بقلم : نورا المرشدي ..
قال تعالى في كتابه المجيد ..
فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ.عندما كانت مريم في صومعتها كان يأتيها رزقها من الطعام، وكلما دخل زكريا عليها المحراب، وهو زوج خالتها التي كانت عقيما، ثم رزقهما الله بيحيى الذي قتله بنو إسرائيل، فكان يسألها من أين جاء هذا الرزق؟ كانت تجيب: إنه من عند الله، وهو القدير الذي يفعل مايشاء خاصة وإن القحط أصاب بني إسرائيل يومها، وبعد أن كفلها زكريا، وكبر، وطلب أن يكفلها أحد من بني إسرائيل وقعت القرعة على يوسف أبن عمها، وكان يعمل نجارا فزاد رزقه ببركة وجودها في كفالته، وكان ذلك الرزق يأتيها الى صومعتها التي تتعبد فيها. يذكرني ذلك بسؤال يتحدث به الناس، ووسائل الإعلام، ويطرحه مثقفون وأكاديميون وشخصيات نافذة، ومن يشعرون بأنهم لايحصلون على حقوقهم والسؤال مؤداه: من أين لك هذا؟ والحقيقة إن هذا السؤال لم يطرح واقعا، ولم يحاسب أحد ما تعاظمت ثروته، وتمكن من المال والجاه والبيوت والسيارات والإستثمارات التي تزداد يوما بعد آخر، ويتحول هولاء الى أصحاب قرار، وتأثير، وجاه، ولهم حظوة وسطوة حيث يذهبون، وتتيسر لهم الأمور، وتفتح لهم الطرق، ولايعيقهم عائق من تحقيق مايريدون، ويرغبون من مصالح، ولايتوفر لغيرهم مثلما يتوفر لهم، فيتمكنون من كل شيء. سأل زكريا مريم عن مصدر مايصلها من رزق، وهو يعلم أن كل ذلك من عندالله سواء نزل من السماء، أو جاءت به الملائكة، أو جاء به شخص ما سخره الله لخدمة مريم المنقطعة عن الدنيا، والمعتكفة في الليل والنهار، والحريصة على طاعة الجبار، ولكنه يسأل، وهي تجيب لتؤكد صلتها بالخالق العظيم، وإنه يرعاها، ولن يقطع عنها شيئا حيث إنقطعت عن الدنيا لأجله، وعبدته كما ينبغي، ولكننا بحاجة لطرح هذا السؤال في زمننا الحالي، ونحن نعلم إن كثيرا من الأشخاص أثروا على حساب المال العام، فإذا كان زكريا سأل مريم لغاية، وهو يعلم إن الرزق لايأتيها من حرام، ولايجلبه إلا صالح سواء كان بشرا، أو ملاكا مرسلا من لدن الله خالق كل شيء، ورازق مخلوقاته جميعها بما يكفيها لتستمر في الحياة، وتواصل الى أن يشاء الله تعالى.. فمن الجدير بنا أن نسأل هذا السؤال لمن يملك الكثير، ونحن لانجرؤ، ومنا من لايريد أن يسأله : من إين لك هذا؟ نورا المرشدي
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
كنيسة العذراء مريم والملاك ميخائيل بالعاشر تحتفل بعيد القيامة المجيد
احتفلت مساء أمس، كنيسة السيدة العذراء مريم ورئيس الملائكة، بمدينة العاشر من رمضان، بعيد القيامة المجيدة.
القداس الإلهيترأس صلاة القداس الإلهي احتفالي الأب چوزيف زكريا والأب چوڤانِّي قاصد خير، راعيا الكنيسة، حيث ألقى الأب جوزيف عظة الذبيحة الإلهية حول "القبور المفتوحة والأكفان الموضوعة والمريمات المُبشرات".
وقال الأب جوزيف في تأمله: القبور المفتوحة هي علامة من علامات القيامة، لنفتح قبور قلوبنا، ولنقم منها الموت، والخوف، والكراهية. والأكفان الموضوعة هي كالخطايا التي لابد لنا أن نتركها ونضعها جانبًا، ولا نتلطخ بدمائها. والمريمات المُبشرات هن اللواتي تسربلن الشجاعة أمام الموت، موت الخطيئة، لنكن على مثالهن في شجاعتهن.
تضمن القداس أيضًا إقامة "تمثيلية القيامة"، والتطواف الاحتفالي.