حفنة من عظام لا تملأ راحتيْ يديّ، قالوا: هذا أبوكِ.. خذيه، فالأرض تلفظ موتاها، وغدا ستزهر فى القبور معاول التطوير، نظرت فى بقاياك يا أبى، وأنا لا أعى كيف يكتب علينا القدر أن ندفن موتانا مرتين، الثانية أقساهما، فلا وجه يحتضنه اشتياقى إليك، ولا كفين أقبلهما وداعا، ولا حتى هيكل أستعيد على هيئته ذكرياتى معك.
لكنك لم تفعل يا أبى، وعندها أدركت أن الفقد هو عدو الإنسان الأول، ومنذها والفقد يترصدنى أينما حللت.
كبير هو بيتك الجديد، لكنه أصغر من أن يحوى ذكرياتى معك، أصغر من أن يحوى آلام اشتياقى.
جديدة هى تلك المدينة، بعيدة عنى، لكنها جديدة، جيرانك الجدد هم «الخالدون»، ستجاور أسماء لطالما تمنت ابنتك أن تراهم واقعا، بيتك تحيطه الأشجار ويعلوه سور ضخم راقٍ، لك غرفة مستقلة، ولن تكون مضطرا للانزواء إفساحا لساكن جديد، فالغرف كثر..
لكن هل ستكون سعيدا يا أبى ببيتك الجديد، رغم كل هذا الترف؟
لن أستطيع زيارتك كثيرا، ولك أن تسامحنى؛ فالمسافة أبعد من أن تقطعها ابنتك مرات فى العام.. ستفتقدنى، ربما اشتقت لصوت دعواتى ونشيجى وأنا أقف عند حدود رأسك أقص عليك ما أقاسيه بعد رحيلك عنى.. فهل ستكون سعيدا؟
دعنى أمنّى نفسى بسعادتك، بقدرتك على التأقلم، حتى لو لم تستطع رؤيتى كثيرا، دعنى أحاول نسيان أنك ما عدت أنت، دعنى أبحث عن مكان بروحى أخفى فيه بضع عظيمات لا تملأ راحتى يدى.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
بري استقبل هوكشتاين.. وتلقى برقية من بايدن: أقدر شراكتكم في العمل الذي ينتظرنا
استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين والوفد المرافق، في حضور سفيرة الولايات المتحدة الأميركية ليزا جونسون والمستشار الإعلامي للرئيس بري علي حمدان.
وتناول البحث آخر تطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية على ضوء تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان.
وبعد اللقاء، الذي استمر ساعتين، تحدث هوكشتاين للإعلاميين فقال: "لقد أجريت الآن لقاء مع الرئيس بري استمررنا في تضييق الفراغات اليوم أيضا، والإجتماع كان بناء للغاية ومفيدا للغاية، وعدت لأنه أمامنا فرصة حقيقية للوصول الى نهاية هذا النزاع، وهذه هي لحظة اتخاذ القرارات، وأنا في بيروت لتسهيل اتخاذ هذا القرار".
وأضاف:"ولكن القرار يبقى قرار الأفرقاء، للوصول الى حل لهذا النزاع، والآن أصبح هذا الحل قريبا من أيدينا، والنافذة مفتوحة الآن، وآمل أن الأيام القريبة والمقبلة ستصل الى حل".
وختم: "لن آخذ أي أسئلة اليوم، لأنني لا أريد أن أقوم بالتفاوض بالعلن، وأنا ممتن للنقاش البناء مع الرئيس بري وأجرينا أيضا لقاء بناء مع رئيس مجلس الوزراء ومع غيره، وأنا ملتزم للقيام بكل ما في وسعي للعمل هنا مع الحكومة في لبنان وفي اسرائيل، للوصول الى حل لهذا النزاع وهذه الأزمة، وسأكرر ما قلته: لقد اجرينا نقاشات مفيدة للغاية لتضييق الفوارق والفراغات الموجودة منذ أسابيع، وسأستمر في القيام بذلك، وأعتذر ولكن لن آخذ أي سؤال".
على صعيد آخر ولمناسبة عيد الإستقلال تلقى الرئيس نبيه بري برقية تهنئة من الرئيس الأميركي جو بايدن ومما جاء فيها ""بالنيابة عن شعب الولايات المتحدة، أهنئكم وشعب لبنان لمناسبة الذكرى الحادية والثمانين لاستقلالكم، وفي هذا الوقت العصيب من تاريخ لبنان، تقف الولايات المتحدة إلى جانب الشعب اللبناني، وأنا أقدر شراكتكم في العمل الذي ينتظرنا". وأعرب الرئيس بايدن في البرقية بالتطلع إلى تحقيق المزيد من التقدم في تحقيق أهدافنا المشتركة، وخاصة في السعي لتحقيق الاستقرار والازدهار"، متمنيا للشعب اللبناني "القوة والصمود خلال هذه الأوقات الصعبة".