إدانة أمريكية أوروبية لتصريحات بن غفير العنصرية.. وإحباط وغضب إسرائيلي
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
أدانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، التصريح "العنصري" لوزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الذي ادعى أن حق المستوطنين اليهود في التنقل بين طرقات الضفة الغربية يفوق حق الفلسطينيين الذين يعيشون هناك بحرية في التنقل.
وفي الوقت الذي برر مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، تفوهات بن غفير، تسود أوساط سياسية إسرائيلية حالة من الإحباط، جراء تواصل ردود الفعل الدولية المنددة بتصريحات الوزير الإسرائيلي.
وزعم بن غفير خلال مقابلة للقناة ""12 العبرية، الأربعاء، أن "حقي وحق زوجتي وأولادي في التنقل في يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة الغربية المحتلة)، أهم من حق العرب في الحركة.. حقي في الحياة يأتي قبل حقهم في الحركة.. هذا هو الواقع".
وأمام ذلك، نددت وزارة الخارجية الأمريكية بشدة بالتفوهات العنصرية لبن غفير، وقال متحدث باسمها في بيان: "ندين بشدة التصريحات التحريضية للوزير الإسرائيلي بن غفير، وندين أي تصريح عنصري".
وأضاف أن "مثل هذه التصريحات تسبب ضررًا كبيرًا، خاصة عندما يطلقها أشخاص في مناصب قيادية".
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: "نحن ندين أي تعبير عنصري.. مثل هذه الرسائل ضارة بشكل خاص عندما يرددها أشخاص في مناصب قيادية، ولا تتفق مع احترام حقوق الإنسان للجميع، لأنها تصريحات تحريضية"، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن أوضحا أن الإسرائيليين والفلسطينيين يجب أن يتمتعوا بالحرية والأمن على قدم المساواة.
اقرأ أيضاً
اقتحام بن غفير للأقصى.. إدانات خليجية وعربية وتحذير أمريكي
وحسب موقع "والاه" العبري، فإن كلمات بن غفير، لاقت صدىً كبيراً في وسائل الإعلام الأمريكية، وصدمت كبار أعضاء الإدارة الأمريكية.
كما زاد تصريح بن غفير، وفق الموقع، من تعزيز التصور السائد في الإدارة الأمريكية والكونجرس، بأن "حكومة نتنياهو" مكونة من عناصر متطرفة تقود سياسات عنصرية، وفق الموقع.
من جانبه، أدان الاتحاد الأوروبي "بشدة" تصريحات بن غفير، التي زعم فيها أن حقه وعائلته بالحركة في الضفة الغربية، "يفوق حق العرب"، على حد وصفه.
وقال الاتحاد في بيان الجمعة: "ندين بشدة تصريحات بن غفير، بشأن حرية تنقل الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة"، مجددًا التذكير بأن المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي، و"تشكل عائقًا أمام السلام وتهدد بجعل حل الدولتين مستحيلًا".
وعبّر الاتحاد الأوربي عن "معارضته القوية لسياسة الاستيطان الإسرائيلية" والإجراءات المتخذة في هذا السياق، داعيًا سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى السماح بتحسين ملموس في حرية التنقل للفلسطينيين.
كما قال البيان، إن "العلاقات بين إسرائيل والاتحاد يجب أن تقوم على احترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية"، مشددًا على معاملة الجميع على حد سواء بالطريقة نفسها، بما في ذلك الشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت الاحتلال.
اقرأ أيضاً
أدان الاستيطان.. البرلمان الأوروبي يجدد دعمه لحل الدولتين ويدعو للاعتراف بفلسطين
من جانبها، رحبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، بالمواقف الدولية التي شجبت وأدانت ونددت بالتصريحات التحريضية العنصرية التي أطلقها بن غفير.
واعتبرت الخارجية الفلسطينية في بيان الجمعة، أن "هذه خطوة بالاتجاه الصحيح، إلا أنها غير كافية وخصوصا أن تلك التصريحات تعبر عن حقد وكراهية مطلقة تجاه الفلسطينيين العرب".
وطالبت بضغط أمريكي ودولي حقيقي على نتنياهو لإقالة بن غفير واعتقاله عقابا له، وخصوصًا أن إرهاب المستوطنين تصاعد بشكل غير مسبوق ضد المواطنين الفلسطينيين، لشعورهم بالحماية والدعم والإسناد من أمثال بن غفير وسموتريتش؛ وفقا لما جاء في البيان.
وحملت الخارجية الفلسطينية حكومة الاحتلال الإسرائيلي ورئيسها نتنياهو، المسؤولية المباشرة والكاملة عن تكرار هذه المواقف والتصريحات.
واستنادًا إلى معطيات حركة "السلام الآن" اليسارية الإسرائيلية الرافضة للاستيطان، فإن نحو نصف مليون مستوطن يقيمون في 132 مستوطنة، و146 بؤرة استيطانية في الضفة الغربية.
ولا تشمل هذه المعطيات نحو 230 مستوطناً في 14 مستوطنة إسرائيلية مقامة على أراضي القدس الشرقية.
وبحسب معطيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطينيين، فقد بلغ عدد الفلسطينيين بالضفة الغربية نحو 3.2 ملايين نسمة بنهاية العام 2022.
اقرأ أيضاً
بريطانيا وكندا وأستراليا تدعو إسرائيل للتراجع عن توسيع الاستيطان
من جانبه، عقب مكتب نتنياهو، على تصريحات بن غفير، مبررا في بيان مقتضب بالإنجليزية بالقول، إن "إسرائيل تضمن وتمنح الحرية الكاملة للحركة للإسرائيليين والفلسطينيين في يهودا والسامرة".
Statement from the Prime Minister's Office:
Israel allows maximum freedom of movement in Judea and Samaria for both Israelis and Palestinians.
وأضاف أن "هناك إرهابيين فلسطينيين يستغلون حرية الحركة من أجل قتل النساء والأطفال وعائلات إسرائيلية في كمائن بمواقع ومحاور مختلفة".
ولم يدن نتنياهو تصريحات بن غفير، فيما قال إن الأخير "قصد أن الحق في الحياة يسبق حرية الحركة، ومن أجل منع جرائم القتل المروعة هذه، تقوم قوات الأمن بتطبيق إجراءات أمنية خاصة في هذه المناطق".
In order to prevent these heinous murders, Israel's security forces have implemented special security measures in these areas.
This is what Minister Ben-Gvir meant when he said ''the right to life precedes freedom of movement".
وأشار مكتب نتنياهو إلى أن "34 إسرائيليا قتلوا على يد فلسطينيين في العام 2023، وعدد كبير منهم قتلوا بينما كانوا في طريقهم إلى منازلهم".
وتابع: "ستواصل إسرائيل سياستها المتمثلة في الحفاظ على الأمن مع توفير حرية الحركة لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين".
Israel will continue its policy of maintaining security while affording freedom of movement for both Israelis and Palestinians.
— Prime Minister of Israel (@IsraeliPM) August 25, 2023اقرأ أيضاً
رغم غضه الطرف عن 7 بؤر.. نتنياهو يرفض تصريحات بن غفير حول الاستيطان
وعلى الرغم من هذا التبرير، نقل موقع "واينت" الإلكتروني، عن مسؤولين سياسيين وإعلاميين إسرائيليين قولهم إن الضرر السياسي والإعلامي والقانوني بسبب أقوال بن غفير "هائل".
وأضافوا إن تفوهات بن غفير هي "هجوم إعلامي ضخم ويكشف لأسفنا عن وجه الحكومة".
وتابع المسؤولون أن "بن غفير جسد قبل أي شيء آخر العنصرية والأبارتهايد التي يتميز بها هو وحزبه، وحقيقة أنه لم يكن هناك أي مسؤول رسمي إسرائيلي – لا رئيس الدولة، ولا رئيس الحكومة، ولا وزير الخارجية ولا وزير الأمن، يصرح ضد تفوهات بن غفير بشكل فوري هو أمر خطير ويندمج مع المس الذي بات موجودا في قيمة العلامة التجارية التي تسمى إسرائيل".
وشدد المسؤولون أيضا على أنه "بعد نفوهات بن غفير أصبح أصعب الادعاء أن إسرائيل ليست دولة أبارتهايد. وأخيرا، حصل الذين ينتقدون إسرائيل على ’الإثبات الذهبي’ لادعاءاتهم حول العنصرية الإسرائيلية".
ونقل "واينت" عن المحامي الإسرائيلي نيك طاوفمان، الخبير في القانون وسبق أن تولى منصب محامي دفاع في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي قوله، إن "بن غفير اعترف بأقواله بأن السياسة التي يريدها والتي يسعى إلى دفعها قدما كوزير في الحكومة الإسرائيلية هي سياسة أبارتهايد بصورة قاطعة".
ويضيف: "وفقا للتحليل الرسمي لدستور المحكمة الجنائية الدولية، فإن بن غفير يدعو إلى نظام قمع منهجي وسيطرة أحادية الجانب لمجموعة عرقية واحدة على مجموعة عرقية أخرى في مناطق محتلة".
اقرأ أيضاً
طفرة الاستيطان وخلط الأوراق المستمر
كما نقل موقع "I24News" العبري، عن مسؤولين كبار في الحكومة الإسرائيلية الجمعة، وصفهم تصرفات بن غفير بـ"الصبيانية"، لافتين إلى أنها "تكلف دولة إسرائيل غاليا".
وأضاف المسؤولين أن "بن غفير فعل ما فشلت حركة المقاطعة فعله لسنوات".
وتابعوا أنه "لا يمكن السيطرة عليه، ويتصرف مثل طفل مجنون أُعطي لعبة ليلعب بها.. والمشكلة هي أن اللعبة هي دولة إسرائيل".
وفي خطوة لافتة، دعت صحيفة "هاآرتس" العبرية، في افتتاحيتها الخميس، إلى إقالة بن غفير من منصبه فوراً، على خلفية عدم جديته بمكافحة الجريمة في الوسط العربي بإسرائيل.
وتحت عنوان "اطردوا بن غفير فوراً"، كتبت الصحيفة: "الحكومة الكاهانية برئاسة نتنياهو غير مهتمة بمحاربة الجريمة في البلدات العربية، ويمكن فهم ذلك من تعيين رئيس الوزراء رجلاً غير مناسب في المنصب الأكثر حساسية في الحكومة".
كما أشارت إلى أن "تعيين بن غفير وزيراً للأمن القومي يكفي للتوصل إلى استنتاج مفاده أن حياة المواطنين العرب لا تساوي شيئاً بالنسبة لنتنياهو".
وأردفت الصحيفة: "كان التعيين بمثابة إعلان نوايا"، مشيرة إلى أن "أداء بن غفير حتى الآن يدور حول تنفيذ هذا الهدف؛ السماح للعرب بقتل أنفسهم".
وتابعت: "مادام نتنياهو أبقى بن غفير في منصبه، فإن الرسالة الموجهة إلى المواطنين العرب واضحة: بالنسبة لنا، موتوا". وتقع شرطة الاحتلال تحت المسؤولية المباشرة لبن غفير.
اقرأ أيضاً
انزعاج أمريكي من توسيع إسرائيل عملياتها الاستيطانية
أما صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، فقالت إن "تصريح بن غفير انتشر كالنار في الهشيم في وسائل الإعلام العالمية، وتلقفته حملة المقاطعة، معتبرة إياه اعترافا إسرائيلياً بأنها تدير دولة نظام الفصل العنصري، وقد تم مشاركة هذا التصريح من قبل الصحفيين الذين يتابعهم الملايين حول العالم".
وأضافت الصحيفة، أن "عارضة الأزياء الأمريكية بيلا حديد من أصل هولندي فلسطيني، المعروفة بدعم النضال الفلسطيني، وغالباً ما تنتقد إسرائيل بسبب سياستها في الأراضي الفلسطينية، شاركت هي الأخرى كلام بن غفير أمام متابعيها البالغ عددهم 60 مليونا على "إنستجرام".
وكتبت بيلا حديد أنه "في أي مكان، وفي أي وقت، خاصة في عام 2023، يجب أن تكون حياة أي شخص أكثر قيمة من حياة شخص آخر فقط بسبب أصله أو ثقافته، أو بسبب كراهيته".
وأشارت إلى أنه "بعد الانتقادات الموجهة إليه، نشر بن غفير تغريدة على تويتر باللغة الإنجليزية، زاعما فيها أنه سعى لتوضيح كلامه، لكنه كررها بالضبط مرة أخرى.
وأكد تقرير الصحيفة، أن "بن غفير هاجم اليسار الإسرائيلي والعالمي بزعم أنه يواصل تأجيج التحريض في العالم ضد حكومة الاحتلال، وبسبب استراتيجيتهم الساخرة، فإننا نشهد الآن موجات من كارهي إسرائيل الذين يهاجمونني ويهاجمون الدولة، ويواصل اليسار إلحاق الضرر بها، تمامًا كما أضر بالاقتصاد، وتماسكنا الاجتماعي والجيش خلال الأشهر الثمانية الماضية".
في المقابل، أصدر بن غفير بيانا، وجهه إلى بيلا حديد ووصفها بأنها "كارهة إسرائيل".
اقرأ أيضاً
لابيد يهاجم بن غفير: يخلق الاستفزازات بعد اقتحام المسجد الأقصى
وكرر بن غفير زعمه: "نعم، حقي وحق إخوتي اليهود بالسفر والعودة إلى البيت بسلام في شوارع يهودا والسامرة، يفوق حق المخربين الذين يلقون الحجارة ويقتلوننا.. ولن أعتذر ولن أتراجع عن أقوالي.. وسأقولها 1000 مرة أخرى أيضا".
في سياق متصل، كشفت الصحيفة أن وزيرا كبيرا في الليكود، لم تكشف عن اسمه، شنّ هجوما كاسحا على بن غفير، واتهمه بأنه "مريض بالإعلام والدعاية"، وأنه "همجي"، ويلحق الضرر على المستويين المحلي والدول".
ويُنظر إلى بن غفير على أنه ظاهرة صعود اليمين المتشدد في إسرائيل، ويهتف أنصاره بشعار "الموت للعرب".
كما أنه معروف بمواقفه المتطرفة تجاه الفلسطينيين، وهو من سكان مستوطنة "كريات أربع"، المقامة على أراضي الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة.
وسبق أن أظهرت تقارير إسرائيلية، أن البناء الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة تضاعف وسجل أرقامًا قياسية جديدة منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة نتنياهو.
ومنذ مطلع العام الجاري، صادقت الحكومة على إقامة أكثر من 13 ألف وحدة مقابل 10 آلاف وحدة تمت المصادقة عليها في عام 2020، ويرصد هذا التقرير تفاصيل التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية.
اقرأ أيضاً
السعودية وقطر والإمارات تدين اقتحام بن غفير للأقصى.. واتصال بحريني إسرائيلي
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: فلسطين الضفة بن غفير إسرائيل تصريحات عنصرية نتنياهو أمريكا الاتحاد الأوروبي الحکومة الإسرائیلیة فی الضفة الغربیة الغربیة المحتلة تصریحات بن غفیر اقرأ أیضا إلى أن
إقرأ أيضاً:
أمل وإحباط.. عربي21 تستطلع آراء ضحايا العدوان في غزة بشأن مذكرة اعتقال نتنياهو
تباينت ردود فعل الفلسطينيين في قطاع غزة، إزاء مذكرات الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية ضد رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ووزير حربه السابق، يؤاف غالانت.
ويشعر الفلسطينيون في القطاع بحالة من الخذلان العميق، بفعل فشل المجتمع الدولي في وقف حرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ نحو 414 يوما متواصلة، ما دفع بعضهم للتقليل من أهمية مذكرة الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت، فيما يأمل آخرون في أن يتمكنوا يوما ما من مقاضاة نتنياهو وقادة جيش الاحتلال على جرائمهم البشعة بحق أبنائهم وعائلاتهم.
"تحقيق العدالة"
يقول رامي زياد، وهو بين قلائل نجوا من مجزرة جباليا الأولى، إن إصدار مذكرة اعتقال دولية ضد نتنياهو وغالانت خطوة متأخرة، لكنها مهمة نحو تحقيق العدالة لأهالي الضحايا، معبرا في حديث عبر الهاتف لـ"عربي21" عن أمله في أن يتمكن يوما ما من "مقاضاة دولة الاحتلال وقادتها المجرمين"، على المجزرة التي وقعت في 31 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وقضت فيها أمه، وإخوته الثلاثة، وعدد كبير من أبناء عمومته وجيرانه شهداء.
زياد الذي فقد شقيقته وأبنائها أيضا في مجزرة بشعة وقعت في منطقة بئر النعجة غرب مخيم جباليا يوم الـ18 من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، يتمنى أن تتوقف الحرب ليتمكن بعدها من تحقيق العدالة لكل الضحايا من عائلته، داعيا إلى أكبر حراك حقوقي دولي ضد حكومة الاحتلال، والتي ما زالت تمارس القتل والتجويع والتشريد بحق الفلسطينيين في غزة.
"الغرب يدعم الإبادة"
كانت نائلة وحيد تهيم على وجهها وسط غزة، باحثة عن بعض الطحين لتصنع الخبر لأطفالها السبعة حين سمعت بخبر إصدار مذكرة اعتقال ضد نتنياهو وغالانت، حيث تزداد أزمة الغذاء في القطاع بفعل سياسة التجويع التي يمارسها الاحتلال.
تقول وحيد في اتصال مع "عربي21" إن المشي أنهك قدميها وهي تجوب الشوارع والأسواق في رحلة بحث يومية عن الطعام والدقيق لأطفالها، مشيرة إلى أنها نزحت من بيت لاهيا إلى حي الشيخ رضوان وسط غزة، منذ بدء الحملة العسكرية الموسعة على شمال غزة في الخامس من أكتوبر تشرين الأول/ الماضي.
لا تأبه النازحة الأربعينية لقرار المحكمة الدولية، قائلة، إن المحكمة والمجتمع الدولي لم يكونوا جادين في حماية أرواح المدنيين في قطاع غزة، ولو كانوا كذلك لتدخلوا منذ أشهر طويلة لإيقاف الحرب ونزيف الدماء من الأبرياء، متهمة "الغرب" بدعم الإبادة والتورط مع نتنياهو في ذبح الفلسطينيين.
أغلقت نائلة هاتفها مع مراسل "عربي21" بسرعة خشية نفاذ بطارية هاتفها، ذلك أنها تضطر للسفر مشيا إلى مسافة بعيدة يوميا من أجل شحن هاتفها المتهالك، لتتمكن من التواصل والاطمئنان على عائلتها التي نزحت جنوبا.
"محاسبة نتنياهو"
أما النازحة في مدينة دير البلح، فاطمة الهجين فقالت، إنها سمعت بخبر إصدار مذكرة الاعتقال "الجمعة"، أي بعد يوم كامل من إصدار المذكرة، بفعل انقطاع خدمات الاتصال والإنترنت، مشيرة في حديث خاص لـ"عربي21" إلى أنها "تتمنى أن يحاسب نتنياهو على جرائمه لأنه أوجع ناس كثير".
وأضافت: "نحن ننتظر الموت في أي لحظة مثل كثير ممن رحلوا قبلنا بدون ذنب، وإذا لم تضع المحكمة حدا لهذا القتل والتشريد فمصيرنا الموت على يد نتنياهو".
لكن الهجين بدت غير متفائلة من إمكانية تقديم نتنياهو إلى المحاكمة عازية ذلك إلى تجنبه زيارة أي بلد يمكن أن تعتقله وتقدمه إلى العدالة. وختمت حديثها قائلة : "ياريت نعيش بسلام وأمان واستقرار".
والخميس، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال دوليتين بحق نتنياهو وغالانت، بتهم تتعلق بـ"ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" خلال حرب الإبادة المتواصلة.
وفي 20 أيار/ مايو الماضي، طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" ارتكبها الجيش الإسرائيلي بغزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
كما طلب خان مرة أخرى في آب/ أغسطس الماضي، من المحكمة سرعة إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت.
وبدعم أمريكي ترتكب دولة الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 148 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل دولة الاحتلال مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.