بوابة الفجر:
2025-04-23@21:25:46 GMT

أحمد فشير يكتب: أين ذهب الألمبو؟!

تاريخ النشر: 21st, April 2025 GMT

ربما لا يعرفه الكثير، سوى محافظات القناة والمنطقة المحيطه بها، والمنزلة التي استقبلت المهاجرين من مدن (القنال) باللام لا بالتاء المعقودة على حد قولهم، أيام العدوان الثلاثي عليهم واستقروا بها حتى بعد الحرب، واختلطت الأنساب بينهم وحدث انصهار بين هؤلاء وهؤلاء ؛ فلربما صنعوا الألمبو ليلة شمّ النسيم وأحرقوه  وانتقل هذا الفولكلور الشعبي والموروث القديم من منطقة إلى أخرى حتى اختصره البعض في حرق "الكاوتش" بدلًا من الدُمية، تعبيرًا عن رفضهم لأي احتلال أو اضطهاد أو التعرض لضغوط.

 


 

وحفاظًا على هذا الموروث من حيث الفكرة لا التنفيذ، وحتى نعرض للنشأ تاريخ وأحاديث هذا البلد، ونغرس فيهم الانتماء وتقوية الجذور ومدى ارتباط الإنسان ببلده، هذا البلد الضارب جذوره في أعماق أعماق التاريخ، صنع "دمية" وأطلق عليها "ألنبي" ومع النطق (قُلبت النون الساكنة ميمًا بسبب الباء) فصارت ألمبي وننطقها (ألمبو).


من هو إدموند ألنبي ؟

 

والألمبو نسبة إلى ضابط بريطاني يُدعى إدموند ألنبي، اشتهر هذا الاسم في الحرب العالمية الأولى بدوره في تمكين بلاده من الاستيلاء على أراضي فلسطينية وسوريا سنة 1918، وعمل مندوبًا ساميًا لبريطانيا في مصر وعُرف باضطهاده وسوء معاملته لأهالي محافظات القناة (بورسعيد - اسماعيلية - السويس).


وحرق أهالي بورسعيد "الألنبي" بعدما صنعوه على هيئة "دُمية" عقب رفض أهالي مدن القناة حظر التجوال الذي فرضته القوات البريطانية عليهم، وأثناء تجوله "إدموند ألنبي" راكبًا أحد المراكب في قناة السويس قاموا بالخروج وأعدموا دمى كبيرة ترمز له، وحرقوها أمامه، وتم عزله عن العمل كمندوب سامي في مصر، وعاد إلى بلاده.

الألمبو “رمزًا” للمقاومة 

 

وتطورت الفكرة حتى أصبحت رمزًا للنضال والمقاومة ونوعًا من أنواعها، ثم موروثًا شعبيًا وفولكلوريًا على مر تاريخ مصر ومدن القناة خاصة في محافظة بورسعيد، والألمبو "دمية" محشوة بالقش ترتدي قيمصًا وبنطلون يتم زفها في الشوارع والغناء لها:


أغنية تصاحب حرق الألمبو وزفه في الشوارع

 

يا ألمبو يابن ألمبوحة        امراتك وحشة وشرشوحة

يا تربة يام    بابين                 وديتي الألمبي فين

ابكي عليه وقولي              دا كان بيحب الفولي

ابكى عليه يا رحمة           دا كان بيحب اللحمة


 


وفي بورسعيد تفنن الكثير في صناعة الألمبو وفي المنزلة صنعوه من الجبس على هيئة تمثال وكان يُدهن بالبرنز، وتتنوع مظاهر الاستعداد ليوم شم النسيم حيث ترى تلالًا من الخَسّ الأخضر في الشوارع وبجانبه رماريم البصل الأخضر وقفافيص الليمون وازدحامًا أمام محال الفسيخ.

 

ويبقى السؤال: هل انتهى عصر الألمبو ؟.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الحرب العالمية الأولى مدن القناة أبناء بورسعيد المنزلة

إقرأ أيضاً:

الممدارة في عدن.. مياه الصرف الصحي تغمر الشوارع وتحذيرات من تفشي الأوبئة 

الجديد برس| تعيش منطقة الممدارة في عدن أزمة بيئية وصحية خطيرة بسبب استمرار تدفق مياه الصرف الصحي، مما أثار تحذيرات من كارثة صحية تهدد حياة الآلاف من السكان. وأفاد أهالي المنطقة بأن مياه المجاري غمرت عدة شوارع وأزقة خلال الأيام الماضية، مشكلّة بركاً راكدة تنبعث منها روائح كريهة، وسط مخاوف من تفشي أمراض مثل الكوليرا والتيفوئيد. وأكد السكان أن المشكلة تتكرر منذ سنوات دون حلول جذرية، رغم مناشداتهم المتكررة للجهات المعنية، مشيرين إلى إغلاق عدد من المحال التجارية بسبب تلوث المياه. وحذرت مصادر طبية من خطر تفشي أوبئة في المنطقة إذا لم يتم التحرك العاجل، خاصة مع تدهور البنية التحتية وعجز الجهات المسؤولة عن معالجة الأزمة. وطالب المواطنون السلطات المحلية التابعة لحكومة عدن الموالية للتحالف بالتدخل الفوري لإنقاذ الممدارة من كارثة قد تمتد آثارها إلى مناطق مجاورة.

مقالات مشابهة

  • زلزال يضرب اسطنبول والسكان يهرعون إلى الشوارع والأماكن المفتوحة (فيديو) 
  • أحمد عبد الوهاب يكتب: اللغة العربية بين العولمة والهوية "تحديات وحلول"
  • الممدارة في عدن.. مياه الصرف الصحي تغمر الشوارع وتحذيرات من تفشي الأوبئة 
  • زلزال قوي يهز إسطنبول والسكان يهرعون إلى الشوارع.. فيديو
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: خلق آخر
  • يسرا تقود حملة لحماية كلاب الشوارع
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: البحث عن البحث
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (شكرا خلفان)
  • مغربي مقيم بالمملكة: الناس يتركون تجارتهم في الشوارع ويذهبون للصلاة.. فيديو