فى القواميس والمعاجم؛ «تخويف» تأتى بمعنى تفزيع، إلقاء الارتباك والاضطراب فى الروح. وهى مصدر خوف، حاول تخويفه: أى إرهابه، تفزيعه، وخوف كفعل، أى خوف فلاناً: أخافه، جعله يخاف، فزعه، أرهبه، والــ«تخويف» تعنى الترهيب، أى من الإرهاب.
هذا ما يحدث الآن؛ يتم إخافتنا، ترهيبنا، وإرهابنا. تتم إخافتنا من قول كلمة حق فى حق إنجاز، أو الفخر به، يتم إخافتنا من المستقبل باستخدام محددات واقع مأزوم عالمياً وليس مصرياً فقط، يتم إرهابنا بالتشكيك فى كل حدث، وكل فعل، حتى تأييد الوطن يتم إخافتنا منه.
على مدار الأيام الماضية، تحديداً منذ مقالى السابق الذى جاء تحت عنوان «حملات متوقعة» حول حملات التضليل والأكاذيب الممنهجة التى تتعرض لها الدولة المصرية على مدار الساعة. تلقيت العديد من النصائح من الأصدقاء ومن غير الأصدقاء تتعلق بـ(عدم التمادى فى التأييد) على حسب قولهم، والحفاظ على منطقة رمادية باهتة حيادية، وعلى حسب نصيحة الناصحين أيضاً، فلا أحد يعلم ما تحمل الأيام القادمة، ومن الأفضل ألا تحسب على أحد!
لا حياد أو مهادنة فى تأييد الوطن؛ تأييد الوطن فرض عين واجب على كل مصرى وكل مصرية تحت سماء هذا الوطن. وشرف أن نحسب من المؤيدين للوطن ولقيادته الوطنية، على أن نكون فى خانة المشككين.
هذا ما نجحت فيه تلك الحملات؛ بث الخوف والترهيب من المستقبل، والأسوأ من ذلك، أن نبلغ حد الخوف من إعلان تأييد الوطن، وأن نتوارى خجلاً من ذلك، وذكرتها فى مقال سابق تحت عنوان «انتهى الدرس يا غبى»، فإنه «ليس عيباً أو ذنباً ذكر محاسن الوطن، ذكر محاسن الوطن ليس مبعثاً للخجل، بل الفخر كل الفخر أن يفخر شباب مصر وأبناؤها بها، وبما تحقق من إنجاز يشهده القاصى والدانى، بل يشهد له المعارض قبل المؤيد، والكاره قبل المحب، وإن كنا لا نرى كارهين سوى أهل الشر الذين تمرست عاداتهم السيئة التى يمارسونها منذ 100 عام. والخجل يجب أن يستحقه من يقلل مما يتحقق، وليس من يفتخر بإنجازات وطنه وقيادته».
مصر ماضية فى طريقها نحو جمهورية جديدة؛ أساسها التوافق والمساحات المشتركة، انتهى الحوار الوطنى بتوصيات تعالج عديد التحديات؛ سياسياً، واقتصادياً، واجتماعياً، وتؤسس لحقبة جديدة قائمة على ديمقراطية التشاور والتشارك.
الأحزاب السياسية فى البرلمان، وعلى رأسها كل من حزب مستقبل وطن، وحزب حماة الوطن أعلنا دعوتهما ودعمها للرئيس عبدالفتاح السيسى الترشح لفترة رئاسية جديدة. كما أن حزب الشعب الجمهورى أعلن ترشيح النائب حازم عمر، وحزب الوفد أقدم الأحزاب السياسية المصرية أعلن ترشيح رئيسه الدكتور عبدالسند يمامة لرئاسة الجمهورية، فى إطار استحقاق انتخابى محكوم بضوابط دستورية وقانونية، مشاركة الأحزاب الكبرى هو الدليل الأكبر على مدى انضباط العملية الانتخابية وجديتها. لكن الرد الأبلغ على حملات التخويف والترهيب، وكذلك حملات التشكيك؛ هو المشاركة الواسعة من عموم المصريين فى هذا الاستحقاق الانتخابى المهم، الذى سيكون محط أنظار العالم، فلنرسل رسالة جديدة للعالم، بعد رسالتى 30 يونيو، ورسالة تفويض مجابهة الإرهاب. رسالة مفادها مدى تماسك المصريين والدولة المصرية فى مواجهة مخطط الشائعات والمؤامرات، وحروب الإعلام الهجين الموجه.
حفظ الله ومصر وشعبها العظيم، وقيادتها الوطنية، وجيشها وأرضها من مكر الماكرين، وحقد الحاقدين، وطمع الطامعين.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً: