كروغمان يكشف المستور: ترامب يقود أمريكا نحو ركود تضخمي مدمر
تاريخ النشر: 21st, April 2025 GMT
تتصدر السياسات الاقتصادية التي يتبعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدول أعمال الساحة السياسية في الولايات المتحدة. فبعد إشعال فتيل الحروب التجارية العالمية من خلال فرض رسوم جمركية إضافية، يواصل ترامب هجومه على رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، الذي سبق أن استهدفه خلال فترة رئاسته الأولى.
ويريد ترامب من الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة، بل ذهب إلى حد التلويح بعزل باول من منصبه، رغم عدم امتلاكه الصلاحية القانونية للقيام بذلك.
وفي هذا السياق، نشر الاقتصادي الأمريكي الحائز على جائزة نوبل في عام 2008، بول كروغمان، مقالاً تناول فيه الأوضاع الاقتصادية الراهنة في الولايات المتحدة، مؤكداً أن السياسات النقدية يجب ألا تكون خاضعة لسيطرة السياسيين.
ولم يغفل كروغمان في مقاله الإشارة إلى التجربة التركية، حيث أدرج تركيا كنموذج عند تناوله هذا الموضوع.
وفي ظل هذه التطورات، أثارت تصريحات ترامب التي طالب فيها بخفض أسعار الفائدة وانتقاده اللاذع لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جدلاً واسعاً في الأوساط الاقتصادية الأمريكية.
ووصل الجدل إلى حد أن أحد الصحفيين الأمريكيين نشر تغريدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي قال فيها: “يجب علينا خفض أسعار الفائدة لخفض التضخم”، وهو ما فتح الباب أمام الإشارة إلى التجربة التركية، التي حاولت بالفعل خفض التضخم عن طريق خفض أسعار الفائدة، الأمر الذي أشعل موجة من النقاشات داخل الأوساط الاقتصادية في الولايات المتحدة.
مثال لافت من تاريخ الاقتصاد الأمريكي
في مقاله له أوضح بول كروغمان أن «من الخطأ منح شخص مسيء سلطة يسهل عليه إساءة استخدامها»، في إشارة واضحة إلى السياسات التي يسعى ترامب لفرضها على الاحتياطي الفيدرالي.
كروغمان، الذي شغل على مدار 24 عاماً منصب كاتب عمود في صحيفة نيويورك تايمز المرموقة، قبل أن يغادر موقعه مطلع هذا العام، عاد ليتناول عبر مدونته الشخصية التي تحمل اسمه، التأثير غير العادي الذي يتمتع به الاحتياطي الفيدرالي على الاقتصاد الأمريكي، مستشهداً بمثال حي من تاريخ الولايات المتحدة.
وقال كروغمان في هذا السياق:
«فكروا بما حدث بين عامي 1982 و1984»، موضحاً ذلك بالتفصيل:
خلال معظم فترات عام 1982، كان الاقتصاد الأمريكي يمر بمرحلة صعبة للغاية، حيث تراجعت معدلات التوظيف، خاصة في قطاع التصنيع، وبلغت نسبة البطالة في ديسمبر من نفس العام 10.8%، في حين أنها كانت الشهر الماضي عند مستوى 4.2%. وقد ساهمت هذه المعاناة الاقتصادية في تحقيق الحزب الديمقراطي مكاسب كبيرة خلال انتخابات التجديد النصفي لعام 1982.
ثم يوضح كروغمان الدور الحاسم الذي لعبه الاحتياطي الفيدرالي قائلاً:
“كل شيء كان على وشك أن يتغير بفضل قرارات الاحتياطي الفيدرالي. ففي صيف عام 1982، قرر الفيدرالي تخفيف سياسته النقدية، مما أدى إلى خفض أسعار الفائدة، وبدأ الاقتصاد الأمريكي بعدها، وخلال فترة زمنية قصيرة، وتحديداً في عام 1983، بالنمو بنسبة 4.6%، ليصل في عام 1984 إلى قفزة أكبر بنسبة 7.2%، في انتعاش اقتصادي لافت.”
السياسة النقدية لا يمكن تركها بيد السياسيين
اقرأ أيضامفاجئة في مسلسل “المؤسس عثمان”
المصدر: تركيا الآن
كلمات دلالية: تركيا اردوغان اسعار الفائدة التضخم التعريفات الجمركية الولايات المتحدة ترامب الاحتیاطی الفیدرالی الاقتصاد الأمریکی خفض أسعار الفائدة الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
الأسواق الأمريكية تنزف مجددًا وسط هجوم ترامب على رئيس "الاحتياطي الفيدرالي"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهدت الأسواق المالية في الولايات المتحدة موجة هبوط جديدة خلال تعاملات يوم الإثنين، وسط تصاعد التوترات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، ما أثار مخاوف بشأن حدود استقلال المؤسسة النقدية.
تزامن التراجع في المؤشرات الرئيسية مع غياب مؤشرات مشجعة بشأن المفاوضات التجارية الدولية، الأمر الذي دفع المستثمرين إلى تقليص انكشافهم على الأصول عالية المخاطر.
المؤشر الصناعي داو جونز خسر 629 نقطة، بما يعادل انخفاضًا نسبته 1.6%، في حين انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.7%. أما مؤشر ناسداك المركب فتراجع بنحو 2.3%.
في سياق متصل، سجلت أسهم شركة تسلا تراجعًا بنسبة 5%، فيما فقدت أسهم شركة إنفيديا 4% من قيمتها. كما هبطت أسهم شركات أدفانسد مايكرو ديفايسز، ميتا وأمازون دوت كوم بنسبة تقارب 2% لكل منها.