وكانت جماعات إسرائيلية متطرفة نشرت مقطع فيديو أنتج بالذكاء الاصطناعي بعنوان "العام القادم في القدس"، بعد اقتحام قرابة 7 آلاف مستوطن ساحات "الأقصى"، الأسبوع الماضي، تزامنا مع عيد الفصح اليهودي لإقامة الصلوات اليهودية والدعوات لبناء الهيكل.

وهذه ليست المرة الأولى التي تنشر فيها مثل هذه المقاطع، إذ نشرت جماعة متطرفة تدعى مجموعة "نشطاء جبل الهيكل" في سبتمبر/أيلول الماضي، مقطع فيديو بعنوان "جرس إنذار".

وحاكى فيديو هذه الجماعة حريقا كبيرا في المسجد الأقصى، وأرفقته بعبارة "النصر المطلق"، إلى جانب الدعوة لـ"إقامة الهيكل مكان المسجد الأقصى".

ويدعي اليهود أن الأقصى بُنيَ على أنقاض هيكل سليمان، وتسعى بعض الجماعات اليهودية لإعادة بنائه في الموقع الذي تقع فيه قبة الصخرة، ويرون أن ذبيحة عيد الفصح لا تتم إلا في هذا المكان.

وكان نبي الله سليمان بنى بناء أطلق عليه اسم "الهيكل" لوضع التابوت الذي يحتوي على الوصايا العشر فيه، غير أن هذا البناء تعرض للتدمير على يد القائد البابلي نبوخذ نصر أثناء غزوه لأورشليم (القدس) عام 586 ق.م.

بدورها، دانت الخارجية الفلسطينية -في بيان- الفيديو، واعتبرته تحريضا ممنهجا ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية.

إعلان

وطالبت الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي بالتعامل بمنتهى الجدية مع هذا التحريض، واتخاذ الإجراءات التي يفرضها القانون الدولي لوضع حد لاستفراد الحكومة الإسرائيلية بالشعب الفلسطيني.

كما أدانت قطر والإمارات والأردن هذا الفيديو، إذ اعتبرته الدوحة "تحريضا خطيرا ينذر باتساع دائرة العنف في المنطقة".

غضب عارم

ورصد برنامج "شبكات" في حلقته بتاريخ (2025/4/21) جانبا من التعليقات الغاضبة على منصات التواصل بسبب هذا الفيديو المستفز لمشاعر المسلمين.

وفي هذا الإطار، قال هاني أبو عمرة في تغريدته: "هذا ليس مجرد فيديو، بل كشف علني لحلم صهيوني طالما حاولوا إخفاءه خلف دبلوماسية زائفة".

وأضاف "ما عجزوا عن تحقيقه بالقوة، يختبرونه بالتحريض البصري والترويج الإعلامي. معركتنا ليست فقط على الأرض، بل على الوعي والرموز والمقدسات".

وأعربت ولاء حمدي عن قناعتها بأن الإسرائيليين يخططون لتحويل هذا الفيديو إلى واقع، إذ قالت: "اليوم أو غدا، هذا الحدث رح نشوفه عالأكيد (سنشاهده بكل تأكيد). غزة دمرت ولم يتحرك أحد، شو بتفرق القدس عنها؟!"

واستحضر محمد عبد الله المجازر الدموية التي يرتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وقال: "هذا الفيديو ليس أسهل من قتل مئات الأشخاص يوميا والأطفال يحرقون أحياء. ليست هناك جريمة أبشع من هذه".

وتساءل حسن يحيى الحداشي متى ستتوقف جرائم الإسرائيليين الرقمية، واعتبر "استخدام الذكاء الاصطناعي لاستفزاز أمة المليار مسلم دليل خُوار أخلاقي"، مطالبا بحملات مقاطعة لكل منصة تسمح بهذا المحتوى.

وفي محاولة للتنصل من الفيديو وتبعاته إثر التنديد العربي الواسع، نقلت هيئة البث الإسرائيلية -عن مسؤولين إسرائيليين- أن مقطع الفيديو الذي يظهر المسجد الأقصى وهو يحترق من صنع "عناصر أجنبية".

إعلان 21/4/2025

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات هذا الفیدیو

إقرأ أيضاً:

مصر والكويت تستنكران الدعوات الإسرائيلية لتفجير المسجد الأقصى

أعربت كل من مصر والكويت، اليوم الاثنين، عن إدانتهما واستنكارهما لدعوات "تحريضية متطرفة" من منظمات إسرائيلية لتفجير المسجد الأقصى وقبة الصخرة، داعية المجتمع الدولي لتحرك عاجل لوقف "الاستفزازات والانتهاكات الإسرائيلية".

جاء موقف الدولتين تعليقا على تداول منصات ومواقع إسرائيلية متطرفة مقطعا مصورا أُنتج بتقنية الذكاء الاصطناعي تحت عنوان "العام القادم في القدس"، يُظهر تفجير المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم مكانه.

وقال بيان للخارجية المصرية "تعرب جمهورية مصر العربية عن بالغ استنكارها وإدانتها للدعوات التحريضية المتطرفة من منظمات استيطانية إسرائيلية، والتي تدعو إلى تفجير المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة".

وشددت مصر -وفق البيان- على رفضها الكامل لما تعكسه تلك الدعوات من استفزاز بالغ لمشاعر المسلمين حول العالم.

وأكدت ضرورة وقف "الانتهاكات الخطيرة" داخل الحرم القدسي، محذرة من المساس بالمقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية في القدس.

كما دعت المجتمع الدولي للعمل بشكل فوري لوقف "الانتهاكات والاستفزازات الإسرائيلية، ووضع حد لتصرفاتها المنافية للقانون الدولي، وبما يمنع التدهور المتزايد لأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط".

إعلان

دعوات تحريضية

بدورها، أدانت الكويت الدعوات الإسرائيلية التحريضية لـ"تفجير" المسجد الأقصى.

وأعربت الخارجية الكويتية -في بيان- عن "إدانة بلادها واستنكارها الشديدين للدعوات العنصرية والتحريضية الصادرة عن منظمات استيطانية متطرفة تابعة للاحتلال الإسرائيلي، التي تدعو إلى تفجير المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه".

وأكدت أن تلك الدعوات "انتهاك صارخ للمقدسات الإسلامية ولمشاعر المسلمين حول العالم".

وحذرت الكويت مجددا من "خطورة هذه التصريحات، التي تتزامن مع تصعيد الاقتحامات والانتهاكات في المسجد الأقصى تحت حماية قوات الاحتلال".

كما أشارت إلى أن ذلك "يُنذر بتدهور خطير وتصعيد غير مسبوق في الأراضي الفلسطينية المحتلة، واستمرار العدوان على قطاع غزة".

وأكدت "رفض (الكويت) التام للإجراءات الإسرائيلية الأحادية، والتعدي على الوضع القانوني والتاريخي للقدس ومقدساتها"، داعية إلى "تحرك دولي عاجل لحماية المقدسات ووقف الانتهاكات، بما يتماشى مع قرارات الشرعية الدولية".

وكانت جماعات يمينية إسرائيلية دعت لاقتحامات واسعة للمسجد الأقصى بمناسبة عيد الفصح اليهودي، الذي بدأ الأحد الماضي، ويستمر أسبوعا.

وتجري الاحتفالات بعيد الفصح في الضفة والقدس، خاصة في كنيسة القيامة بالبلدة القديمة إحدى أهم الكنائس في العالم، وسط انتشار قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية في البلدة ومحيط الكنيسة.

وسمحت الشرطة الإسرائيلية أحاديا في 2003 للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى رغم المعارضة المستمرة من قِبل دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس. ومنذ ذلك الحين تجري الاقتحامات يوميا ما عدا الجمعة والسبت، وتبلغ ذروتها في فترة الأعياد اليهودية.

مقالات مشابهة

  • مصر ترد على دعوات إسرائيلية لتفجير المسجد الأقصى
  • مصر والكويت تستنكران الدعوات الإسرائيلية لتفجير المسجد الأقصى
  • مصر تعلق على "الدعوات الإسرائيلية لتفجير المسجد الأقصى"
  • مصر تدين دعوات منظمات استيطانية إسرائيلية متطرفة لتفجير المسجد الأقصى
  • استفزاز مشاعر المسلمين.. مصر تدين دعوات إسرائيلية متطرفة لتفجير المسجد الأقصى
  • مجلس حكماء المسلمين يرد على دعوات لـتفجير المسجد الأقصى وقبة الصخرة
  • مجلس حكماء المسلمين يرد على الفيديو التحريضي بحق المسجد الأقصى
  • جماعات إسرائيلية متطرفة تنشر فيديو تحريضيا لتفجير المسجد الأقصى
  • أحلام الهيكل وطقوسه التلمودية تفرضان واقعا جديدا في القدس