رحيل البابا فرنسيس.. علاقات استثنائية بين الفاتيكان ومصر في عهد الرئيس السيسي
تاريخ النشر: 21st, April 2025 GMT
شهدت العلاقة بين البابا فرنسيس -الذي وافته المنية صباح اليوم- والدولة المصرية، روابط ممتازة على كافة المستويات رصدتها الصحف الإيطالية على مدار 12 عامًا.
ونعى الرئيس عبد الفتاح السيسي، ببالغ الحزن والأسى، قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، الذي غادر عالمنا تاركا إرثا إنسانيا عظيما سيظل محفورا في وجدان الإنسانية.
ودعم بابا الفاتيكان الراحل الدور المصري المحوري الذي تلعبه الدولة المصرية بقيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي تجاه القضية الفلسطينية في العديد من المناسبات وسط حرصه على التواصل الدائم للاطمئنان على الأوضاع في قطاع غزة.
كما اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي في 24 نوفمبر 2014 مع البابا فرنسيس في الفاتيكان تلبية للدعوة الموجهة إليه من قداسة البابا، وكانت هذه أول زيارة لرئيس مصري للمقر البابوي بالفاتيكان منذ 8 سنوات.
وقام البابا فرنسيس بزيارة تاريخية إلى مصر في أبريل 2017 واستقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي في حفل بالقصر الرئاسي.
وأكد الرئيس السيسي -خلال لقائه البابا فرنسيس- أن أرض مصر الطيبة سطرت رسالة مضيئة بين رسالات السماء إلى البشر، مضيفا أنه على أرض مصر وجد السيد المسيح والسيدة مريم الأمن والأمان والسلام.
وأضاف الرئيس السيسي أن المصريين المسيحيين هم جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني المصري، والدولة تتعامل مع كافة أبناء مصر على أساس المواطنة والحقوق الدستورية والقانونية، فضلا عن ترسيخ ثقافة المساواة والانتماء الوطني، الأمر الذي حصن مصر بنسيج اجتماعي متين.
وحرص بابا الفاتيكان خلال زيارته لمصر على أن يردد عبارة الدين لله والوطن للجميع باللغة العربية، ووصف مصر بأرض اللقاء بين السماء والأرض والعهود بين البشر والمؤمنين.
وشهدت علاقة البابا فرنسيس بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية محطات مهمة، أبرزها لقاؤه التاريخي مع البابا تواضروس الثاني عام 2013، بعد تهنئته بتوليه الكرسي المرقسي.
وخالف البابا فرنسيس البروتوكول المتبع في الفاتيكان، حيث استقبل البابا تواضروس بنفسه، وسار معه في كاتدرائية القديس بطرس، وشاركا سويا في قداس مشترك.
كما تجدد اللقاء بينهما خلال زيارة البابا فرنسيس إلى مصر عام 2017، حيث زارا الكنيسة البطرسية المجاورة للكاتدرائية المرقسية، في موكب رسمي ضم رجال دين، وسط ترانيم وأجواء روحية مهيبة.
وحول علاقة البابا فرنسيس والأزهر الشريف، أعلن بابا الفاتيكان الراحل وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب سويا «وثيقة الأخوة الإنسانية»، التي تعد أول ميثاق إنساني بين المسلمين والمسيحيين في العصر الحديث، وأكدت رؤية مشتركة بضرورة تحويل الحوار الجاد والمسؤول بين الأديان إلى طوق نجاة للإنسانية.
وارتبط البابا فرنسيس بتقارب وطيد مع فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الذي زار الفاتيكان عام 2016 وتنشيط قنوات الحوار بينهما التي كانت ذات أهمية تاريخية.
كما زار البابا فرانسيس أيضا مشيخة الأزهر الشريف في القاهرة تلبية لدعوة شيخ الأزهر والتقى الإمام الأكبر، وبحث الجانبان الملفات المشتركة والمهمة ونبذ العنف والإرهاب والحوار بين الأديان.
اقرأ أيضاًرفض المثلية.. عارض حكومته ودعّم فلسطين.. «البابا فرنسيس» السياسي والراهب
«البابا تواضروس»: البابا فرنسيس قضى عمره في خدمة الكنيسة الكاثوليكية
المرشحون لخلافة البابا فرنسيس.. ما هي أبرز الأسماء المطروحة؟
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مصر الأزهر الشريف القاهرة القضية الفلسطينية قطاع غزة قداسة البابا السلام الرئيس عبد الفتاح السيسي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الأديان البابا فرنسيس الفاتيكان العلاقات الدولية وثيقة الأخوة الإنسانية البابا تواضروس الثاني المواطنة الإمام الأكبر أحمد الطيب الحوار بين الأديان زيارة تاريخية الحوار المسؤول إرث إنساني كاتدرائية القديس بطرس زيارة الفاتيكان الرئیس عبد الفتاح السیسی بابا الفاتیکان البابا فرنسیس
إقرأ أيضاً:
بعد رحيل البابا فرنسيس... كاردينال أمريكي مؤقت يتسلّم مفاتيح الفاتيكان | تقرير خاص
في مشهد درامي يكتنفه الغموض ويستدعي التأمل، دخلت الكنيسة الكاثوليكية واحدة من أكثر مراحلها حساسية وإثارة منذ عقود، بعد إعلان وفاة البابا فرنسيس فجر الاثنين، وبدء الكاردينال كيفن فاريل مهامه كحاكم مؤقت للفاتيكان.
لم يكن صباح 21 أبريل 2025 يوماً عادياً في قلب العالم الكاثوليكي. فمع حلول الساعة 7:35 صباحًا، توقف قلب البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان الـ266، إثر سكتة دماغية مفاجئة أعقبها فشل قلبي حاد. كان قد خرج لتوه من معركة صحية شرسة مع التهاب رئوي، ليعود إلى دار القديسة مارتا، حيث أسلم روحه وسط حالة من التكتم الرسمي والإثارة الإعلامية التي بدأت تشتعل.
لكن الإثارة لم تكن فقط في خبر الوفاة، بل في الشخصية التي ستتولى الأمور مؤقتًا: الكاردينال كيفن فاريل، الكاميرلنغو. رجل غامض، معروف بمواقفه الحادة، وماضيه المثير للجدل. إيرلندي المنشأ، فاتيكانياً حتى النخاع، ذو وجه صارم ونبرة حاسمة، وهو الآن الرجل الأقوى في الكرسي الرسولي حتى موعد الانتخاب.
في أعقاب وفاة البابا فرنسيس في 21 أبريل 2025 عن عمر يناهز 88 عامًا، تولّى الكاردينال كيفن فاريل، الإيرلندي المولد، منصب الكاميرلنغو، ليصبح المسؤول المؤقت عن إدارة شؤون الفاتيكان خلال فترة "الكرسي الشاغر" حتى انتخاب بابا جديد.
وُلد فاريل في دبلن عام 1947، وانضم إلى جماعة "الفيلق المسيحي" قبل أن يُرسم كاهنًا في عام 1978.
خدم في المكسيك والولايات المتحدة، حيث شغل منصب أسقف دالاس من 2007 إلى 2016، ثم عُيّن كاردينالًا في 2016.
الفاتيكان يكشف سبب وفاة البابا فرانسيس
ويشغل حاليًا منصب رئيس دائرة العلمانيين والأسرة والحياة، بالإضافة إلى رئاسته للجنة الاستثمار البابوية.
وعُيّن فاريل كاميرلنغو في عام 2019، وهو المنصب الذي يجعله مسؤولًا عن إدارة شؤون الفاتيكان خلال فترة خلو الكرسي الرسولي.
وتتضمن مهامه التأكد من وفاة البابا رسميًا، وختم غرفه الخاصة، وإدارة الشؤون المالية والإدارية للفاتيكان حتى انتخاب بابا جديد.
وفاة البابا فرنسيس وترتيبات الجنازةتوفي البابا فرنسيس بعد معاناة طويلة مع مشاكل في الرئة، حيث قضى 38 يومًا في المستشفى بسبب التهاب رئوي مزدوج. كان آخر ظهور علني له في عيد الفصح، حيث ألقى تحية قصيرة على الحشود في ساحة القديس بطرس، وفقا لصحيفة ذا جارديان.
ووفقًا لرغبة البابا الراحل، ستُقام جنازته بطقوس مبسطة، حيث سيتم دفنه في بازيليك سانتا ماريا ماجوري في روما، ليكون أول بابا يُدفن خارج الفاتيكان منذ عام 1903.
ومن المتوقع أن تُقام الجنازة خلال أربعة إلى ستة أيام من وفاته، بحضور شخصيات دولية بارزة، بما في ذلك الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
تحديات أمام الكاردينال فاريليواجه فاريل تحديات كبيرة خلال فترة إدارته المؤقتة، أبرزها تنظيم مجمع الكرادلة لانتخاب بابا جديد، وضمان استقرار الشؤون المالية والإدارية للفاتيكان.
كما يُنتظر منه مواصلة الإصلاحات التي بدأها البابا فرنسيس، خاصة فيما يتعلق بصندوق التقاعد البابوي، الذي يعاني من اختلالات مالية تتطلب إصلاحات عاجلة.
رغم خبرته الواسعة، يواجه فاريل بعض الانتقادات، خاصة فيما يتعلق بعلاقاته السابقة مع شخصيات كنسية مثيرة للجدل، مثل الكاردينال ثيودور مكاريك، الذي أُدين بارتكاب انتهاكات جنسية.
نفى فاريل علمه بهذه الانتهاكات، وأعاد الأموال التي تلقاها من مكاريك بعد الكشف عن الفضيحة.
نحو مستقبل الكنيسة الكاثوليكيومع وفاة البابا فرنسيس، الذي كان يُعتبر من أبرز القادة الإصلاحيين في تاريخ الكنيسة، تتجه الأنظار إلى الكاردينال فاريل لقيادة الفاتيكان خلال هذه المرحلة الانتقالية.
وسيكون عليه ضمان استمرارية الإصلاحات، والحفاظ على وحدة الكنيسة، والاستعداد لانتخاب بابا جديد يُكمل مسيرة التحديث والانفتاح التي بدأها سلفه.