بوابة الوفد:
2025-01-03@17:14:47 GMT

الواقع النيجرى.. أكثر تعقيداً بكثير

تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT

الانقلاب فى النيجر أو محاولة الاستيلاء على السلطة التاسعة فى غرب ووسط إفريقيا منذ عام 2020. قد يبدو هذا للوهلة الأولى بمثابة تخندق، وإعادة الدول الإفريقية إلى الحكم العسكرى والثقافات الديمقراطية الضعيفة، مع اندفاعة من الأذى الروسى لإكمال صورة المنطقة الهشة تحت نزوة الرجال الأقوياء المحليين والتدخلات.

أما الواقع فهو أكثر تعقيداً بكثير، وربما يحمل قدراً من الأمل على نحو غريب.

إن هذا المنظور الذى ينظر إلى إفريقيا باعتبارها مجرد حلقة ضعيفة فى سلسلة الأمن العالمية قد بالغ فى التأكيد على الإرهاب الإسلامى فى منطقة الساحل باعتباره عاملاً تاريخياً، مساهماً. أثار وجود الجماعات الجهادية فى المنطقة رد فعل عسكرياً ضيقاً من القوى الغربية التى نشرت قوات فى النيجر وغرب إفريقيا الكبرى. لكن هذا لا يوفر حلاً أو فهماً لحقيقة أن النشاط الإرهابى المتزايد، مثل الانقلابات نفسها، هو أحد أعراض الاتجاهات الديموغرافية والاقتصادية فى جميع أنحاء المنطقة وليس محركاً أساسياً لعدم الاستقرار الديمقراطى.

ما يقودنا إلى الأسباب المتنوعة وراء هذه الانقلابات. ورغم أنها مثيرة للقلق بالنسبة للمصالح الأجنبية، إلا أنها فى معظمها محلية للغاية. إن الدول الضعيفة، والقوى العسكرية وشبه العسكرية القوية، وأزمة المناخ التى عطلت سبل العيش، والتضخم الديموغرافى الذى أدى إلى ظهور أعداد كبيرة من الشباب ذوى الآفاق الاقتصادية الضعيفة، كلها تتضافر لتمكين الحكومة من الاستيلاء على السلطة وزرع اليأس والشعور بالإحباط على نطاق واسع. فقدان القدرة التى يمكن أن يستغلها الرجال الأقوياء الشباب ذوو الكاريزما.

ومن السهل أن نلخص هذه الأسباب فى استنتاج حتمى مفاده أن أجزاء من إفريقيا التى تشترك فى هذه الأنماط محكوم عليها ببساطة بدورات من العنف. لكن هذه المشاكل البنيوية غالباً ما توجد جنباً إلى جنب مع الجهود المحلية لبناء وتعزيز الديمقراطية التى تصمد، على الرغم من التحديات.

وفى الوقت الحالى، فإن المجال الجوى لليبيا فى شمال إفريقيا، والنيجر فى الغرب، والسودان فى الشرق مغلق أمام الرحلات الجوية التجارية، ما يخلق مثلثاً يجب أن تربطه حركة البضائع والركاب. على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، اضطرت الحركة الجوية إلى إفريقيا من أوروبا إلى إعادة معايرة مسارات الطيران مرتين، حيث أصبحت البلدان غير آمنة للطيران. إن المخاطر كبيرة، ليس فقط عندما يتعلق الأمر بالأمن، بل أيضاً بالاستقرار الاقتصادى. وكانت نتيجة هذه المخاطر التى تشمل القارة بالكامل أن انقلاب النيجر اجتذب استجابة غير مسبوقة من قبل المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا. وهددت المنظمة بعمل عسكرى إذا لم يتم التراجع عن الانقلاب. 

فى الواقع فإن موسكو وواشنطن وباريس ولندن ليس لديها ما تقدمه للدول الإفريقية وإن مخاوفها بشأن الديمقراطية تبدو واضحة. إنها جوفاء لأنهم لا يفعلون سوى القليل من أجل تحقيق مصالح ضيقة فى المنطقة.

إن «الحقيقة التى لا مفر منها»، أن الأفارقة سوف يصنعون أو يحطمون المشهد الجيوسياسى لقارتهم فى نهاية المطاف- والمتطفلون الأجانب، مهما بدت عضلاتهم قوية، محكوم عليهم فى نهاية المطاف بأن يلعبوا دوراً ثانوياً. وسط تأثيرات الحرب الباردة التى لا معنى لها، والحسابات العسكرية الغربية حول عدوى الجهاديين والقلق بشأن فقدان النفوذ من جانب القوى الاستعمارية السابقة، فإن الانقلاب فى النيجر وتلك التى سبقته قد يرسم فى الواقع طريقاً لمستقبل يصبح فيه من الواضح أخيراً أن استقرار إفريقيا لن يتم صياغته فى البنتاجون أو فى لجان التحليل الساخنة التى تبثها القنوات الإخبارية، بل بشروطها الخاصة ومن خلال آلياتها الخاصة، بمجرد أن تواجه أسوأ مخاوفها وتختار الحفاظ على ذاتها.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصطفى محمود

إقرأ أيضاً:

صحة الشرقية تناقش خطة إنشاء مركز تدريبي تخيلي باستخدام تقنية الـ VR

ناقش الدكتور هاني مصطفى جميعة وكيل وزارة الصحة بالشرقية، خطة إنشاء مركز فريد من نوعه بمديرية الشئون الصحية بالشرقية، للتدريب التخيلي باستخدام تقنية الـVR "الواقع الافتراضي" أو "الواقع المتخيل"، لتدريب الفرق الطبية بمحافظة الشرقية باستخدام التكنولوجيا المتطورة والتقنيات الحديثة، للمساهمة في الإرتقاء بمستوى أداء الفرق الطبية.

 

جاء ذلك خلال اجتماع عقده وكيل وزارة الصحة بالشرقية بمكتبه، في حضور إحدى الشركات المتخصصة في هذا المجال، ومدير إدارة المستشفيات، ومديرة إدارة التدريب بالمديرية، ورئيس قسم جراحة العظام بمستشفى الزقازيق العام، وبعض أطباء الجراحة المتخصصين، حيث تم تجربة فكرة التدريب العملي المتطور باستخدام تقنية الـVR على إجراء بعض جراحات العظام وتغيير المفاصل وغيرها من العمليات الجراحية، وأشاد الأطباء بالكفاءة العالية لهذه التقنيات الحديثة لما تم لمسه خلال عملية التدريب.

 

وأوضح الدكتور هاني جميعة، بأن ذلك يأتي في إطار خطة الدولة نحو التحول الرقمي، وسعي القيادة السياسية لبناء قدرات الدولة وتطويرها من خلال المنظومة الالكترونية، وتوظيف التكنولوجيا في تحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، بما يساهم في تطبيق فكر "الجمهورية الجديدة" ورؤية مصر ٢٠٣٠، وتماشياً مع جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي.

 

يأتي ذلك لتوجيهات الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، والمهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية، بالتدريب والتعليم الطبي المستمر للفرق الطبية، وتطوير البرامج التدريبية من خلال التقنيات الحديثة وإتاحة خدمات تعليمية إلكترونية، تساهم في تقديم أفضل خدمة طبية ممكنة للمرضى.

 

وأشار «جميعة» إلى أن ضمن مميزات هذه التقنية الحديثة هو عدم تعامل الفرق الطبية المبتدئة مع المريض الحقيقي مباشرة أثناء التدريب والتعلم، وإنما يتم التعامل مع مريض اصطناعي وغرف عمليات وأجواء اصطناعية، مما يساهم في إتاحة فرص تدريبية أكثر للأطباء على التعامل مع حالات المرضية المختلفة وإجراء العديد من العمليات الجراحية المتقدمة وذات المهارة.

 

ووجه وكيل الوزارة؛ مدير إدارة المستشفيات ومديرة إدارة التدريب بالمديرية بعمل دراسة شاملة لإنشاء هذا المركز التدريبي التخيلي وسرعة العرض على وكيل الوزارة، لافتاً إلى إن هناك العديد من الدول المتقدمة في المجال الطبي استفادات بصورة كبيرة من تلك التطبيقات.

 

وتعد تقنية الـ VR؛ تكنولوجيا حديثة تُتيح محاكاة الواقع باستخدام برمجيات حاسوبية مزودة للاستشعار الحركي، ويمكن الواقع الافتراضي من انغماس المتدرب داخل التجربة مثل إجراء العمليات الجراحية وغيرها، وذلك عكس واجهات المتدرب "التقليدية" القائمة على شاشات العرض والمحاضرات بقاعات التدريب وغيرها، وتُتيح هذه التكنولوجيا تفاعل المتدرب مع الآلة في عالم ثلاثي الأبعاد، ويمس هذا التفاعل الحواس البشرية مثل الرؤية والسمع واللمس وحتى الشم، من خلال أدوات الواقع الافتراضي والتي منها "شاشة العرض المثبتة على الرأس" مع استخدام أذرع تحكم باليد أو قفازات لتتبع حركة اليدين من خلال خاصية اللمس.

 

 وتستجيب هذه الأدوات لأفعال المتدرب بطريقة طبيعية، مع تصحيح الأخطاء مما تمكنه من التدريب الجيد على عرض عالم افتراضي مرئي بزاوية ٣٦٠ درجة، ما يجعل المخ غير قادر على تمييزه من العالم الحقيقي، ويمكن الفرق الطبية من إعداد أنفسهم بشكل أفضل من خلال وجودهم في غرف عمليات جراحية ويتم التعامل مع المرضى افتراضيا، سواء كطبيب مبتدئ يقوم بإجراء عملية جراحية بنفسه أو يشرح التشخيصات وخطط العلاج، أو كجراح عظام يجري جراحة متقدمة، مما يساعده على زيادة الخبرة العملية والإلمام بالأجهزة الجديدة والكفاءة في زرعها، من خلال محاكاة العالم الحقيقي ليلائم تحقيق هذه المتطلبات وتحقيق أعلى مستوى تدريبي للفرق الطبية.

مقالات مشابهة

  • صحة الشرقية تناقش خطة إنشاء مركز تدريبي تخيلي باستخدام تقنية الـ VR
  • المقاومة بالسرد الجميل.. تجربة القصة الفلسطينية القصيرة من محمود شقير إلى زياد خداش
  • القوات: كل ما يتمّ تناوله بعيد كل البعد من الواقع
  • تسليم الثنائي الشيعي بالأمر الواقع قد يساهم في تسريع التوافق على الرئيس
  • بين عاميّ 2024 ـ 2025
  • محمد أبو شامة: الواقع المصري يختلف عن السوري ونعيش واقعا مستقرا
  • أحلام مؤجلة بين التحديات والفرص
  • زعيم حركة إم 23: الحرب لن تحل الصراع وحكومة كينشاسا منفصلة عن الواقع
  • أمانة الباحة تنفذ أكثر من 6860 زيارة تفتيشية صحية
  • عماد حسين: العالم ينتظر من أحمد الشرع ترجمة تصريحاته على أرض الواقع