مصر وقطر تُوقّعان خطاب نوايا للشراكة الثقافية.. وتُطلقان عامًا ثقافيًا في 2027
تاريخ النشر: 21st, April 2025 GMT
كتب- محمد شاكر:
شهدت العاصمة القطرية الدوحة اليوم توقيع "خطاب النوايا" بين وزارة الثقافة المصرية واللجنة الوطنية للأعوام الثقافية بدولة قطر، إيذانًا بإطلاق العام الثقافي المصري القطري 2027، الذي يهدف إلى تعزيز التفاهم المتبادل، وتشجيع الحوار بين الثقافات، والترويج لقيم التسامح والتنوع، من خلال فعاليات ثقافية وفنية تعكس عمق العلاقات بين الشعبين الشقيقين.
وقع الاتفاق كل من الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة المصري، والشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر.
وخلال مراسم التوقيع، أعرب الدكتور أحمد فؤاد هنو عن سعادته بإطلاق هذه المبادرة المهمة، مؤكداً أن العام الثقافي 2027 يمثل محطة حضارية لتكريس الدور المحوري للثقافة في بناء التفاهم الإنساني، ويُجسّد رؤية مصر الاستراتيجية لدور الإبداع في توثيق العلاقات بين الشعوب، بوصفه لغة عالمية تتجاوز الحدود.
وأضاف: نتطلع إلى تقديم نموذج عربي للتكامل الثقافي من خلال برامج وفعاليات نوعية تعكس تنوعنا وغنانا الحضاري المشترك، وتعزز مكانة الثقافة كأداة للسلام والتقارب والانفتاح.
وأوضح وزير الثقافة أن العام الثقافي سيشكل فرصة لإعادة تقديم التراث المصري والقطري في سياق تفاعلي معاصر يُواكب تطلعات الأجيال الجديدة، من خلال فعاليات فنية وتبادل معرفي يعكس الهوية العربية الجامعة. كما أشار إلى التعاون المرتقب لإطلاق هوية بصرية موحدة للعام الثقافي تُستخدم في جميع الفعاليات وتُعبر عن روح التنوع والانتماء العربي المشترك.
ودعا الوزير المؤسسات الثقافية والفنية، والجامعات، والمراكز البحثية، والمبدعين في البلدين، إلى المشاركة الفاعلة في صياغة مشاريع مبتكرة تسهم في بناء جسور التعاون المستدام وتعزز من الحضور الثقافي العربي دوليًا.
ويتضمن خطاب النوايا عدة محاور رئيسية تشمل التعاون في مجال الفنون التشكيلية والمعارض والمتاحف من خلال تبادل الأعمال الفنية، وتنظيم معارض مشتركة، وتعزيز الشراكة بين المتاحف في كلا البلدين، إلى جانب تنسيق الجهود الإعلامية للترويج للفعاليات، وتنفيذ مشروعات فنية تجسّد القيم الثقافية المشتركة.
كما يشمل تنظيم أنشطة ثقافية وفنية وورش عمل تراثية وندوات ومؤتمرات، والمشاركة في معارض الكتب الدولية، بما يُسهم في تعميق التفاهم الثقافي بين مصر وقطر. ويتضمن أيضًا دعم الصناعات الثقافية والحرف اليدوية بوصفها جزءًا من التراث الحي، وتطوير آليات صون التراث المشترك، وتفعيل المشاريع المتجددة ضمن فعاليات العام الثقافي، إلى جانب الالتزام بحقوق الملكية الفكرية للمحتوى والمشروعات الفنية
اقرأ أيضاً:
القوات المسلحة تدفع عددًا من اللجان التجنيدية إلى شمال سيناء لإنهاء المواقف التجنيدية لذوي الهمم وكبار السن
قرار رسمي.. مد التصالح في مخالفات البناء 6 أشهر إضافية
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
مصر وقطر خطاب نوايا الشراكة الثقافيةتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
إعلان
مصر وقطر تُوقّعان خطاب نوايا للشراكة الثقافية.. وتُطلقان عامًا ثقافيًا في 2027
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانكالمصدر: مصراوي
كلمات دلالية: سعر الفائدة الرسوم القضائية أسعار البنزين الرسوم الجمركية الحرب التجارية سكن لكل المصريين صفقة غزة مقترح ترامب لتهجير غزة مصر وقطر خطاب نوايا الشراكة الثقافية مؤشر مصراوي العام الثقافی صور وفیدیوهات مصر وقطر من خلال
إقرأ أيضاً:
معصم الحضارة .. توثيق ثقافي لسور بَهلا
بَهلا.. حوزة في جوف عمان، تفصلها عن سلسلة الحَجَر الغربي حوزة كدم، وهما شقيقتان ولدتا في الألفية الثالثة قبل الميلاد، تشكلت لهما أنظمتهما السياسية والدينية والاقتصادية والثقافية، وكثير من معالمهما باقية كالمعابد والمقابر، والرسمات الصخرية والكتابات القديمة، والسدود والأفلاج، والقرى والحارات العتيقة. وأهم معلمَين حفظا جغرافية الحوزتين من الانمحاء هما السوران؛ سور بَهلا القائم بامتداد يقارب 12كم، وسور كدم.. ضعف سور بَهلا، ولم تبقَ منه إلا أجزاء من أساساته الحجرية.
ما يواجهنا نحن سكان المنطقة هو مدى قدرتنا على الحفاظ على آثارها الحضارية ومعالمها الثقافية، ولا يتأتى ذلك إلا بالبحث في تأريخ هذه الآثار، وربطها بالحضارة العمانية، ثم إيجاد العلاقة بين حضارتنا وحضارات الجزيرة العربية وما حولها. وهذا ما رهنتُ له نفسي منذ 15 عاما، وتمكنت -بمشاركة ابني عبدالرحيم- حتى الآن من الكشف عن بعض الأدوار الحضارية لكدم وبَهلا. وما أسعدني.. أننا استطعنا أن نسمع صوت هذه الحضارة القادم من أعماق التاريخ آذانَ جيلنا الشاب، ليهتم بها ويواصل الكشف عن مضامينها.
هذا العام 2025م.. صدر عن المنتدى الأدبي بوزارة الثقافة والرياضة والشباب مشكورا بحث بعنوان «سور بَهلا.. معصم الحضارة» لسعيد بن عبدالله الشقصي مدرّس تاريخ من سكان بَهلا. وحكايته مع السور بدأت قبل بضع سنوات؛ عندما شرع مع ناصر بن عبدالله العدوي وفريق بحثهما على توثيق السور، ثم توقفوا بسبب ظروفهم. وأما حكايته مع البحث فقد بدأت على مائدة إفطار رمضان 1445هـ، حيث طلبت من الشقصي تقديم تصور للبحث عن السور، إلى المنتدى الأدبي لمّا كنتُ رئيسه. بدايةً.. استصعب العمل لعظمة السور، ولصمته عن البوح بماضيه، ولشح المراجع عنه، قلت له: إن الباحث الذكي هو مَن يُنطق الصوامت ويُحرك السواكن ويعصر الصخر ليتحدث التاريخ. لم تكمل السنة دورتها حتى أنجز الشقصي البحث باقتدار، سررت بإنجازه وأبهرني إحكامه له، مما جرأ مداد قلمي على وضع تقديم له؛ أضع للقارئ بعض أسطره، بغيةَ أن يعود للبحث نفسه.
سور بَهلا.. أزلي؛ أزليةً.. تلفُّ في طيّاتها ألغاز السور منذ نشأته حتى يومنا، أزليةً.. تختزن أسرار بَهلا وعلاقة أهلها بالسور، والأحداث التي وقعت فيها وكان السور شاهدا عليها.. بل هو أحد أطرافها. السور.. الغائب الحاضر لدى أهله قبل غيرهم، غائبٌ عن تدوينهم المعرفي، وتعريف العالم به. وحاضرٌ أبديٌّ في نفوسهم، حيث وصل إلينا مجتازا تصدعات الزمن، تتغير هياكل الاجتماع فيتغيّر كل شيء معها إلا السور؛ ظل صامدا على أكتاف المكان وحواف الزمان، مقاوما عوامل التعرية الطبيعية، حاملا ناسه على صيانته كلما نهشته أيدي الاندثار، وثابتا أمام الحروب والصراعات التي تدمّر المباني كما تفتك بسكانها.
سور بَهلا.. متن تأريخي، لم تكتب حواشيه بعد.. بل لمّا يُقرأ المتن ذاته، وعلى خلاف ما اعتاد عليه العمانيون من التعليق والإضافة والتحشية على متون كتبهم ومدونات علومهم؛ ظل السور مدونةً مغلقةً معرفيا. ورغم أن بَهلا حفلت بالعلماء والأدباء والأعلام العظام في كل عصورها؛ إلا أن السور لم يطرق أذهانهم بالنظر في أصوله ومبانيه وأحداثه ومراميه، ولم يكن مثار قرائحهم؛ فيتغنون بشموخه وغموضه.. ألم يعصم البلاد من الأعداء؛ فتنبري أقلامهم ثناءً لبسالة رجالها وهجاء أعدائها؟! ألم يكن ظلا تتفيأه محبوباتهم فتفيض قلوبهم الوالهة بقصائد الغزل؟!
بَهلا.. التي عاش فيها السلطان الشاعر سليمان بن سليمان النبهاني (حي:909هـ) صائلا في حروبه وقت جَده، يخاتل عشيقاته وقت أُنسه، حتى استوى على دست الشعر العماني؛ حماسةً وغزلا، فعارضت بعضُ قصائده المعلقاتِ.. ألم يُغْرِه السور بفخامته وضخامته؛ فيقول فيه قصيدة كالقصائد التي قالها في لحاظ معشوقاته ومرهفات سيوفه؟!
لعل السور سكت عن البوح بأسراره، وظل متنا بلا حاشية، لأنه خبأ حكاياته للقادمين، لينبّشوا في أساساته، ويكتبوا تأريخه، ويبحثوا في أصله، ويشرّحوا أضلاعه، ويلهموا الأدباء والعشاق؛ عشاق الأرض قبل عشاق الأحبة، وعشاق العقل قبل عشاق القلب.
أخيرا؛ بدأنا نكتب.. ومن أهم المواد العلمية ما قدمته التنقيبات الآثارية التي أجريت على حصن بَهلا وقلعته والجامع القديم وحارة العقر، والتي تضرب بواقيها إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد. وقد استفدنا من هذه التنقيبات دلائل أن السور أيضا يرجع إلى تلك الحقبة، فقد بُني بنمط بناء القلعة والمعبد الذي حل محله الجامع، متكاملا معها. هذه الاكتشافات بيّنت أن بَهلا اكتملت حضاريا حينذاك، وأنه كان يحكمها «نظام المدينة الدولة»؛ وهو نظام يكون على رأسه ملك؛ يسوس شأنها بالحكمة، ويحوط مقدراتها بالقوة، ويتواصل مع الممالك بإقامة العلاقات، ويقمع الخصوم بالعساكر. هذه المدن كانت تحاط بسور كبير، فأحيطت به بَهلا كما أحيطت قبلها كدم بسورها. كتبتُ حتى الآن ثلاثة مقالات، نشرتها مشكورةً جريدة «عمان»:
- في الأول.. بحثتُ عن زمن بنائه، فوجدته يعود للألفية الثالثة قبل الميلاد، في طور التأسيس الحضاري لعمان.
- في الثاني.. رصدتُ اهتمام العلماء بالسور في القرون: الثامن والتاسع والعاشر الهجرية، فقد تركوا لنا مدونةً بتقسيمه، والاهتمام بصيانته، وبأملاكه وأوقافه.
- في الثالث.. ألقيتُ الضوء على وثيقة صيانته القادمة إلينا من زمن الآباء؛ من منتصف ستينيات القرن العشرين الميلادي حتى منتصف سبعينياته.
ثم أتى سعيد الشقصي ليضع بين أيدينا بحثا مبتكرا، لا أتحدث هنا عن مادته لكيلا أحرق أوراقه؛ رجاءَ أن يقرأها القارئ بنفسه. ولكني أتحدث عن الباحث؛ بكونه في بحثه سكب عصارة ذهنه، واستل بحنكته ما وجده في الوثائق؛ والسور ذاته.. أهم وثيقة تتكلم عن نفسها. وجمع بقايا الذاكرة الشفوية عن السور، ممن أدركوه حيا يحرس أمن البلاد ويحافظ على استقرارها، ويكف عنها المعتدين على سكانها ومملكاتها وثرواتها.
غاص الشقصي في قلزم التاريخ فاستخرج الوثائق المدونة وما حفظته مؤسسات الدولة عن السور، وأبحر في المقالات المنشورة عنه، فجعل ماضيه حاضرا بين أيدينا. ودار مع السور دورة المنقب الحصيف؛ فرسم صورة عن البناء وبنايه، وجالس كبار السن وأهل المعرفة منهم، فجمع من ألسنتهم تأريخا ما كان يقدر على جمعه لو انقضى جيلهم، بعد أن أصبح هذا الجيل مشغولا بمشاغل زمانه، لا يعنيه ما دار حول السور، ولا ما حفظته ذاكرة آبائه عنه. استفاد الباحث من الأنثروبولوجيا؛ فدرس إنسان بَهلا الذي أحاط بالسور إحاطةَ السور به، وكشف عن تفكيره، وعن توريث تفكيره لأبنائه. وكشف عن العلاقات التي تربط أهل بَهلا؛ وأبعادها الإنسانية والاجتماعية، قرأ ذلك في الأحكام الفقهية، والحوادث التي ألمّت ببَهلا وسورها العتيد؛ بأبراجه وأبوابه وأضلاعه ونوافذه وسلالمه، والبساتين التي اخضرت تحت ظله. واستنطق أساطير الأولين وحكايات المتقدمين عن السور، فاستل منها وقائع تنسجم مع حركة المجتمع ولا يأباها منطق التاريخ. ودرس باحثنا الجغرافيا، فنظر في طوبوغرافية الأرض التي أقيم عليها، ثم تتبع الأماكن التي مر عليها، فخاض في البساتين الخصبة، وانساح مع وادي بَهلا، وصعد جبالها، وركز منظاره في أعلى قننها، ليرسم صورة بانورامية عن السور، وما يضم بداخله من حوائر وزروع وبشر وحيوان، ورائحٍ بين سككها، وغادٍ في دروبها، وقارٍّ في بيوتها.
جمع تلك العلوم؛ ومزجها مزجا علميا في منهج خدم به السور.. وإنسان السور.. وتاريخ السور.. ومستقبل السور. ووضع لبنة للاهتمام به آثاريا وجماليا وسياحيا وإنسانيا؛ مخلدا ذلك بصور من عدسته الأنيقة.
ختاما.. إن سور بَهلا يستحق منا ذلك وأكثر، فهو أول المعالم التاريخية العمانية التي دخلت قائمة التراث العالمي باليونسكو مع حوزته وحصنها وجامعها عام 1987م، وهو أقدم سور باقٍ عرفته البشرية.