أبريل 21, 2025آخر تحديث: أبريل 21, 2025

المستقلة/- فرضت الهند، ثاني أكبر منتج للصلب الخام في العالم، يوم الاثنين تعريفة جمركية مؤقتة بنسبة 12% على بعض واردات الصلب، تُعرف محليًا باسم “الرسوم الوقائية”، وذلك للحد من ارتفاع الشحنات الرخيصة القادمة من الصين بشكل رئيسي.

دفع تدفق الصلب الصيني في السنوات الأخيرة بعض المصانع الهندية إلى تقليص عملياتها ودراسة إمكانية تسريح العمال، والهند واحدة من عدد من الدول التي فكرت في اتخاذ إجراءات لوقف الواردات لحماية الصناعة المحلية.

وأعلنت وزارة المالية في أمر رسمي أن الرسوم ستسري لمدة 200 يوم اعتبارًا من يوم الاثنين، “ما لم يتم إلغاؤها أو استبدالها أو تعديلها في وقت سابق”.

تُعد هذه الخطوة أول تحول كبير في سياسة نيودلهي التجارية منذ أن فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجموعة واسعة من التعريفات الجمركية على الدول في أبريل، مما أشعل فتيل حرب تجارية مريرة مع الصين.

تعود التوترات بشأن واردات الصلب الرخيصة إلى الهند إلى ما قبل ذلك، حيث بدأ التحقيق وراء هذه الخطوة الأخيرة في ديسمبر.

صرح وزير الصلب الهندي، إتش. دي. كوماراسوامي، في بيان له، بأن هذا الإجراء يهدف إلى حماية مُصنّعي الصلب المحليين من الآثار السلبية لارتفاع الواردات، وسيضمن منافسة عادلة في السوق.

وأضاف كوماراسوامي: “ستُوفر هذه الخطوة دعمًا كبيرًا للمنتجين المحليين، وخاصةً الشركات الصغيرة والمتوسطة، التي واجهت ضغوطًا هائلة جراء ارتفاع الواردات”.

وتستهدف تعريفات نيودلهي الجمركية في المقام الأول الصين، التي كانت ثاني أكبر مُصدّر للصلب إلى الهند بعد كوريا الجنوبية في عامي 2024/2025.

وقال مسؤول تنفيذي كبير في أحد مصانع الصلب الهندية الرائدة: “القرار متوقع، وسننتظر الآن لنرى كيف سيدعم هذا الإجراء الصناعة وهوامش الربح، ويحد من الواردات الرخيصة إلى البلاد”.

وأضاف المسؤول: “يتأثر العالم بالواردات الصينية، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر”.

كانت الهند مستوردًا صافيًا للصلب الجاهز للسنة الثانية على التوالي في 2024/2025، حيث بلغت الشحنات أعلى مستوى لها في تسع سنوات عند 9.5 مليون طن متري، وفقًا لبيانات حكومية مؤقتة.

أعربت الهيئة الرائدة لمصنعي الصلب في نيودلهي عن مخاوفها بشأن الواردات ودعت إلى فرض قيود عليها.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

الصين تضغط بالاستثمارات على أميركا في حربهما التجارية

أوقفت صناديق الاستثمار الصينية المدعومة من الدولة استثماراتها الجديدة في الأسهم الخاصة الأميركية، في أحدث رد فعل على الحرب التجارية التي يشنها الرئيس دونالد ترامب، حسبما نقلت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن مصادر مطلعة.

ونقلت الصحيفة عن 7 مسؤولين تنفيذيين في شركات الأسهم الخاصة مطلعين على الأمر قولهم إن الصناديق المدعومة من الدولة انسحبت من الاستثمار في صناديق شركات رأس المال الخاص التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها في الأسابيع الأخيرة.

وأضاف 3 من المسؤولين أن هذه الخطوات تأتي استجابةً لضغوط من الحكومة الصينية.

وأضاف بعض المسؤولين التنفيذيين أن بعض الصناديق الصينية تسعى كذلك إلى استبعادها من استثمارات الأسهم الخاصة في الشركات الأميركية، حتى لو كانت هذه الاستثمارات من قِبل مجموعات استحواذ مقرها في أماكن أخرى.

ويأتي التغيير في النهج تجاه الولايات المتحدة في الوقت الذي تتحمل فيه الصين وطأة الرسوم الجمركية الأميركية التي أُعلن عنها في الأسابيع الثلاثة الماضية، والتي تهدد بتقليص التجارة بشكل كبير بين أكبر اقتصادين في العالم.

وفرض ترامب رسوما جمركية جديدة تصل إلى 145% على الصادرات الصينية، وردّت بكين برسوم جمركية بنسبة 125%.

إعلان

وقال العديد من المسؤولين التنفيذيين في شركات الاستحواذ إن المستثمرين الصينيين غيّروا نهجهم تجاه صناديق الاستثمار الخاصة الأميركية منذ بدء الحرب التجارية، وأضافوا أنهم لن يقدموا التزامات تمويلية جديدة للشركات الأميركية.

وأضاف أحدهم أن البعض يتراجع عن التخصيصات التي كانوا يخططون لتقديمها، في الحالات التي لم يقدموا فيها التزاما نهائيا بعد.

وتعد مؤسسة الاستثمار الصينية من بين الصناديق المدعومة من الدولة التي تنسحب، حسبما نقلت الصحيفة البريطانية عن مصدرين وصفتهما بالمطلعين على التفاصيل.

وفي العقود الأخيرة، ضخت صناديق الثروة السيادية الصينية مليارات الدولارات في العديد من أكبر مجموعات رأس المال الخاص الأميركية، بما في ذلك بلاكستون وتي بي جي ومجموعة كارلايل.

مشتريات السلع الأميركية

في السياق، ذكرت بلومبيرغ أن الصين خفّضت وارداتها من العديد من السلع الأميركية بشكل حاد الشهر الماضي، ووصلت في بعض الحالات إلى الصفر، مع اشتداد الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

وكانت مشتريات الغاز الطبيعي المسال والقمح من بين الأكثر تضررا، إذ انخفضت إلى الصفر في مارس/آذار، وفقا لبيانات الجمارك الصينية الصادرة أمس، وشكلت الولايات المتحدة 17% من واردات الصين من القمح العام الماضي، و5% من الغاز الطبيعي المسال.

وفرضت الصين رسوما جمركية انتقامية تراوحت بين 10% و15% على منتجات الطاقة الأميركية في فبراير/شباط، وبمستوى مماثل على السلع الزراعية في مارس/آذار، ومن المرجح أن تتضاءل مشتريات الصين بشكل أكبر بعد تصاعد الحرب التجارية في أوائل أبريل/نيسان.

وشهدت المنتجات الزراعية الأميركية الأخرى انخفاضات حادة في استيرادها نحو الصين في مارس/آذار، وانخفضت واردات القطن الأميركية بنسبة 90% مقارنةً بالشهر نفسه من العام الماضي لتصل إلى ما يزيد قليلا على 14 ألف طن، وانخفضت واردات الذرة إلى أقل من 800 طن، وهو أدنى مستوى لها منذ فبراير/شباط 2020.

إعلان واردات فول الصويا

لكن فول الصويا خالف هذا الاتجاه، إذ ارتفع 12% إلى 2.44 مليون طن، معززا وارداته الكثيفة في أول شهرين من العام، وعادة ما يعتمد أكبر مستورد لفول الصويا في العالم على الإمدادات الأميركية حتى يصبح محصول أميركا الجنوبية متاحا في الربيع.

في سياق آخر، انخفضت مشتريات غاز البترول المسال الأميركي، وهو مادة خام للبتروكيميائيات، بنسبة 36% لتصل إلى 1.02 مليون طن، بينما انخفضت شحنات الفحم المستخدم في صناعة الصلب بنسبة 62% لتصل إلى 208 آلاف طن.

لكن واردات النفط الخام ارتفعت 25% لتصل إلى 542 ألف طن، مواكبةً لقفزة كبيرة في إجمالي الواردات، على الرغم من أن الولايات المتحدة بالكاد وصلت إلى قائمة العشرة الأوائل من حيث تصنيف الموردين الصينيين.

وفي حين لم تخضع المعادن للرسوم الجمركية الصينية الجديدة في مارس/آذار، تأثرت تدفقات النحاس بتعهد إدارة ترامب بالنظر في فرض رسوم جمركية على المعدن، ما أدى إلى ارتفاع كبير في الأسعار الأميركية.

وساهم ذلك في انخفاض واردات الصين من خردة النحاس الأميركية، التي انخفضت بأكثر من النصف لتصل إلى ما يزيد قليلا على 22 ألف طن، بينما انخفضت شحنات المركزات بنسبة 38% لتصل إلى حوالي 19 ألف طن.

تحذير

واتهمت الصين واشنطن بإساءة استخدام الرسوم الجمركية وحذرت الدول من إبرام صفقات اقتصادية أوسع نطاقا مع الولايات المتحدة على حسابها، لتصعد بذلك من حدة لهجتها في خضم حرب تجارية تزداد شدة بين أكبر اقتصادين في العالم.

وقالت وزارة التجارة الصينية إن بكين ستعارض بشدة أي طرف يبرم صفقة على حساب الصين و"ستتخذ إجراءات مضادة حازمة".

جاء ذلك في رد من الوزارة على تقرير لبلومبيرغ نقل عن مصادر مطلعة أن إدارة ترامب تستعد للضغط على الدول التي تسعى إلى تخفيضات أو إعفاءات من الرسوم الجمركية من الولايات المتحدة للحد من التجارة مع الصين، بما في ذلك فرض عقوبات مالية.

إعلان

وأكدت وزارة التجارة الصينية أن الصين عازمة وقادرة على حماية حقوقها ومصالحها، ومستعدة لتعزيز التضامن مع جميع الأطراف.

وستعقد بكين هذا الأسبوع اجتماعا غير رسمي لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لاتهام واشنطن بالاستئساد و"تقويض الجهود العالمية من أجل السلام والتنمية" من خلال استخدام الرسوم الجمركية سلاحا.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال الممثل التجاري الأميركي، جيميسون جرير، إن ما يقرب من 50 دولة تواصلت معه لمناقشة الرسوم الإضافية الباهظة التي فرضها الرئيس دونالد ترامب.

مقالات مشابهة

  • انخفاض واردات الصين من السيارات الأمريكية إلى أدنى مستوى منذ 2015
  • الصين توقف استثماراتها في وول ستريت ردا على جمركية ترامب  
  • الصين تضغط بالاستثمارات على أميركا في حربهما التجارية
  • الصين تخفض مشترياتها من السلع الأمريكية مع تفاقم التوترات التجارية
  • مع تفاقم التوترات التجارية.. الصين تخفض مشترياتها من السلع الأمريكية 
  • اتحاد الصناعات: هناك جهات تفرض رسوما بلا خدمة ومخالفة دستورية
  • رسوم جمركية تعيد طائرة بوينغ من الصين إلى الولايات المتحدة
  • قتلى إثر انهيار مبنى سكني في ضواحي نيودلهي
  • 11 قتيلاً على الأقل جرّاء انهيار مبنى في نيودلهي