بوابة الوفد:
2024-11-15@18:57:18 GMT

فهل ستكون سعيدًا يا أبى؟

تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT

حفنة من عظام لا تملأ راحتيْ يديّ، قالوا: هذا أبوكِ.. خذيه، فالأرض تلفظ موتاها، وغدا ستزهر فى القبور معاول التطوير، نظرت فى بقاياك يا أبى، وأنا لا أعى كيف يكتب علينا القدر أن ندفن موتانا مرتين، الثانية أقساهما، فلا وجه يحتضنه اشتياقى إليك، ولا كفين أقبلهما وداعا، ولا حتى هيكل أستعيد على هيئته ذكرياتى معك.

. فقط بضع عظيْمات كانت يوما إنسانا يحمل تاريخا من الحب والنبل والحنان، يمشى فتهرول خلفه قلوب أبنائه متمنية عودته سريعا، الآن.. أين أنت؟ تهاوت على رفاتك تخيلاتى، بحثت عن ثوبك ناصع البياض الذى أحاطوك به منذ بضع وثلاثين عاما، وأنا أجفل عينى وأنزوى فى ركن خلف أمى، طفلة لم تتخط السادسة، أرقب ما يفعلون غير مدركة؛ لِم يحيطونك حتى رأسك بذلك الرداء، ولِم يحملونك دون مقاومة منك ويودعونك تلك الغرفة الضيقة تحت الأرض.. وانتظرت.. انتظرت أن تنتفض صارخا فى الجميع، أن تنزع عنك ذلك الرداء وتجرى نحوى، تحتضن كفى الصغيرة ونهرب معا بعيدا عن هؤلاء الأشرار..

لكنك لم تفعل يا أبى، وعندها أدركت أن الفقد هو عدو الإنسان الأول، ومنذها والفقد يترصدنى أينما حللت.

كبير هو بيتك الجديد، لكنه أصغر من أن يحوى ذكرياتى معك، أصغر من أن يحوى آلام اشتياقى.

جديدة هى تلك المدينة، بعيدة عنى، لكنها جديدة، جيرانك الجدد هم «الخالدون»، ستجاور أسماء لطالما تمنت ابنتك أن تراهم واقعا، بيتك تحيطه الأشجار ويعلوه سور ضخم راقٍ، لك غرفة مستقلة، ولن تكون مضطرا للانزواء إفساحا لساكن جديد، فالغرف كثر..

لكن هل ستكون سعيدا يا أبى ببيتك الجديد، رغم كل هذا الترف؟

لن أستطيع زيارتك كثيرا، ولك أن تسامحنى؛ فالمسافة أبعد من أن تقطعها ابنتك مرات فى العام.. ستفتقدنى، ربما اشتقت لصوت دعواتى ونشيجى وأنا أقف عند حدود رأسك أقص عليك ما أقاسيه بعد رحيلك عنى.. فهل ستكون سعيدا؟

دعنى أمنّى نفسى بسعادتك، بقدرتك على التأقلم، حتى لو لم تستطع رؤيتى كثيرا، دعنى أحاول نسيان أنك ما عدت أنت، دعنى أبحث عن مكان بروحى أخفى فيه بضع عظيمات لا تملأ راحتى يدى.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نبضات عظام

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: إسرائيل ستكون أكثر انكشافا لحزب الله خلال المرحلة الثانية

قال الخبير العسكري العميد حسن جوني إن قوات الاحتلال بدأت المرحلة الثانية من عمليتها العسكرية في لبنان بشكل محدود جدا، مشيرا إلى أن حزب الله يعتمد على الاستدراج واستخدام أسلحة أكثر نوعية في هذه المرحلة.

وأوضح جوني -في تحليل للمشهد العسكري بلبنان- أن الجيش الإسرائيلي بدأ تنفيد المرحلة الثانية في عيترون "لكن بحذر شديد وتقدم محدود نحو بنت جبيل"، مشيرا إلى أن المقاومة "تمارس تكتيكا يقوم على الاستدراج والقصف بالصواريخ النوعية".

وأضاف "ربما يسمح حزب الله لقوات الاحتلال بالدخول إلى بنايات معينة من باب الاستدراج ثم الاشتباك معها"، مشيرا إلى أن الحزب قصف جنود الاحتلال في مارون الراس بصاروخ "نصر1″، وهو صاروخ بعيد المدى وشديد الانفجار.

ولفت جوني إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تحدثت عن خروج مقاتلي حزب الله من فتحة نفق في منطقة عمل المرحلة الثانية.

وأعرب عن اعتقاده بأن إسرائيل كلما تحركت أكثر، انكشفت وكانت عرضة للاستهداف "خصوصا في خط الدفاع الثاني المجهز والمحصن بشكل أكبر من النطاق الحدودي الذي لم يكن لدى المقاومة حرية تجهيزه بشكل كبير".

تدمير متعمد

وقال جوني إن التصعيد الأخير في ضربات حزب الله وتكرار الهجوم على وزارة الدفاع الإسرائيلية وغيرها من الأهداف الحساسة، "دفع جيش الاحتلال لتكثيف عمليات التدمير التي يقوم بها في لبنان".

واتهم جوني إسرائيل بشن غارات صباحية على الضاحية الجنوبية من أجل الضغط النفسي على السكان، فضلا عن استخدام أسلحة أشد فتكا.

وفي وقت سابق اليوم الخميس، استهدف الجيش الإسرائيلي بالقصف المدفعي بلدات جنوبي لبنان، وشن غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت. وأفاد مراسل الجزيرة في لبنان بأن قصفا مدفعيا إسرائيليا استهدف محيط بلدات مجدل زون والناقورة وشمع والمنصوري.

كما شن طيران الاحتلال شن 7 غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت استهدفت حارة حريك ومنطقة برج البراجنة. وأصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء تحذيرية لسكان مبان في الضاحية الجنوبية والشويفات العمروسية والغبيري.

مقالات مشابهة

  • الصمود نصر
  • خبير عسكري: إسرائيل ستكون أكثر انكشافا لحزب الله خلال المرحلة الثانية
  • مواليد 3 أبراج لا يتكلمون كثيرا.. «الجواب على قد السؤال»
  • ترمب يعلن رسمياً تعيين ”ماركو ” عدو إيران والمقاومة الفلسطينية وزيراً للخارجية .. من هو ؟ و كيف ستكون سياسته ؟
  • جو بايدن يلتقي دونالد ترامب: عملية انتقال السلطة ستكون سلسة جدا
  • فيديو | أحمد بن سعيد يعتمد إنشاء المقر الجديد لـ«مركز السكري» بدبي.. والافتتاح في 2026
  • أحمد بن سعيد يعتمد إنشاء المقر الجديد لـ "مركز السكري"
  • إنفانتينو عن كأس العالم للأندية 2025: ستكون "بداية تاريخية" لكرة القدم
  • تصعيد جديد ضد صنّاع “الهوى سلطان”: اتهامات بالتجنّي وادعاءات غير حقيقية
  • من الاعتزال إلى الدعم.. القصة الكاملة لـ تامر حسني وهيثم سعيد