سلط موقع ميدل إيست آي البريطاني الضوء على التحديات الزراعية والاقتصادية التي تواجهها تركيا مؤخرا؛ جراء الظواهر الجوية المتطرفة المرتبطة بتغير المناخ، بما في ذلك تلف المحاصيل وارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وفي الأسبوع الماضي، سجلت تركيا أعلى درجة حرارة على الإطلاق، إذ وصلت في مقاطعة هاتاي بجنوب شرق تركيا إلى 50 درجة مئوية.

وبالرغم من انخفاض درجات الحرارة منذ ذلك الحين، واصلت حرائق الغابات الخروج عن السيطرة في مقاطعة كاناكالي، وتشير التقديرات إلى تأثر أكثر من 1400 هكتار من الأراضي.

وفي غضون ذلك، أوقفت السلطات الثلاثاء لفترة وجيزة حركة الشحن على طول مضيق الدردنيل بسبب حرائق الغابات التي اجتاحتها الرياح بالقرب من مدينة كاناكالي.

تهديد الأمن الغذائي

وحذر مصدرو الفواكه والخضروات من أن موجات الحر الشديدة والطويلة الأمد يمكن أن تؤثر أيضًا على الأمن الغذائي العالمي، حيث يحسب المزارعون تكلفة أزمة المناخ.

وفي هذا الصدد، قال علي أوجاك، الذي يملك شركة زراعية تصدر الفواكه والخضروات في تركيا، إن درجات الحرارة القياسية بين مايو/أيار وأغسطس/آب تسببت في تدمير محصول الفلفل والباذنجان.

وأضاف "حتى في المرتفعات، وصلت درجات الحرارة إلى 40 درجة هذا العام. وقد اختفى نصف الإنتاج".

ونتيجة لتغيرات المناخ، أصبحت حالات الجفاف أكثر شيوعًا وأكثر حدة. وفي العام الماضي، قال البنك الدولي إنه "بدون معالجة لمسببات التغير المناخي"، فإن انخفاض إمدادات المياه بنسبة 10% في تركيا يمكن أن يؤدي إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 6%".

وأثر نقص المياه بشكل كبير على الغطاء النباتي والمحاصيل في منتصف موسم النمو، مما أدى إلى تأخير عملية البذر وتوقعات انخفاض الغلة.

في الأسبوع الماضي، اتخذت بلدية إسطنبول خطوة جذرية بمطالبة السكان بتقليل استهلاكهم للمياه، حيث تعاني المدن الكبرى في جميع أنحاء البلاد من ارتفاع درجات الحرارة.

خسائر فادحة

وقال شمسي بيرقدار، رئيس اتحاد غرف الزراعة التركية، إن موجات الحر هذا العام دمرت الأراضي الزراعية، وكان إنتاج نبات عباد الشمس والزيتون من بين المحاصيل الأكثر تضرراً.

وذكر هورسيت أوزتورك، رئيس بورصة (محافظة)موغلا للسلع، أن هناك خسائر في قطاعي الزيتون وتربية النحل في المدينة الواقعة جنوب غرب البلاد، بسبب الحرارة الشديدة وعدم انتظام هطول الأمطار.

وأضاف "قطاع زراعة الزيتون لدينا، الذي كان مثمرا للغاية العام الماضي، تأثر بالظروف المناخية بنسبة 50 % تقريبا هذا العام".

وتابع "من المتوقع أن تكون هناك خسارة بنسبة 50 % في الحصاد (في موغلا)"

اقرأ أيضاً

انخفاض معدل الأمطار وارتفاع درجات الحرارة يهددان مدن تركيا بجفاف كارثي

وإضافة لتركيا، تأثرت صناعة زيت الزيتون في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط بشدة بسبب ارتفاع درجات الحرارة، مع مخاوف من احتمال انخفاض الإنتاج بنسبة 30%.

ونتيجة لذلك، حظرت تركيا تصدير زيت الزيتون بكميات كبيرة في وقت سابق من هذا الشهر، لكن الحجم الكامل للأضرار لن يُعرف إلا بعد وقت الحصاد في أكتوبر/تشرين أول ونوفمبر/ تشرين ثان.

وقال عرفان دونات، محرر الشؤون الزراعية في بلومبرج إتش تي إن تغير المناخ يشكل خطراً جسيماً على القطاع الزراعي.. خزان البحر الأبيض المتوسط بشكل عام يتعرض لمخاطر كبيرة، ويشمل ذلك تركيا".

ومن المتوقع أن يؤدي تغير المناخ، الذي يغذيه حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز الطبيعي، إلى زيادة احتمالات فشل المحاصيل بسبب الجفاف وهطول الأمطار المفرط.

وقال دونات: "إن موجات الحر لا تؤدي إلى فقط إلى انخفاض الإنتاج، بل تحرك مواسم الزراعة والحصاد بعيدًا عن الإطار الزمني المعتاد".

وتابع "أنه يدفع المزارعين إلى استخدام المزيد من المبيدات الحشرية لمكافحة الأمراض والحشرات. وتتعرض النباتات، مثل القمح، في بعض الأحيان لهطول الأمطار في حين لا ينبغي أن تتعرض له."

وتوقع دونات أن ينخفض إنتاج نبات عباد الشمس في منطقة تراقيا الغربية بنسبة 70 % خلال موسم الحصاد المقبل، مما سيؤدي إلى انخفاض بنسبة 20 %في إجمالي إنتاج النبات في جميع أنحاء البلاد.

تصحر

سجلت العديد من مناطق تركيا هطول أمطار أقل من المتوسط هذا العام، وكانت مدينة تكيرداغ الواقعة غرب البلاد هي الأكثر جفافا منذ 60 عاما.

وبينما كانت تمتد حقول عباد الشمس حول المدينة على مد البصر - حيث يتم إنتاج أكثر من 50 % من محصول تركيا هنا – تغير الأمر هذا العام تسبب الجفاف في خسائر كبيرة في المحصول.

 وقال أكرم سايلان، رئيس غرفة الزراعة في كيركلاريلي، في تصريحات لوسائل إعلام محلية في تركيا، إن الأمطار لم تهطل تقريبًا في تكيرداغ خلال الشهرين الماضيين.

وأضاف سايلان أنه من المتوقع أن يتقلص إنتاج الأرز هذا العام، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الظروف الجوية القاسية.

وقال: "ستكون لدينا مشكلة مع الأرز أيضاً. فمنسوب المياه في السدود منخفض جداً، وإذا انقطعت المياه ستكون هناك مشاكل خطيرة في زراعة الأرز، خاصة في العام المقبل".

وذكرت مؤسسة تيما البيئية، في يونيو/حزيران الماضي، أن التصحر يلتهم الأراضي الخصبة في تركيا، مما يعرض 73.4% من مساحة البلاد للخطر.

وقال دنيز أتاك، رئيس المؤسسة، إن "أراضينا الزراعية انخفضت بنحو أربعة ملايين هكتار بين عامي 1990 و2022، من 27.9 مليون هكتار إلى 23.9 مليون هكتار. وهذا يعني خسارة مساحة زراعية تعادل حوالي 7.5 أضعاف مساحة إسطنبول".

وأضاف دونات أن موجات الحر تسببت أيضًا في ارتفاع أسعار الفواكه والخضروات الموسمية مثل الفاصوليا الخضراء والكرز والعنب بما يتجاوز إمكانيات الأتراك العاديين.

وقال إن: "التضخم ليس بالأمر المهم، عندما نجد أنفسنا في خضم أزمة متزايدة حيث أصبح الغذاء نادرا مع جفاف هطول الأمطار.. ستكون هذه مشكلة كبيرة فيما يتعلق بالحصول على الغذاء والماء في السنوات المقبلة."

اقرأ أيضاً

للمرة الثانية خلال شهر.. الحرارة في تركيا تتخطى 50 درجة مئوية

المصدر | ميدل إيست آي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: تركيا محاصيل زراعية خضروات زيتون أمن غذائي درجات الحرارة موجات الحر هذا العام فی ترکیا

إقرأ أيضاً:

الحرارة وتغير المناخ رفعا الطلب على الطاقة في 2024

أفاد تقرير لوكالة الطاقة الدولية بأن شهية العالم للطاقة ارتفعت بشكل أسرع من المعتاد العام الماضي، وذلك لأن درجات الحرارة العالمية المرتفعة القياسية تعني استخدام مزيد من الطاقة للتبريد، وهو ما يؤكد العلاقة بين تغير المناخ وزيادة استخدام الطاقة.

وأكدت وكالة الطاقة الدولية الاثنين أن نصف الزيادة في الانبعاثات العالمية من الطاقة العام الماضي تعود إلى أن 2024 يعد العام الأكثر حرارة على الإطلاق، وارتفع فيه إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن استخدام الطاقة بنسبة 0.8%.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كيف هيمنت الصين بمجال الطاقة الخضراء والمتجددة؟list 2 of 2"الجدار الأخضر العظيم".. رهان أفريقي متعثر لوقف التصحرend of list

وحسب الأرقام، ارتفع استهلاك الكهرباء العالمي بنحو 1100 تيراوات ساعة، وهو أكثر من ضعف متوسط ​​الزيادة السنوية على مدى العقد الماضي، كما زاد بنسبة 4.3% مقارنة بعام 2023، وساهمت الاقتصادات الناشئة والنامية بأكثر من 80% من الزيادة في الطلب العالمي على الطاقة.

وقد أدت موجات الحر الشديدة في الصين والهند إلى زيادة استخدام الفحم لتوليد الكهرباء اللازمة لتشغيل مكيفات الهواء، مما ساعد في دفع الطلب العالمي على الطاقة بنسبة 2.2% مقارنة بمعدل 1.3% على مدى العقد السابق وارتفاع بنسبة 1.8% العام السابق.

وأضافت وكالت الطاقة الدولية أن طرح السيارات الكهربائية وتوسيع مراكز البيانات اللازمة للذكاء الاصطناعي كانا من الأسباب التي أدت إلى ارتفاع الطلب على الطاقة، مع زيادة سعة الخوادم بمقدار الخُمس، معظمها في الولايات المتحدة والصين.

إعلان

وقال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول: "من المؤكد أن استخدام الكهرباء ينمو بسرعة، مما يجذب الطلب الإجمالي على الطاقة معه إلى الحد الذي يكفي لعكس سنوات من انخفاض استهلاك الطاقة في الاقتصادات المتقدمة".

وأدى هذا إلى ارتفاع الطلب على جميع أنواع الوقود. وبينما انخفضت حصة النفط من الطلب العالمي إلى أقل من 30% لأول مرة، انتعش إنتاج الغاز، مدفوعًا بالطلب من الدول الناشئة والنامية.

وشهد العام الماضي انتشار مصادر الطاقة المتجددة، كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بوتيرة قياسية. كما توسعت الطاقة النووية، إذ دعمت المؤسسات المالية وشركات التكنولوجيا والحكومات إحياء الطاقة الذرية. ويمثل هذان النوعان من الطاقة المنخفضة الكربون معا 40% من إجمالي توليد الطاقة عالميا لأول مرة.

مقالات مشابهة

  • بشرى للمواطنين.. الطقس أول أيام العيد وموعد انتهاء الموجة الحارة
  • الأرصاد الجوية: ارتفاع تدريجي في درجات الحرارة خلال الأسبوع الجاري
  • الأرصاد: احتمال سقوط أمطار في الشمال الغربي وارتفاع في درجات الحرارة شرقاً
  • ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة بالعراق خلال الأيام المقبلة
  • الثلاثاء.. وارتفاع إضافي وملموس على درجات الحرارة
  • الحرارة وتغير المناخ رفعا الطلب على الطاقة في 2024
  • بالفيديو.. الأرصاد: تقلبات في الأحوال الجوية وتحذيرات من طقس العيد
  • موجة حارة تبدأ اليوم.. الأرصاد تكشف عن تغيرات جوية كبيرة الأيام المقبلة
  • انخفاض درجات الحرارة.. توقعات بهطول أمطار على مناطق الساحل والدواخل
  • طقس العراق.. أجواء مستقرة وارتفاع طفيف في درجات الحرارة