الجالية المصرية في شمال إيطاليا: تكريم اسم البابا فرنسيس في مؤتمر الأديان بتورينو
تاريخ النشر: 22nd, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعرب رئيس الجالية المصرية في شمال إيطاليا عن بالغ الحزن والأسى لوفاة البابا فرنسيس، الذي وافته المنية صباح الإثنين، مشيرًا إلى أن البابا الراحل كان رمزًا عالميًا للسلام والرحمة، وناصرًا حقيقيًا لقضايا الإنسانية، خاصة الفقراء والمهمشين.
وأوضح رئيس الجالية، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن اسم البابا فرنسيس سيتم تكريمه رسميًا خلال فعاليات مؤتمر تكريم الأديان المقبل، المقرر عقده في مدينة تورينو، وذلك اعترافًا بدوره البارز في تعزيز قيم الحوار والتسامح بين الأديان.
وأشار إلى أن الجالية المصرية، بمختلف أطيافها، تتذكر للبابا فرنسيس مواقفه النبيلة تجاه الشرق الأوسط، ودعواته الدائمة للسلام، وحرصه على مد جسور التفاهم بين الأديان والثقافات، مؤكدًا أن وفاته تمثل خسارة فادحة ليس فقط للعالم الكاثوليكي، بل للأسرة الإنسانية جمعاء.
ومن المقرر أن يشارك في المؤتمر القادم ممثلون عن مختلف الديانات، إلى جانب شخصيات دبلوماسية ودينية بارزة من أنحاء أوروبا والعالم، في لفتة تقدير لإرث البابا فرنسيس ومبادراته الهادفة إلى بناء عالم أكثر إنصافًا وتسامحًا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الجالية المصرية شمال إيطاليا البابا فرنسيس البابا فرنسیس
إقرأ أيضاً:
توضيح تصريحات البابا فرنسيس حول الأديان الأخرى.. الحقيقة كما هي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في ظل الضجة التي أُثيرت حول تصريحات البابا فرنسيس بخصوص الأديان الأخرى، سواء في وثيقة “الأخوّة الإنسانية” التي وقعها مع شيخ الأزهر في أبو ظبي، أو خلال زيارته الأخيرة إلى سنغافورة، من الضروري توضيح ما قصده البابا، في ضوء تعاليم الكنيسة الكاثوليكية، وخصوصاً المجمع الفاتيكاني الثاني وتعاليم الآباء والباباوات السابقين.
“كل الأديان طرق للوصول إلى الله”: فهل هذه هرطقة؟
تصريح البابا فرنسيس بأن “كل الأديان هي طرق للوصول إلى الله” أُسيء فهمه بشكل كبير. البابا لم يقل إن كل الأديان صحيحة أو موحى بها من الله، بل قال إن الأديان تمثل سعيًا بشريًا (فيه الصواب والخطأ) نحو الحقيقة الإلهية، وأن الذين يتبعونها – بحسب نيتهم – يهدفون إلى الوصول إلى الله.
هذا الفهم لا يتعارض مع تعاليم الكنيسة، بل ينسجم مع تعليم المجمع الفاتيكاني الثاني الذي اعترف بوجود “بذور الحق” في الديانات الأخرى، رغم أن كمال الحقيقة يوجد في يسوع المسيح والكنيسة الكاثوليكية وحدها.
وثيقة أبو ظبي: هرطقة أم انفتاح حواري؟
في عام 2019، وقّع البابا فرنسيس مع شيخ الأزهر أحمد الطيب وثيقة “الأخوّة الإنسانية”، وجاء فيها:
“إن التعددية وتنوع الأديان واللون والجنس والعرق واللغة شاءها الله في حكمته…”
هذه الجملة أثارت ردود فعل غاضبة، ووصفتها بعض الأطراف بأنها هرطقة أو انحراف عن العقيدة الكاثوليكية. ولكن الحقيقة اللاهوتية تقول عكس ذلك.
فهم الإرادة الإلهية: بين الإرادة التامة والإرادة المتساهلة
اللاهوت الكاثوليكي يميز بين نوعين من الإرادة الإلهية: الاراده التامة (God’s perfect will): ما يريده الله ويرغب به بشكل مباشر.
الاراده المتساهلة (Voluntas permissiva): ما يسمح الله بحدوثه، وإن لم يكن يرغب به، لأنه قد يؤدي إلى خير أكبر.
في هذا السياق، تنوع الأديان يدخل في الإرادة المتساهلة لله. فالله، الكامل في قدرته وعلمه، يسمح بوجود الأديان الأخرى لأسباب هو يعلمها، وربما كتحضير غير مباشر لقبول الإنجيل.
البابا يوضح بنفسه: ما قيل وما لم يُقَل
ردًا على الجدل، أوضح البابا فرنسيس لاحقًا في مقابلته العامة بتاريخ 3 أبريل 2019 أن ما قصده هو الإرادة السماحية. قال:
“أراد الله أن يسمح بذلك: هناك ديانات عديدة… ولكن ما يريده الله هو الأخوّة بيننا…”
كذلك، في لقاء خاص مع المطران أثناسيوس شنايدر، أحد أبرز نقاد البابا، أكّد الحبر الأعظم أن المقصود بالعبارة هو الإرادة المتساهلة لله، وليس الإرادة الإيجابية.
فهم عميق لما وراء الوثيقة
بعيدًا عن الجدل، يجب التوقف عند ما حققته الوثيقة من خطوات ملموسة: اعتراف سلطة إسلامية رفيعة بالتعددية الدينية و اقامة أكبر قداس في تاريخ شبه الجزيرة العربية واقامة باب بناء الكنائس في مناطق لم يكن فيها أي حرية دينية واقامة الحوار بين الإسلام والمسيحية في منطقة تشهد غالبًا اضطهادًا دينيًا.
الحقيقة لا تخاف التوضيح
تصريحات البابا فرنسيس لا تُعد تعليمًا عقائديًا جديدًا، بل هي تعبير رعوي عن واقع يجب التعامل معه برؤية إنجيلية وإنسانية. الكنيسة الكاثوليكية لا تزال تؤمن أن يسوع المسيح هو الطريق والحق والحياة، وأن لا خلاص إلا من خلاله. لكنها في الوقت نفسه، لا تُنكر وجود عناصر حق وخير في الديانات الأخرى، وتدعو للحوار لا الصراع.
ما قيل ليس هرطقة، بل دعوة لفهم أعمق وأهدأ لما يجري في العالم من حولنا.