مجزرة حي وسوق فروة الشعبي.. شاهد آخر على الوحشية الأمريكية
تاريخ النشر: 21st, April 2025 GMT
الثورة نت/ ماهر الخولاني
مدنيون نساء وأطفال.. ومنازل وأحياء مكتظة بالسكان، وأسواق شعبية، ومحلات تجارية، ومقابر، ومنشآت وأعيان مدنية، هذا هو بنك أهداف العدو الأمريكي منذ بدء عدوانه الهمجي على الشعب اليمني الذي أقدم مساء أمس الأحد على استهداف حي وسوق فروة المكتظ بالسكان في أمانة العاصمة.
بينما كان سكان حي فروة الشعبي في مديرية شعوب آمنين في منازلهم، والحركة التجارية ما تزال مستمرة في الحي والسوق، إذا بهم تحت الأنقاض بين شهيد وجريح ومكلوم على إثر عدوان أمريكي سافر استهدفهم بكل وحشية.
أشلاء متناثرة ومتفحمة، دماء الشهداء والجرحى في كل مكان بما في ذلك سقوف المحلات، مواطنون تحت الأنقاض، دمار هائل في المنازل والممتلكات من محال تجارية وسيارات وغيرها، رعب في نفوس الأطفال والنساء، ناجون يبحثون عن أقربائهم وأحبائهم، في مشهد مروع وجريمة غير مبررة في حي وسوق شعبي مكتظ بالسكان.
أكثر من 12 شهيداً و34 جريحاً حالة بعضهم حرجة بينهم نساء وأطفال وشيوخ ما زالوا في غرف العناية المركزة حتى الآن، هي حصيلة المجزرة المروعة التي ارتكبها العدو الأمريكي النازي على حي وسوق فروة.
جريمة لا يمكن وصفها ومشاهد تدمي القلوب وتكشف بجلاء أكثر حجم الإجرام الأمريكي الفاشي المستمر ضد الشعب اليمني، وتعكس حالة الفشل التي وصل إليها باستهدافه للأحياء السكنية والأسواق الشعبية والمنشآت والأعيان المدنية الخدمية ليراكم بذلك رصيده الإجرامي في اليمن.
طفل ذهب ليشتري الخبز لأسرته من أحد الأفران في سوق فروة، فحوله القصف إلى أشلاء، وآخر ذهب لشراء بعض حاجيات أسرته من محل مجاور لمنزله، غير أن أهله لم يعثروا على شيء منه سوى بعض أعضائه المتفحمة.
استهداف متعمد للمدنيين
يعلم الجميع أن حي وسوق فروة من أكثر الأماكن ازدحاماً وكثافة سكانية، والحركة فيه لا تتوقف حتى ساعات الليل الأخيرة، فهو امتداد لأحياء وأسواق صنعاء القديمة، ويضم مبان قديمة، لكن الغارات الأمريكية الإجرامية لا تفرق بين الأحياء السكنية والأهداف العسكرية لأن الهدف منها هو قتل أكبر عدد من اليمنيين.
تؤكد هذه الجرائم تعمد العدو الأمريكي الواضح استهداف المدنيين بشكل مباشر دون مراعاة لأي حرمات أو قوانين أو معاهدات أو مبادئ إنسانية.
عمل جبان أقدمت عليه أمريكا، كما تفعل ربيبتها إسرائيل في غزة، فبعد عجزها عن مواجهة القوات المسلحة اليمنية، لجأت إلى قتل المدنيين، في دليل آخر على تجردها من كل القيم والمبادئ الإنسانية.
وهم أمريكي
ثمة وهم تعيشه الإدارة الأمريكية بأن تصعيد العمليات العسكرية ضد اليمن وشعبه سيكسر إرادة اليمنيين ويثنيهم عن نصرة وإسناد الشعب الفلسطيني، لكن العدو لا يعي ولا يدرك بأن الشعب اليمني لن تثنيه أن قوة في العالم عن موقفه المبدئي في نصرة إخوانه الفلسطينيين.
تخبط أمريكي واضح قاده لارتكاب المجازر والجرائم المروعة بحق المدنيين، من أجل تخويف وإرهاب الشعب اليمني الذي تكسرت وما تزال كل أدوات القتل والإرهاب والإجرام أمام صموده وعزيمته وبسالته.
صرخات تحدي
ورغم المأساة التي عاشها أهالي حي وسوق فروة نتيجة القصف الأمريكي الوحشي، سمع العالم أجمع صرخات الضحايا من تحت الأنقاض وهم يلملمون جراحهم تتحدى العدو الأمريكي والصهيوني، وتؤكد أن الجرائم الصهيوأمريكية لن تزيدهم إلا قوة وعزم وإصرار لمواجهة هذا العدو النازي.
وفيما كانت دماؤهم تسيل، أكد أهالي حي فروة أن آلة القتل الأمريكية لن تخيفهم أو ترعبهم، وصرخوا فداءً لغزة واليمن بأروحهم ودمائهم، وأن دماءهم ليست أغلى من دماء أهل غزة الأبطال، وأنهم مع غزة حتى زوال الكيان الغاصب وتحقق الفتح الموعود.
كل ذلك يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن العدو الأمريكي يغرق اليوم في بحر الصمود الأسطوري للشعب اليمني كما غرق المعتدون الذين سبقوه على مر التاريخ القديم والحديث، فهاهم أطفال اليمن وغزة، ينامون تحت القصف ويستهدفهم العدوان نفسه، ليقتل أحلامهم، ويزرع الموت حيثما امتد ظل العدو الذي سيزول لا محالة.
إرهاب أمريكي
وأمام هذا المشهد المتكرر تمضي أم الإرهاب أمريكا في حربها الإجرامية ضد الشعب اليمني كأنما الحرب أصبحت عملاً روتينياً في بلد لم تعد تحصى فيه الندوب، ضاربة بكل القوانين والأعراف الدولية عرض الحائط أمام مرأى ومسمع من العالم الذي يقابل ذلك بالصمت، في تواطؤ واضح غدت معه حقوق الإنسان خطاباً فارغاً يتلوه القتلة والمجرمون بعد الانتهاء من مجازرهم.
ما حدث في حي وسوق فروة ليس مجرد جريمة، بل هو إرهاب دولة يزداد معه وضوحاً الوجه الحقيقي للعدو الأمريكي الذي اختار أن يحول سوقاً شعبياً إلى ساحة من الضحايا المدنيين.
مجزرة حي وسوق فروة، قصة جديدة تضاف إلى سابقاتها تحكي حجم الاجرام والوحشية الأمريكية، ودليل يضاف إلى سجل مفتوح من جرائم العدوان الأمريكي الأرعن، وتكشف مجدداً فصلاً أكثر دمويةً وإجراماً، وما جرائمه بحق المدنيين، إلا اعترافاً بالفشل.
أصوات نشاز تبرر الجرم
وفي خضم هذا الإجرام الأمريكي الذي يدينه أي شخص يحمل ذرة من الإنسانية والضمير الحي، من المؤسف أن نرى البعض يشذّون عن الموقف السوي، ويحملهم الحقد إلى مباركة القصف الأمريكي على بلدهم، بعد أن باعوا ضمائرهم بالمال المدنس.
وفي الوقت الذي يتضامن فيه أحرار العالم مع الشعب اليمني، ويثنون على موقف اليمنيين في نصرة وإسناد الشعب الفلسطيني، يخرج البعض من المرتزقة ليبرروا للعدو الأمريكي والإسرائيلي هذه المجازر المروعة وبكل سذاجة وتفاهة.
يبررون الإجرام الأمريكي الصهيوني، ويدعون إلى استمراره بعد أن أصبحوا أدوات رخيصة وأبواق لتشجيع استهداف المدنيين، دفنوا كرامتهم تحت أقدام الداعم والممول، أما العاقل أياً كان مذهبه أو توجهه، فهو من يفرّق بين الخلاف الداخلي، وبين واجب الاصطفاف ضد العدو الخارجي.
سقوط إنساني
الجريمة النازية التي ارتكبها العدو الأمريكي في حي وسوق فروة، ستبقى وصمة عار في جبين من ارتكبها، ومن برر لها، ومن صمت عنها، فهي ليست مجرد ضربة جوية، بل صفعة للضمير الإنساني، وانهيار أخلاقي في عالم يتفرج على دماء تتناثر فوق أرصفة وشوارع الأسواق.
ولن ينسى العالم الحر صرخات الجرحى وهم يهتفون بعبارات الثبات مع غزة في مشهد لا يتكرر إلا في يمن الإيمان والمدد والنصرة، من نذروا أرواحهم ودماءهم وقدموا التضحيات الجسام في سبيل الانتصار للشعب الفلسطيني.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: العدو الأمریکی الشعب الیمنی حی وسوق فروة
إقرأ أيضاً:
ادانات واسعة لجريمة العدو الأمريكي بحي وسوق فروة بشعوب
وفي هذا الصدد أدانت السلطة المحلية في أمانة العاصمة، بأشد العبارات المجزرة الوحشية التي ارتكبها العدوان الأمريكي في حي وسوق فروة الشعبي بمديرية شعوب، التي راح ضحيتها العشرات من المواطنين.
وأكدت السلطة المحلية بالأمانة في بيان أن هذه المجزر الأمريكية الإرهابية التي استهدفت حياً سكنياً وسوقا شعبيا مكتظا بالمدنيين، يكشف مجدداً قبح وتخبط وإفلاس هذا العدوان الهمجي الذي يواصل جرائمه باستهداف المزيد من المدنيين في الأحياء السكنية والأسواق الشعبية والأعيان المدنية.
واعتبر البيان هذه الجريمة المروعة وغيرها من المجازر الوحشية للعدوان الأمريكي، جرائم حرب مكتملة الأركان لن تسقط بالتقادم، وانتهاكاً وتعدياً سافراً لكل القوانين والمواثيق الدولية والانسانية التي تجرم وتحظر استهداف المدنيين والأعيان المدنية.
وأشارت السلطة المحلية، إلى أن استمرار الانتهاكات والمجازر الوحشية التي يرتكبها العدوان الأمريكي بحق المدنيين في الأحياء السكنية والأسواق الشعبية في اليمن، محاولة فاشلة لكسر صمود وإرادة الشعب اليمني واصراره على مساندة ومناصرة غزة والشعب الفلسطيني الذي يتعرض لمجازر وجرائم إبادة جماعية وحصار وتجويع وتهجير من قبل كيان العدو الصهيوني المجرم المساند والمدعوم أمريكيا.
وجددت التأكيد بأن هذا التصعيد لن يثني الشعب اليمني عن موقفه الثابت والمبدئي في نصرة واسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة حتى تحقيق النصر وردع الكيان الصهيوني الغاصب، مهما كانت التحديات.
وحملت السلطة المحلية بالعاصمة صنعاء، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والمنظمات الدولية، المسئولية الكاملة إزاء انتهاكات وجرائم العدوان الأمريكي والصهيوني على الشعبين الفلسطيني واليمني وقتل الأطفال والنساء.
من جانبها أدانت الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية استهداف العدوان الأمريكي لمحيط مدينة صنعاء القديمة المسجلة ضمن قائمة التراث العالمي.
وأشارت الهيئة في نسخة منه، إلى أن مجزرة العدوان في حي وسوق فروة الشعبي بمديرية شعوب، راح ضحيتها العشرات من المدنيين الآمنين وألحقت أضراراً بليغة بالمنازل في محيط المدينة التاريخية العتيقة، أقدم المدن المأهولة بالسكان بتاريخها الذي يعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد.
وأكد البيان، أن هذه المجزرة تكشف مجدداً مدى حقد وتخبط وإفلاس العدوان الهمجي الذي يواصل جرائمه بحق الإنسان اليمني وتراثه الثقافي والحضاري.
ولفت إلى أن هذه الجريمة النكراء وغيرها من الجرائم التي ارتكبها العدوان الأمريكي في اليمن، جرائم حرب مكتملة الأركان لا تسقط بالتقادم، وانتهاك وتعد صارخ لكل القوانين والمواثيق والأعراف الدولية والإنسانية التي تجرم وتحظر قتل المدنيين الأبرياء في مساكنهم، واستهداف مواقع التراث الثقافي والحضاري والإنساني العالمي .
وشدد البيان على أن استمرار الانتهاكات والمجازر التي يرتكبها العدوان الأمريكي بحق الشعب اليمني وتراثه الثقافي والحضاري العريق، لن يكسر إرادة الشعب وإصراره على مساندة غزة والشعب الفلسطيني الذي يتعرض لجرائم الإبادة الجماعية والحصار والتجويع من قبل العدو الصهيوني المحتل بدعم أمريكي.
وطالبت الهيئة، المنظمات الدولية المعنية بحماية التراث الثقافي والحضاري والإنساني العالمي، وفي مقدمتها منظمة اليونيسكو والمجتمع الدولي ومجلس الأمن، تحمل مسئولياتها القانونية والأخلاقية والإنسانية، والعمل على وقف جرائم العدوان الأمريكي والصهيوني بحق الشعبين اليمني والفلسطيني واستهداف التراث الحضاري والثقافي في اليمن، الذي يعد جزءا من التراث العالمي.
كما أدانت منظمة انتصاف لحقوق المرأة والطفل، استهداف العدوان الأمريكي حي وسوق فروة الشعبي بمديرية شعوب في أمانة العاصمة صنعاء.
وأكدت المنظمة في بيان لها أن هذا الاستهداف انتهاك جسيم للقانون الدولي الإنساني الذي يجرم استهداف المدنيين الأبرياء بأي شكل من الأشكال، كما يؤكد تعمد العدوان الأمريكي انتهاك مبادئ وقواعد القانون الدولي الإنساني ومنها مبدأ الإنسانية، ومبدأ التمييز ومبدأ التناسب، وهو ما جعل هذه الجرائم ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.
وحمل البيان أمريكا المسؤولية عن كُل الجرائم المرتكبة بحق المدنيين، مطالباً بالتحقيق والمُساءلة الجنائية لجميع من يثبت تورطهم في هذه الجرائم.
كما حمل الأمم المتحدة ومجلس الأمن مسؤولية صمتهما المخزي وتنصلها عن واجباتها مما شجع أمريكا على الاستمرار في ارتكاب المزيد من جرائم الحرب بحق المدنيين في اليمن.
وجدد البيان مُناشدة المُجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية وجميع شرفاء وأحرار العالم، بتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والإنسانية في مناصرة الشعب اليمني وإدانة الجرائم المروعة المرتكبة من قبل العدوان الأمريكي والضغط على الأمم المتحدة وتحديداً مجلس الأمن للقيام بواجبهم القانوني والأخلاقي في حماية المدنيين وإيقاف الحرب وجميع أشكال العدوان.
ودعا إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة للتحقيق في جميع الجرائم المُرتكبة من قبل العدوان الأمريكي بحق المدنيين العزل.
وأدان مركز عين الإنسانية للحقوق والتنمية الاستهداف المتعمد للأحياء السكنية ومناطق متفرقة في أمانة العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات، ومنها حي وسوق فروة الشعبي بمديرية شعوب في الأمانة.
وأكد المركز في بيان أن استهداف المدنيين انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، الذي يحظر استهداف المدنيين أو استخدام القوة بشكل عشوائي في المناطق المأهولة، مشيراً إلى أن هذه الأعمال تشكل جرائم حرب تستوجب المساءلة.
وأشار البيان إلى أن هذه الجريمة جاءت في سياق سلسلة من الهجمات العدوانية اليومية التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية على أراضي الجمهورية اليمنية، والتي تسببت، ولا تزال، في سقوط أعداد متزايدة من الضحايا المدنيين، وتدمير البنية التحتية الأساسية، وترويع السكان الآمنين.
ودعا المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن والأمم المتحدة، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف هذه الاعتداءات ومحاسبة المسؤولين عنها.
وطالب المركز بإجراء تحقيق دولي مستقل وشفاف في هذه الانتهاكات الخطيرة، وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين، التزامًا بالقوانين الدولية والمواثيق الأممية ذات الصلة.