الإمارات والبابا.. علاقات ثنائية مبنية على الاحترام المتبادل
تاريخ النشر: 22nd, April 2025 GMT
إبراهيم سليم (أبوظبي)
أخبار ذات صلةارتبط البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، مع دولة الإمارات بعلاقات وثيقة توطدت بعد زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في 2016 للفاتيكان، فيما شهدت الزيارة التاريخية التي قام بها البابا فرنسيس لدولة الإمارات في فبراير 2019، توقيع وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية.
ولطالما أعرب البابا فرنسيس عن تقديره لدور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ومبادراته التي تسعى لترسيخ قيم الأخوة الإنسانية.
ولقد كانت الإمارات، قيادة وشعباً، مثار اهتمام قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، حيث عبر في العديد من المواقف عن تقديره العميق لدولة الإمارات العربية المتحدة، ودورها في نشر ثقافة السلام والتسامح والتعايش في المنطقة والعالم، معتبراً أن عظمة أي بلد في العالم لا تقاس بالثروة فحسب، بل بدورها الملموس في نشر قيم السلام والأخوة والتعايش والدفاع عنها، وهو ما ميز دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وإعرابه عن تقديره الكبير لالتزام سموه بدعم الجهود الدولية من أجل السلام والتسامح، معلقاً على ذلك بالقول: «إن الاستثمار في الثقافة يعزّز انحسارَ الحقد ويسهم في نموَّ الحضارة والازدهار».
وفي الكثير من المناسبات، عبر قداسة البابا فرنسيس عن تقديره العميق لدولة الإمارات العربية المتحدة، ودورها في نشر ثقافة السلام والتسامح والتعايش بالمنطقة والعالم.
كما أشاد بدور الإمارات الملموس في نشر قيم السلام والأخوة والتعايش والدفاع عنها، والتزامها بدعم الجهود الدولية من أجل السلام والتسامح، كما أعرب كثيراً عن تقديره لالتزام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بمكافحة الأمراض في جميع أنحاء العالم، ونشر مبادئ «وثيقة الأخوة الإنسانية» من خلال مبادرات ملموسة تهدف إلى تحسين حياة المحرومين والمرضى.
كما عبَّر عن الامتنان لسموه ولالتزام الإمارات بتحويل تعاليم الوثيقة إلى أعمال ملموسة.
وكان البابا فرنسيس ملماً بخطوات دولة الإمارات، منذ التأسيس ودور المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي اعتبره مثالاً رائعاً للقائد بعيد النظر الذي بنى وطنه على التسامح والتعايش والتعليم والشباب، كما أن أبناءه يسيرون على نهجه ذاته.
وقد افتتح الفاتيكان سفارته الرسمية في أبوظبي عام 2022، بالتزامن مع الذكرى الثالثة لتوقيع «وثيقة الأخوة الإنسانية»، كما منحت مؤسسة التعليم البابوية وسام «رجل الإنسانية» لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تقديراً لجهوده في نشر ثقافة التسامح والسلام، وأشاد البابا فرنسيس في أكثر من مناسبة بحالة التسامح التي تتميز بها الإمارات، حيث يعيش على أرضها أكثر من 200 جنسية من مختلف الأديان والثقافات، وتضم أكثر من 76 دار عبادة غير إسلامية، منها كنائس كاثوليكية قديمة داخل الدولة.
وأسهمت زيارته وتوقيع اتفاقية الأخوة الإنسانية، في إحداث تغييرات جذرية في الثقافة الإنسانية عموماً، ونتج عن تلك الاتفاقية العديد من المبادرات والاعتراف الدولي وإقرار تدريسها ضمن المناهج التعليمية في عدد من دول العالم. وتتمثل قيمة وثيقة الأخوَّة الإنسانية في أنها وضعت إطاراً لدستور عالمي جديد، يرسم خريطة طريق للبشرية، حيث وصَفت الوثيقة واقع المجتمع الإنساني، وحدَّدت أهم القضايا التي يعيشها، وذكرت سبل حلها.
ودافعت عبر فقراتها عن حقوق المستضعَفين في الأرض، وناشدت قادة الدول والمنظمات الدولية وأهل الفكر والرأي، وكلَّ من يشارك في صناعة السياسة الدولية والاقتصاد العالمي، تحمُّل مسؤوليته التاريخية والأخلاقية في تحقيق أهدافها. وتتضاعف قيمة الوثيقة وأهميتها، لكونها صدرت باسم أكبر الرموز الدينية في عالمنا، ممثلين بفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وهو ما يجعلها تعبِّر عن آمال مليارات البشر وطموحاتهم، ولذا يجب على المجتمع الدولي أن يتكاتف بهدف تنفيذ ما نادت به في سبيل إعلاء قيم التسامح في العالم لضمان مستقبل السلام للأجيال القادمة. ويتحقق هذا من خلال العمل على الإصلاحات الجوهرية اللازمة في مختلف المجالات، ما يوجب التحرك في مسارات مختلفة، دينية وسياسية واجتماعية واقتصادية، من أجل ترسيخ قيم التسامح ونشر ثقافة الحوار بين الشعوب، بغية الوصول إلى حلول توافقية بشأن مختلف القضايا التي تواجه المجتمع الإنساني، ولهذا، وبعد أن عرضت الوثيقة كل القضايا السابق توضيحها، اختُتمت بأنها تمثل دعوة إلى المصالحة والتآخي بين جميع المؤمنين بالأديان، بل بين المؤمنين وغير المؤمنين، وكل الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة.
قيم الأخوة الإنسانية التي تضمنتها الوثيقة، هي نهج وسياسة إماراتية، فمنذ تأسيسها قدمت الإمارات مساعدات خارجية غير مشروطة على الصعيد العالمي لدعم النمو الاقتصادي في الدول النامية، وتوفير الخدمات الاجتماعية الأساسية للمجتمعات المحلية التي تحتاج ظروفها المعيشية إلى الحد من الفقر، وتعزيز السلام والازدهار، مع اهتمام خاص بالنساء والأطفال أثناء الكوارث الطبيعية، وفي مناطق الصراع.
مبادرات
جائزة زايد للأخوة الإنسانية
أطلقت جائزة زايد للأخوة الإنسانية في فبراير عام 2019 م، تخليداً للقاء التاريخي الذي جمع بين الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، في إمارة أبوظبي، حيث وقّع الرمزان العظيمان وثيقة الأخوة الإنسانية. وسُميت الجائزة باسم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تكريماً له وتجسيداً لقيم التواضع والإنسانية التي عُرف بها الشيخ زايد عبر تاريخه، والتي تسعى الجائزة للاحتفاء بها. وتعد «زايد للأخوة الإنسانية» جائزة عالمية مستقلة تُقدمها اللجنة العليا للإخوة الإنسانية، وتشمل مكافأةً مالية قيمتها مليون دولارٍ.
تُمنح الجائزة في اليوم الدولي للأخوة الإنسانية الذي يوافق الرابع من فبراير كل عام، احتفاءً بجهود الأفراد والكيانات والمؤسسات في تقديم إسهاماتٍ جليلةٍ تهدف إلى تقدم البشريةِ وتعزيز التعايش السلمي في المجتمعات.
ويُكرَّم الفائزون ضمن حفل سنوي يُقام في إمارة أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.
اليوم الدولي للأخوة الإنسانية
اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بالإجماع يُعلن يوم الرابع من فبراير من كل عام «يوماً دولياً للأخوة الإنسانية»، ضمن مبادرة قادتها كل من دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية، حيث دعت فيه الدول الأعضاء كافة والمنظمات الدولية إلى الاحتفال سنوياً بهذا اليوم.
ويُسلّط اليوم الدولي للأخوة الإنسانية الضوء على مبادئ وقيم وثيقة الأخوة الإنسانية، مع مواصلة تعزيز البحث عن أفضل الممارسات التي من شأنها أن تمهد الطريق لعالم أكثر سلماً. ويحتفل المجتمع الدولي في هذا اليوم بالحدث التاريخي المتمثل في توقيع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، على وثيقة «الأخوة الإنسانية» في الرابع من فبراير عام 2019م في إمارة أبوظبي.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الفاتيكان أميركا اللاتينية البابا فرنسيس بابا الفاتيكان الكنيسة الكاثوليكية الإمارات صاحب السمو الشیخ محمد بن زاید آل نهیان دولة الإمارات العربیة المتحدة بابا الکنیسة الکاثولیکیة وثیقة الأخوة الإنسانیة للأخوة الإنسانیة السلام والتسامح البابا فرنسیس رئیس الدولة حفظه الله عن تقدیره نشر ثقافة فی نشر
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية الفرنسي: ندعم سيادة العراق ولدينا علاقات وثيقة مع بغداد
23 أبريل، 2025
بغداد/المسلة: أكد وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية فؤاد حسين في بغداد، أن مؤتمر بغداد سيُعقد قريباً بحضور الرئيس إيمانويل ماكرون، مشدداً على أهمية أن لا ينجر العراق إلى أي حروب في المنطقة.
وقال الوزير إن “فرنسا لديها علاقات وثيقة مع العراق وتقف إلى جانبه”، لافتاً إلى أن “العراق يخط صفحة جديدة بتأريخه، ونحن ندعم خياراته السيادية”.
وأضاف أن “عراقاً قوياً يُعد مصدر قوة للمنطقة، وقد عاد إلى دوره الإقليمي ويُعد محركاً في استقرارها”، مؤكداً أن “فرنسا تدعم سيادة العراق وتقف إلى جانب الشعب العراقي بكل مكوناته”.
وأشار إلى أن “الشباب العراقي هو أكبر مصدر ثروة للبلاد”، مشيداً بـ”جهود حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني”، ومؤكداً “أهمية مؤتمر بغداد في دعم أمن واستقرار المنطقة”.
وفي الشأن الإقليمي، شدد الوزير على “ضرورة عدم تفكك سوريا، وأهمية التوصل إلى حل سياسي في غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية”، معلناً دعم بلاده لـ”الخطة العربية لإعادة إعمار القطاع”.
وختم بالتأكيد على “دعم فرنسا لجهود العراق في تحقيق استقرار المنطقة”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts