غزة- كشف مدير المستشفيات الميدانية في وزارة الصحة بقطاع غزة الدكتور مروان الهمص عن أن أعدادا كبيرة من الجرحى فقدوا حياتهم أو أصيبوا بالشلل والبتر، وكان يمكن إنقاذهم لو توفرت الإمكانيات لتقديم الخدمة الطبية لهم وإجراء العمليات الجراحية اللازمة داخل المستشفيات التي تواجه خطر الانهيار في غضون شهر إلى 3 أشهر في حال استمر الحصار ووتيرة الحرب الإسرائيلية المتصاعدة.

واتهم الهمص في حوار خاص للجزيرة نت الاحتلال الإسرائيلي باستهداف المستشفيات الحكومية والخاصة والتابعة لهيئات دولية -بما فيها المستشفيات الميدانية- بشكل ممنهج، بهدف إخراج المنظومة الصحية من الخدمة تماما، ورفع فاتورة ضحايا الحرب.

وفيما يلي نص الحوار..

الهمص: الاحتلال يستهدف المنظومة الصحية بشكل ممنهج (الجزيرة) كيف تصف واقع المستشفيات في غزة في ظل الحصار المشدد واستئناف الحرب؟

كنا نتمنى استمرار وقف إطلاق النار وإنقاذ أرواح كثيرة من أبناء شعبنا، ولكن بعد انهياره في 18 مارس/آذار الماضي -وسبق ذلك تشديد الحصار وإغلاق المعابر في الثاني من الشهر نفسه- لم تدخل منذ ذلك الحين أي حبة دواء أو قطرة ماء أو لقمة غذاء.

وهناك أيضا أزمة كهرباء خانقة، وحتى الهواء في غزة ملوث بغبار الرصاص والقذائف والغارات، ونلاحظ إصابات بحروق بنسبة 100% وحالات بتر تصل إلى 30% من الإصابات، وتصلنا الكثير من جثامين الشهداء على شكل أشلاء ممزقة، ويبدو أن الاحتلال يستخدم أسلحة جديدة أشد فتكا تؤدي إلى إصابات غير معتادة، وأغلبية الضحايا من النساء والأطفال وكبار السن.

إعلان

ونتيجة لشراسة المرحلة الحالية من الحرب المستشفيات ممتلئة بنسبة إشغال تتراوح بين 130 و150%.

الوضع داخل الأقسام -خصوصا العناية المركزة- مأساوي جدا، ونضطر في الاستقبال والطوارئ للعمل بنظام المفاضلة لتقليل الضغط على أسرّة العناية.

وأيضا الأقسام الداخلية مكتظة بعد استهداف مستشفيات مثل المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) في غزة، والذي تعرّض للقصف المباشر مرتين، ومبنى الجراحة رجال في مجمع ناصر الطبي.

ولدينا 80 ألف مريض بالسكري و110 آلاف مريض بالضغط والقلب ونحو 10 آلاف مريض بالسرطان، 55% منهم لا يجدون علاجا بيولوجيا أو كيميائيا أو إشعاعيا، كثير منهم ينتظرون منذ فترة طويلة على قوائم السفر بلا جدوى، وأصبحوا فعليا على قوائم انتظار الموت بسبب عدم توفر الأدوية.

هل تعتقد أن معدلات الإصابة بالسرطان سترتفع في غزة نتيجة هذه الحرب؟

نعم، في الحروب السابقة رصدنا ارتفاعا في معدلات الإصابة بالسرطان، خصوصا في المناطق التي تعرضت للقصف.

هذه الحرب غير مسبوقة من حيث التدمير، ومن المتوقع أن نشهد بعد 3 إلى 4 سنوات ارتفاعا في عدد الإصابات، خاصة أن المواد المستخدمة في القذائف تلوث البيئة والمياه والتربة، أضف إلى ذلك أن نوعية الغذاء المتوفر حاليا تعتبر عاملا مساعدا للإصابة بالسرطان.

كم عدد المسجلين على قوائم السفر للعلاج بالخارج؟

لدينا 11 ألف حالة مسجلة رسميا لدى منظمة الصحة العالمية وتحتاج إلى السفر العاجل لتلقي العلاج، وفي كشوفات وزارة الصحة يوجد نحو 25 ألف جريح ومريض بدرجات متفاوتة من الحاجة للعلاج في الخارج، جميعهم ينتظرون في ظروف صعبة للغاية، وكثير منهم معرضون للموت في أي لحظة.

هل وصل القطاع الصحي لحالة الانهيار؟

نعم، هناك انهيارات في بعض الجوانب، خدمات القسطرة القلبية وجراحة القلب توقفت بالكامل، فقدنا 85% من خدمات جراحة العظام، و73% من خدمات الجراحة العامة، وإذا استمر الحصار ومنع إدخال العلاج والوقود نتوقع انهيارا كاملا خلال شهر إلى 3 أشهر، مما يعني وفاة جماعية بين المرضى والجرحى.

إعلان

منظمة الصحة العالمية وغيرها من الهيئات على علم بالوضع، لكنها لا تستطيع التدخل، والاحتلال يستهدف الجميع، بما في ذلك مستشفيات تابعة للصليب الأحمر والهيئة الطبية الدولية وأطباء بلا حدود.

بعد خروج 36 مستشفى من الخدمة كم مستشفى لا يزال يعمل في القطاع؟

توجد في الجنوب 3 مستشفيات حكومية: غزة الأوروبي ومجمع ناصر الطبي ومستشفى شهداء الأقصى.

وفي الشمال يعمل المستشفى الإندونيسي بإمكانيات محدودة وتحت تهديد دائم، وفي غزة المدينة فقط يعمل قسم الاستقبال والطوارئ وغرفة عمليات بمستشفى الشفاء.

أما المستشفيات الخاصة فهناك المعمداني وأصدقاء المريض والخدمة العامة ومستشفى الحلو الذي تديره الوزارة لخدمة النساء والولادة، وفي خان يونس يوجد مستشفى الأمل التابع للهلال الأحمر الفلسطيني، وفي الشمال يوجد مستشفى العودة في جباليا.

ما واقع المستشفيات الميدانية؟

الاستهداف والحصار يطولان هذه المستشفيات أيضا، والاحتلال يمنع دخول المعدات وقطع الغيار، ونحن بحاجة إلى مستشفيين ميدانيين في رفح بسعة 200 سرير، ولا يوجد فيها حاليا سوى المستشفى الإماراتي المحاصر، وفي خان يونس توجد 3 مستشفيات ميدانية: الصليب الأحمر، والبريطاني، والكويت التخصصي.

وفي المحافظة الوسطى نحتاج مستشفى إضافيا إلى جانب المستشفى الذي تشغله منظمة أطباء بلا حدود، وفي غزة المدينة نحتاج مستشفى ميدانيا بسعة 400 سرير بدل مستشفى الشفاء الذي كان يضم 700 سرير.

حدثنا عن الوضع الدوائي؟

مخازن وزارة الصحة شبه فارغة، لدينا فقط 37% من الأدوية و57% من المستلزمات الطبية.

فقدنا 99% من خدمات جراحة القلب والقسطرة، و85% من خدمات جراحة العظام، و73% من الجراحة العامة، و54% من خدمات مرضى السرطان، و45% من غسيل الكلى، و54% من أدوية الضغط والسكري والأطفال.

كيف تتعاملون مع الأعداد الكبيرة من الجرحى يوميا؟ إعلان

نستخدم نظام المفاضلة، نقدم الرعاية لمن يمكن إنقاذه، ونترك الحالات الميؤوس منها للأسف، ونُسرّح الحالات المتوسطة بسبب نقص الأسرّة، ونرشّد في استخدام الأدوية والمستلزمات، وحتى الكهرباء، فمنظمة الصحة العالمية لديها مخزون وقود يكفي فقط لأسبوعين.

هل فقد بعض المرضى حياتهم نتيجة نقص الإمكانيات؟

نعم، فقدنا كثيرين كان من الممكن إنقاذهم، بعضهم توفي لعدم توفر عمليات أو أدوية، والبعض أصيب بالشلل أو البتر بسبب غياب التدخل الجراحي المناسب.

هل تعملون في بيئة آمنة؟

منذ بداية الحرب الطواقم تعمل على مدار الساعة، فقدنا 1400 شهيد من الكوادر الطبية، بينهم مختصون نادرون، فضلا عن أن 380 من العاملين معتقلون لدى الاحتلال، بالإضافة إلى أن الكوادر في غزة لم يتلقوا رواتبهم منذ 3 أشهر، ومن يتقاضى راتبه من رام الله يخسر نحو 30% منه عند سحبه، كما أننا نعيش في خيام بلا خصوصية أو أمان، ونكمل مهامنا تحت الخطر دون أدنى مقومات الحياة الكريمة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات المستشفیات المیدانیة من خدمات فی غزة

إقرأ أيضاً:

أردوغان: تركيا تواجه تهديدًا أكبر من الحرب!

أنقرة (زمان التركية)- وصف الرئيس رجب طيب أردوغان، انخفاض معدل النمو السكاني في تركيا بأنه “تهديد هم من الحرب بكثير”.

أردوغان انتقد انخفاض معدلات الإنجاب في تركيا، قائلا: “يجب أن نزيد عدد سكاننا عبر المواليد الجدد. لقد اتخذنا سلسلة من الإجراءات وبدأنا في تطبيقها”.

وأوضح الرئيس أن المعارضة هي من يدافع عن سياسات إلغاء الفوارق بين الجنسين في تركيا، وهي السياسات التي يبحث الغرب حاليا عن طرق التخلص منها.

أضاف أردوغان: “الأسرة، أساس المجتمع، تواجه تهديدات وأخطارًا في بلادنا كما هو الحال في جميع أنحاء العالم. القضية لا تقتصر على خيانة المعارضة فقط، بل نواجه أيضًا الآثار السلبية لنمط الحياة الذي تشجع عليه الثقافة النيوليبرالية. نحن نعيش في فترة تتعرض فيها الأسرة وتكوينها وإنجاب الأطفال للإهانة أكثر من أي وقت مضى”.

وأكد أردوغان على اتخاذهم سلسلة من الإجراءات لزيادة عدد السكان والبدء في تطبيقها، مشيرًا إلى ضرورة عدم نسيان أن القضية تتجاوز الحوافز المادية إلى تصور حضاري.

وتابع أردوغان:”أؤكد مرة أخرى اليوم على أهمية التطبيق الصارم للقانون رقم 6284. القانون هو الذي يحمي، وليس الاتفاقيات. عليكم أن تتعلموا احترام حجاب المرأة وملابسها وإرادتها في ممارسة إيمانها في المجال العام. الألم والدموع التي تسببها الإرهاب أحرقت قلوب النساء أكثر من أي أحد آخر. النساء سيكونن أكبر المستفيدات من تركيا خالية من الإرهاب”.

وفي نهاية تصريحاته قال الرئيس: “لن نسمح بأي تراجع في مكاسب النساء، خاصة في عالم الأعمال والتعليم والسياسة، ولن نسمح بذلك”.

Tags: أردوغانالإنجابتركيارجب طيب أردوغانمواليد

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة سوهاج يتفقد مستشفى الاستقبال والطوارئ ويشدد على جودة الخدمات الطبية
  • مبادرات وتطوير المستشفيات.. خطة وزارة الصحة للقضاء على الدرن عام 2030
  • حماس: غزة تواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة بعد 50 يوما من إغلاق المعابر
  • سمكة سامة تؤدي إلى الوفاة وليس لها علاج.. الصحة توجه تنبيها عاجلا للمواطنين
  • محكمة إن أمناس توضّح بخصوص وجود جثة مرمية أمام مؤسسة الصحة العمومية بالدبداب
  • محكمة إن أمناس توضّح بخصوص وجود جثة شخص مرمية أمام مؤسسة الصحة العمومية بالدبداب
  • تركيا.. حظر الولادة القيصرية في المستشفيات الخاصة
  • أردوغان: تركيا تواجه تهديدًا أكبر من الحرب!
  • الصحة: 82 % من العمليات القيصرية غير الضرورية تُجرى في المستشفيات الخاصة