مليون طفل عراقي "جوعى" على مائدة الغذاء والصحة والتعليم.. وتدخلات محدودة
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
كشفت إحصائيات رسمية عراقية عن وجود نحو مليون طفل يعانون الحرمان من الغذاء وتلقي الرعاية الصحية والتعليم، وارتفاع معدلات عمالة الأطفال والعنف ضدهم.
وبحسب وزارة التخطيط العراقية فإن الأطفال من بين أكثر الفئات تضرراً من الظروف التي مر بها العراق خلال السنوات الأخيرة، جراء الإرهاب والأوبئة والأزمات الاقتصادية.
وقالت المتحد باسم وزارة التخطيط العراقية عبد الزهرة الهنداوي إن "الأطفال يمثلون شريحة مجتمعية تقارب 40% منه، إذ تعد شريحة هشة متأثرة بظروف البلاد الصعبة خلال السنوات الأخيرة، تتمثل في الإرهاب والأوبئة والأزمات الاقتصادية وانعكست سلباً على الأطفال"، بحسب موقع "السومرية نيوز" العراقي.
وأضاف أن "مليون طفل يعانون الحرمان من الغذاء والصحة والتعليم، بالإضافة إلى زج 5% منهم في العمل، وهذا يفسر أيضاً العنف الذي يتعرض له الأطفال في المجتمع"، مشيراً إلى أن الفقر هو السبب الرئيس في دفع العائلات لأطفالها إلى العمل.
أحدثها رضيعة حديثة الولادة! تكرر حوادث تعنيف الأطفال في #العراق يثير الغضب ومطالبات بأشد العقوبات#فيديو24
لمشاهدة المزيد من الفيديوهات:https://t.co/PnJnhVilUD pic.twitter.com/pczcGQfnzc
وأوضح أن "الوزارة تعمل على إعداد إستراتيجية خمسية لمكافحة الفقر، سبقتها بإطلاق الوثيقة الوطنية للسياسة السكانية التي تضمنت محوراً خاصاً عن الطفولة، وحقوق ومتطلبات هذه الشريحة".
تدخلات محدودةوقالت رئيسة لجنة المرأة والأسرة والطفولة النيابية دنيا الشمري: "نركز على القوانين التي تصب في مصلحة الطفل وكل ما يؤثر إيجاباً في تعليمه وما يمنع زجه في العمل بسبب العامل الاقتصادي لبعض الأسر".
وترى مديرة مكتب هيئة رعاية الطفولة غادة الرفيعي أن "الخطة التنفيذية الثانية لسياسة حماية الطفل للأعوام من 2022 وإلى 2025 تضمنت إنشاء الجهاز المركزي للإحصاء بدعم من (يونسيف) منصة وطنية لبيانات الطفل"، مشيرة إلى أن الهيئة تعمل حالياً على تنفيذ الخطة التنفيذية الثانية.
#العراق.. دعوات لإقرار تشريعات تمنع العنف ضد المرأة
https://t.co/HVegM0vlMu
يرى أستاذ العلاقات الدولية العراقي رعد قاسم العزاوي، أن "المجتمع العراقي والنظام الأسري في البلاد مر بعدة تحولات بعد الحرب على العراق عام 2003".
وقال: "كل الدول قائمة على أنظمة سياسية وتعليمية وصحية وأمنية وتشريعية، تعطي محصلتها صورة لمدى تنظيم وقوة الدولة أو هشاشتها وضعفها، وكلها ترتكز على النظام الأسري الذي يعد عمود وغاية بقية الأنظمة".
وأضاف "في العراق عند تحليل المجتمع والنظام الأسري نجد أن لدينا أكثر من مليون أرملة بسبب الحروب والتناحرات العرقية والمذهبية والطائفية، وأكثر من خمسة ملايين يتيم من دون رعاية، وانتشار لظواهر التفكك الأسري، كما أن هناك أكثر من ثمانية ملايين عاطل عن العمل، ضمن نطاق الأعمار المؤهلة للعمل التي تمثل قوة المجتمع".
#العراق يضبط أكبر كمية مخدرات في تاريخه https://t.co/Q60pqxRFmT pic.twitter.com/k2eSqYBj6J
— 24.ae (@20fourMedia) August 6, 2023 وأوضح أن هذه الفئات "يغزوها الفقر والجهل والبطالة وغياب التأمين الصحي والاجتماعي، كما أن المدارس لا تتناسب مع عدد السكان في العراق الذي يقترب من 45 مليوناً". انشغال حكوميوقال العزاوي إن "النظام السياسي في العراق منهمك في صناعة السلطة وبناء السلطة، وليس صناعة أنظمة متطورة وحديثة تحاول أن تصلح ما يمكن إصلاحه من النظام الأسري".
وأضاف "إذا ما بقيت هذه الحالة واستمرت أعداد البطالة، سوف تغزو ظواهر الجريمة المنظمة والجريمة الاجتماعية والإرهابية المجتمع العراقي، ناهيك عن انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات وتحول العراق لبؤرة تنتج الأزمات والتوترات داخلياً وخارجياً".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني العراق غزو العراق
إقرأ أيضاً:
دور الإصلاح في العراق ودورها في تهذيب سلوك النزيل
20 فبراير، 2025
بغداد/المسلة:
انوار داود الخفاجي
تلعب دور الإصلاح في العراق دورًا أساسيًا في إعادة تأهيل النزلاء وتهذيب سلوكهم قبل الإفراج عنهم، وذلك بهدف إعادة دمجهم في المجتمع كأفراد صالحين ومنتجين. فالسجون لم تعد مجرد أماكن للعقاب، بل أصبحت مؤسسات إصلاحية تهدف إلى تصحيح سلوك الأفراد، وتعليمهم مهارات جديدة، وتأهيلهم نفسيًا واجتماعيًا ليكونوا قادرين على العيش حياة كريمة بعد خروجهم.
تهدف دور الإصلاح في العراق إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، منها:
إعادة تأهيل النزيل نفسيًا واجتماعيًا: يتم تقديم برامج دعم نفسي لمساعدة النزلاء على التخلص من المشكلات النفسية التي قد تكون دفعتهم إلى ارتكاب الجرائم، مثل الغضب، أو الإدمان، أو الضغوط الاجتماعية.
تعليم النزيل مهارات مهنية: توفر دور الإصلاح ورش عمل تدريبية في مجالات مثل النجارة، والحدادة، والخياطة، والزراعة، والحرف اليدوية، لمساعدة النزلاء على اكتساب مهارات يمكن أن تساعدهم في العثور على وظائف بعد الإفراج عنهم.
تعزيز القيم الأخلاقية والدينية: تُقدَّم محاضرات ودروس دينية وتثقيفية تهدف إلى تعزيز القيم الأخلاقية والدينية، مما يساعد النزيل على تجنب العودة إلى السلوك الإجرامي.
دعم النزيل بعد الإفراج عنه: من خلال برامج المتابعة، يتم تقديم استشارات ودعم مستمر للنزلاء بعد خروجهم لضمان عدم وقوعهم مرة أخرى في الجريمة.
عند الإفراج عن النزيل، يكون قد مرّ بمرحلة من التدريب والتأهيل تجعله أكثر استعدادًا لمواجهة الحياة بشكل إيجابي. ومن أهم التأثيرات الإيجابية لهذه البرامج:
تقليل معدلات العودة إلى الجريمة: من خلال التأهيل والتدريب، يصبح النزيل أكثر وعيًا بأهمية الالتزام بالقانون، مما يقلل من احتمال عودته إلى السلوك الإجرامي.
القدرة على كسب لقمة العيش بطرق شرعية: بفضل البرامج المهنية والتدريبية، يصبح لدى النزيل المهارات الكافية للحصول على عمل، مما يجعله أقل عرضة للعودة إلى الجريمة بسبب الحاجة المالية.
تحسين العلاقة مع المجتمع:عندما يخرج النزيل وهو يمتلك مهارات جديدة ويظهر تغيرًا إيجابيًا في سلوكه، يصبح من الأسهل عليه إعادة الاندماج في المجتمع وكسب احترام الآخرين.
تعزيز الثقة بالنفس: يشعر النزيل المحرَّر أنه شخص ذو قيمة وقادر على تحقيق النجاح، مما يحفزه على تجنب العودة إلى السلوكيات السلبية.
على الرغم من الجهود المبذولة، تواجه دور الإصلاح في العراق بعض التحديات، ومنها:
الاكتظاظ في السجون: يؤدي ارتفاع عدد النزلاء إلى صعوبة تقديم برامج إصلاحية فعالة لكل فرد.
نقص الموارد والتمويل: تحتاج برامج التأهيل إلى موارد مالية كبيرة لضمان فعاليتها، وهو ما قد يشكل تحديًا في بعض الأحيان.
نظرة المجتمع للنزيل السابق: يعاني العديد من النزلاء المحررين من وصمة العار الاجتماعية، مما يجعل من الصعب عليهم العثور على عمل أو الاندماج في المجتمع.
ضعف المتابعة بعد الإفراج: قد يواجه بعض النزلاء صعوبة في الحصول على الدعم اللازم بعد خروجهم من السجن، مما قد يدفعهم للعودة إلى الجريمة.
وفي الختام تمثل دور الإصلاح في العراق خطوة هامة نحو بناء مجتمع أكثر أمانًا من خلال إعادة تأهيل النزلاء وتوجيههم نحو حياة جديدة قائمة على العمل والقيم الإيجابية. وعلى الرغم من التحديات التي تواجه هذه العملية، إلا أن استمرار تطوير البرامج التأهيلية وتحسين ظروف السجون يمكن أن يسهم بشكل كبير في تحقيق نتائج إيجابية، مما يقلل من معدلات الجريمة ويعزز الأمن والاستقرار في البلاد.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts