أمريكا تحت "قبة حرارية" بسبب التغيرات المناخية
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
شهدت الولايات المتحدة الأمريكية موجة حر قياسية حيث تتجاوز درجات الحرارة الـ٤٠ درجة مئوية.
قبة حرارية
وقبع أكثر من نصف سكان الولايات المتحدة، حوالى ١٧٠ مليون شخص، تحت تحذيرات الحرارة، الثلاثاء، حيث تنتشر قبة حرارية خطيرة على رقعة رئيسية من الغرب الأوسط والجنوب والجنوب الغربي.
إلغاء الدراسة
وانتشرت ظروف الهواء الحار والرطب وسط البلاد مسجلة درجات حرارة قياسية أجبرت المدارس على إلغاء الفصول الدراسية فى مناطق من نورث وودز إلى ساحل الخليج، وفقا لواشنطن بوست.
ارتفاع درجات الحرارة
ويبرز هذا الارتفاع فى درجات الحرارة أواخر صيف كان مليئا بمثل هذه الموجات، خاصة وأن المناطق التى ضربتها درجات الحرارة هذه معروفة بتعرضها لطقس متطرف شتاء وليس صيفا.
استمرار ارتفاع درجات الحرارة نهاية الأسبوع
ووفقا لموقع أكسيوس، فإن قوة هذه القبة الحرارية تتفوق على تلك التى حدثت خلال أغسطس ١٩٣٦، والتى كانت فى خضم فصل عرف بـ"وعاء الغبار". ومن المتوقع أن تستمر الحرارة "الوحشية" فى ٢٢ ولاية على الأقل حتى نهاية الأسبوع، وفقا للموقع.
تحطيم درجات الحرارة القياسية
ومن المرجح أن يتم تحطيم "العديد" من أرقام درجات الحرارة القياسية، وفقا لتوقعات خدمة الأرصاد الجوية الوطنية (NWS) الإثنين.
وعبر مئات الأميال، من ميسيسيبى إلى ميسورى إلى مينيسوتا، فتحت مراكز لتجمع السكان فى ظروف مبردة، وأغلقت المدارس التى لا تحتوى على تكييف هواء فى وقت مبكر أو أغلقت تماما.
حرائق فى كندا وهاواى
وضرب الارتفاع فى درجات الحرارة مختلف أنحاء القارة، حيث بدأ الصيف بحرائق هائلة فى كندا، وانتهى بحرائق غابات قاتلة فى هاواي، كما شهد فيضانات ناجمة عن عاصفة استوائية نادرة فى كاليفورنيا، وعواصف فى المكسيك، وأسابيع من الحرارة الخانقة فى أريزونا.
وحذر الباحثون من أن الأحداث الجوية المتطرفة ستصبح أكثر شيوعا مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب.
وفى منطقة مينيابوليس، المعروفة بظروف الشتاء المتطرفة، قال خبراء الأرصاد الجوية إن سجلات درجات الحرارة اليومية قد تنخفض يومى الثلاثاء والأربعاء المقبلين، نزولا من نحو ٤٠ درجة مئوية.
ونقلت واشنطن بوست عن خبراء أرصاد قولهم إن "قبة حرارية مثل هذه يتوقع أن تحدث كل خمسة أعوام، ولكن فى يونيو ويوليو، وليس أغسطس".
وقال خبراء الأرصاد الجوية إن من المتوقع أن تصل درجات الحرارة المرتفعة إلى ٢٠ درجة فهرنهايت فوق المعدل فى جميع أنحاء ولاية أيوا والولايات المجاورة خلال الأيام القليلة المقبلة، وترافق تلك الدرجات مستويات رطوبة مرتفعة تجعلها أكثر إيذاء.
وحثت وكالة إدارة الطوارئ فى تكساس فى بيان "الجميع على التوقف وزيارة أحبائهم للتأكد من أنهم بصحة جيدة خلال هذه الحرارة الشديدة".
وطلب مجلس تجهيز الطاقة الكهربائية فى من سكان الولاية البالغ عددهم ٣٠ مليون نسمة تقليل استخدام الطاقة طواعية من الساعة ٧ مساء حتى ١٠ مساء بتوقيت وسط الولايات المتحدة بسبب "درجات الحرارة القصوى واستمرار ارتفاع الطلب والخسارة غير المتوقعة للتوليد الحراري".
وتختبر الحرارة المرتفعة قدرات البنية التحتية للطاقة فى جميع أنحاء البلاد حيث يلجأ الناس إلى تكييف الهواء للتبريد، ما يؤدى إلى ارتفاع الطلب على الطاقة ويزيد من احتمال انقطاع التيار الكهربائي.
وحذر العلماء منذ فترة طويلة من أن تغير المناخ، المدفوع بحرق الوقود الأحفوري، وإزالة الغابات وبعض الممارسات الزراعية، سيؤدى إلى لمزيد من نوبات الطقس المتطرفة الطويلة، بما فى ذلك درجات الحرارة الأكثر سخونة.
وفى يوليو سجلت الولايات المتحدة رقما قياسيا لدرجات الحرارة خلال الليل.
وظلت درجات الحرارة الدنيا مرتفعة بشكل غير عادى فى العديد من المناطق، مما يمنع الناس من الحصول على بعض الراحة من الحر، حتى فى الليل.
وتشير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى ٦٠٠ إلى ٧٠٠ حالة وفاة بسبب الحرارة سنويا فى الولايات المتحدة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الولايات المتحدة الأمريكية موجة حر قياسية الولایات المتحدة درجات الحرارة
إقرأ أيضاً:
عام 2024 في طريقه ليصبح الأسوأ في تاريخ مناخنا المعاصر
منذ 8 دقائقأعلن الباحثون من خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي أن أكتوبر/تشرين الأول 2024 هو الشهر الخامس عشر في فترة مدتها 16 شهرًا تجاوز فيها متوسط درجة حرارة الهواء السطحي العالمي 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي.
وقد كانت 9 من هذه الأشهر، من سبتمبر/أيلول 2023 إلى أبريل/نيسان 2024، إلى جانب أكتوبر/تشرين الأول 2024، أعلى بكثير من 1.58 درجة مئوية إلى 1.78 درجة مئوية.
ومع ذلك، كانت القيم لشهور مايو/أيار ويونيو/حزيران وأغسطس/آب وسبتمبر/أيلول 2024، وكذلك تلك الخاصة بشهري يوليو/تموز وأغسطس/آب 2023، قريبة جدًا من 1.5 درجة مئوية (بين 1.50 درجة مئوية و1.54 درجة مئوية).
فارق صغير في متوسطات درجات الحرارة قادر على رفع شدة ومدة وطول المناخ المتطرف من موجات حر وجفاف وعواصف وهطول أمطار غزيرة وفيضانات (شترستوك) شهور خطيرةويعد "متوسط درجة الحرارة العالمية" مقياسا يوميا لمتوسط درجة حرارة سطح الأرض. ويوفر هذا المقياس قيمة درجة حرارة واحدة تمثل درجات الحرارة المجمعة على مدار كل يوم، لجميع المناطق في كل أنحاء العالم، سواء البرية أو البحرية، وهو بذلك يختلف عن درجة الحرارة في مدينتك أو دولتك.
وتقوم الخدمات مثل كوبرنيكوس بقياس متوسط درجات الحرارة عن طريق أدوات عدة، منها بيانات من أقمار صناعية مختلفة إلى جانب آلاف محطات الأرصاد الجوية حول العالم، والتي تقوم بقياس درجة الحرارة، بعض هذه المحطات توجد على متن عوامات وسفن محيطية تجمع بيانات درجة حرارة سطح البحر.
وقد استنتج الباحثون أنه من المؤكد تقريبا أن عام 2024 سيكون أكثر دفئا من عام 2023، وبالتالي سيكون العام التقويمي الأكثر دفئا على الإطلاق.
وعلاوة على ذلك، ونظرا لأن عام 2023 كان بالفعل أعلى بمقدار 1.48 درجة مئوية عن مستوى ما قبل الصناعة، فمن المؤكد تقريبا أيضا أن عام 2024 سيكون أعلى من هذا المستوى ليكون أول عام يتخطى حاجز ارتفاع متوسط قدره 1.5 درجة مئوية مقارنة بمتوسط ما قبل الصناعة في الفترة 1850-1900.
مع ذوبان الصفائح الجليدية يتوقع أن يرتفع مستوى سطح البحر (بيكسابي) لماذا يخشى العلماء من وصولنا إلى درجة ونصف؟إن ارتفاع متوسط درجات الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة أمر بالغ الأهمية لأنه يمثل عتبة حرجة في مناقشات تغير المناخ.
ويعتبر العلماء وخبراء المناخ هذه النقطة بمثابة نقطة تحول يمكن بعدها أن تصبح تأثيرات تغير المناخ أكثر شدة ولا رجعة فيها.
وعلى الرغم من أن 1.5 قد يبدو وأنها لا تعني الكثير بالنسبة لمواطن عادي، فإنها ستؤثر بشدة في تقلب مناخنا، لأن فارقا صغيرا في متوسطات درجات الحرارة قادر على رفع شدة ومدة وطول المناخ المتطرف من موجات حر وجفاف وعواصف وهطول أمطار غزيرة وفيضانات.
ومع الذوبان المتسارع للصفائح والأنهار الجليدية، سيؤدي ذلك إلى ارتفاع مستويات سطح البحر، وبالتالي تعرض المجتمعات الساحلية لأخطار كبيرة.
كما يؤدي ذلك إلى إلحاق الضرر بالنظم البيئية مثل الشعاب المرجانية، وآثار سلبية على المحاصيل وإنتاج الغذاء، وزيادة المخاطر الصحية بسبب الإجهاد الحراري وانتشار الأمراض التي يسهلها تغير المناخ.
لذلك كان هدف الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي عند 1.5 درجة مئوية جزءا لا يتجزأ من الاتفاقيات الدولية مثل اتفاق باريس، الذي يسعى إلى تقليل العواقب الأكثر خطورة لتغير المناخ.
لكن مع التوتر السياسي والعسكري العالمي الحالي، وصعود دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة، مع نية مسبقة للخروج من اتفاقية باريس، يبدو أن العالم على شفا المزيد من التطور القاسي في أزمته المناخية.