الإفتاء المصرية: شم النسيم عادة وطنية وتلوين البيض وأكل السمك مباح
تاريخ النشر: 22nd, April 2025 GMT
#سواليف
أكدت #دار_الإفتاء_المصرية أن #شم_النسيم عادة مصرية ومناسبة اجتماعية ليس فيها شيء من #الطقوس المخالفة للشرع، ولا ترتبط بأي معتقدٍ ينافي الثوابت الإسلامية، وإنما يحتفل #المصريون جميعًا في هذا الموسم بإهلال #فصل_الربيع؛ بالترويح عن النفوس، وصلة الأرحام، وزيارة المنتزهات، وممارسة بعض العادات المصرية القومية؛ كتلوين البيض، وأكل السمك، وكلها أمور مباحة شرعًا.
فبعضها مما حث عليه الشرع الشريف ورتب عليه الثواب الجزيل؛ كصلة الأرحام، وبعضها من المباحات التي يثاب الإنسان على النية الصالحة فيها؛ كالتمتع بالطيبات، والتوسعة على العيال، والاستعانة على العمل بالاستجمام.
وكان الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه -والي مصر من قِبل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه- يخطب المصريين في كل عام ويحضّهم على الخروج للربيع؛ وذلك في نهاية فصل الشتاء وأول فصل الربيع؛ كما أخرجه ابن عبد الحكم في “فتوح مصر والمغرب”، وابن زولاق في “فضائل مصر وأخبارها”، والدارقطني في “المؤتلف والمختلف”.
والأصل في موسم “شم النسيم” أنه احتفال بدخول الربيع، والاحتفال بالربيع شأن إنساني اجتماعي لا علاقة له بالأديان؛ فقد كان معروفًا عند الأمم القديمة بأسماء مختلفة وإن اتحد المسمَّى؛ فكما احتفل قدماء المصريين بشم النسيم باسم “عيد شموس” أو “بعث الحياة”: احتفل البابليون والآشوريون “بعيد ذبح الخروف”، واحتفل اليهود “بعيد الفصح” أو “الخروج”، واحتفل الرومان “بعيد القمر”، واحتفل الجرمان “بعيد إستر”، وهكذا.
مقالات ذات صلةولم يكن من شأن المسلمين أن يتقصدوا مخالفة أعراف الناس في البلدان التي دخلها الإسلام ما دامت لا تخالف الشريعة، وإنما سعوا إلى الجمع بين التعايش والاندماج مع أهل تلك البلاد، مع الحفاظ على الهوية الدينية.
ولَمّا كان الاعتدال الربيعي يوافق صوم المسيحيين، جرت عادة المصريين على أن يكون الاحتفال به فور انتهاء المسيحيين من صومهم؛ وذلك ترسيخًا لمعنًى مهم؛ يتلخص في أن هذه المناسبة الاجتماعية إنما تكتمل فرحة الاحتفال بها بروح الجماعة الوطنية الواحدة.
وهذا معنًى إنسانيٌّ راقٍ أفرزته التجربة المصرية في التعايش بين أصحاب الأديان والتأكيد على المشترك الاجتماعي الذي يقوي نسيج المجتمع الواحد، وهو لا يتناقض بحال مع الشرع، بل هو ترجمة للحضارة الإسلامية الراقية، وقِيَمِها النبيلة السمحة.
وأما ما يقال من أن مناسبة “شم النسيم” لها أصولٌ مخالفةٌ للإسلام، فهذا كلامٌ غير صحيح ولا واقع له؛ إذ لا علاقة لهذه المناسبة بأي مبادئ أو عقائد دينية، لا في أصل الاحتفال ولا في مظاهره ولا في وسائله، وإنما هو محض احتفال وطني قومي بدخول الربيع؛ رُوعِيَ فيه مشاركة سائر أطياف الوطن، بما يقوي الرابطة الاجتماعية والانتماء الوطني، ويعمم البهجة والفرحة بين أبناء الوطن الواحد، والسلوكيات المحرمة إنما هي فيما قد يحدث في هذه المناسبة أو غيرها من سلوكيات يتجاوز بها أصحابها حدود الشرع أو يخرجون بها عن الآداب العامة.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف دار الإفتاء المصرية شم النسيم الطقوس المصريون فصل الربيع شم النسیم
إقرأ أيضاً:
آداب واجبة للاحتفال شم النسيم 2025.. الإفتاء توضح حكم الاحتفال به
مع قدوم فصل الربيع، تتجه أنظار المصريين إلى أحد أقدم أعيادهم وأكثرها ارتباطًا بالهوية والثقافة الشعبية شم النسيم. ورغم أن كثيرين يبحثون عن موعد شم النسيم 2025 لأسباب مختلفة – سواء للتحضير للاحتفال، أو انتظار إجازة رسمية، أو بدافع ديني واجتماعي – إلا أن ما لا يعرفه البعض هو الخلفية الحضارية والدينية والثقافية لهذا اليوم، وارتباطه بالتقاليد المصرية الممتدة منذ آلاف السنين.
شم النسيم، أو عيد الربيع كما يُعرف تاريخيًا، ليس مجرد يوم عطلة أو مناسبة لتناول الفسيخ والرنجة والبيض الملون، بل هو جزء متجذر من هوية المصريين، ويعكس روح التآلف والتعايش بين مكونات المجتمع.
موعد شم النسيم 2025
يختلف موعد شم النسيم من عام لآخر، لأنه لا يعتمد على تقويم هجري أو ميلادي ثابت، بل يُحدد بناءً على التقويم القبطي. وبحسب ما أُعلن رسميًا، فإن شم النسيم 2025 يحل يوم الإثنين 21 إبريل 2025، ويُعتبر إجازة رسمية مدفوعة الأجر في مصر، تشمل العاملين في القطاعين العام والخاص.
ويُعد شم النسيم بداية لفصل الربيع، وهو مستمد من مهرجان "شمو" الذي كان يحتفل به المصريون القدماء احتفالًا بالحياة والتجدد.
طقوس المصريين في شم النسيم
يمارس المصريون في شم النسيم طقوسًا فريدة أصبحت جزءًا من عاداتهم الراسخة، من أبرزها:
التنزه في الحدائق العامة وعلى ضفاف النيل وحديقة الحيوان.تناول أطعمة خاصة مثل الفسيخ (السمك المملح)، الرنجة، الترمس، البصل الأخضر، والخس.تلوين البيض، وهو طقس يعبر عن بهجة الربيع والحياة المتجددة.هذه العادات، رغم بساطتها، إلا أنها تعبر عن روح مصرية عريقة وتُضفي على اليوم طابعًا اجتماعيًا مميزًا.
الأصل التاريخي لشم النسيم
حسب دار الإفتاء المصرية، فإن الأصل في شم النسيم أنه عيد ربيعي ارتبط بظهور الاعتدال الربيعي، أي عندما يتساوى الليل والنهار إيذانًا ببداية الربيع. ولكن بسبب توافقه مع صوم المسيحيين، جرى العرف على أن يُحتفل به فور انتهاء الصوم المسيحي، وهو ما رسّخ طابعًا من الاحتفال الجماعي الوطني، يشارك فيه المسلمون والمسيحيون معًا.
حكم الاحتفال بشم النسيم في الإسلام
أكدت دار الإفتاء أن الاحتفال بشم النسيم مباح شرعًا، ولا يتعارض مع العقيدة الإسلامية، لأنه مناسبة اجتماعية لا تتضمن أي طقوس دينية مخالفة. كما أوضحت أن مشاركة المسلمين في الاحتفال به يُجسد روح التعايش والتآخي بين مكونات المجتمع، وهو ما أفرزته التجربة المصرية الفريدة في التناغم بين الأديان.
وتؤكد الفتوى أن شم النسيم ليس له علاقة بأي معتقدات دينية تتعارض مع الإسلام، بل هو مناسبة للفرح والترويح عن النفس، وهو من المباحات التي يثاب الإنسان عليها إذا صلحت النية.
أعمال مستحبة في شم النسيم
أشارت دار الإفتاء إلى أن هناك أربعة أعمال يمكن أداؤها في هذا اليوم ويُثاب عليها المسلم:
صلة الأرحام: تقوية العلاقات الأسرية وزيارة الأقارب.التمتع بالطيبات: أكل الطعام الجيد بنية الشكر لله.التوسعة على الأبناء: إدخال السرور على الأطفال والأسرة.الاستجمام والاستراحة: الاستعانة على العمل والتجديد بالطاقة.وكل هذه الأعمال تُعد من المندوبات الشرعية التي تحث على البهجة مع الحفاظ على القيم الإسلامية.
آداب واجبة عند الاحتفال
نبهت دار الإفتاء إلى أهمية مراعاة الآداب العامة خلال الاحتفال، خصوصًا في المتنزهات والأماكن العامة:
الحفاظ على النظافة وعدم ترك مخلفات.عدم التعرض للآخرين بالتحرش أو المعاكسات.احترام الطريق وإعطاؤه حقه.وهذه الآداب تضمن أن يمر يوم شم النسيم بروح من النظام والجمال والتقدير للآخرين.