مسقط- الرؤية

تلقت سعاد الحارثية المديرة التنفيذية لجمعية البيئة العُمانية، تمويلًا جديدًا من جمعية الجغرافيا الوطنية لتنفيذ مشروعًا رائدًا لدراسة الشُعب المرجانية وصونها وبناء القدرات في هذا المجال في عُمان. إذ أن الفاضلة سعاد هي أحد مستكشفي جمعية الجغرافيا الوطنية، وقد تلقت جائزة "مُستكشفي الطريق" لعام 2024 التي تقدمها شركة "كيا"، وهي تقوم بصرف المنحة لتعزيز جهود جمعية البيئة العُمانية في مجال صون البيئة في عُمان.

بفضل هذه المنحة، فسوف تتمكن جمعية البيئة العُمانية وسعاد الحارثية من تحقيق هدفين مُهمين؛ هما: صون الشُعب المرجانية ودراستها، وبناء القدرات والكفاءات الوطنية الضمنة لبقاء واستدامة هذا النظام البيئي الحيوي، حيث سوف يقوم فريق جمعية البيئة العُمانية من الباحثين والخبراء، بتقييم الوضع الصحي لبعض تشكيلات الشُعب المرجانية المحيطة بمسقط، بما في ذلك محمية جُزر الديمانيات الطبيعية، وتقييم قدرتها على التعافي والمقاومة. ومن ضمن أهداف المشروع أيضًا تدريب وتمكين مجموعة من الباحثات الميدانيات في عُمان للقيام بأبحاث الشُعب المرجانية وتنفيذ جهود صونها وحمايتها، وسيحظى المشروع بدعمٍ فنيٍ من جامعة نيويورك أبو ظبي.

وتُعد الشُعب المرجانية مناطق مُهمة وحيوية بالنسبةِ للتنوع الأحيائي، حيث تعتمد عليها نشاطات صيد الأسماك وأنشطة السياحة، وجهود حماية المناطق الساحلية ومقاومة التغير المناخي، ولكنها تتعرض باستمرار للكثير من المخاطر المتزايدة الناتجة عن التغير المناخي والنشاطات البشرية وغيرها من الظروف الطبيعية، التي تعمل بمجملها على الحد من قدرتها على الوفاء بدورها الطبيعي الهام بالنسبة للبيئة والاقتصاد، وتسعى جمعية البيئة العُمانية لجمع ما يلزم من البيانات الكفيلة بدعم ورفد سياسات الصون المُستدامة.

أحد أهم مكونات المشروع هي ورشة العمل حول رصد ومراقبة الشُعب المرجانية، والتي تنعقد خلال الفترة من 20 إلى 23 أبريل الجاري في مسقط، وتُنظَّم بالتعاون مع جامعة نيويورك أبو ظبي، والتي سوف تستقطب مجموعة من الناشطين البيئيين، وخبراء الغوص، ورواد الأبحاث والدراسات، وذلك بهدف تقوية القدرة الوطنية على رصد ومراقبة الشُعب المرجانية.

سوف يتم تنفيذ ورشة العمل في مقر "عُمان للإبحار" التي تدعم الجمعية أيضًا من خلال تسهيل عمليات المسوحات البحرية لمراقبة ورصد الشُعب المرجانية؛ وذلك عبر مركز "بحر عُمان" التابع لها، وهو المركز الرائد وطنيًا في تأمين الرحلات البحرية الترفيهية، والتدريب على الغوص بتصنيف "خمس نجوم" من منظمة بادي العالمية "PADI".

وقالت المديرة التنفيذية لجمعية البيئة العُمانية: "إنني أشعر بالامتنان لحصولي على هذه المنحة التي سوف تساعدني وزملائي على زيادة معرفتنا حول قدرة الشُعب المرجانية المحيطة بمسقط على التعافي والمُقاومة، وفي نفس الوقت نقوم بنشر الوعي ورفع سويته حول الأهمية القصوى لها بالنسبةِ للتنوع الأحيائي البحري ولاقتصاد عُمان الساحلي، كما أن بناء القدرات والكفاءات يُشكلُ أحد ركائز المشروع الأساسية، وخاصةً تمكين مجموعة من الباحثات الميدانيات، والمتطوعين أيضًا للنهوض بدورٍ كبيرٍ في الجهود بعيدةِ المدى لصون وحماية هذا النظام البيئي المُهم".

وأُتيحت الفرصة أمام المهتمين بصون البيئة البحرية لحضور محاضرةٍ عامةٍ نفذها جون بورت، وهو عالم بيئة بحرية في جامعة نيويورك أبو ظبي، وقد جرت المحاضرة التي كانت بعنوان: "المرجان ضمن مناخ مُتغير: دروس من الخليج العربي"، بتاريخ 20 أبريل 2025، علمًا أنه يُمكن الاطلاع على قائمة الفعاليات العامة التي تنظمها جمعية البيئة العُمانية من خلال زيارة موقعها الإلكتروني وعبر منصاتها للتواصل الاجتماعي.

إن الشُعب المرجانية في عُمان، وكغيرها من بقية الشُعب المرجانية حول العالم، تُصبح أكثر تأثرًا بظاهرة التغير المناخي، بسبب تزايد ارتفاع درجة حرارة مياه البحار التي تؤدي إلى حدوث ظاهرة ابيضاض الشُعب المرجانية وتزيد من حدتها ووتيرتها، ويُعتبر النظام البيئي لتشكيلات الشُعب المرجانية في الخليج العربي وفي بحر عُمان وفي بحر العرب، من أكثر النُظم البيئية تنوعًا وزخمًا في المنطقة، ولكن الدراسات الإقليمية أظهرت وجود تناقص بنسبة 40.1% في مُستعمرات الشُعب المرجانية منذ عام 1997، والذي حدث غالبًا نتيجة لظاهرة الابيضاض.

وتعليقًا على ذلك يقول جون بورت: "تُعتبر الشُعب المرجانية من أغنى النُظم البيئية وأكثرها تنوعًا في المنطقة العربية، ولكن ما زالت معرفتنا وفهمنا لحالة وتوجهات صحة الشُعب المرجانية غير مُكتملة، وما تقوم به جمعية البيئة العُمانية من نشاطاتٍ لمراقبة ورصد الشُعب المرجانية، سوف يعمل على تأمين الكثير من البيانات اللازمة لدعم ورفد جهود صون النُظم البيئية الرائعة للشُعب المرجانية في عُمان".

وتُنفِّذ جمعية البيئة العُمانية هذا المشروع في سياق إيمانها العميق والتزامها الثابت لدفع جهود صون وحماية الشُعب المرجانية في عُمان نحو الأمام، بما يضمن حماية التنوع الأحيائي وسبل العيش، وزيادة مقاومة المناخ من أجل الأجيال القادمة من بعدنا.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

اليوسف: العلاقات العُمانية الروسية تشهد نقلة نوعية

 

مسقط- العُمانية

أكد معالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار أن زيارة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- إلى روسيا الاتحادية تأتي لتؤكد على أهمية العلاقات الثنائية التي تجمع بين البلدين الصديقين، التي بُنيت على أسس من الاحترام المتبادل والتفاهم المشترك.

وأكد معاليه- في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية- أن العلاقات بين البلدين شهدت تطورًا ملحوظًا على مر السنوات، انعكس في نمو حجم التعاون وتعدد مجالاته، مما يُجسد رغبة البلدين الصديقين لتعزيز أواصر الشراكة وتوسيع مجالاتها لتشمل آفاقًا أكثر تنوعًا وابتكارًا.

وقال معاليه إن العلاقات بين البلدين شهدت نقلة نوعية خلال السنوات الماضية، تُوجت بمشاركة سلطنة عُمان كضيف شرف في منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي لعام 2023م، وهي مشاركة تاريخية شكلت منصة مهمة للتعريف بالمقومات الاقتصادية والثقافية لسلطنة عُمان وقد أتاحت الفرصة لعقد لقاءات رفيعة المستوى مع مؤسسات وشركات روسية، وأسهمت في تعزيز أواصر التعاون بين الجانبين في مختلف القطاعات.

وأضاف معاليه أنه لا يمكن الحديث عن العلاقات العُمانية الروسية دون الإشارة إلى البعد الثقافي الذي يشكل جسرًا مهمًّا للتقارب بين الشعبين، حيث يرتكز هذا الجانب على التبادل المعرفي والفني، والمشاركة المتبادلة في الفعاليات الثقافية والمعارض الدولية، إن التعاون الثقافي يعكس عمق الإرث الحضاري لكلا البلدين، ويساهم في ترسيخ التفاهم الإنساني، ويعزز من فرص الحوار والتواصل بين المؤسسات والمجتمعات.

وأشار معاليه إلى أن روسيا الاتحادية تُعد شريكًا استراتيجيًّا مهمًّا لسلطنة عُمان، ووزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار تؤمن بأهمية البناء على هذا الإرث المشترك، من خلال ترجمة التوجهات السامية لجلالة السلطان المعظم – أيده الله – إلى شراكات اقتصادية وتجارية واستثمارية متقدمة، تستند إلى مبادئ المصالح المتبادلة والرؤية المستقبلية “عُمان 2040.

وأكد معالي وزير التجارة والصناعة لترويج الاستثمار إن هذه الزيارة التاريخية تمثل محطة مفصلية في مسيرة التعاون الثنائي، وتفتح آفاقًا جديدة للارتقاء بالعلاقات الاقتصادية إلى مستويات أكثر تكاملًا، من خلال تفعيل الشراكات في قطاعات ذات أولوية مثل الصناعة، والخدمات اللوجستية، والسياحة، والأمن الغذائي، والطاقة، والتقنيات الحديثة، والصناعات التحويلية مؤكدًا سعيه إلى تعميق التعاون في مجالات الابتكار وتبادل المعرفة التقنية، بما يعزز من التنافسية ويحقق النمو المستدام.

وقال معاليه إن هذه الزيارة تأتي لتتوج جهودًا متواصلة على المستوى الحكومي والقطاع الخاص، حيث تم توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، من بينها بروتوكول التعاون الاقتصادي والفني، ومشروع إنشاء لجنة اقتصادية مشتركة، ومذكرات في مجالات تغيّر المناخ والتنمية منخفضة الكربون، والنقل والعبور، والتي تسهم جميعها في تعزيز الإطار المؤسسي للتعاون، وتوفير منصات حقيقية للقطاع الخاص للاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة في كلا البلدين.

وأضاف معاليه إن العلاقات الثنائية بين سلطنة عُمان وروسيا الاتحادية ليست فقط علاقات قائمة على المصالح، بل هي نموذج للتفاهم العميق والانفتاح البنّاء على المستقبل، متطلعًا معاليه من خلالها إلى تعزيز التكامل الاقتصادي، وتنمية سلاسل التوريد، واستكشاف مجالات جديدة للتعاون، مثل التحول الرقمي والاقتصاد الأخضر، بما يتماشى مع تطلعات البلدين للتنمية المستدامة.

وأكد معاليه أنه إيمانًا بأهمية التنسيق المستمر في ظل التحديات الاقتصادية العالمية، فإن سلطنة عُمان تحرص على إيجاد بيئة استثمارية جاذبة وآمنة، تدعم ريادة الأعمال وتُسهم في تعزيز التبادل التجاري وتحقيق تنمية اقتصادية متوازنة.

وقال معالي قيس بن محمد اليوسف إنه على ثقة بأن هذه الزيارة المباركة ستُشكّل منطلقًا لمرحلة جديدة من التعاون الوثيق، تُعزز من حضور سلطنة عُمان كوجهة استثمارية واعدة، وشريك موثوق به على المستوى الدولي، في ظل القيادة الحكيمة لجلالة السلطان المعظم- حفظه الله ورعاه- ومبادئ الصداقة والتعاون التي تجمعنا بروسيا الاتحادية.

مقالات مشابهة

  • اليوسف: العلاقات العُمانية الروسية تشهد نقلة نوعية
  • مدى تأثير التعريفات الأمريكية على الصادرات العُمانية ؟
  • أمير الشرقية يستقبل رئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية أصدقاء البيئة
  • نائب أمير الشرقية يستقبل رئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية أصدقاء البيئة
  • مختص : اختلال توازن السلاحف البحرية يهدد الشعاب المرجانية والتنوع البيولوجي .. فيديو
  • انقاذ 14 راكبًا من الغرق بعد اصطدام مركب سياحي بالشعاب المرجانية
  • التحفظ على اليخت فاير بيرد بعد التصادم بالشعاب المرجانية في شرم الشيخ
  • إنقاذ 14 شخصًا بعد اصطدام مركب سياحي بالشعاب المرجانية في خليج العقبة
  • الدبلوماسية العُمانية المؤثرة