بعد سقوط البشير واستقالة صلاح قوش ومن بعده جلال الشيخ، تغولت الاستخبارات العسكرية على ملفات جهاز المخابرات وسيطرت على معظم موارده، وتقاسمته مناصفة مع الدعم السريع، الاستخبارات على المعلومات والتحليل والقرار، والدعم السريع على المقار والموارد الفنية..

تحول جهاز المخابرات إلى جسد بلا روح، يتم ابتزازه سياسياً من قبل قحت بماضيه وانتماءات منسوبيه لنظام الإنقاذ.

كثير من عناصره انحنوا للعاصفة، فمنهم من تم إقالته ومنهم من دخل في حالة كمون وانتظار ومنهم من طاوع الحكام الجدد وأدار ظهره لولائه السابق ومنهم من قاوم مشروع الحكم الجديد بممانعة صامتة..

كان الهدف بعد سقوط البشير وبعد حادثة هيئة العمليات أن تكون السيطرة الكاملة لصالح الاستخبارات العسكرية، وكان الرأي الغالب لدى قيادات الجيش أن يدار الجهاز بواسطة ضباط من داخل المؤسسة العسكرية، مثل الفريق جمال عبد المجيد. لم تنجح التوجهات الجديدة لأسباب تتعلق بعدم دراية هؤلاء الضباط بطبيعة الثقافة المؤسسية الطاغية على عمل الجهاز وبطبيعة العمل الأمني في شقه المدني ولغياب الرؤية المشتركة بين الضباط القادمين من الجيش مع الشباب الذين تخرجوا من مؤسسة الجهاز، بالإضافة لتعدد الولاءات داخل الجهاز نفسه بين ولاءات تقليدية وولاءات حديثة مرتبطة بالعناصر المدخلة من قبل مجموعة حميد-تي والنظام الجديد ..

صحيح لم يستطيع حميدتي ابتلاع الجهاز كلياً، لكنه أحدث فيه اختراقات عميقة وخلق حالة من الاهتزاز الداخلي جعله جهاز فاقد للفعالية ومكبل بعزلة سياسية وحالة عداء شعبي مرتبط بديسمبر والخطابات الميدانية الرافضة لعناصره. فحالة الهياج الشعبي الرافض للجهاز ولعناصره وظفها حميدتي لجعل دور الجهاز محصور فقط في جمع المعلومات وتكبيل اي خطوات وقائية يمكن أن يقوم بها وحصرها فقط على الد-عم السريع ..

الأن وبعد قيام الحرب ومع بدء الجهاز في استعادة توازنه وفك قيود التكبيل التي مارسها عليه حميد-تي، يجب على قيادة الدولة أن تسمح بإعادة جهاز الأمن إلى عمله وفق هيكلة جديدة تعيد له صلاحياته الفنية في التحليل والتأمين والتحرك خاصة في الأحياء السكنية وملء الفراغ الاستخباراتي داخل المدن. المطلوب هو فك الارتباط والتداخل بين استخبارات الجيش والجهاز ، خصوصاً على الملفات الأمنية ذات البعد المدني وترك إدارتها للجهاز ، مع زيادة التنسيق بينهم بعيداً عن التعامل مع الجهاز بنظرة ديسمبرية قللت من فعاليته وساهمت في تهميشه. يجب منح الجهاز صلاحيات جديدة تتناسب مع حالة الحرب وتتلاءم مع طبيعة المهددات الأمنية التي تهدد السودان .
حسبو البيلي
#السودان

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تقدم 22 لائحة اتهام ضد مقاتلي "النخبة" المشاركين في معركة نير عوز

أبلغت النيابة العامة الإسرائيلية في المنطقة الجنوبية النائب العام بأنها أعدّت لوائح اتهام ضد 22 مقاتلا تتهمهم بالمشاركة في معارك وقعت داخل كيبوتس "نير عوز" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

ووفقا لما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الاحد 20 أبريل 2025، فإن هذه الخطوة جاءت بعد حصول الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن العام "الشاباك" على مواد جديدة خلال الأشهر الماضية من داخل قطاع غزة .

وتعد هذه الخطوة غير مسبوقة من حيث نطاق توجيه الاتهامات، حيث يعمل مكتب النائب العام أيضا على الدفع بتسعة مشاريع قوانين جديدة تهدف إلى تسريع محاكمة مقاتلين من وحدة النخبة التابعة لحركة حماس .

وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات الإسرائيلية أبلغت الولايات المتحدة بتطورات هذه الحملة، موضحة أن النيابة العامة تخطط لتقديم لائحة اتهام جماعية تشمل مئات المقاتلين من وحدة النخبة.

ويدير هذه الحملة فريق صغير من المحامين في مكتب المدعي العام للمنطقة الجنوبية، ويتعاونون مع فرق من وحدة لاهف 433 التابعة للشرطة، وجهاز "الشاباك"، ومديرية الاستخبارات العسكرية.

وحسب مصدر أمني، فإن الشاباك يولي هذا الملف أهمية قصوى، ويواصل جمع الأدلة من مختلف المواقع التي دخلها الجيش الإسرائيلي داخل قطاع غزة، والتي لم يسبق له التواجد فيها سابقا.

وقد مكن التوسع في العمليات العسكرية، قبل وقف إطلاق النار، من الاستيلاء على مواد إعلامية وبيانات إلكترونية ساهمت في توثيق الأدلة.

وبعد جمعها، تتولى الاستخبارات العسكرية والشاباك فرز وتحليل هذه المواد، ثم تسلم الأدلة إلى الشرطة التي تنقلها بدورها إلى النيابة العامة.

وأوضح مصدر في الشرطة الإسرائيلية أن "بعض المقاتلين المعتقلين تم تحديد أماكن وجودهم، وحين دخل الشاباك إلى تلك المناطق، كرفح مثلا، تمكن من جلب الأدلة ضدهم بالفعل".

حتى الآن، تم اعتقال نحو 300 مقاتل حددت مشاركتهم في عملية "طوفان الأقصى" بدرجات مختلفة. بعضهم اعتقل داخل إسرائيل يوم السابع من أكتوبر، في حين أُوقف آخرون خلال العمليات البرية للجيش في غزة.

وترى القيادة السياسية الإسرائيلية أن هؤلاء المعتقلين يُصنَّفون كـ"إرهابيين" ولا ينبغي إدراجهم في أي صفقات لتبادل الرهائن.

ومع ذلك، لا تزال هناك فئة من المعتقلين الذين لم يُشاركوا في القتال مباشرة، بل قاموا باحتجاز رهائن داخل القطاع، ولم يحسم بعد ما إذا كانوا سيُدرجون ضمن لوائح الاتهام أم سيُخصصون لصفقات تبادل لاحقة.

المصدر : وكالة سوا - عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية يديعوت تكشف تفاصيل مقتل جندي وإصابة 3 مجندات شمال غزة محدث: نتنياهو : لن نخضع لإملاءات حماس ولهذه الحرب أثمان كبيرة صورة: مقتل جندي إسرائيلي وإصابة 3 مجندات شمال غزة الأكثر قراءة بالفيديو: خرج عن الخدمة بشكل كامل - إسرائيل تقصف المستشفى المعمداني في غزة البيطار: فلسطين تحتضر اقتصاديا ونعمل وفق مسارات لمواجهة الحرب المالية  سعر صرف الدولار والدينار مقابل الشيكل اليوم الأحد 13 إبريل طقس فلسطين اليوم: توقعات بسقوط زخات من الأمطار عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين: الانقسام داخل حكومة نتنياهو يهدد استقرار إسرائيل
  • رئيس الشاباك في مواجهة نتنياهو .. خلاف خطير داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية
  • بالفيديو.. ملامح الغدر كانت واضحة.. شاهد ماذا كان يدور داخل منزل قائد ثاني قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو بالخرطوم قبل يوم واحد من الحرب
  • الصين تصنع أول جهاز آلي لشراء الذهب في العالم.. فيديو
  • حركة جديدة تعلن القتال مع الجيش السوداني ضد الدعم السريع
  • بشرى سارة لأهالي العبور الجديدة
  • إسرائيل تقدم 22 لائحة اتهام ضد مقاتلي "النخبة" المشاركين في معركة نير عوز
  • جهاز قراءة إلكتروني يُطوى ككتاب حقيقي
  • الطريقة التي سارت بها الحرب في السودان كانت خادعة لحلفاء المليشيا وداعميها