الفنانون المصريون يسحرون الجمهور المصري والعربي
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
ما زال الفنان المصرى يواصل الإبداع والتألق داخل وخارج الأراضى المصرية، وهو ما تجلى واضحاً خلال الآونة الأخيرة على كافة أصعدة الحفلات الغنائية، التى سيطر عليها نجوم مصر بفضل نجوميتهم وموهبتهم وشعبيتهم الجارفة وأرشيفهم الفنى الكبير.
«خيرت ومنير وحكيم» يبهرون الضيوف العرب في مهرجان العلمين.. والحفلات «كاملة العدد»على الصعيد المحلى، شهدت مدينة العلمين الجديدة عدداً من الحفلات الغنائية الناجحة التى أبدع فيها الفنانون المصريون، وعلى رأسهم الفنان تامر حسنى، الذى كان قد افتتح مهرجان العلمين فى منتصف شهر يوليو الماضى، وشارك مؤخراً فى ختام حفل مهرجان القاهرة للدراما، وأيضاً الفنان محمد منير الذى كان قد تألق فى حفل غنائى مهيب على مسرح العلمين أرينا، وعنه قال منير فى تصريحات خاصة لـ«الوطن» إنه يعتبر هذا الحفل من أجمل حفلاته خلال الآونة الأخيرة، إذ كان هناك تفاعل كبير بينه وبين جمهوره، الذى أكد أنه يتنفسه ويعيش حياته لأجله، بحسب قوله، وشكر منير الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية على جهودهم فى تنظيم الحفل الذى خرج بصورة مشرفة للغاية.
كما أحيا الفنان حكيم حفلاً غنائياً ساحراً فى مدينة العلمين لأول مرة فى مسيرته الفنية، أشاد من خلاله بالأجواء التى شاهدها بتلك المدينة الساحرة، والتى تحدث عنها باستفاضة لـ«الوطن» قائلاً: «بلا شك أن مهرجان العلمين ولد عملاقاً من ليلته الأولى، فالأحداث والفعاليات تمت على أكمل وجه، والتنسيق تم دون أى عناء، فالقائمون على المهرجان يدركون جيداً أهمية هذا الحدث، ويريدون التأكيد على أن الفن هو جزء رئيسى من قوة مصر الناعمة، وأكثر ما أسعدنى خلال المهرجان فى أسابيعه الماضية هو قدرته على استقطاب عدد كبير من نجوم الغناء فى الوطن العربى أمثال راغب علامة ونانسى عجرم وإليسا، وهو ما يدل على أن المهرجان عربى وليس مصرياً فقط».
وعن سبب موافقته على المشاركة فى المهرجان، قال: «المشاركة واجب علىّ لأن المهرجان يحمل رسائل عدة، أولها التأكيد أن مصر هى بلد الأمن والأمان فى المنطقة، وأنها الملاذ الآمن لكل المبدعين، وتأكيد على كونها هوليوود الشرق التى يأتى إليها الجميع من أجل عرض موهبته فيها، إضافة لذلك هو دعم للسياحة العربية، من معلوماتى أن هدف المهرجان هو جذب مليون سائح عربى خلال نسخته الأولى، وأتمنى أن يحقق المهرجان هذا الهدف، فالمدينة ساحرة، وأى فرد زارها سيعى ذلك جيداً، فهى مدينة خلابة ساحرة، ستسحر أى شخص يزورها، وأتمنى أن كل المصريين يزورونها قبل العرب لكى يتعرفوا على جمال بلادهم الساحر».
وتمنى حكيم أن يشارك فى المهرجان بجميع دوراته المستقبلية: «ما دام المهرجان يعود بالخير على بلادى سأعمل جاهداً على المشاركة فى جميع دوراته، بل أتمنى أن تكون لدينا مهرجانات فى جميع المدن المصرية، بلا فخر مصر هى مصدر البهجة فى منطقتنا العربية».
أما الفنانة أنغام فكان لها موقع خاص فى التألق خلال أحداث مهرجان العلمين حينما احتلت وتصدرت محركات البحث، ومواقع التواصل الاجتماعى المختلفة خلال حفلها الذى طغى عليه الجمهور العربى وقدمت خلاله أكثر من 20 أغنية من بينها «حالة خاصة جداً، أساميك الكتيرة، خلينى شوية معاك، بين البينين، هتشتاقوا، بتوصفنى بتكسفنى، اتجاه واحد، ولا دبلت، سيبك أنت، راحت ليالى، بتحبها ولا»، وتكرر نفس الأمر مع حفل الموسيقار عمر خيرت.
عمرو دياب يتألق فى بيروتوعلى الصعيد العربى، كان للفنان عمرو دياب إبداع عربى خاص، حيث عاد للغناء فى بيروت بعد غياب 12 عاماً، وقدم حفلاً استثنائياً خيالياً فى تلك المدينة الساحرة، بسببه أغلقت شوارع بيروت من أجل حضور الحفل، وقبل الحفل تسلم دياب عدداً من التكريمات الخاصة بمشواره الفنى من بينها تكريم رسمى من الدولة اللبنانية سلمه له القائم بتيسير أعمال وزارة السياحة، كما تسلم خلال الحفل تكريماً من منصة أنغامى بسبب مشاهداته التى تخطت الملايين.
وأشار زياد مكارى، القائم بتسيير وزارة الأعمال عن حضور عمرو دياب فى تصريحات له «نحن على يقين بأن الفنان الكبير عمرو دياب يعتز ببيروت تاريخاً وحاضراً ومستقبلاً، ونشكر له حفله الذى أنعش ليلها». وختم: «نؤكد أن بيروت نسمة تنعش الفن العربى، وصحافتها حرة لا توضع عليها قيود إلا التى تفرضها أخلاقيات المهنة».
نجومية الفنان المصرى لم يتوقف توهجها فى الشام فقط، بل وصلت وسيطرت على منطقة الخليج وحفلات المملكة العربية السعودية، وكان آخرها حفلات موسم جدة، من بينها حفل «ليلة الدموع» التى شارك فيها 7 مطربين مصريين وهم طارق الشيخ، ومسلم، وحمادة هلال، وتامر عاشور، وأحمد سعد، وهيثم شاكر، ومسلم، وأحمد كمال والذى شهد حضوراً وتكريماً خاصاً للفنانة شيرين عبدالوهاب
وكان قبلها قد أقامت هيئة الترفيه السعودية عدداً من الحفلات من أجل تكريم الفنان المصرى، من بينها حفل استثنائى للموسيقار هانى شنودة، الذى أقيم له حفل تاريخى وشارك فيه عدد كبير من نجوم الغناء المصرى، أمثال عمرو دياب، ومحمد منير، ومصطفى حجاج وأنغام.
يرى الموسيقار هانى شنودة أن تكريمه من السعودية يعد إثباتاً لقوة وهيمنة الفن المصرى، وأرجع شنودة سبب حماسه وسعادته بالتكريم المصرى إلى أنه «صناعة مصرية» قائلاً لـ«الوطن»: «مهما كانت التكريمات التى حصلت عليها فى كبرى دول العالم ستظل جائزتى فى البلد هى الأهم والأفضل، لأنى صناعة مصرية، خلقت فى هذا البلد، وأهله هم من منحونى الشهرة والنجاح، ولذلك سيظل لهم الفضل الأول والأخير فى أى جائزة سأحوز عليها فى حياتى».
ولمح الموسيقار الكبير إلى أن مقطوعته الموسيقية لونجا 79 المعروفة بموسيقى الكاميرا فى الملعب، أثناء تسلم الفنان رامى يوسف فى حفل توزيع جوائز جولدن جلوب، هى صاحبة الفضل الأساسى وراء نجاحه بعد سلسلة من التكريمات المعنوية فى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية التى عزف فيها مؤخراً لأول مرة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مهرجان القاهرة للدراما العلمين مهرجان العلمين عمرو دياب محمد منير مهرجان العلمین عمرو دیاب من بینها
إقرأ أيضاً:
في لبنان وغزة وسوريا.. الفرحة بعيد الميلاد تضيع وسط أوجاع العدوان الإسرائيلي
فى قطاع غزة، تختلط أصوات الطائرات والمدافع مع صرخات الأمهات وأبنائهن مع كل فقيد يفارقهن.
«كامل عياد»، مسيحى فلسطينى من غزة، فتح نافذة على معاناة شعب يعيش تحت وطأة الاحتلال، ليرى العالم ما تحمّله الشعب الفلسطينى من آلام وضياع، فى ظل احتفال الآخرين بعيد الميلاد.
«كل عام كان عيد الميلاد يحمل معانى مختلفة بالنسبة لنا، هو ليس فقط احتفالاً دينياً، بل لحظة تأمل وشعور بالانتماء إلى أرض وُلد فيها السيد المسيح»، بهذه الكلمات تحدث «عياد» بحزن، وهو يسترجع ذكرياته عن الاحتفال بعيد الميلاد فى القطاع.
وأضاف: «قبل الحرب، كنا نحاول أن نحتفل رغم الظروف، نُقيّم مسرحيات تحكى قصة ميلاد المسيح، نُغنّى الترانيم، ونتشارك الأمل مع المسلمين فى غزة وكأننا عائلة واحدة أما اليوم، فالفرح بات غريباً عنا».
فى السابع من أكتوبر 2023، تفاجأ «كامل» وعائلته بالحرب ليتّجهوا إلى كنيسة القديس برفيريوس، التى تُعتبر ثالث أقدم كنيسة فى فلسطين، ظنناً أن الكنائس ستكون أماكن آمنة بعيداً عن القصف، وكانت ملاذاً لآلاف المدنيين الذين لجأوا إليها، بعيداً عن القصف المدمّر الذى اجتاح قطاع غزة، ولكن الأمن الذى كانوا يأملون فيه سرعان ما تبخر تحت قسوة القصف والاستهداف لكل ما هو فلسطينى.
«كامل» الذى يحمل الجنسية المصرية من والدته، اضطر مع أسرته إلى الخروج من غزة، بحثاً عن الأمان، ليجد نفسه فى مواجهة مع جيش الاحتلال خلال رحلة الخروج إلى مصر، فقد كان الطريق محفوفاً بالمخاطر، وعن ذلك قال: «تحركنا عبر الشارع الآمن الذى أعلن الجيش الإسرائيلى أنه آمن من إطلاق النار، ولكن اضطررنا للمشى أنا وأطفالى وزوجتى وسط إطلاق نار رغم الوعود الكاذبة من الاحتلال، رافعين أيدينا فى الهواء نُمسك بهوياتنا، لكننا لم نكن نعرف إذا كنا سنصل إلى بر الأمان أم لا ونجحنا فى الوصول إلى مصر، وبدأت عائلتى حياة جديدة فى منطقة مدينة نصر».
ورغم وجود «كامل» فى مصر مع زوجته وبناته، إلا أن قلبه لا يزال فى غزة، حيث توجد والدته وأشقاؤه الذين لم يتمكنوا من مغادرة القطاع، ولا يزالون يعانون فى غزة، متسائلاً حول كيفية الاحتفال بعيد الميلاد وهو بعيد عن بلده، وعائلته تعيش فى خوف دائم، لكن تظل رسالة الشعب الفلسطينى فى ظل كل ما يحدث لهم هى رغبتهم فى الحياة، ذلك الحق الذى تحول إلى أمنية.
«باسم»: الأمور أفضل لكن القلق مستمرحالة من الترقّب والحذر يعيشها مسيحيو سوريا خلال احتفالات عيد الميلاد التى تتزامن مع الأحداث الأخيرة، ينتظرون بشغف ما ستؤول إليه تحركات الحكومة المؤقتة خلال الأيام المقبلة، وكيف يمكن أن يسير الحوار المرتقب بينهم، ولذلك تشهد احتفالات الميلاد هذا العام فى بلد الياسمين تحركات خجولة.
ورغم الظروف التى مرت بها سوريا بداية من شهر ديسمبر، إلا أن احتفالات الميلاد لم تندثر، ولكنها ندرت، فلم تملأ الشوارع أصوات آلات العزف وترانيم الميلاد كما كان سابقاً، باستثناء احتفالات باهتة فى باب شرقى وباب توما فى المدينة القديمة، ويتصل بهما حى القصاع، ومن ثم حى جناين الورد وحى القصور، وهى الأحياء الأكثر كثافة للمسيحيين فى دمشق.
وصف «باسم» -اسم مستعار لمواطن سورى رفض الكشف عن هويته- الوضع الأمنى فى سوريا بأنه فى تحسّن مستمر، وأن المعاملة من قِبل الجهات الرسمية تتسم بالاحترام للمسيحيين، رغم وجود بعض الأخطاء الفردية التى يتم التعامل معها بحزم وسرعة: «الأمور بشكل عام أفضل، لكن القلق لا يزال يساور البعض».
القلق المسيحى سيظل يُغلف احتفالات الميلاد، رغم تحسّن الأوضاع، فالكثير من المسيحيين يأملون فى قيام دولة علمانية تكفل المساواة بين جميع السوريين فى الحقوق والواجبات، وهذا الأمل لن يتحقق -كما يرى البعض- إلا بعد اعتماد دستور جديد للبلاد يكفل لهم الحقوق الكاملة: «نحن لا نريد مجرد دولة مدنية، بل دولة قانون، حيث يكون الجميع سواسية»، وفقاً لـ«باسم».
أما بالنسبة لاحتفالات عيد الميلاد، فإنها لم تتغير بشكل كبير فى ظل الظروف الحالية، إذ يمكن للمسيحيين الآن تنظيم احتفالاتهم دون الحاجة إلى التنسيق مع أى جهة، ورغم الأوضاع الصعبة لا يزال الاحتفال بالعيد يعتبر رمزاً للتضامن والأمل.
«أوغيت»: الاحتفالات تمسح الحزن عن «بيروت».. والمغتربون يعودونفى قلب لبنان، الذى لا يزال يعانى من تبعات الحرب، ظل الأمل ينبض فى النفوس، خلعت المدن رداء الحزن والقلق، وأخلت ساحاتها لأضواء الميلاد.. شجرة ومغارة وموسيقى رسمت ملامح عيد لا يهجر بلد الأرز وإن كان مشوباً بكثير من الحذر بسبب الأوضاع المتوترة فى جنوب البلاد وفى دول الجوار.
فى الوقت الذى يعيش فيه المسيحيون فرحة استقبال الطفل «يسوع»، تجد فى لبنان فرحة استثنائية بعيد الميلاد هذا العام، إذ هلّ الفرح بعد فترة من الحرب والدمار فتقول أوغيت سلامة، سيدة لبنانية، فى وصفها للعيد هذا العام: «عيد الميلاد مميز للبنانيين كما هو لجميع المسيحيين فى العالم، فهو ميلاد الرجاء وبداية أعظم قصة حب للبشرية التى بدأت ببشارة مريم العذراء ثم ميلاد يسوع، ولكن هذا العام، ومع كل المعاناة التى مر بها لبنان، أصبح للعيد معنى آخر، فهو يحمل معه أملاً فى السلام ورجاءً جديداً مع شعور عميق بأن الحياة قد عادت، وأن اللبنانيين يمكنهم العودة للاحتفال، بعيداً عن نار الحرب والدمار الذى عاشوه، وخاصة منذ سبتمبر الماضى وحتى إعلان وقف إطلاق النار فى نوفمبر».
وفى كنائس لبنان على الجبل، تجتمع العائلات، وتختلف الوجوه، لكنْ هناك شىء مشترك بينهم ألا وهو الأمل، وتنعكس أضواء زينة الميلاد على الوجوه المرهقة من الحرب، وتملأ الكنيسة أصوات الترانيم التى تتردد فى أرجائها، تقول «أوغيت»: «حتى إن أجواء البهجة والزينة ترافق كل الأديان والطوائف فى لبنان»، لكن ما يميز هذا العام أكثر من أى وقت مضى هو فرحة الأطفال: «أنشطة الأطفال تتعدد بين المسرح وتوزيع الهدايا مع بابا نويل، لكن فرحتهم هذا العام مضاعفة، كما الكبار، لأنهم عادوا للاحتفال فى المناطق التى شهدت العمليات العسكرية، خصوصاً فى بيروت والجنوب والبقاع، فبعد الحروب جاء هذا العيد ليحيى الأمل للأطفال والكبار على حد سواء، ويزرع فى قلوبهم فرحة جديدة».
ليس فقط اللبنانيون داخل لبنان من يفرحون بميلاد المسيح، فحتى أولئك الذين غادروا إلى الخارج بسبب ظروف الحرب، عادوا ليحتفلوا بعيد الميلاد مع عائلاتهم فقد عاد اللبنانيون فى الخارج، سواء للعمل أو الدراسة، إذ حجزوا تذاكر سفرهم فور إعلان وقف إطلاق النار، ليكونوا مع أهلهم فى هذا العيد، وتختتم «أوغيت»: «اللبنانى لا يفقد الأمل، وكلما اشتدت عليه التحديات، زادت عزيمته، لتمسكه بالحياة وبالحرية مهما كانت الظروف والأثمان».