نسيان الإمام سجدة التلاوة في الصلاة من الأمور المتكررة كثيرا في صلاة الجماعة فإذا قرأ الإمام ومر على آية بها سجدة تلاوة ونسي يسجد فركع الإمام مباشرةً دون سجود التلاوة فهل يستوجب الرجوع والإتيان بها ثم استكمال صلاته أم عليه متابعة الصلاة دون الرجوع وهل تعد الصلاة صحيحة في هذه الحالة؟.

وأجابت دار الإفتاء المصرية، عن السؤال السابق قائلةً "إذا قرأ الإمام أثناء صلاته بالناس آية فيها سجدة، ولكنه نسي فلم يسجد لها، ثم ركع فلا يعود للإتيان بها".

 

هل يجوز قراءة القرآن بالعين فقط دون تحريك الفم؟.. الإفتاء توضحهل يجوز الاحتفال بشم النسيم؟.. الإفتاء تحسم الجدل وتوضح الحكم الشرعي بالأدلةشم النسيم 2025.. الإفتاء توضح موعده الأصلي وأفضل 4 أعمال مستحبة فيههل يجوز للأب توزيع أمواله بالتساوي على أبنائه حال حياته؟.. أمين الإفتاء يجيب

وأضافت دار الإفتاء، عبر موقعها الإلكتروني، "أنه على الإمام أن يتم صلاته، وصلاته صحيحة ولا شيء عليه؛ لأنه تلَبَّس بالفرض، فلا يتركه للعَوْد إلى سُنَّة، ولأنه يصير زائدًا ركوعًا عامدًا والزيادة في الأفعال عامدًا تبطل الصلاة".

رأي الفقهاء حول نسيان الإمام سجدة التلاوة

وذكرت دار الإفتاء رأي عدد من الفقهاء حول نسيان الإمام سجدة التلاوة في الصلاة..

قال العلامة المَوَّاق المالكي في "التاج والإكليل" (2/ 334، ط. دار الكتب العلمية): [والذي نسي سجود التلاوة، والذي ذكر سجود سهو قبل السلام من فريضة في فريضة أو نافلة، والذي نسي السورة مع أم القرآن، فذكر ذلك وهو راكع فإنه يتمادى في ذلك كله] اهـ.

وقال الإمام النووي الشافعي في "المجموع" (4/ 58-59): [(فرعٌ): المصلي إذا كان منفردًا سجد لقراءة نفسه، فلو قرأ السجدة، فلم يسجد ثم بدا له أن يسجد، لم يجز؛ لأنه تلَبَّس بالفرض، فلا يتركه للعَوْد إلى سُنَّة، ولأنه يصير زائدًا ركوعًا، فلو بدا له قبل بلوغ حد الراكعين جاز، ولو هوى لسجود التلاوة ثم بدا له فرجع جاز، كما لو قرأ بعض التشهد الأول ولم يتمه جاز بلا شك... وإن كان المصلي إمامًا فهو كالمنفرد فيما ذكرناه] اهـ.

وقال الإمام ابن قُدَامة الحنبلي في "المغني" (2/ 23) عند بيان حكم من ترك شيئًا ليس واجبًا كسجود التلاوة، وأنه يلزمه المضي دون العَوْد للسجود: [فإنْ مضى في موضع يلزمه الرجوع، أو رجع في موضع يلزمه المضي، عالمًا بتحريم ذلك، فسدت صلاته؛ لأنه ترك واجبًا في الصلاة عمدًا. وإن فعل ذلك معتقدًا جوازه لم تبطل؛ لأنه تركه من غير تعمد، أشبه ما لو مضى قبل ذكر المتروك، لكن إذا مضى في موضع يلزمه الرجوع، فسدت الركعة التي ترك ركنها، كما لو لم يذكره إلا بعد شروعه في القراءة. وإن رجع في موضع المضي لم يعتدَّ بما يفعله في الركعة التي تركه منها، لأنها فسدت بشروعه في قراءة غيرها، فلم يعد إلى الصحة بحال] اهـ.

بينما ذهب الحنفية، وابن القاسم من المالكية، إلى أنه إن تلبس بالركوع أو ركنٍ بعده وتذكر سجود التلاوة فإنه يسجد للتلاوة، وللحنفية تفصيلٌ، مُحصَّلُه: أنه يعود إلى ما كان فيه من أفعال الصلاة بعد تداركه لسجدة التلاوة، فيعيده استحبابًا ويسجد للسهو، وعند ابن القاسم يقوم فيبتدئ الركعة فيقرأ شيئًا ويركع.

قال الإمام الكمال ابن الهُمَام في "فتح القدير" (1/ 503، ط. دار الفكر): [لو نسي سجدة التلاوة ومحلها فتذكرها في الركوع أو السجود أو القعود فإنه ينحط لها ثم يعود إلى ما كان فيه فيعيده استحبابًا] اهـ. ولكنه لـمَّا ترك الواجب وهو المضي في الصلاة لأجلها فإنه يسجد للسهو؛ لتركه الواجب. ينظر: "العناية شرح الهداية" للبابرتي (1/ 508، ط. دار الفكر).

وقال الإمام الخَرَشِي في "شرح مختصر خليل للخَرَشِي" (1/ 356، ط. دار الفكر): [وإن ترك السجدة سهوًا وركع بنية الركوع ثم تذكرها حين وصل إلى حد الركوع اعتد بالركوع ويمضي على ركعته ويرفع لركعته عند مالك من رواية أشهب لا عند ابن القاسم، فيخر ساجدًا ثم يقوم فيبتدئ الركعة فيقرأ شيئًا ويركع] اهـ.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: صلاة الجماعة سجدة التلاوة الصلاة المزيد سجود التلاوة دار الإفتاء فی الصلاة فی موضع

إقرأ أيضاً:

مع حلول عيد القيامة.. هل يجوز تهنئة المسيحيين؟ دار الإفتاء تجيب

هل يجوز تهنئة المسيحيين؟.. بالتزامن مع حلول عيد القيامة المجيد 2025، يتجدد الجدل السنوي حول حكم تهنئة الإخوة المسيحيين بأعيادهم، ويتردد السؤال في أذهان كثيرين: هل تجوز التهنئة شرعًا؟.

هل يجوز تهنئة المسيحيينهل يجوز تهنئة المسيحيين؟

وفي هذا الصدد، قال الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، وخصوصًا الإخوة المسيحيين، لا تُعد مخالفة دينية كما يروج البعض، بل هي سلوك راقٍ يُظهر الاحترام والمحبة، وهو من مظاهر الإنسانية التي يدعو إليها الإسلام. 

وأكد أن المصريين – على اختلاف دياناتهم – يعيشون تحت مظلة وطن واحد ويشكلون نسيجًا متماسكًا لا تنفصم عراه.

حكم تهنئة المسيحيين في أعيادهم

وأشار أمين الفتوى إلى أن من الطبيعي أن يشارك المسلم أخاه المسيحي في لحظات الفرح أو الحزن، مستشهدًا بما يراه الجميع في المناسبات الدينية من تبادل للتهنئة والمشاعر الطيبة، وهو ما يؤكد عمق العلاقات الممتدة بين أبناء الوطن.

مشاهد رمضانية تؤكد المحبة المتبادلة

وتحدث فخر عن مشاهد يعتاد المصريون رؤيتها في شهر رمضان من كل عام، حيث يحرص الإخوة المسيحيون على تهنئة المسلمين بالشهر الكريم، فيقولون: "كل سنة وأنتم طيبين"، دون أن يشعر أحد بالحرج أو الخلاف. 

وتابع: كما تقوم الكنائس بإرسال وفود لزيارة المؤسسات الدينية الإسلامية لتقديم التهنئة قبل العيد، وهو ما يقابل بنفس القدر من الاحترام والتقدير.

ولفت إلى أن الإسلام يحث على مقابلة التحية بمثلها أو بأحسن منها، مستشهدًا بقول الله تعالى: "وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا". 

وقال: إذا جاءني أحدهم وقال "كل سنة وأنت طيب"، فإن الواجب أن أردها عليه بأحسن منها، وهذا لا يتعارض مع الشريعة بأي حال من الأحوال.

الجالية المصرية في بريطانيا تشارك قداس عيد القيامة المجيد وتؤكد وحدة أبناء الوطن في المهجر رئيس مدينة أرمنت بالأقصر يقدم التهنئة للأخوة الأقباط بمناسبة عيد القيامة المجيد هل تهنئة المسيحيين في أعيادهم حرام؟

وعن الجدل الذي يُثار سنويًّا بشأن هذا الأمر، أكد الدكتور علي فخر أن مثل هذه الأسئلة لم تكن تُطرح في المجتمع المصري من قبل، ولم تُعتبر التهنئة مسألة خلافية، وإنما ظهرت هذه الأفكار مؤخرًا نتيجة تأثر البعض بأطروحات دخيلة لا تعبر عن أصالة التقاليد والعلاقات التي تميز بها الشعب المصري.

وذكّر بتاريخ الوحدة الوطنية التي تجلت بوضوح خلال ثورة 1919، حين خرج المسلم والمسيحي سويًا تحت راية "الهلال والصليب" لمقاومة الاحتلال، مؤكدًا أن الشعب المصري كان وما زال متماسكًا في مواجهة كل ما يُهدد نسيجه الاجتماعي.

وفي سياق التأكيد على جواز التعايش والتواصل مع غير المسلمين، استشهد فخر بسيرة النبي محمد ﷺ، موضحًا أنه عاش في المدينة مع اليهود، وتعامل معهم في شؤون البيع والشراء، بل توفي ودرعه مرهونة عند يهودي، وهو ما يدل على أن الإسلام لا يمنع التواصل أو التفاعل الإنساني مع الآخر.

وختم حديثه بالتأكيد على أن الإسلام لا يدعو إلا لما يُرسخ قيم المحبة والاحترام المتبادل، مشددًا على أن تلك القيم هي التي حافظت على وحدة المجتمع المصري عبر القرون، وأنها السبيل الوحيد لحفظ الاستقرار وبناء مستقبل مشترك لا يفرق بين مواطن وآخر.

مقالات مشابهة

  • هل يجوز استفتاء القلب في الأحكام الشرعية؟.. الإفتاء تجيب
  • أحيانا أتناول الطعام أو أشرب الشاي أثناء قراءة القرآن.. فهل هذا جائز؟
  • هل قراءة القرآن بسرعة تنقص من الثواب؟.. أمين الفتوى يوضح الحكم
  • هل تأثم المرأة على طلب الطلاق بسبب مرض زوجها؟.. الإفتاء تجيب
  • هل يجوز للأم أن تؤم ابنها الصغير في الصلاة؟ دينا أبو الخير تجيب
  • هل يحاسب الرجل على صلاة زوجته وأولاده؟.. دار الإفتاء تجيب
  • مع حلول عيد القيامة.. هل يجوز تهنئة المسيحيين؟ دار الإفتاء تجيب
  • حكم صيام الست من شوال دون تبييت النية ليلا.. الإفتاء تجيب
  • حكم تكرار صلاة الاستخارة .. دار الإفتاء تجيب