أعلن الفاتيكان، اليوم الإثنين، وفاة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، عن عمر يناهز 88 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، لتنتهي بذلك مرحلة بابوية امتدت 12 عامًا شهدت تحولات كبيرة داخل المؤسسة الدينية الأكبر في العالم، اتسمت بالسعي للإصلاح والانفتاح والحوار.

نهاية عهد بدأ بالأمل وانتهى بالتأثر

وكان البابا فرنسيس، أول بابا من أميركا اللاتينية وأول يسوعي يتولى الكرسي الرسولي، قد نُقل إلى المستشفى في فبراير الماضي بعد معاناته من ضيق في التنفس، وشُخّصت حالته لاحقًا بالتهاب رئوي.

ومع تدهور حالته الصحية، لم يغادر الفاتيكان خلال الأسابيع الأخيرة، حيث تلقى الرعاية الطبية إلى أن أعلن وفاته صباح اليوم، وفقًا لما نقلته وكالة "رويترز".

بابوية الإصلاح والانفتاح

منذ انتخابه في مارس 2013، قاد البابا فرنسيس الكنيسة الكاثوليكية بروح جديدة، جمعت بين التواضع والنقد الذاتي، مؤكدًا في أكثر من مناسبة على أهمية تجديد الكنيسة والانحياز للفقراء والمهمشين، ومواجهة قضايا الاعتداءات الجنسية داخل المؤسسة الكنسية بشفافية.

كما تبنى مواقف لافتة من قضايا عالمية مثل التغير المناخي، الهجرة، وحقوق الإنسان، وأطلق الوثيقة الشهيرة "كن مُسبَّحًا" التي تعد أول وثيقة بابوية تركز على البيئة.

رسائل سلام وسط عالم منقسم

عرف عن البابا فرنسيس مواقفه الجريئة ورسائله الإنسانية، فلطالما دعا إلى "إسكات الأسلحة" وإنهاء النزاعات المسلحة، مشيرًا إلى الأزمات في الشرق الأوسط، وخصوصًا الوضع في قطاع غزة، حيث طالب بوقف إطلاق النار والإفراج عن جميع الرهائن، معربًا عن قلقه من "الوضع الإنساني الخطير جدًا".

كما سلط الضوء على الأزمات في نحو 18 دولة حول العالم، من بورما وهايتي إلى مالي وفنزويلا، وكان صوتًا مؤثرًا في الدعوة للتضامن العالمي.

إرث يخلد في التاريخ

ورغم التوترات والانقسامات التي أحاطت بفترة ولايته، سيُذكر البابا فرنسيس كأحد أكثر باباوات الكنيسة تأثيرًا في العصر الحديث، لنهجه الإنساني، وشجاعته في مواجهة التحديات، ورغبته الصادقة في بناء جسور بين الشعوب والأديان.

برحيله، يودع العالم زعيمًا دينيًا استثنائيًا، آمن بأن السلام والرحمة يجب أن يعلوا فوق كل الانقسامات، وترك بصمة عميقة في التاريخ الكنسي والعالمي على السواء.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: البابا فرنسيس الكنيسة الكاثوليكية أميركا اللاتينية الحوار بين الأديان العدالة الاجتماعية التغير المناخي وثيقة الأخوة الإنسانية شيخ الأزهر الكاثوليك الاعتداءات الجنسية الشرق الأوسط السلام العالمي الأرجنتين الإمارات غزة

إقرأ أيضاً:

بعد رحيل البابا فرنسيس.. كيف يتم اختيار بابا الفاتيكان؟

 


أطلق الإعلان الرسمي عن وفاة قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، صباح الاثنين، سلسلة من الإجراءات الطقسية والدستورية المعقدة التي تشكل انتقالًا دقيقًا في قيادة الفاتيكان، إحدى أعرق المؤسسات الدينية في العالم.

وكان البابا فرنسيس، الذي توفي عن عمر يناهز 88 عامًا، قد أعد مسبقًا لترتيبات جنازته، مفضلًا مراسمًا بسيطة تبتعد عن المظاهر البروتوكولية الفخمة.

تأكيد الوفاة وخاتم النهاية

حسب التقاليد، أوكلت مهمة تأكيد الوفاة إلى الكاميرلينغو، وهو المسؤول الفاتيكاني الأعلى في مثل هذه الظروف. وقد أعلن الكاردينال الأيرلندي كيفن فاريل الخبر رسميًا قائلًا: "أيها الإخوة والأخوات، أعلن ببالغ الحزن وفاة قداسة البابا فرنسيس. في الساعة 7:35 صباحًا، عاد أسقف روما إلى بيت أبيه". 
.وبموجب التقاليد، يتم إتلاف خاتم البابا الشخصي وختمه، كدلالة رمزية على نهاية حبريته، فيما تُغلق الشقق البابوية بإشراف أمني صارم.

تسعة أيام من الحداد والجثمان في العرض العام

في أعقاب الوفاة، تبدأ فترة حداد تُعرف باسم "نوفينديالي"، تستمر تسعة أيام، تتخللها صلوات وقداديس في كاتدرائية القديس بطرس بالفاتيكان وسائر الكنائس الكاثوليكية حول العالم.

سيُعرض جثمان البابا بزيّه الرسمي في الكاتدرائية، لتوديع رسمي وشعبي من قبل المؤمنين وقادة العالم، ضمن مراسم تقشفية انسجامًا مع نهج البابا الراحل في البساطة.

الدفن خارج الفاتيكان لأول مرة منذ قرن

على خلاف ما جرى مع أسلافه، سيُدفن البابا فرنسيس خارج كهوف الفاتيكان التي احتضنت رفات أكثر من 100 بابا سابق، بما فيهم بنديكتوس السادس عشر.

وكان فرنسيس قد أفصح في مقابلة عام 2023 عن رغبته في أن يُدفن في كنيسة سانتا ماريا ماجوري في روما، وهي إحدى الكنائس التي كان يزورها بانتظام.

الجثمان سيُدفن في تابوت واحد مصنوع من الخشب والزنك، بدلًا من التوابيت الثلاثة التقليدية، ومن المتوقع أن يحتوي على وثيقة "روجيتو" التي تسرد تفاصيل حياته وإنجازاته.

مرحلة "المقعد الشاغر" وبداية العد التنازلي للانتخابات

مع وفاة البابا، تدخل الكنيسة الكاثوليكية في فترة تُعرف بـ sede vacante، أي "الكرسي الشاغر"، وهي مرحلة انتقالية يتولى فيها مجمع الكرادلة المسؤوليات الإدارية دون اتخاذ قرارات كبرى.

وبعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من مراسم الدفن، يُعقد الكونكلاف السري داخل كنيسة سيستين لاختيار بابا جديد، في عملية تتسم بالسرية والرمزية.

ويشارك في الاقتراع الكرادلة دون سن الـ80، والبالغ عددهم نحو 120 كاردينالًا، يحتاجون إلى أغلبية الثلثين لانتخاب البابا.
وبعد كل جولة اقتراع، يُحرق التصويت لإطلاق دخان: أسود إن لم تُحسم النتيجة، وأبيض عند انتخاب بابا جديد.

البابا الجديد... إعلان عالمي من شرفة القديس بطرس

بمجرد انتخاب البابا، يُعلن الكاردينال المعني العبارة اللاتينية الشهيرة "Habemus Papam"، أي "لدينا بابا"، من شرفة كاتدرائية القديس بطرس، ليخرج البابا الجديد مرتديًا الزي البابوي الأبيض، ملقيًا خطابه الأول على الجموع المحتشدة.

ويمثل البابا الجديد رأس الكنيسة الكاثوليكية التي تضم أكثر من مليار مؤمن، وصوتًا روحيًا ودبلوماسيًا في عالم مضطرب، إذ يُنتظر أن يحمل إرث فرنسيس ويحدد مسار الكنيسة في مواجهة التحديات المستقبلية.


أبرز المرشحين

وتبرز عدة أسماء في سباق الخلافة، من بينهم:

الكاردينال الإيطالي بيترو بارولين، أمين سر الفاتيكان الحالي.

الكاردينال المجري بيتر إردو، المعروف بمواقفه المحافظة.

الكاردينال الفلبيني لويس أنطونيو تاجل، ذو الحضور القوي في الكنيسة الآسيوية.

الكاردينال الإيطالي ماتيو زوبي، رجل الحوار وصاحب الشعبية الواسعة

مقالات مشابهة

  • رحيل البابا فرنسيس.. الكنيسة تدخل زمن الكرسي الشاغر
  • رحيل بابا السلام| فرنسيس يودع العالم تاركا إرثا من المواقف والإنسانية والتاريخية.. تفاصيل
  • بعد رحيل البابا فرنسيس.. كيف يتم اختيار بابا الفاتيكان؟
  • العالم يودع بابا الفاتيكان.. رحلة بدأت من مسرح الجامعة إلى الكنيسة الكاثوليكية
  • الرئاسة الأرجنتينية: نشعر بالحزن العميق على رحيل البابا فرنسيس.. أول زعيم أرجنتيني للكنيسة الكاثوليكية
  • رحيل البابا فرنسيس بعد 12 عامًا في قيادة الكنيسة الكاثوليكية
  • الفاتيكان يودع البابا فرنسيس
  • عاجل| بعد رحيل البابا فرنسيس.. كيف يختار الفاتيكان البابا الجديد؟
  • من الأزمات الإنسانية إلى الملفات الحساسة في الفاتيكان: قراءة في مسيرة البابا فرنسيس