النفط يتراجع مع اضطرابات الرسوم الجمركية الأمريكية
تاريخ النشر: 21st, April 2025 GMT
الاقتصاد نيوز _ بغداد
تراجعت أسعار النفط أكثر من 1.5 بالمئة، اليوم الاثنين، مع تركيز المستثمرين مجددا على المخاوف من أن الرسوم الجمركية الأمريكية على شركائها التجاريين ستخلق رياحا اقتصادية معاكسة من شأنها أن تقلل من نمو الطلب على الوقود.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 1.10 دولار، أي بنسبة 1.6%، لتصل إلى 66.
86 دولاراً للبرميل عند الساعة 02:55 بتوقيت غرينتش، بعد أن أغلقت على ارتفاع بنسبة 3.2% يوم الخميس الماضي.
وبلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 63.57 دولاراً للبرميل، بانخفاض قدره 1.11 دولاراً، أي بنسبة 1.7%، بعد أن أغلق على ارتفاع بنسبة 3.54% في الجلسة السابقة.
وقال ييب جون رونغ، استراتيجي السوق في آي جي: "يظل الاتجاه الأوسع نطاقا يميل إلى الجانب الهبوطي، حيث قد يجد المستثمرون صعوبة في إقناع أنفسهم بتحسن توقعات العرض والطلب، خاصة في ظل الضغوط الناجمة عن الرسوم الجمركية على النمو العالمي وارتفاع الإمدادات من أوبك+".
ولا يزال من المتوقع أن ترفع أوبك+، وهي مجموعة المنتجين الرئيسيين بما في ذلك منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاء مثل روسيا، الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يوميا بدءا من مايو/أيار، على الرغم من أن بعض هذه الزيادة قد يتم تعويضها من خلال تخفيضات من الدول التي تجاوزت حصصها.
وانخفضت الأسعار أيضا مع انحسار بعض المخاوف بشأن الإمدادات عقب ظهور مؤشرات على تقدم في المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران يوم السبت.
ودفعت المخاوف بشأن تقليص إمدادات النفط الإيرانية والآمال في التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي خامي برنت وغرب تكساس الوسيط إلى الارتفاع بنحو 5% الأسبوع الماضي، وهي أول مكاسبهما الأسبوعية في ثلاثة أسابيع.
ومع ذلك، لا تزال الأسواق تشعر بالقلق إزاء آثار سياسة التعريفات الجمركية العدوانية التي تفرضها الولايات المتحدة وحربها التجارية مع الصين، مع انخفاض الدولار وأسواق الأسهم الآسيوية يوم الاثنين.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار
إقرأ أيضاً:
شركات الشحن تواجه اضطرابات مستمرة في ظل تقلبات التعرفات الجمركية
باريس «أ.ف.ب»: مع التراجع في حمولات السفن والتقلب المستمر في الأسعار، يتعين على شركات الشحن البحري الدولية أن تتكيف مع الاضطرابات المرتبطة بالإعلانات الأمريكية عن التعرفات الجمركية، والتي أثارت تقلبات غير مسبوقة في النشاط خلال الأسابيع الأخيرة.
فقد أحدث تعليق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرسوم الجمركية الإضافية على الواردات لمدة 90 يوما، مع الاستثناء الملحوظ لتلك المفروضة على الصين، هزة جديدة في الأسواق بعد الاضطرابات المسجلة في بداية العام.
يقول ألكسندر شاربنتييه، خبير النقل المتعاون مع شركة رولان بيرجيه: إنه «في الأسابيع الثلاثة التي سبقت الإعلان، شهدنا تباطؤا في التجارة، وكانت سفن كثيرة محملة بنسبة 50% فقط في المسارات العابرة للمحيطين الأطلسي والهادئ باتجاه الولايات المتحدة».
خلال هذه الفترة، انخفضت أسعار الشحن البحري، واحتفظت شركات الشحن بمخزوناتها احترازيا.
غير أن ألكسندر شاربنتييه يلفت إلى «تسجيل مفعول معاكس» خلال الأيام العشرة الماضية، كما أن قرار الممثل التجاري للبيت الأبيض الخميس بفرض ضرائب على السفن المصنعة في الصين عندما ترسو في الموانئ الأمريكية بدءًا من منتصف أكتوبر من شأنه أن يزيد الأمور تعقيدا.
ومن المعلوم أن حوالي نصف السفن المشيدة في العالم تأتي من أحواض بناء السفن الصينية.
ويوضح شاربنتييه أن «الناس يريدون شحن أكبر قدر ممكن من البضائع إلى الولايات المتحدة، وهم يقومون بتصفية مخزوناتهم، وهناك اندفاع لحجز مساحات لهم» في سفن الشحن، لدرجة أنه أصبح من الصعب في بعض الأحيان نقل الحاوية وبدأت الأسعار في الارتفاع مجددا.
انخفاض الأسعار
لكن على المدى الطويل، تخشى الشركات انخفاض أسعار الشحن، كما حدث في عامي 2018 و2019، خلال ولاية دونالد ترامب الأولى، ومع فرض حواجز جمركية أقل حدة من تلك الموجودة اليوم.
في تلك الفترة، واجهت شركات النقل «طاقة فائضة، وانخفاضا قي أسعار الشحن، وارتفاعا في التكاليف، وفي نهاية المطاف، انخفضت الإيرادات»، على ما تذكر ساندي جوسلينج، المتخصصة في النقل والخدمات اللوجستية في شركة ماكينزي.
ويقول ألكسندر شاربنتييه: «من الصعب أن نقرأ ما يحمله المستقبل، ولكن ما يبدو لنا الأكثر احتمالا هو تراجع بعض الطرق لصالح دول أخرى في جنوب شرق آسيا أو الهند».
وتتوقع نائبة رئيس شركة الشحن البريطانية «زينكارجو» آن صوفي فريبورج أن يصبح مسار الشحن بين الصين والولايات المتحدة خاسرا.
إذا تأكد ذلك، «سيعدّل مالكو السفن عملهم. وهذا يعني التخلي عن المسارات التقليدية والتوجه نحو مسارات جديدة، مثل أمريكا اللاتينية التي تشهد طلبا متزايدا نسبيا منذ فترة لا بأس بها».
في الوقت الحالي، لم تعمد الشركات العالمية الكبرى مثل «ام اس سي» MSC أو «سي ام ايه سي جي ام» CMA CGM أو «ميرسك» Maersk إلى إعادة نشر أساطيلها للتكيف مع الوضع الجديد.
تغيير المسارات
وقالت شركة «هاباج لويد» الألمانية: إنها لم تشهد «أي تغيير في (مسارات) المحيط الأطلسي» لكنها سجّلت «انخفاضا هائلا في الصين»، قابلته «زيادة كبيرة في الطلب في جنوب شرق آسيا».
وفي مذكرة لزبائئها، قالت مجموعة بوسطن الاستشارية: إنها تتوقع انخفاضا حادا في التجارة بين الصين والولايات المتحدة وزيادة في التجارة داخل «الجنوب العالمي» الذي يتكون من دول ناشئة وبلدان مجموعة بريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا).
وبحسب منظمة التجارة العالمية، فإن التجارة العالمية في السلع قد تنخفض بنسبة 1,5% من حيث الحجم في عام 2025، وذلك تبعًا لسياسة التعرفات الجمركية التي ينتهجها ترامب، كما توقعت المنظمة انهيار حجم التجارة بين الصين والولايات المتحدة بنسبة 81%.
وكان القطاع البحري نجح في التغلب على الكثير من الأزمات في السنوات الأخيرة.
وبعد انقطاع سلاسل التوريد خلال سنوات جائحة كوفيد والحاجة إلى الالتفاف حول إفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح بسبب هجمات أنصار الله في البحر الأحمر منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، اكتسب أصحاب السفن «المرونة اللازمة لتغيير الطرق»، وفق آن صوفي فريبورج من «زينكارجو».
ويوضح ألكسندر شاربنتييه أن «إعادة توزيع تدفق (رحلات الشحن) إلى مناطق أخرى سيستغرق بعض الوقت».