الثورة نت:
2025-04-23@22:47:40 GMT

اليمن.. يوسف بين إخوته

تاريخ النشر: 22nd, April 2025 GMT

 

في زمن تتغير فيه الأقنعة وتتكشف فيه الوجوه، يعود الوعي الشعبي ليبحث عن النماذج القرآنية التي ترسم لنا الطريق حين تشتد الظلمات، وفي وسط هذا المشهد الدموي والسياسي المعقد في المنطقة، يظهر اليمن كأنه يوسف الزمان، محاطًا بإخوته الذين ما أرادوا له إلا الهلاك، وما جمعهم عليه إلا الغيرة والضغينة.

فكما اجتمع إخوة يوسف عليه السلام بدافع الحسد والكراهية والتنافس غير الشريف ليرموا بأخيهم في غيابة الجب، اجتمعت دول كبرى وصغرى، عربية وأجنبية، لتتآمر على اليمن، لا لأنه اعتدى، بل لأنه تميز.

لا لأنه خان، بل لأنه رفض الخيانة.

اليمن لم يشكل خطرًا على أحد، بل طالب بحقه في الاستقلال، في الحرية، في القرار، فكان عقابه أن فُتح عليه عدوان غاشم بقيادة السعودية والإمارات، وبأدوات أمريكية وصهيونية، وبتواطؤ وسكوت عربي عام.

كما قال إخوة يوسف: “اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضًا يخلُ لكم وجه أبيكم”، كذلك كان الهدف من العدوان على اليمن: إقصاؤه وتهميشه وإسقاطه حتى يخلو المجال لوكلاء واشنطن وتل أبيب للسيطرة على المنطقة بلا شوكة تؤلمهم.

يوسف عليه السلام ألقي في البئر وحيدا، ودخل السجن مظلومًا، لكنه خرج منه عزيزًا في أرض مصر، سيدًا بين القوم، بعد أن صقلته المحن وربّته الشدائد.

واليمن، بعد سنوات من الحصار والقصف والتجويع، لم ينكسر، بل خرج أصلب عودًا، أشد وعيًا، وأعلى راية.

لم تؤثر فيه آلة الإعلام ولا الترهيب النفسي ولا شائعات الخذلان، بل أصبح اليوم رقمًا صعبًا في المعادلة، وبات العدو يحسب له ألف حساب.

وكما شاء الله أن يكون السجن طريق يوسف إلى العرش، شاء أن تكون هذه الحرب طريق اليمن إلى الريادة والتمكين، وها هو يصنع سلاحه بيده، ويدير معركته بإرادته، ويقف في وجه دول كبرى وهو محاصر لا يملك من الميناء ولا المطار إلا الاسم.

لكن الجمال كله في لحظة اللقاء بين يوسف وإخوته، حين قالوا له: “تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين”، فما كان رده إلا قمة التسامي الأخلاقي والروحي، حين أجاب:

“لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين”.

وهنا تمام التشبيه…

فاليمن، رغم كل ما فعله “إخوته” به، من حصار وتجويع وقتل وتجريم وتخوين، لم يحمل في قلبه حقدًا دفينًا على الشعوب، بل ميّز بين الحكومات الخائنة والشعوب المغلوبة. لم يطلب الانتقام، بل طالب بالكرامة، لم يرد أن يُهلك جيرانه، بل أن يُفهمهم أن عزتهم في استقلالهم، لا في ارتهانهم.

يوسف خرج من محنته نبيًا مُمكّنًا في الأرض… واليمن، بعون الله، خارج من جراحه أمة لا تُكسر، يمد يده للسلام من موقع القوة، لا الضعف. لا ينسى من خانه، لكنه لا يتشبث بالحقد، بل يمد جسر العدل والتسامح لمن تاب وراجع نفسه.

الذين باعوا يوسف ندموا حين رأوه ملكًا… والذين حاصروا اليمن، سيعلمون أنهم كانوا يقاتلون شعبًا اختاره الله ليكون حامل راية، لا تابعًا خانعًا.

وسيأتي يوم، يقف فيه بعض من خانوا اليمن بالأمس ليقولوا: لقد أخطأنا، وقد كنا ضمن مشروع أراد تدميرك …

ويومها، سيقول اليمن بثبات الأنبياء، وبعظمة من تربى على المبادئ الإيمانية: لا تثريب عليكم اليوم.

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

المجرم دقلو هرب من معارك الفاشر لأنه يخشي مصير علي يعقوب وآخرين

■ لعنة معسكر زمزم ستلاحق المجرم عبدالرحيم دقلو .. بالأمس غادر الهارب دقلو إلي زالنجي بعد إصابته بإحباط شديد لفشل هجومه الأخير علي الفاشر حيث تكسرت موجات مليشياته .. الجيش والقوات المشتركة وعبر خطة محكمة استنزفوا قوات المليشيا التي اعتدت علي معسكر زمزم حيث هربت إلي نيالا تجرجر أذيال الهزيمة وفي معيتها وفد الإعلاميين المليشيين الذين استنفرهم المجرم عبدالرحيم لتوثيق دخوله للفاشر لكنهم عرّدوا الآن مع بقايا فلول المندحرين إلي نيالا وبصحبتهم عربات ومركبات تم نهبها من زمزم تحمل منهوبات مثل ألواح الطاقة الشمسية ومواد تموينية كانت مخصصة للنازحين بزمزم ..

■ المجرم دقلو هرب من معارك الفاشر لأنه يخشي مصير علي يعقوب وآخرين .. ونجا قبل أيام من عملية نوعية فاجأت القوات المخصصة لحراسته مما أجبره علي الهروب سريعاً إلي زالنجي .. الهارب يواجه مشاكل حقيقية بعد رفض القبائل العربية في جنوب وشرق دارفور استنفار مقاتلين إلي صفوفه .. كمابرزت مشكلة جديدة تتمثل في عصيان المستنفرين لقادتهم ومخالفتهم المستمرة للتعليمات الأمر أجبر دقلو علي توجيه عصاباته بتجميع المستنفرين للتدريب في معسكرات داخل نيالا ونقل مجموعة منهم إلي ليبيا ..

■ متحرك الصياد أربك حسابات المجرم وداعميه .. يوم أمس تم عقد إجتماع بزالنجي لتدارك الأوضاع داخل الضعين ونيالا حيث تتزايد أعداد المواطنين الذين حزموا أمتعتهم للمغادرة ..
■ في تطور لافت أغلقت مليشيات التمرد التي تبقت داخل معسكر زمزم ، أغلقت الطرق إلي زمزم بالحاويات خوفاً من التفاف الجيش والقوات المشتركة ..
عبدالماجد عبدالحميد
عبد الماجد عبد الحميد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • رانيا يوسف وكندة علوش.. نجوم ينعون الإعلامى الراحل صبحي عطري
  • عن تسليم سلاح حزب الله... السفير الإيراني: نلتزم بما يتفق عليه اللبنانيون
  • أفضل دعاء تبدأ وتختم به يومك .. واظب عليه
  • اليمن وغزة.. واحدية العدوان الأمريكي!!
  • علاء مرسي: وفاة سليمان عيد صدمة .. مع ثورة حب عجيبة
  • المجرم دقلو هرب من معارك الفاشر لأنه يخشي مصير علي يعقوب وآخرين
  • قاذفة B-2 في مرمى النيران.. أي معادلة فرضها اليمن باعتراض هذه القاذفة؟
  • دعاء السيدة عائشة.. واظب عليه كل يوم ييسر أمرك ويفرج همك
  • الهلال فارس لا يُرهق