دعونا نعدو فى فضاءات النور والإبداع
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
لا شك أن الفنون بكل وسائطها وألوان إبداعاتها فى حال إطلاقها ودعم حريات ممارستها بمسئولية، ودون توجيه مجحف أو توجيه اتهامات مكارثية متوهة وظالمة، ستسهم فى التفكير فى إعداد عقد اجتماعى جديد بين كل أطراف ومحاور الشراكة الوطنية لصناعة الجمال وإعلاء قيم الحق والخير والعدالة والسلام.
وأذكر أن لرجل الأعمال الشهير «فورد» رؤية مفادها أن مفهوم الإبداع فى النهاية هو أى عملية تتضمن الإقدام على أو الانغماس بنشاط خلاق بغض النظر عن النتائج المحتملة أو المتوقعة لنهايات ذلك النشاط، والذى قد لا ينتج عنه بالضرورة مخرجات ذات خصائص أو مزايا فريدة أو غير مألوفة أو حتى نافعة.
نعم، فنحن نحيا مع الفنون وإبداعات البشر مرة ثانية وثالثة ورابعة عبر أيام حياتنا، مع كل تجدد لأوراق شجرة الإبداع وأزاهير الفنون ونسائم عبير جمالياتها.
الفنون، ليست كما يصورها البعض مجرد قفزات عشوائية فى أفق اللا معنى وفى مساحات اللعب التافه، أوالبعض منا من يرونها أحياناً قد تمثل مجرد حالة هروب من واقع رتيب. وعلى البر المقابل هناك من يطالب المبدع أن يخرج بإبداعاته فى مواجهات شجاعة مع شياطين عتمة الكراهية فى كهوف العنكبوت الخانقة للانطلاق لفضاءات النور والبهجة وهواء السلام المتجدد.
ويا من تحرمون علينا الاستمتاع بنعيم العقل ونعمة الفكر الناقد وإعمال التأمل العلمى الموضوعى، ألا تعلمون أن ترصدكم ووقفاتكم الاحتجاجية المضلة الغاشمة وبلاغاتكم الجاهلة لإيقاف نمو وازدهار شجرة التنوير التى حدثنا عنها الرئيس السيسى من أمام «مسجد الفتاح العليم» و«كنيسة ميلاد المسيح» فى يوم احتفالية سلام بديعة وإعلانه حتمية مواجهة جرذان الكراهية المقيتة.. ألا تعلمون أن ما تفعلون جريمة بشعة لن يغفرها لكم التاريخ، ولن يسامحكم عنها مواطنونا أولاد حضارة علمت الدنيا كل صنوف الإبداع الرفيع؟!
ويا من توصدون كل يوم نوافذ وبوابات الولوج إلى منظومات إعمال الفكر الناقد، من أقامكم حكاماً وقضاة وأصحاب قرار علينا، وعلى أفكارنا وإبداعاتنا بشكل مطلق وجميعها ذات طابع نسبى قابلة للتغيير والتجديد والتطوير والبناء عليها أو اختزال أجزاء منها للتماهى والتوافق مع مستجدات كل عصر، ومع صلاحية بيئة كل فكر تتم استعارته من أهل مدن الحداثة وما بعد الحداثة.
لن نسامح أنفسنا، وسيحاسبنا الأحفاد لو تهاوننا فى الوصول إلى اتفاق على معيار عقلانى نستند إليه فى خياراتنا لبوصلة مشاريعنا الفكرية والثقافية، وأن نعيد ونثمن الصالح من القيم الأخلاقية لإقامة مصالحة مشروعة بين أهل الدعوة الحسنة للأديان وإخوانهم فى الإنسانية فرسان الدعوة لنفض الكسل العقلى والتعلق بشراع التنوير على سطح سفينة الوطن.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رؤية الشراكة الوطنية
إقرأ أيضاً:
«رمضان يجمعنا».. ملتقى الإنشاد الديني والترانيم يتألق بروح الإبداع والتسامح
في أجواء مفعمة بالروحانية والإبداع، انطلقت فعاليات الموسم الثاني لملتقى الإنشاد الديني والترانيم تحت شعار "رمضان يجمعنا"، والذي ينظمه معهد إعداد القادة بالتعاون مع جامعة الأزهر وقطاع الأنشطة الطلابية، بمشاركة طلاب الجامعات والمعاهد المصرية، وذلك بمقر المعهد.
يأتي هذا الحدث استكمالًا للنجاح الذي حققه في موسمه الأول، ويعكس التلاحم الوطني من خلال الفنون الروحية التي تجسد الهوية المصرية الأصيلة وتعزز القيم الإنسانية السامية.
وتقام فعاليات الملتقى برعاية الدكتور محمد أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وإشراف الدكتور سلامة داوود رئيس جامعة الأزهر، والدكتور كريم همام مستشار الوزير للأنشطة الطلابية ومدير معهد إعداد القادة، والدكتور سيد بكري نائب رئيس جامعة الأزهر لشئون التعليم والطلاب.
ويهدف الملتقى إلى نشر الوعي الثقافي والديني بين الطلاب من خلال تقديم أعمال فنية تعكس الموروث الديني والفني، في أجواء تعزز معاني الوحدة الوطنية والتسامح.
من جانبه، نقل الدكتور كريم همام تحيات الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالى، مؤكدا على أن الملتقى يعد فرصة لاكتشاف ورعاية المواهب الشابة في مجال الإنشاد الديني والترانيم، مشددًا على أهمية الحفاظ على التراث الثقافي المصري، وتعزيز الفكر الديني الوسطي الذي يدعو إلى التسامح ونبذ التطرف.
كما أشار إلى أن معهد إعداد القادة يحرص على تنظيم فعاليات نوعية تهدف إلى بناء جيل قادر على التعبير عن ذاته بأساليب إبداعية راقية، في بيئة فنية وثقافية تدعم قيم التعايش السلمي والتواصل الإيجابي بين الطلاب.
وأعرب الدكتور سيد بكري عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث المميز، مؤكدًا أن الملتقى يعكس الهوية المصرية الحقيقية، التي تقوم على مبدأ التلاحم بين جميع أبناء الوطن. وأضاف أن التاريخ يثبت أن الشعب المصري يقف دائمًا صفًا واحدًا في مواجهة التحديات، دون تفرقة بين مسلم ومسيحي. كما دعا الطلاب إلى تعزيز ثقافة الحوار وقبول الآخر، مشيرًا إلى أن الأزهر الشريف يحمل على عاتقه ترسيخ مبادئ الوسطية والاعتدال بين الشباب.
وشهدت الجلسة الافتتاحية للملتقى أداءً مميزًا لفريق الإنشاد الديني لجامعة الأزهر، أعقبه انطلاق العروض الفنية لليوم الأول، بمشاركة فرق الإنشاد الديني و الترانيم من جامعات طنطا، المنصورة، بنها، دمياط، السادات، التعليم العالي، وقناة السويس. حيث قدم الطلاب مجموعة من الأعمال الفنية المستوحاة من روح الشهر الكريم، والتي عكست التنوع الثقافي والديني، وأبرزت عمق الترابط الإنساني الذي يجمع المصريين عبر العصور.
ويشكل الملتقى حدثًا فنيًا وثقافيًا مميزًا خلال شهر رمضان، حيث يجمع بين الأجواء الروحانية والأداء الإبداعي في مزيج يعكس القيم الدينية والتراثية للمجتمع المصري. كما يتيح الفرصة للطلاب لإبراز مواهبهم في مجال الإنشاد الديني والترانيم ضمن إطار فني راقٍ، يعزز مفاهيم التسامح والتعايش المشترك. ويأتي الملتقى ليؤكد على دور الفنون في مد جسور التواصل بين مختلف الثقافات، مقدمًا نموذجًا للإبداع الذي يجمع بين الأصالة والتجديد، ويثري المشهد الفني بمواهب شابة قادرة على التعبير عن هويتها بأساليب فنية متميزة.