قال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، اليوم الجمعة، إن زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان قد تفوز بالانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2027، حيث تقدم نفسها كمرشح محتمل ليمين الوسط.

وأضاف دارمانان لصحيفة "لا فوا دو نورد" في مقابلة نُشرت يوم الجمعة: “حقيقة الأمر هي أنه في غضون خمس سنوات، سيكون فوز مدام لوبان محتملاً للغاية”، وفق صحيفة الجارديان البريطانية.

 

وواجه دارمانان (40 عاما)، المسؤول عن الشرطة الفرنسية، عدة أزمات في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك الاضطرابات الحضرية بعد إطلاق الشرطة النار على مراهق من أصل جزائري عند محطة مرور خارج باريس في يونيو، وجرائم إطلاق نار عنيفة في منطقة تجار المخدرات. 

ومن المقرر أن يعقد يوم الأحد تجمع سياسي كبير حول النقانق ورقائق البطاطس والبيرة في قاعدته الشمالية في توركوينج، على شكل تمرين لتبادل الأفكار حول طرق إيقاف لوبان واستعادة العمال من الطبقة العاملة والطبقة المتوسطة. 

ويرى المراقبون السياسيون في باريس أن ذلك خطوة نحو ترشح محتمل للرئاسة.

وحققت لوبان، التي خسرت أمام إيمانويل ماكرون في الانتخابات الرئاسية العام الماضي، نجاحا تاريخيا لحزبها التجمع الوطني اليميني المتطرف في البرلمان، حيث يعد أكبر حزب معارضة منفردا، ومن المتوقع أن تترشح للمرة الرابعة للرئاسة في عام 2027، عندما يمنع الدستور الفرنسي ماكرون من الترشح لولاية ثالثة.

طبيعة الانتخابات والجوالات 

وقال دارمانان لصحيفة La Voix du Nord: "إذا سمحنا لجزء كبير من الطبقة العاملة والطبقة الوسطى بالانتقال إلى مارين لوبان، فإن الطبقات المهنية لن تدعمنا في الجولة الثانية". 

وأشار إلى أن القضايا المجتمعية – مثل الرواتب والحياة العملية وتكاليف المعيشة ودعم الأسر – كانت “حاسمة”، مؤكدا أن "هذا ما يمكن أن يؤدي إلى انتخاب مارين لوبان في عام 2027، وليس المسائل المتعلقة بالهجرة".

وكان تأكيد دارمانان على أن جمهور الناخبين من "الطبقات المهنية" لن يكون كافيا للفوز بالرئاسة، بمثابة انتقاد لماكرون، الذي يُنظر إلى دعمه على أنه يأتي من فئة ديموغرافية حضرية أكبر سنا وأفضل حالا.

وقال إنه شعر أن الطبقة العاملة تريد “عودة السلطة إلى المدارس والشوارع، والمزيد من الحزم في النظام القضائي والشرطة، حيث يريد الناس أيضًا أن يكونوا قادرين على العيش من ثمرة عملهم.

يحاول دارمانين أن يصنف نفسه على أنه المرشح المفضل للعائلات العاملة. من شمال فرنسا، كان والده صاحب حانة وكانت والدته، وهي من أصل جزائري، تعمل حارسة وعاملة نظافة.

فيما قال فيليب بالارد، النائب عن حزب لوبان، لإذاعة أوروبا 1 الفرنسية إن دارمانين كان عضوا رئيسيا في نخبة ماكرون وأن حزب لوبان فقط هو الذي يفهم "الحياة اليومية" للناس.

وقال أوليفييه فور، من الحزب الاشتراكي، إن دارمانين كان جزءًا من حكومة "فضلت الأثرياء على أي شخص آخر، ولم يعلن دارمانين بعد ما إذا كان سيترشح لانتخابات عام 2027. وهو مقرب من ماكرون، بعد أن ترك حزب الجمهوريين اليميني، حيث كان معلمه نيكولا ساركوزي، لينضم إلى ماكرون في عام 2017.

بصفته وزيرًا للميزانية، ساعد دارمانين في تنفيذ التغييرات الضريبية الرئيسية التي أقرها ماكرون. واحتجت الناشطات النسويات في الشارع عند تعيينه وزيرا للداخلية عام 2020، بعد أن اتهمته امرأة بالاغتصاب والتحرش الجنسي وإساءة استخدام الثقة في قضية تعود إلى عام 2009. 

كما نفى دارمانين جميع التهم. وأيدت محكمة الاستئناف في باريس هذا العام رفض القضاة للقضية.

المصدر: قناة اليمن اليوم

كلمات دلالية: عام 2027 فی عام

إقرأ أيضاً:

عندما تصبح الانتخابات موسماً للإغراءات الرخيصة!!

بقلم : تيمور الشرهاني ..

تتكرر عملية النصب والاحتيال في كل دورة انتخابية، لدى اغلب الاحزاب حيث تقوم بتفتح مكاتبها مبكراً، وتنشط في بذل ما لديها من وعود وإغراءات مادية بسيطة، كسلال غذائية أو مساعدات عابرة وغيرها ، في محاولة لكسب ود الناخبين. هذه الممارسات، التي أصبحت سمة بارزة في المشهد السياسي منذ سقوط نظام البعث وحتى يومنا هذا، تعكس استغلالاً واضحاً لظروف المواطنين وضعف الوعي السياسي لدى شريحة كبيرة منهم.
الأحزاب التي تلجأ إلى هذه الأساليب لا تقدم برامج سياسية حقيقية أو رؤى استراتيجية لتحسين أوضاع البلاد، بل تعتمد على التلاعب العاطفي والمادي بالناخبين. وبمجرد انتهاء الانتخابات، تُغلق مكاتبها، وتتلاشى الوعود، لتعود بعد أربع سنوات بذات الأساليب الرخيصة.
لكن اللوم هنا لا يقع على هذه الأحزاب وحدها، بل يقع جزء كبير منه على المواطن الذي يسمح لنفسه بأن يُستدرج بهذه الطرق. فكيف يمكن لسلة غذائية لا تساوي شيئاً أن تكون ثمناً لصوت يحدد مصير الوطن لأعوام قادمة؟ كيف يقبل المواطن أن يُستبدل حقه في اختيار ممثليه بوعود زائفة أو مكاسب آنية؟
الحقيقة أن هذه الظاهرة ليست جديدة، ولا تقتصر على دولة أو نظام سياسي بعينه. لكنها تتفاقم في المجتمعات التي تعاني من ضعف الوعي السياسي وغياب الثقافة الانتخابية. لذلك، فإن الحل لا يكمن فقط في محاسبة هذه الأحزاب، بل في تمكين المواطن من خلال التوعية والتعليم.
على المؤسسات التعليمية ومنظمات المجتمع المدني أن تلعب دوراً أكبر في تعزيز الوعي السياسي، وشرح أهمية المشاركة الانتخابية كحق وواجب في آن واحد. كما أن وسائل الإعلام مطالبة بتسليط الضوء على الممارسات غير الأخلاقية، وتوفير منصة للحوار والنقاش حول البرامج السياسية الحقيقية، بعيداً عن الإغراءات العابرة.
بيد أن التغيير يبدأ من الفرد. عندما يقرر المواطن أن يصوت بضمير ووعي، ويرفض الإغراءات المؤقتة، فإنه يساهم في بناء نظام سياسي أكثر شفافية ومسؤولية. صوتك ليس مجرد ورقة تُلقى في الصندوق، بل هو أداة قوية لتحديد مصير الوطن. فلنمنحه لمن يستحقه، ولنرفض أن يكون الفساد والإغراءات الرخيصة هي لغة الحوار بين الناخب والمرشح.
الانتخابات ليست موسماً للوعود الكاذبة، بل هي فرصة للتغيير الحقيقي. فلنستغل هذه الفرصة بحكمة.

تيمور الشرهاني

مقالات مشابهة

  • لتحسين صورة فرنسا.. رئيسة حزب التجمع الوطني مارين لوبان تزور تشاد
  • استدعاء عمر السومة لمنتخب سوريا
  • “فيتش” تبقي التصنيف الائتماني لفرنسا عند “إيه إيه سلبي”
  • عندما تصبح البيانات سلاحا.. هل يشكل ديب سيك تهديدا لأمان وخصوصية المستخدمين؟
  • ماكرون يستقبل الرئيس اللبناني في باريس 28 مارس الجاري
  • عمر جابر يمدد عقده مع الزمالك حتى 2027
  • ماسك يزور وكالة الأمن القومي الأميركية
  • ترامب: كندا يمكن أن تصبح ولاية أمريكية رائعة
  • عندما تصبح الانتخابات موسماً للإغراءات الرخيصة!!
  • بغداد تطالب واشنطن بإعادة النظر بقرار تعليق الدعم للمنظمات الدولية العاملة في العراق