بارجة أمريكية ضخمة على شواطئ ليبيا.. ما الأهداف والرسائل منها؟
تاريخ النشر: 22nd, April 2025 GMT
أثار وصول بارجة أمريكية عسكرية كبيرة على متنها قادة عسكريون من واشنطن إلى ليبيا، تساؤلات عدة حول طبيعة الدور الأمريكي في البلاد سياسيًا وعسكريًا، والرسائل التي تسعى واشنطن لإيصالها محليًا وإقليميًا ودوليًا من خلال هذه الخطوة.
ووصلت سفينة القيادة للأسطول الأمريكي السادس، المعروفة باسم "يو إس إس ماونت ويتني" (LCC 20)، وهي سفينة قيادة وتحكم من فئة "بلو ريدج"، إلى العاصمة الليبية طرابلس، على أن تقوم أيضًا بزيارة مدينة بنغازي شرقي البلاد، ضمن زيارة مبرمجة تهدف إلى "تعزيز الأمن الإقليمي ودعم الولايات المتحدة لوحدة ليبيا"، بحسب ما أعلنته السفارة الأمريكية لدى ليبيا.
"دور عسكري واجتماعات مغلقة"
وفور وصول السفينة، طالبت السفارة الأمريكية لدى ليبيا حكومة الدبيبة وقواتها البحرية بتنظيم جولة في ميناء طرابلس لنائب قائد الأسطول السادس للبحرية الأمريكية، جيفري أندرسون، إلى جانب عقد اجتماع مغلق على متن السفينة، ضم قادة عسكريين أمريكيين ومسؤولين أمنيين وعسكريين من حكومة الدبيبة.
وجاءت هذه الزيارة قبل 48 ساعة فقط من مشاركة ليبيا في أكبر المناورات العسكرية "الأسد الأفريقي 25"، بقيادة الولايات المتحدة، والتي تستضيفها تونس خلال الفترة من 22 إلى 30 أبريل الجاري.
أما السفينة الأمريكية فهي تدير عمليات الأسطول السادس، الذي يتخذ من مدينة نابولي الإيطالية مقرًا له، وتُشرف على مجموعة واسعة من العمليات البحرية المشتركة بالتنسيق مع حلفاء وشركاء دوليين ووكالات متعددة. وقد سبق أن شاركت السفينة في العمليات العسكرية ضد نظام القذافي عام 2011.
والسؤال المطروح: ما الرسائل التي تحملها هذه البارجة والوفد المرافق لها محليًا ودوليًا؟ وما علاقتها بتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية وطرد المرتزقة؟
"تأكيد حضور ونفوذ أمريكي"
من جهتها، رأت عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي، بيعة بوراص، أن "زيارة السفينة الأمريكية ماونت ويتني إلى موانئ طرابلس وبنغازي تمثل حدثًا بارزًا في سياق العلاقات الليبية–الأمريكية، التي شهدت تحولات من التوتر إلى الانفتاح والتعاون".
وأكدت بوراص، في تصريحات لـ"عربي21"، أن "هذه الزيارة تشير إلى رغبة أمريكية واضحة في تعزيز الأمن الإقليمي، ودعم وحدة ليبيا، وتعميق التعاون الأمني، لا سيما في ملفات مكافحة الإرهاب والاتجار بالبشر. وتأتي في وقت يتزامن مع تجديد تفويض عملية “إيريني” الأوروبية حتى مارس 2027، مما يعكس تناغمًا دوليًا لضمان الاستقرار في المتوسط، وفي ليبيا تحديدًا".
وأضافت: "مع ذلك، قد تثير الزيارة جدلًا داخليًا، خاصة في ظل الانقسام السياسي وغياب الثقة بين الأطراف الليبية، إذ قد تراها بعض الجهات شكلًا من أشكال التدخل الخارجي أو الاصطفاف غير المتوازن".
وأشارت إلى أن "الزيارة تحمل أيضًا بعدًا جيوسياسيًا في ظل التنافس الدولي المتصاعد في ليبيا، سواء من خلال الحضور الروسي أو التركي، أو عبر تمدد النفوذ الصيني في أفريقيا. فهي رسالة واضحة لتأكيد الحضور والنفوذ الأمريكي في شمال أفريقيا، والدور الذي تلعبه أمريكا في رسم مستقبل المنطقة".
وتابعت: "في المجمل، تعكس هذه الزيارة التزام الولايات المتحدة بدعم الاستقرار السياسي والأمني في ليبيا وشمال أفريقيا، في ظل تحديات متداخلة تتطلب تنسيقًا دوليًا وجهودًا ليبية موحدة"، بحسب تعبيرها.
"استهداف التواجد الروسي"
من جانبه، رأى الباحث التونسي في العلاقات الدولية، بشير الجويني، أن "السفينة التي تزور طرابلس هي منصة قيادة وتنسيق تدعم العمليات البحرية متعددة الجنسيات، وتُعنى بمراقبة الأزمات الإقليمية. وقد انطلقت من قاعدتها في نابولي، وتشمل جولتها عددًا من الدول منها قبرص، أوكرانيا، المملكة المتحدة، تونس، ثم طرابلس وبنغازي".
وقال الجويني، في تصريح لـ"عربي21"، إن "الرسائل المرتبطة بهذه الزيارة تتعلق بثلاث مهام استراتيجية: مراقبة تحركات الأسطول الروسي، والمساهمة في مكافحة الهجرة غير النظامية، والاستعداد للتدخل في حال تصاعد التوترات الأمنية".
وأضاف: "وفقًا لاستراتيجية الأمن القومي الأمريكي كما وضعتها إدارة ترامب الثانية، هناك خمس أولويات هي: أمريكا أولًا، وتعزيز التفوق الأمريكي في الطاقة والاقتصاد، ومواجهة التمدد الصيني والروسي، ومكافحة الجماعات المسلحة، والتصدي للهجرة غير النظامية".
وتابع: "بالتالي، الرسالة الرئيسية هي رسالة جيوسياسية وأمنية واقتصادية مفادها أن أمريكا تراقب دون أن تتورط بشكل مباشر، ولن تتدخل إلا عند تهديد مصالحها الاستراتيجية. ولهذا ستواصل اعتمادها على الحلفاء لتطبيق سياسة ‘القيادة من الخلف’، بهدف تقليل النفقات العسكرية وتوجيه الموارد نحو تعزيز القوة الاقتصادية والناعمة".
وأشار إلى أن "السياق الملتهب قد يدفع الأمريكيين إلى إعادة النظر في وجهة التحرك، خصوصًا مع تزامن هذه الجولة مع وصول قطع بحرية روسية إلى الجزائر، تضم غواصات هجومية وقاطرات دعم ونقل ذخيرة. فهل هي محض صدفة؟ أم أن المنطقة المغاربية مقبلة على مزيد من التصعيد والاحتكاك؟ سيما أن الولايات المتحدة تتابع بالفعل تحركات بعض القطع البحرية الروسية في المنطقة".
"تحذير لأمراء الحروب"
بدوره، اعتبر الأكاديمي والإعلامي الليبي، عاطف الأطرش، أن "الزيارة الأمريكية، رغم طابعها البحري، ليست مجرد استعراض عسكري، بل تحمل رسالة تحذير وتهديد مبطن لكل من يخطط لإعادة ليبيا إلى مربع الحرب".
وأضاف: "واشنطن ربما قررت ألّا تترك ليبيا لقوى إقليمية متضاربة أو للفراغ الدولي، في ظل التصعيد الإقليمي واحتدام الصراع بين محاور متنافسة داخل ليبيا. وبالتالي، فهذه رسالة مباشرة لأمراء الحروب: لا للتصعيد، لا للاشتباك".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية ليبيا طرابلس بنغازي ليبيا امريكا طرابلس بنغازي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة هذه الزیارة
إقرأ أيضاً:
خطة أمريكية من سبع نقاط.. هل تضع حدّاً للصراع الأوكراني؟
وسط غياب ضمانات أمنية واضحة من الولايات المتحدة، كشفت وسائل إعلام بريطانية عن “خطة أمريكية جديدة تتألف من سبع نقاط، تهدف إلى إنهاء الصراع في أوكرانيا دون تقديم ضمانات أمنية إلى كييف”.
وأشارت الصحيفة إلى “أن هذه الخطة تنص على “الاقتراح اعترافًا أمريكيًا رسميًا بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم ويعني ضمنيًا الاعتراف الفعلي بالأراضي الأخرى (التي حررتها روسيا)”.
وبحسب الصحيفة، “تتضمن المبادرة الأمريكية أيضًا على وصول الأوكرانيين دون عوائق إلى مصب نهر دنيبرو وانسحاب القوات الروسية من أجزاء من مقاطعة خيرسون”.
ووفقا لصحيفة “التلغراف”، “يتوقع المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص كيث كيلوغ أن يحصل على موافقة الجانب الأوكراني على هذه الخطة اليوم الأربعاء”.
وأضافت: “ستكون هذه الخطة بمثابة حبة دواء مريرة لأوكرانيا، حيث ستفقد أوكرانيا أراضٍ دون الحصول على أي ضمانات أمنية واضحة من الولايات المتحدة”.
وذكرت صحيفة “واشنطن بوست”، يوم الثلاثاء، نقلا عن مصادر، “أن الولايات المتحدة ستقترح على الدول الأوروبية وأوكرانيا الاعتراف بشبه جزيرة القرم كجزء من روسيا، في اجتماع لتسوية الصراع الأوكراني، سيعقد في لندن الأربعاء، في حين يأمل حلفاء كييف في الحصول على ضمانات أمنية للجمهورية السوفييتية السابقة في المقابل”.
وبحسب مصادر للصحيفة، “اعتبر الجانب الأوكراني أن الاقتراح الأمريكي لحل النزاع الذي قدم إليه الأسبوع الماضي في باريس هو الأخير قبل أن تقرر واشنطن الانسحاب من عملية السلام”.
في السياق، أعلنت الخارجية الأمريكية أن “إدارة الرئيس دونالد ترامب على قناعة بعدم وجود حل عسكري للنزاع في أوكرانيا”.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية تامي بروس خلال مؤتمر صحفي لها، يوم الثلاثاء، إن الرئيس ترامب “أعرب عن تفاؤله” بشأن التسوية في أوكرانيا.
وأكدت أن “الرئيس ترامب يرغب في تسوية دبلوماسية. وقد تحدث وزير الخارجية والرئيس بأنه لا يمكن حل النزاع عسكريا”.
وبشأن الاجتماع في لندن حول أوكرانيا، الذي من المقرر أن يحضره المبعوث الأمريكي الخاص كيث كيلوغ، قالت المتحدثة باسم الخارجية، إن “نتائجه ستظهر ما هي آفاق التسوية”، وتوقعت “معرفة النتائج قريبا” بعد اجتماع لندن الذي من المقرر أن يعقد يوم 23 أبريل بمشاركة ممثلي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وأوكرانيا”.
بدوره، أكد فلاديمير زيلينسكي أن “كييف مستعدة لأي مفاوضات مع روسيا بعد وقف إطلاق النار الكامل، ولكنه لم يتراجع بعد عن مرسومه الذي يحظر ذلك”.
وقال زيلينسكي في مؤتمر صحفي: “إذا كان الروس مستعدين لوقف كامل لإطلاق النار، وبعد وقف إطلاق النار الكامل مع التفاهم على الإطار الزمني، فنحن مستعدون لأي مفاوضات معهم، أيا كانت”.
وقال زيلينسكي في مؤتمر صحفي: “إذا كان الروس مستعدين لوقف كامل لإطلاق النار، وبعد وقف إطلاق النار الكامل مع التفاهم على الإطار الزمني، فنحن مستعدون لأي مفاوضات معهم، أيا كانت”.
فانس: واشنطن قد تنسحب من جهود إنهاء حرب أوكرانيا
أفاد نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس، الأربعاء، “بأن واشنطن ستتخلى عن مساعيها للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا ما لم يتوصل البلدان إلى اتفاق”.
وقال فانس للصحفيين في الهند التي يزورها 4 أيام: “قدمنا مقترحا واضحا جدا للروس والأوكرانيين وحان الوقت للطرفين ليقولا نعم، وإلا فإن الولايات المتحدة ستتخلى عن هذه العملية”.
وأضاف فانس: “أعتقد أن الوقت حان لاتّخاذ إحدى الخطوات الأخيرة، إن لم تكن الخطوة الأخيرة… القول إننا سنوقف القتل وسنجمّد خطوط السيطرة عند مستوى قريب لما هي عليه حاليا… يعني ذلك الآن بالطبع بأنه سيتعين على الأوكرانيين والروس التخلي عن بعض الأراضي التابعة لهما الآن”.
هذا “وتتوسط إدارة ترامب لإنهاء الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، وفي هذا الإطار استضافت مدينة جدة السعودية، في 11 مارس الماضي، مباحثات بين وفدين من الولايات المتحدة وأوكرانيا، وخلال هذه المحادثات أعربت أوكرانيا عن استعدادها لقبول مقترح أمريكي بشأن التوصل لوقف فوري ومؤقت لإطلاق النار لمدة 30 يومًا، يمكن تمديده باتفاق متبادل بين الأطراف، بشرط قبول روسيا وتنفيذها المتزامن للاتفاق”.