفي حرب غزة 2008-2009، نفذ عمليات تفتيش وملاحقة لقيادات ميدانية في كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وشارك في تعزيز الطوق الأمني حول مستوطنة كريات 4، كما نفذ عمليات إغلاق أمني في مدينة الخليل القديمة.
وشارك أيضا في العمليات العسكرية ضد حركة حماس بقطاع غزة بين عامي 2012 و2014. وفي الفترة بين 2016 و2019، قاد فرقة غزة أثناء تصعيد مسيرات العودة، وبنى الجدران تحت الأرض على طول الحدود مع القطاع، وتعرض لانتقادات شديدة جراء سياسات "الإغلاق الأمني" باعتبارها انتهاكا لحقوق الإنسان.
إعلانفي عام 2022، شارك في التحقيق في حادثة اغتيال مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، وفي العدوان على غزة بين 2023-2024 تولى قيادة الفرقة 252، وشارك في العمليات العسكرية بمحور نتساريم، وما تلاه من اجتياح بري إسرائيلي واسع النطاق.
على مدى سنوات خدمته العسكرية، تعرضت سياساته لانتقادات من نشطاء يمينيين وسياسيين، وبلغت التوترات ذروتها عندما أمر بإجراء تمرين تدريبي تضمن سيناريو يحاكي اختطاف مستوطنين لفلسطينيين.
ورغم اعتذاره طالب البعض بإقالته، لكنه نال دعم رئيس الأركان ووزير الدفاع، وكذا الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ. وقال عنه جنرال الاحتياط أمير أبو العافية، الذي خدم إلى جانبه، إن "فمه وقلبه متساويان"، في إشارة إلى طباعه الصعبة والعنيدة.
كما كان في قلب عاصفة من هجوم أعضاء الكنيست من الائتلاف الحاكم، إذ وصف بعضهم مواقفه بأنها مثيرة للجدل، وتعرض لانتقادات واسعة بسبب استخدامه المفرط للسلطة واتخاذه قرارات اعتُبرت "تعسفية" مما أثار استياء واسعا في الأوساط السياسية.
قائد استيطان وتطهير عرقيفي 20 مايو/أيار 2023 صادق فاخ على قرار إنشاء مستوطنة جديدة في غوش عتصيون تحمل اسم "مشمار يهودا"، ثم وقّع في فبراير/شباط 2024 على الأوراق التي تحدد حدودها، بعدما منح الجيش الإسرائيلي موافقته على إنشائها.
وأصدر قرارا عسكريا يسمح للمستوطنين بالعودة إلى مستوطنة "حومش"، التي أُقيمت عام 1980 على أراضٍ تعود ملكيتها لفلسطينيين، وقد تم إعادة تنظيم المدرسة الدينية التي كانت تعمل بشكل غير قانوني على أرض فلسطينية خاصة، وتم تحويل الموقع إلى ثكنة عسكرية.
كما منح القرار ما يُسمى بـ"مجلس مستوطنات شومرون الإقليمي" سلطة على أراض تُعد ملكية خاصة للفلسطينيين.
نفّذ اللواء فاخ، قائد الفرقة 252 التابعة لقيادة الجنوب، مجموعة واسعة من العمليات العسكرية المثيرة للجدل أثناء العدوان على غزة في عامي 2023-2024.
إعلانوقد وُصفت ممارساته في محور نتساريم بـ"التعسف والابتذال في قتل الفلسطينيين"، مع أوامر واضحة بهدم المباني، "حتى تلك التي لا تتمتع بأي ميزة عملياتية".
وكان هذا المحور جزءا من إستراتيجية تهدف إلى فصل شمال قطاع غزة عن جنوبه، ومحاصرة مدينة غزة. ونُقل عنه قوله لضباطه "لا يوجد أبرياء في غزة".
عندما تم تعيينه مسؤولا عن شمال القطاع، أعلن أن "فقدان الأرض هو الذي سيعلم الفلسطينيين الدرس". وكُشف أنه كان يهدف إلى إعادة توطين 250 ألف فلسطيني قسرا من شمال القطاع، وهي خطة وُصفت بأنها تهجير قسري واسع النطاق.
ينسب إلى فاخ أيضا قراره بإعادة استخدام سياسة الاغتيال بالطائرات، كما حدث في جنين وطولكرم عام 2023. ومنذ ذلك الحين، تم تنفيذ أكثر من 55 غارة جوية، أسفرت عن استشهاد نحو 90 شابا فلسطينيا. وصادق على تنفيذ 65 عملية مداهمة هجومية في عمق مناطق (أ) وفقا لاتفاقية أوسلو، أسفرت عن استشهاد 530 فلسطينيا.
نفذ أيضا مخططا لتأسيس جيش من المستوطنين قوامه 7 آلاف عنصر، ضمن مشروع إنشاء "قوات الحراسة الإقليمية الاستيطانية" في الضفة الغربية، وأعدّ لهم برنامجا تدريبيا نظاميا، وزوّدهم بأسلحة حربية وعتاد عسكري وأمني واستخباري، من ضمنه طائرات استطلاع دون طيار. وقد وثق نشطاء حقوقيون وصحيفة هآرتس اعتداءات عديدة ارتكبتها هذه القوات بحق الفلسطينيين في مناطق (ج).
وشاركت الفرقة 252 تحت قيادته في الحرب على غزة، وواجهت اتهامات بارتكاب عمليات قتل تعسفي للمدنيين. وكشف تحقيق أعدّه الصحفي يانيف كوفوفيتش (هآرتس، 31 ديسمبر/كانون الأول 2024) أن فاخ نفّذ عمليات في غزة دون الالتزام بالانضباط العملياتي، وأسس ما يشبه "منطقة قتل" غير رسمية، ما أسفر عن عمليات قتل عشوائية بحق مدنيين.
وقد سمح لشقيقه غولان فاخ، وهو ضابط احتياط برتبة عقيد، بتشكيل قوة خاصة من جنود ومدنيين على غرار تنظيم "شبيبة التلال" الاستيطاني، بهدف تنفيذ عمليات تخريب وتدمير في غزة.
إعلانبخصوص المساعدات الإنسانية، فقد منع فاخ على ضباطه وجنوده السماح بإدخال "ولو شاحنة واحدة"، ووجه بعرقلة القوافل الداخلة ووضع الصعوبات أمامها. كما أصدر أمرا لقواته بتفجير مبنى المستشفى التركي.
وفي 31 مارس/آذار 2025، كشفت صحيفة الغارديان البريطانية أن قوات تابعة للواء المدرعات الاحتياطي الرابع عشر ضمن فرقة فاخ تورطت في قتل 15 من المسعفين الفلسطينيين وعناصر الدفاع المدني في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة فيما عرف بـ"مجزرة المسعفين".
وفي 2 يناير/كانون الثاني 2025، كتب الصحفي جدعون ليفي في هآرتس "إذا لم تبادر الشرطة العسكرية بفتح تحقيق فوري في سلوك العميد يهودا فاخ، وإذا لم يتم إعفاؤه على الفور من منصب قائد الفرقة 252 واحتجازه لاستجوابه، فإن ذلك سيبعث برسالة مفادها أن الجيش والحكومة يرفضان تحمل المسؤولية الأخلاقية والقانونية تجاه تصرفات قادتهما’.
وأضاف أن "عدم اتخاذ هذه الخطوات سيجعل الإسرائيليين والمحكمة الجنائية الدولية، والعالم بأسره، يدركون أن الجيش الإسرائيلي يحتفظ بقائد فرقة يُشتبه في ارتكابه جرائم حرب واسعة النطاق، ويواصل حياته ومهامه وكأن شيئا لم يحدث".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات أکتوبر تشرین الأول العملیات العسکریة الجیش الإسرائیلی فی الضفة الغربیة یولیو تموز الفرقة 252 فرقة غزة إلى رتبة شغل منصب فی الجیش ن قائدا جزءا من کریات 4 فی عام
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يتنصل من جريمة إعدام المسعفين برفح.. تحدث عن نقل الجثث
تنصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، من جريمة إعدام المسعفين الفلسطينيين في مدينة رفح جنوب قطاع غزة بتاريخ 23 آذار/ مارس الماضي، وقال إنه "لم ينفذ إعدامات ميدانية بحق طواقم إسعاف وإغاثة".
وذكر جيش الاحتلال في بيان، أن آلية التحقيق التابعة لهيئة الأركان العامة الإسرائيلية "أجرى تحقيقا معمقا"، بشأن المجزرة الدموية في مدينة رفح والتي طالت عددا من المسعفين وطواقم الدفاع المدني، وتسببت باستشهاد 15 فردا، ومن ثم دفنهم بمقبرة جماعية وإخفاء سياراتهم.
وفي محاولة لتبرئة جنوده، قال الجيش: "تشير نتائج التحقيق إلى أن الحادث وقع في ساحة قتال عدائية وخطيرة، في ظل تهديد على المنطقة المحيطة بالقوات العاملة في الميدان".
نصب كمين
وزعم أن التحقيق أظهر عدم وجود "أي أدلة لتكبيل قتلى قبل إطلاق النار أو بعده، ولا على تنفيذ إعدامات ميدانية"، مدعيا أن الحديث عن ارتكاب قواته لتلك الفظائع "مجرد إشاعات وافتراءات وأكاذيب شنيعة".
وقال: "في ليلة الحادث 23 مارس 2025، نصبت القوة كمينا بغية استهداف" ما أسماهم "مخربين"، مشيرا إلى أنه "في حادث وقع بعد ساعة تقريبا، أطلقت القوة النار على مشتبه بهم خرجوا من سيارة إطفاء وسيارات إسعاف قريبة جدا من موقع القوة في الكمين".
ومبررا المذبحة بحق طواقم الإغاثة أردف الجيش: "رصدت القوة خمس سيارات تتحرك بسرعة نحو الكمين وتتوقف بجانبه، حيث نزل منها أشخاص بسرعة".
وتابع: "اعتقد قائد القوة أن الحديث يدور عن سيارات لحماس جاءت لمساعدة ركاب السيارة الأولى، وفي ظل شعوره بخطر حقيقي، قرر إطلاق النار".
وزعم أن قائد القوة "لم يتعرّف في البداية على السيارات باعتبارها سيارات إسعاف بسبب محدودية الرؤية ليلا، ولم يتّضح أمر كونها طواقم إسعاف إلا خلال عمليات التمشيط التي أجرتها القوة لاحقا".
وأقر الجيش الإسرائيلي بأنه "قُتل في هذه الأحداث ما مجموعه 15 فلسطينا"، وزعم أن "6 منهم تم تحديدهم باعتبارهم مخربين من حماس"، وفق ادعائه.
"نقل الجثث"
واستطرد: "مع طلوع الفجر، تقرر تجميع الجثث وتغطيتها لمنع العبث بها، كما تقرر إزالة السيارات من الطريق تمهيدا لاستخدامه في إخلاء السكان المدنيين من هذا المكان لاحقا".
وأضاف: "تم نقل الجثث واتخاذ قرار بإخلاء السيارات وسحقها. وخلص التحقيق إلى أن قرار نقل الجثث كان معقولا بينما قرار سحق السيارات خاطئا".
وبدعم أمريكي يرتكب الاحتلال، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.