فترة الحداد ومكان الدفن.. تقاليد الكنيسة الكاثوليكية عند وفاة البابا
تاريخ النشر: 21st, April 2025 GMT
توفي، اليوم، البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، عن عمر ناهز 88 عاماً، بعد صراع طويل مع المرض.
ويتبع الفاتيكان عند وفاة البابا، سلسلة من البروتوكولات التقليدية المعقدة التي تمتد عبر مراحل متعددة، بدءًا من إعلان الوفاة وصولًا إلى انتخاب البابا الجديد.
ويبدأ البروتوكول بتأكيد الوفاة من قبل الكاردينال كاميرلينغو، المسؤول عن إدارة ممتلكات الفاتيكان.
وكان في السابق يُستخدم مطرقة فضية صغيرة لطرق جبهة البابا ثلاث مرات، إلا أن هذه الممارسة توقفت بعد عام 1963. بدلاً من ذلك، يُنادى باسمه المعمودي ثلاث مرات، وإذا لم يكن هناك رد، يُعلن الكاردينال الوفاة رسميًا.
وتبدأ الكنيسة الكاثوليكية فترة حداد رسمية تُعرف بـ"نوفينالي" تمتد لـ9 أيام بعد الوفاة. خلال هذه الفترة، يُنظم قداس الجنازة في ساحة القديس بطرس، حيث يُسمح للمؤمنين بالمشاركة في الصلاة وتوديع البابا الراحل.
وبعد إعلان الوفاة، يتم تدمير "خاتم الصياد"، وهو الخاتم البابوي، وأختام البابا الخاصة. يُعتبر ذلك رمزًا لنهاية فترة حكمه ومنعًا لاستخدام الأختام المزورة.
ويدفن البابا عادةً في كاتدرائية القديس بطرس أو في كهوف الفاتيكان، وهي مكان تقليدي لدفن الباباوات. ومع ذلك، أبدى البابا فرنسيس رغبته في أن يُدفن في كنيسة سانتا ماريا ماجيوري في روما.
وبعد انتهاء فترة الحداد، يبدأ الكرادلة في الفاتيكان بالاجتماع لاختيار البابا الجديد في عملية تُعرف بالكونكلاف. ويُعقد الكونكلاف عادةً بعد 15 يومًا من الوفاة، ولكن يمكن تمديده إلى 20 يومًا إذا لزم الأمر.
وخلال فترة الشغور، يتولى الكاردينال كاميرلينغو إدارة شؤون الفاتيكان، ويُشرف على تنظيم الكونكلاف وتسيير الأعمال اليومية للكنيسة.
وفي السنوات الأخيرة، أُدخلت بعض التحديثات على الطقوس المتعلقة بوفاة البابا. على سبيل المثال، تم استبدال استخدام ثلاثة توابيت (من الأرز، الرصاص، والبلوط) بتابوت خشبي مبسط مبطن بالزنك. كما تم تقليص عدد الصلوات الليلية على الجثمان من اثنتين إلى واحدة فقط.
وتُعتبر هذه البروتوكولات جزءًا من تقاليد الكنيسة الكاثوليكية العريقة، التي تهدف إلى احترام البابا الراحل وتنظيم انتقال السلطة بشكل منظم وشفاف.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية الكنيسة الكاثوليكية الكنيسة المزيد الکنیسة الکاثولیکیة البابا فرنسیس وفاة البابا
إقرأ أيضاً:
العالم يودع بابا الفاتيكان.. رحلة بدأت من مسرح الجامعة إلى الكنيسة الكاثوليكية
خيم الحزن على العالم، بعد أنباء وفاة البابا فرنسيس، الذي توفي اليوم الإثنين، عن عمر ناهز 88 عامًا بعد صراع مع المرض، بعد أن قضى أيامه الأخيرة تحت الرعاية الصحية بسبب تكرار إصابته بأزمات الجهاز التنفسي.
وفاة بابا الفاتيكانرحل البابا فرنسيس عن عالمنا تاركًا خلفه مسيرة استثنائية حافلة بالإنجازات المشرفة، بدأت من خشبة المسرح وانتهت بمنبر الكنيسة الكاثوليكية في الفاتيكان، التي جعلته ف واجهة الأحداث الدولية لأكثر من ربع قرن.
ولد البابا فرنسيس «خورخي ماريو بيرجوليو» يوم 17 ديسمبر عام 1936، نشأ وسط أسرة متواضعة من أصول إيطالية، في بداية شبابه أبدى شغفًا كبيرًا بالفن، حيث شارك في العديد من العروض المسرحية في الجامعة، مما جعل الأضواء والتمثيل جزءًا كبير من أحلامه.
ومع مرور الأيام، بدأ بابا الفاتيكان بالانجذاب تدريجيًا للعمل الكنسي، حيث وجد في الرهبنة اليسوعية روحه الضائعه، ووجد قلبه طريقه في طريق الكهنوت وانضم إلى الرهبنة اليسوعية، حيث لمع نجمه بفضل حنكته وإنسانيته، فانضم إليها في مطلع العشرينات، وبعد سنوات من الدراسة والخدمة، تم تعيينه بيرجوليو كاهنًا عام 1969، وكانت هذه مجرد البداية.
وبعد تعيينه، تطلع فرنسيس الأول بابا الفاتيكان للإنغماس أكثر فأكثر في الرهبنة اليسوعية، وتوالت المناصب حتى أصبح رئيسًا للأساقفة في بونيس آيرس، والتي كانت بمثابة السطر الأول بالفصل الجديد من حياته الروحية والإدارية داخل الكنيسة الكاثوليكية، كما شغل مناصب دينية متقدمة في بلاده، قبل أن يُعيّن كاردينالًا عام 2001.
حتى جاء يوم 13 مارس عام 2013، والذي يعد اليوم الفارق بشكل كبير في حياة فرنسيس الأول، والذي قلب حياته رأسًا على عقب، بعد استقال البابا بنديكتوس السادس عشر، ليقع اختيار مجمع الكرادلة على فرنسيس الأول بابا الفاتيكان ليكون أول بابا من أمريكا اللاتينية، وأول يسوعي يشغل هذا المنصب.
وبالرغم من منصبه، لم يتملك منه الغرور والتكبر، حيث اشتهر طيلة حياته بقربه من الناس وتواضعه معهم بشكل كبير، مما جعلهم يطلقون عليه «بابا الفقراء»، وخلال سنوات بابويته سعى إللا تبسيط حياة الكنيسة، وإصلاح هياكلها الإدارية، والدفاع عن حقوق اللاجئين والمهمشين.
بابا الفاتيكان يناصر الفقراء ويحد من مظاهر الترفوتميزت فترة ولايته بالتركيز على العدالة الاجتماعية، ومناصرة الفقراء، والدعوة إلى التواضع والرحمة، وساهم في التخفيف من مظاهر الترف في الفاتيكان، وكرّس وقته للإصلاح الداخلي ومحاربة الفساد.
كان بابا الفاتيكان فرنسيس، مثال كبير يحتذى به في الإنسانية، حيث دعاء طوال حياته للتسامح الديني بين الشعوب، وشارك في العديد من اللقاءات التاريخية التي جمعت أتباع مختلف الأديان، وكانت رسالته في الحياة هي نشر السلام.
كان البابا فرنسيس قريبًا من الناس، حريصًا على الحوار مع مختلف الطوائف والأديان، رافعًا شعار «السلام والتسامح»، وحتى في موته، حافظ على بساطته، حيث طلب أن لا يُعرض جثمانه، وأن تكون جنازته متواضعة.
العالم يودع بابا الفاتيكانونعى قادة وزعماء العالم البابا الراحل بكلمات مؤثرة، مشيدين بدوره كصوت للسلام، وجسر للتفاهم بين الشعوب، وودع الملايين حول العالم، رجلًا كسر التقاليد، وترك إرثًا خالدًا من المحبة والإنسانية.
اقرأ أيضاً«ليست حربا بل وحشية».. العالم يستذكر بابا الفاتيكان مدافعا عن غزة
الرئيس السيسي ينعى بابا الفاتيكان: غادر عالمنا تاركاً إرثاً إنسانياً عظيماً
بابا الفاتيكان يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة