الدويري: المقاومة تقدم أداء ميدانيا متميزا وليّ ذراعها لا يزال بعيدا
تاريخ النشر: 21st, April 2025 GMT
#سواليف
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء #فايز_الدويري إن العمليات الأخيرة التي نفذتها #المقاومة_الفلسطينية في قطاع #غزة، وعلى رأسها #كتائب_القسام، تكشف قدرة على الأداء الميداني المتميز، رغم التفوق العسكري الإسرائيلي، وأن محاولات ليّ ذراع المقاومة لا تزال بعيدة.
وأوضح الدويري، في تحليل للمشهد العسكري بقطاع غزة، أن ما جرى في #بيت_حانون و #حي_التفاح لا يمكن حصره في إطار عملية واحدة، بل هو انعكاس لعدة #كمائن منفصلة، استُخدمت فيها تكتيكات متقدمة، بما فيها تفجير الأنفاق، والرصد الاستباقي لتحركات العدو.
وكانت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قد بثت مقطع فيديو لكمين “كسر السيف” الذي نفذته شرق بلدة بيت حانون شمالي القطاع، وأسفر عن مقتل جندي وإصابة آخرين، كما أعلنت استدراج قوة هندسية لعين نفق مفخخة بحي التفاح، وتفجيرها فيهم ليسقطوا ما بين قتيل وجريح.
مقالات ذات صلة 1.2 مليار دينار الدخل السياحي في الربع الأول بزيادة 8.9% 2025/04/21وأشار الدويري إلى أن الهجوم على القوة الإسرائيلية شرق حي التفاح، والذي نُفذ عبر تفجير نفق مفخخ، يُعد عملية مستقلة بذاتها، معتبرا أن توالي هذه العمليات يؤكد عودة المقاومة إلى تكتيكات المرحلة الأولى من الحرب، حين كانت تملك زمام المبادرة.
ويرى الخبير العسكري أن هذه الهجمات تعكس جاهزية فصائل المقاومة لاستخدام أساليب متعددة في المواجهة، بينها التفخيخ، والقنص، والتعامل المباشر من مسافات قريبة.
ولفت إلى أن مشاهد الفيديو التي بثتها كتائب القسام من بيت حانون، وأظهرت تسلل المقاومين من نفق، تدل على درجة عالية من الاحتراف، خاصة أن العناصر خرجت من نفق رُصِد سابقا من قِبل الاحتلال، ما يشير إلى فشل استخباراتي إسرائيلي في تقدير حجم التهديد.
5 مراحل
وأوضح هذا الكمين المركب جرى تنفيذه على 5 مراحل، من بينها الرصد، واستهداف العربة الأولى، ثم مباغتة قوة الإسناد، مبينا أن المقاومة استعملت أسلحة متنوعة مثل قاذفات آر بي جي، والرشاشات، وقذائف الهاون، وهو ما يشير إلى تنسيق ميداني محكم.
وأكد اللواء المتقاعد أن اللافت في العملية أن الكمين وقع في منطقة عازلة يفترض أن الاحتلال لم ينسحب منها، وتحديدا على شارع العودة، على بعد نحو 300 متر فقط من الخط الفاصل، ما يدل على جرأة كبيرة لدى المقاتلين وقدرتهم على اختراق العمق الإسرائيلي في وضح النهار.
وأشار إلى أن المعطيات الميدانية التي أوردتها وسائل إعلام إسرائيلية، مثل بتر ساقي مجندتين نتيجة الهجوم، تؤكد أن الخسائر كانت فادحة، كما أن الجيش الإسرائيلي اضطر لاستخدام قذائف هاون 60 مليمترا لمحاولة استعادة السيطرة على المنطقة، بعد فقدانه للجنود والمعدات.
وشدد الدويري على أن استمرار هذه الكمائن، وتعدد أنماط تنفيذها، يثبت أن المقاومة لم تفقد زمام المبادرة، بل باتت قادرة على التحرك متى سنحت لها الفرصة، سواء بالوصول إلى عمق المنطقة العازلة أو استهداف قوات الاحتلال عند اقترابها من مواقع معدة سلفا.
وأشار إلى أن تكتيك النفق الذي فُجّر شرق حي التفاح يختلف عن نفق بيت حانون، مبينا أن الأول نُفذ فيه استدراج مباشر لقوة إسرائيلية إلى داخل نفق جرى تفخيخه، ما يعكس دقة عالية في الرصد، وقدرة على الصبر الميداني حتى اللحظة المناسبة للتنفيذ.
ويرى اللواء فايز الدويري إن الأداء الميداني للمقاومة خلال الساعات الأخيرة يعكس حقيقة مهمة، وهي أن توظيف الأنفاق لا يزال يشكل صندوقا أسود بالنسبة لجيش الاحتلال، مضيفا أن القدرة على استغلال هذا التفوق التكتيكي تعني أن ليّ ذراع المقاومة لا يزال بعيد المنال.
يشار إلى أنه منذ مطلع مارس/آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بوساطة مصرية قطرية ودعم أميركي، والتزمت به الحركة.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تنصل من بدء مرحلته الثانية، واستأنف الإبادة الجماعية بالقطاع في 18 مارس/آذار الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية.
وبدعم أميركي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف فايز الدويري المقاومة الفلسطينية غزة كتائب القسام بيت حانون حي التفاح كمائن بیت حانون إلى أن
إقرأ أيضاً:
لماذا حرصت القسام على توثيق عملية بيت حانون بالفيديو؟ خبير عسكري يجيب
قال الخبير العسكري والأمني أسامة خالد إن العملية البطولية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية شرق بيت حانون (شمالي قطاع غزة) تمثل إنجازًا عسكريًا لافتًا في توقيت ومكان مهمين للغاية، وتحمل دلالات إستراتيجية وعسكرية متعددة، وتوثيقها بهذا الأسلوب المتقن يهدف إلى التأثير على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي معا.
وأوضح خالد -في مقابلة مع الجزيرة نت- أن العملية وقعت في شارع "جكر"، وهو منطقة تقع على الحافة الأمامية لقوات المقاومة، ويُعد "أرضًا حرامًا" وخط تماس مباشرا مع الاحتلال الإسرائيلي، مما يجعل التنفيذ في هذا المكان تحديًا كبيرًا يعكس قدرة المقاومة على المبادرة. وأضاف أن تنفيذ "هجوم تعرضي" من هذا النوع يُظهر مستوى متقدمًا من الجرأة العسكرية والحرفية في الإعداد.
وكانت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- بثت مشاهد فيديو لكمين نفذته عناصرها السبت الماضي ضد قوة إسرائيلية ببيت حانون.
واستهدف الكمين سيارة عسكريا من نوع "ستورم"، وأعقبه استهداف قوة الإسناد التي هرعت إلى المكان بعبوة مضادة للأفراد، ثم استهداف موقع مستحدث لجيش الاحتلال بـ4 قذائق آر بي جي وعدد من قذائف الهاون.
إعلان
مبادئ عسكرية
وأشار خالد إلى أن العملية استندت إلى تطبيق شامل لـ11 مبدأ أساسيا من مبادئ الحرب، ومنها الهدف الواضح، والتأمين، والحشد، والتعاون، ووحدة القيادة، والهجوم المتناسق، والروح المعنوية المرتفعة. وهذه المبادئ تجلت بوضوح في التخطيط الأولي للعملية الذي شمل أيضا استطلاعًا ميدانيًا دقيقًا ومتواصلا.
وأضاف أن جمع المعلومات الاستخبارية كان عنصرًا حاسمًا في نجاح العملية، و"أن المقاومة نفذت عمليات استطلاع قتالي صامت واعتمدت على التسلل والتقرب من خطوط العدو على مراحل، مما سمح لها ببناء صورة شاملة عن نظام قوات الاحتلال ومواقعها".
وذهب الخبير العسكري والأمني إلى أن "هذه المعلومات كشفت عن طبيعة وحدات العدو وتوقيتاتها على طول خط الإمداد المتقدم، مما يُظهر بوضوح أن جناح القسام الاستخباري لم يتأثر بطول الحرب الدائرة، واحتفظ بقدرته على العمل خارج نطاق قدراته القتالية المباشرة".
وأكد خالد أن العملية نُفّذت ضمن سياق ما يُعرف "بالهجوم الإيذائي عبر المناورة"، حيث استُخدمت جميع الوحدات العضوية والداعمة في تنسيق تام وانضباط عسكري لافت. بالإضافة إلى التوثيق المرئي للعملية الذي تم على مقربة مباشرة من القوات المعادية، مما يعكس انضباطًا وتخطيطًا مليئين بالحنكة العسكرية.
خبرات سابقة
وأشار المتحدث إلى أن التسلل والاستطلاع الميداني الدقيق يعكسان مستوى عاليًا من الاحترافية لدى عناصر القسام الذين نفّذوا العملية. وأشاد بالدور القيادي لقادة العمليات الذين قاموا بالتخطيط والإشراف على التنفيذ، مؤكدًا أن هذا التخطيط العسكري المتميز يعتمد على مبدأ البساطة في الأدوار.
وربط خالد بين هذه العملية وعملية موقع "16 العسكري" التي نفذتها المقاومة في معركة "العصف المأكول" عام 2014، معتبرًا أن عملية "بيت حانون" الأخيرة تحمل ملامح مشابهة من حيث الفعل والمكان والشكل، مما يعزز إرث الشهداء ويعيد صورًا من الثبات والعزم في الميدان.
إعلانوشدد الخبير الأمني والعسكري على أن الرسالة التي تحملها العملية واضحة؛ فالمقاومة أثبتت قدرتها العالية وجاهزيتها الميدانية لأي توغل عميق أو اجتياح محتمل، خاصة في محور بيت حانون والقاطع الشمالي من القطاع. وقال إن هذه الرسالة تؤكد قوة التحصين الدفاعي لكتائب القسام وقدرتها على الثبات في وجه أي تهديد مستقبلي.
لماذا التوثيق؟
وأوضح خالد أن توثيق القسام لهذه العملية النوعية "بأسلوب إعلامي متقن" ينسجم مع سياستها الإعلامية التي تهدف إلى التأثير على الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني؛ فالهدف مزدوج يتمثل في رفع الروح المعنوية لدى الحاضنة الشعبية للمقاومة، وإظهار تفوق ميداني يربك المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية، ويزرع حالة من القلق داخل المجتمع الإسرائيلي؛ وهو ما ظهر بوضوح في وسائل الإعلام العبرية التي وصفت العملية بأنها "فشل عملياتي كبير"، وأشارت إلى حالة السخط المتزايدة نتيجة ذلك.
وختم الخبير العسكري والأمني تصريحاته للجزيرة نت بأن أن كتائب القسام تُعد من النماذج العسكرية الفريدة عالميًا، حيث دمجت بين التكتيكات الكلاسيكية للجيوش النظامية وأساليب حرب العصابات، مما يجعلها ظاهرة مميزة في العلم العسكري الحديث.
وأكد أن فقدان القسام بعض قادتها في الصف الأول نتيجة الاغتيالات لم يؤثر على أدائها العملياتي، بل أظهرت قدرتها على التعافي السريع والتكيف مع المتغيرات، مما مكّنها من مواصلة العمل العسكري بكفاءة وثبات في مواجهة التحديات المتصاعدة.
وما زالت إسرائيل تشن عدوانا على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أدى إلى نزوح كل سكان القطاع، واستشهاد أكثر من 51 ألفا، وإصابة نحو 117 ألفا، فضلا عن أعداد غير معلومة من المفقودين تحت ركام منازلهم نتيجة القصف الإسرائيلي، حسب إحصاءات وزارة الصحة في غزة.