بدعوة كريمة من جمعية العميد العلمية والفكرية وجامعة بابل العريقة للمشاركة كضيف شرف فى المؤتمر الدولى العاشر؛ للاحتفاء بالإمام الحسن بن على عليه السلام، الذى عقد برعاية العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية تحت عنوان «الإمام الحسن وريث البيت النبوى»، قضيت عدة أيام فى المدينة التاريخية المقدسة كربلاء التى شهدت فى صدر الإسلام تلك الأحداث الجسام التى انتهت باستشهاد الإمام الحسين رضى الله عنه ورفاقه الأطهار، وكم سعدت أيضاً وتشرفت بزيارة مدينتى النجف والكوفة التى لها فى قلب كل مسلم مكانة خاصة حيث مقام الإمام على ومسكنه الذى كان مقراً لأمير المؤمنين وللخلافة الإسلامية بين عامى 36 و40 هجرية!
وبالطبع فأينما تجولت فى هاتين المدينتين ومساجدهما التاريخية ستجد مشاهد وذكريات تلك الأيام الخوالى فى عصر الإسلام الأول وتتداعى إلى الذهن تلك الأحداث التاريخية الكبرى التى غيرت وجه التاريخ العام للبشرية عامة وتاريخ الحضارة العربية الإسلامية على وجه الخصوص، وستجتاحك بلا شك تلك المشاعر العاطفية الجياشة التى تستدعيها تلك الأحداث التاريخية.
واللافت للانتباه أن هؤلاء الذين يعيشون التاريخ ويستعيدونه كل لحظة فى شعائرهم وطقوسهم الدينية هم أنفسهم الذين يحاولون بكل همة وقوة أن يتغلبوا على كل التحديات والظروف المعاكسة ليقيموا نهضة علمية واقتصادية من قلب هذه الظروف الصعبة فى بلدهم النامى العراق؛ فقد شاهدت أثناء زيارتى حركة تحديثية وعمرانية قوية تجتاح المدن المقدسة الثلاث (كربلاء والنجف والكوفة)، ليس فقط فى مجال تحديث أماكن العبادة وتسهيل حركة العباد والمواطنين، بل أيضاً فى مجال التعليم والزراعة والصناعة، فقد زرت بالفعل عدة مشاريع زراعية وصناعية تتم بالتوازى ويستخدم فيها أحدث التقنيات العالمية ويديرها ويقوم على تطويرها علماء محليون استطاعوا الإلمام بكل ما يجرى فى العالم المعاصر وتكييفه وفقاً لحاجاتهم وإمكاناتهم المحلية، ما ينبئ بأن أبناء العراق الشقيق سيستطيعون- إذا ما واصلت العتبات المقدسة والحكومة دعم هذه المشروعات- خلال سنوات قلائل تجاوز كل المشكلات التى تسببت فيها سنوات الحروب والحصار التى عرقلت حركة التقدم والنهوض لسنوات طوال وأثرت بالسلب على قدرات العراق المادية والبشرية!
وكم كان مفاجئاً لى ما رأيته من قدرات وإمكانيات بشرية ومادية متقدمة جداً فى مجال التعليم بالجامعتين الناشئتين الفتيتين اللتين أتاح وقتى المحدود زيارتهما؛ جامعة الكفيل التى تشرفت بمقابلة رئيسها ومعاونيه، واطلعت على معاملها وقاعاتها المجهزة بأحدث التجهيزات العلمية والتعليمية والتى تتمتع بشراكات علمية مع الجامعات العالمية المتقدمة، وكذلك جامعة العميد التى زرت بعض منشآتها وبعض مشاريعها التربوية وبرامجها التربوية والتدريبية.
والحقيقة أن الحماس الذى رأيته فى وجوه قيادات هذه المؤسسات التربوية والتعليمية وأساتذتها والعاملين فيها ينبئ– لو توافرت الظروف الباعثة للنهوض والبيئة العلمية والمادية الملائمة– بأننا سنشهد عما قريب نهضة علمية جديدة تعيد العراق إلى مكانته الطبيعية فى طليعة حركة النهضة العربية المعاصرة.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: كربلاء نحو المستقبل المؤتمر الدولى علیه السلام
إقرأ أيضاً:
ترامب: أيام مقبلة مهمة للغاية لمحادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الأيام القليلة المقبلة ستكون مهمة للغاية لمحادثات السلام بين أوكرانيا وروسيا، مؤكدا أنه يضغط بشدة على موسكو، في حين أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تصريحات ترامب بأن المحادثات تسير في الاتجاه الصحيح.
وأضاف ترامب بعد لقائه رئيس وزراء النرويج يوناس غار ستور بالبيت الأبيض، أنّ لديه موعدا نهائيا للتوصل إلى اتفاق، وأن الموقف بعد ذلك سيكون مختلفا.
في السياق ذاته، نقلت شبكة "سي بي إس" عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعتقد أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح بشأن التوصل إلى صفقة وإنه محق في ذلك.
وأضاف لافروف أنه لا تزال هناك عناصر محددة في هذه الصفقة يجب التدقيق فيها وأنهم منشغلون بها حاليا، مؤكدا أن بلاده مستمرة في التواصل مع الجانب الأميركي بشأن الوضع في أوكرانيا.
معالجة جذور الأزمةكما أوضح لافروف أن ترامب ربما هو الزعيم الوحيد في العالم الذي أدرك الحاجة لمعالجة جذور هذه الأزمة، مضيفا أن القوات الروسية لا تستهدف سوى أهداف عسكرية أو مواقع مدنية تستخدم عسكريا.
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الوقف الكامل وغير المشروط للضربات أمر ضروري، وإنه يجب على موسكو الالتزام بذلك.
إعلانوأضاف زيلينسكي أن أوكرانيا بحاجة إلى إنهاء هذه الحرب بشكل عادل، وأنه لضمان سلامة الأوكرانيين بشكل حقيقي يتعين تعزيز الدفاع الجوي.
في المقابل، قال المتحدث باسم الكرملين إن موسكو ترى وجود خلافات في عملية التفاوض بشأن التسوية الأوكرانية بين الولايات المتحدة وأوروبا وأوكرانيا.
وقال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يدعو إلى تحقيق السلام مع ضمان مصالح روسيا، وهذا شرط أساسي لأي مفاوضات.