نظمت كلية الألسن بجامعة عين شمس، يوم تعريفي لبرامج الساعات المعتمدة، تحت رعاية الدكتورة غادة فاروق، القائم بعمل رئيس الجامعة، والدكتور عبد الفتاح سعود، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتورة سلوى رشاد، عميد الكلية. 

ختام ورشة عمل الهوية البصرية للمدن المصرية في جامعة عين شمس جامعة عين شمس تشارك في وفد نواب رؤساء جامعات إقليم القاهرة الكبرى

جاء ذلك إشراف الدكتور ناصر عبد العال، وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، بحضور لفيف من رؤساء الأقسام و أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة، وعدد من الطلاب و أولياء أمورهم، مع تطبيق كافة الإجراءات الإحترازية المكثفة.

و أكدت عميد كلية السن عين شمس أن تلك البرامج التعليمية تهدف إلى إعداد كوادر من المترجمين المحترفين في مجالات الترجمة التحريرية والشفهية و تكنولوجيا الترجمة، قادرة على تلبية احتياجات سوق العمل على المستوى المحلى  والإقليمي والدولي، و إعداد متخصصين لشغل الوظائف المختلفة التى تحتاج إلى مهارات الترجمة التحريرية والفورية، إلى جانب إعداد كوادر قادرة على الإسهام في عملية التعريب في المجالات العلمية كالطب والهندسة والعلوم والرياضيات وغيرها.

برامج ألسن عين شمس 

وأشار الدكتور ناصر عبد العال، وكيل كلية ألسن عين شمس لشئون التعليم والطلاب  فى فعاليات اليوم التعريفي مؤكدًا أن برامج الساعات المعتمدة تتماشى مع تدشين الجمهورية الجديدة، وإرساء كافة وسائل النهضة الحديثة التى تشهدها البلاد وفق إستراتيجية الدولة ٢٠٣٠، مشددًا على أن البرامج متخصصة لتدريس الترجمة التخصصية في مختلف المجالات، وتستهدف تلك البرامج تقديم خدمة متميزة للطالب من خلال تجهيزات المعامل لدراسة الترجمة الفورية؛ بهدف تأهيل جيلًا جديدًا من المترجمين المؤهلين ليكونوا همزة الوصل بين مصر و الأمم المتقدمة لننهل منهم المعارف والعلوم التى تساعد في نهضة الدولة المصرية الجديدة.

و أوضحت الدكتورة هالة سيد متولى، منسق عام  الساعات المعتمدة بالكلية، الفرق بين النظام الفصلي ونظام  الساعات المعتمدة يبدأ من الشهادة الخاصة بكل منهم؛ حيث تمنح الكلية بالنظام الفصلي شهادة ليسانس الألسن في الأدب واللغة، بينما تمنح الكلية لطالب الساعات المعتمدة شهادة ليسانس الترجمة المتخصصة، لافته إلى أن الفرق بين الشهادتين يوضح مدى التخصصية وصقل المترجم لتاهيلة لتخصص معين.

و قامت الدكتورة غادة عبد العزيز، رئيس قسم اللغة الانجليزية، والمشرف على برنامج الساعات المعتمدة باللغة الإنجليزية بالكلية، بشرح طبيعة برنامج الترجمة التحريرية والفورية باللغة الإنجليزية، وأوضحت تركيزه على تخريج مترجم متخصص إما في الترجمة التحريرية، أو الفورية والتحريرية، وقادر على التعامل مع كل انواع الترجمة وملم بأحدث الاتجاهات والتقنيات ومطلوب بشدة في سوق العمل سواء على مستوى المؤسسات الدولية أو المحلية.

بينما تحدثت أ.د.مروة طنطاوى، رئيس قسم اللغة الايطالية، عن برنامج الترجمة المتخصصة في اللغة الإيطالية، موضحة أن وزارة الخارجية الإيطالية تدعم  القسم بخبراء أجانب وعددهم ٢ لإفادة الطلاب ليس فقط لغويا ولكن للعمل على إيجاد فرص عمل لهم، و تزود وزارة  الخارجية  الإيطالية مكتبة القسم الخاصة بأحدث الكتب التعليمية والثقافية وفي علوم الترجمة مجانا باعتبار القسم من أقدم أقسام إيطالية في الشرق الأوسط وترتبط نشأته بنشأة الكلية ١٩٥٦-١٩٥٧، لافته إلى أن البرنامج   يركز  على مقررات الترجمة في مجالات الحياة المختلفة باستخدام التكنولوجيا لمواكبة تطورات العصر، موضحة أنه يوجد بروتوكولان تعاون مع أرقى الجامعات الإيطالية لإفادة الطالب من منح الدراسة بالخارج ، وتوجد نخبة من الأساتذة بالقسم الذين حصلوا على الدكتوراة من الخارج الذين لديهم خبرة بكل ما هو جديد في سوق العمل، كذلك توجد فرص عمل كثيرة للخريج  وخاصة في مجال الصناعة والتجارة والغاز لكن لابد من تنمية مهارات الطالب عن طريق هذا البرنامج الذي أعد خصيصا لتخريج طالب يجيد الترجمة الشفهية والتحريرية.

بينما أشارت أ.د. رانيا حسن، رئيس قسم اللغة الفرنسية، إلى برنامج الترجمة التحريرية والفورية باللغة الفرنسية، حيث أن قسم اللغة الفرنسية هو أول قسم تم إنشائه بالكلية ويضم عدد كبير من الأساتذة الحاصلين على جوائز دولية مثل وسام فارس من السفارة الفرنسية وجوائز النشر الدولي ومنهم من يتعاون في الترجمة الفورية مع منظمات دولية. كما أن خريجي البرنامج يستطيعون استكمال الدراسات العليا في فرنسا بالمدرسة العليا للمترجمين التحريريين والفوريين. 

وتجدر الإشارة إلى أن القسم يتعاون مع الوكالة الجامعية الفرانكفونية  من خلال عقد ورش عمل مشتركة للطلاب والمشاركة في المسابقات الدولية التي تنظمها الوكالة.

وتحدث أ.د.م.ياسمين محمود، رئيس مجلس قسم اللغة الاسبانية، عن برنامج الترجمة المتخصصة في اللغة الإسبانية،  ومعه مجموعه من الأساتذة بالقسم حول أهمية البرنامج ومدي امكانية دعمه باتفاقية مع جامعة سلامنكا بإسبانيا لتدريب الطلاب المصريين  الجدد علي المحادثة والاستماع من خلال بعض خريجي جامعة سلامنكا عبر تقنية الفيديو كونفرانس، وأشار إلي تشكيل لجنة شكاوي لحل مشكلات الطلاب عبر ايميل مخصص لذلك، 

مؤكدًا أنه برنامج تعليمى متميز يتبنى الإبداع وفق معايير الجودة لتلبية احتياجات سوق العمل وخدمة المجتمع، لدعم الروابط المصرية العربية ثقافيًا وعلميًا بإسبانيا ودول أمريكا اللاتينية، وذلك عن طريق تنمية مهارات الترجمة والقدرات البحثية من العربية وإليها، لتخريج كوادر من المترجمين والباحثين المتخصصين فى كل ما يتعلق بمجالات الترجمة المتخصصة.

وأوضحت  أ.د.مرفت علي، رئيس قسم اللغة الصينية، أن برنامج الترجمة المتخصصة في اللغة الصينية، يستهدف تقديم برنامج تعليمى متميز يتبنى الإبداع وفق معايير الجودة لتلبية احتياجات سوق العمل وخدمة المجتمع، لدعم الروابط المصرية العربية ثقافيًا وعلميًا بالصين، وذلك عن طريق تنمية مهارات الترجمة والقدرات البحثية، لتخريج كوادر من المترجمين والباحثين المتخصصين فى كل ما يتعلق بمجالات الترجمة المتخصصة.

ويوجد بالقسم أساتذة صينين متخصصين فى تدريس اللغة الصينية للأجانب، كما يقيم القسم الكثير من الأنشطة الثقافية والمسابقات العلمية  مع المركز الثقافى الصينى ومعهد كونفوشيوس تحت إشراف المكتب التعليمى الصينى بالقاهرة، ويوفر قسم اللغة الصينية العديد من المنح للمتفوقين كمنحة الوزارة لجامعة بكين لدراسة عام كامل.

هناك العديد من المنح التي تقدمها الحكومة الصينية لطلبة قسم اللغة الصينية لدراسة اللغة والثقافة والأدب الصينى في جامعات الصين، مما يوفر للطلاب فرصة كبيرة للحياة فى  المجتمع الصينى والأحتكاك بأهل اللغة بأنفسهم .

و تحدث أ.د. محمد نصر الجبالي،  رئيس قسم اللغة الروسيه، عن برنامج الترجمة المتخصصة فى اللغة الروسية، موضحًا أهمية دراسه اللغة الروسية و فرص العمل التي توفرها للطلاب الخريجين، خاصة في ظل تنامي العلاقات مؤخرا بين مصر و روسيا و اقامة العديد من المشروعات الكبرى المشتركة و ازدهار قطاع السياحة.

كما أكد على المزايا التي يقدمها برنامج الساعات المعتمدة بالقسم حيث يساعد على اعداد خريج قادر على القيام بمهام المترجم المتخصص و حيث يلقى الطالب دعما و ارشادًا اكاديميًا على مدار الدراسة، حيث يتوفر القسم على عدة شراكات مستقبلية تعزز من مستوى الخريجين و تفتح امامهم مجالات غير محدودة للابداع في مجال التخصص.

و ذكر ان قسم اللغة الروسية هو الاكبر في الشرق الاوسط و افريقيا و يقوم بدعم الاقسام الجديدة في الجامعات الروسية بالكوادر الشابه.

وبدات أ.د.هند أسعد، الأستاذ بقسم اللغة الألمانية ومدير وحدة الجودة بالكلية،  رئيس قسم اللغه الالمانية، حديثها بتوضيح أن قسم اللغه الألمانية العريق بكلية الألسن جامعة عين شمس، يعد من أقدم وأكبر اقسام اللغه الألمانية عددًا فى الطلاب و أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونه فى مصر والشرق الأوسط وبه كوكبة ونخبه من الاساتذة المتخصصين فى الترجمه ولديهم خبرة واسعه فى مجال الترجمه الفورية والتحريرية وحاصلين على عدة جوائز محليه وعالميه ويعملون مع منظمات وهيئات دولية.

واوضحت أن برنامج الترجمه الجديد هو برنامج تعليمى متميز يعد كوادر من المترجمين المتخصصين والباحثين فى كل ما يتعلق بمجال الترجمه المتخصصة ويلبى احتياجات سوق العمل وخدمة المجتمع وفق معايير  الجودة.

كما اوضحت سيادتها لائحة ونظام الدراسة ومواصفات الخريج والشروط العامه للقبول بالبرنامج والارشاد الأكاديمي ونظام التقويم. واشارت الى متطلبات الجامعه الهامه من مقررات ثقافية عامة تصقل شخصية المترجم وتعزز من مهاراته فى الممارسة المهنية فى سوق العمل حيث تشمل دراسات بينية هامه للمترجم فى الفنون والحاسب الآلى والتاريخ والجغرافيا  والقانون وحقوق الإنسان وادارة الأعمال والمحاسبه ومهارات الاتصال والتذوق الموسيقى والادبى وعلم النفس. 

وكذلك متطلبات الكلية الاجباريه فى اللغه العربية والانجليزية وقاعة البحث،  ومتطلبات البرنامج المتخصصة. ثم تناولت المنح المقدمه للطلاب من الجانب الالمانى سواء من الهيئة الالمانية للتبادل العلمى الداد او ايرازموس بلاس او الجامعات الالمانية كجامعة برلين الحرة. 

ثم تحدثت  عن الشراكات الدولية بالقسم للارتقاء بتصنيف الكلية والجامعة حيث يقدم القسم برنامج الماجستير المشترك فى الترجمه المتخصصة للغتين الالمانية والعربية  بالتعاون مع جامعة لايبتسيج بألمانيا ويقضى طلاب البرنامج الماجستير فصل دراسي كاملا فى الجامعه الشريكه بألمانيا.

وتحدثت أ.د.أميمة عبد الرحمن، رئيس قسم اللغة العربية، عن برنامج اللغة العربية  بها وهو برنامج تعليمي و بحثي متميز لتخريج كوادر من المتخصصين و الباحثين في اللغة العربية و أدابها و الترجمة منها و إليها وفق متطلبات سوق العمل و خدمة المجتمع بما يواكب مستجدات العصر.

و يهدف البرنامج إعداد موادر بشرية من المتخصصين في اللغة العربية وأدابها و الدراسات الإسلامية تكون قادرة على تلبية احتياجات سوق العمل في المجالات المختلفة( إعلام - تدريس- ترجمة- تدقيق لغوى و مراجعة).

كذلك إعداد باحثين يقارنون بين اللغات ذات الأسرة الواحدة أو الأسر المختلفة قادرين على الإضافة الى الرصيد اللغوى الفني بإبداعهم الثقافي الخاص، والمقارنة بين أداب اللغات المختلفةو إعداد كوادر يمكنها تصنيف المعجمات اللغوية ثنائية اللغات أو متعددة اللغات.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عين شمس جامعة عين شمس كلية ألسن ألسن عين شمس احتیاجات سوق العمل الساعات المعتمدة اللغة الصینیة اللغة العربیة جامعة عین شمس سوق العمل عن برنامج فی اللغة

إقرأ أيضاً:

دور الترجمة من العربية وإليها في تعزيز التواصل الحضاري والتفاهم الإنساني

في زمن الانفتاح الثقافي، تبرز الترجمة كوسيلة أساسية للتواصل بين الحضارات، حيث تمثل جسرًا لنقل المعارف، وتعزيز الحوار، وبناء التفاهم بين الشعوب. ومع ذلك، تواجه حركة الترجمة من اللغة العربية وإليها تحديات متشعبة، تتراوح بين سيطرة الاعتبارات التجارية، وغياب العمل الجماعي المنظم، وضعف الدعم المؤسسي، إضافة إلى نقص الاهتمام بالنصوص ذات القيمة الثقافية والعلمية.

تناقش الندوة التي أقيمت ضمن فعاليات جائزة حمد للترجمة في دورتها العاشرة واقع الترجمة وآفاقها، مع التركيز على تأثير السوق التجاري على جودة الترجمة، ودور التكنولوجيا الحديثة في تحسين الكفاءة، وأهمية تحقيق التوازن بين التوطين الثقافي للنصوص والحفاظ على روحها الأصلية. كما سلطت الضوء على التحديات المتمثلة في نقص الترجمة المتخصصة، وتفاوت الاهتمام بالأدب العربي في الثقافات الأخرى، والحاجة إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات الثقافية والمترجمين.

من خلال استعراض الرؤى المختلفة، نحاول فهم كيف يمكن للترجمة أن تتجاوز التحديات الراهنة، وتؤدي دورها كوسيلة حقيقية للتقريب بين الشعوب، وتحقيق التواصل الثقافي، بما يسهم في النهوض بالمعرفة وتعزيز حضور الأدب العربي على الساحة العالمية.

وقبيل بدء الندوة قال الدكتور محمد حامد الأحمري المدير العام للجائزة في كلمته، إن الجائزة التي تحتفي بمرور عشر سنوات على إطلاقها، "أصبحت من أكبر الجوائز في العالم في مجال الترجمة"، مؤكداً أن نجاحها خلال عقد من الزمان هو نتيجة "جهود دؤوبة من مجلس الأمناء واللجان المختلفة، التي حرصت على أن المهنية والمصداقية والشفافية"، مستعرضاً مراحل عمل لجان الجائزة منذ تسلم الأعمال المرشحة وتدقيقها وعرضها على لجان التحكيم ومراجعتها وصولاً إلى المرحلة الأخيرة للتحكيم.

وحول واقع الترجمة من اللغة العربية وإليها، تناول المترجم المغربي حسن حلمي، أستاذ الأدب الإنجليزي بجامعة الحسن الثاني سابقًا، التحديات التي تواجه حركة الترجمة اليوم، مركِّزًا على تفاعلها مع قوانين السوق ومتطلبات الجودة. وفي مداخلته، قسَّم "حلمي" النقاش إلى محورين هما "الكتابة والنشر والترجمة"، و"الترجمة وصناعة الذكاء".

أشار في البداية إلى أن المشهد الثقافي يتسم بغلبة النزعات التجارية، حيث باتت قيم السوق والتسويق هي الحاكمة في عالم النشر والترجمة. هذه القيم، وفقًا لحلمي، لا تعير الاهتمام الكافي لجودة المحتوى، بل تركز على الكم والرواج. وأوضح أن ظاهرة الترجمة أصبحت خاضعة لقوانين السوق، سواء في استيراد النصوص الأجنبية أو تصدير الأدب العربي، مما ينعكس سلبًا على القيمة الفكرية للنصوص المترجمة.

وأوضح "حلمي" أن اختيار النصوص المستوردة غالبًا ما يتم بناءً على احتمالية النجاح التجاري وليس على القيمة الأدبية أو الفكرية. واستشهد بأمثلة لدور النشر التي تتخصص في ترجمة الأعمال الفائزة بجوائز كبرى، مثل جائزة نوبل، حيث يتم تسريع عملية الترجمة دون إعطاء الوقت الكافي لتحليل النصوص أو فهم سياقاتها الثقافية.

وأشار إلى أن هذه النزعات التجارية أدت إلى انتشار ما أسماه "ثقافة الكيتش"، التي تسعى لتسليع القيم الفنية والأدبية، ما ينتج أعمالًا سطحية ومبهرة شكليًا لكنها تفتقر إلى العمق والمعنى. وأضاف: "الكيتش يُنتج أعمالًا موجهة لجماهير عريضة تغرق في البهرجة، لكنها تهمِّش النصوص ذات القيمة الحقيقية". واستعرض مثالًا صادمًا لنص ضعيف المستوى، معتبرًا إياه نموذجًا للتردي الفكري واللغوي الذي يهدد القيمة الثقافية الحقيقية للترجمة.

وعرج حسن حلمي على ظاهرة الترجمة الآلية، مشيرًا إلى انتشار الاعتماد المفرط عليها بين المترجمين غير المؤهلين، مما يؤدي إلى إنتاج نصوص تفتقر إلى الجودة. وعبَّر عن تشبيهه للترجمة الآلية بعملية تحويل خنزير إلى نقانق بضغطة زر، موضحًا أن هذا النوع من الإنتاج قد يكون سريعًا، لكنه لا يلبي معايير الجودة الثقافية.

وأضاف "حلمي": الاعتماد على الخوارزميات وحدها دون تدخل بشري ماهر لا يمكن أن ينتج نصوصًا عالية الجودة. فالتمييز اللغوي والثقافي يظل عاملًا أساسيًا، وجودة الترجمة تعتمد في الأساس على مهارة المترجم وقدرته على تحسين النصوص، وليس على التكنولوجيا فقط.

واختتم المترجم المغربي حسن حلمي حديثه بنبرة واقعية مشوبة بالتفاؤل المشروط، حيث أكد على أن تحسين واقع الترجمة يتطلب استثمارات ثقافية حقيقية تعزز معايير الجودة في اختيار النصوص وإنتاجها، مع توفير دعم أكبر للترجمة كوسيلة لتقريب الثقافات وليس فقط كأداة للربح التجاري. وأضاف: "الترجمة هي جسر يربط بين الثقافات، لكنها بحاجة إلى من يحسن بناؤه، وإلا فإنها ستظل مجرد وسيلة لتكريس النزعات التجارية على حساب القيمة الثقافية".

بين العربية والإسبانية

وفي مداخلته قدم المترجم الإسباني سلفادور بينيا مارتين، أستاذ قسم الترجمة في جامعة ملقا، رؤية عميقة حول الترجمة من اللغة العربية إلى الإسبانية مشيرًا إلى أن إسبانيا تمثل استثناءً في العلاقة بين الشرق والغرب، كما أكد ذلك إدوارد سعيد في مقدمته لترجمة كتاب "الاستشراق" إلى الإسبانية، حيث أشار "سعيد" إلى أن الإسلام كان جزءًا لا يتجزأ من الثقافة الإسبانية لقرون، مما أضفى طابعًا فريدًا على الهوية الإسبانية. وأضاف "بينيا" إن هذه الهوية المزدوجة تضع على عاتق المترجمين الإسبان مسؤولية خاصة في ترجمة النصوص العربية، ليس فقط كعمل ثقافي، بل كواجب تجاه التاريخ والتراث. وشدد على ضرورة تنبيه الذاكرة الجماعية وعدم تصميت أصوات الآخر، الذي هو جزء من الذات.

وحدد المترجم الإسباني ثلاثة ميادين أساسية للترجمة من العربية إلى الإسبانية وهي أولا "التراث الأندلسي"، وجاء في سياقه: رغم ترجمة العديد من الأعمال الأندلسية مثل مؤلفات ابن حزم وابن رشد، إلا أن هناك نقصًا واضحًا في ترجمة المصادر التاريخية الأساسية مثل "نفح الطيب" لأحمد المقري، إضافة إلى غياب ترجمة العديد من الدواوين الشعرية الكلاسيكية. ثانيا "المؤلفات العربية القديمة"، حيث أشار إلى غياب ترجمات لأعمال مهمة مثل "كتاب الحيوان" للجاحظ و"مروج الذهب" للمسعودي. تلاه ثالثا "الأدب العربي المعاصر" وقال عنه: رغم وجود ترجمات حديثة، إلا أن الكثير من الأعمال العربية المعاصرة لم تنل الاهتمام الكافي في الأوساط الإسبانية.

وحول التحديات التي تواجه الترجمة من العربية إلى الإسبانية أشار سلفادور بينيا إلى أن تحقيق النصوص الأصلية يشكل تحديًا كبيرًا، لا سيما في ميداني التراث الأندلسي والأدب القديم. وأوضح أن غياب النصوص المحققة يجعل من عملية الترجمة عملًا معقدًا وصعبًا. وضرب أمثلة على ذلك، مثل كتاب "ألف باء" لابن الشيخ الأندلسي و"عجائب المخلوقات" للقزويني. كما شدد على أن اختيار النصوص الجيدة وترجمتها بجودة عالية لا يكفيان لتحقيق النجاح، إذ إن وسائل الإعلام، خاصة أقسام الثقافة فيها، لا تولي اهتمامًا كافيًا للأدب العربي المترجم. وبيّن أن هذا الإهمال يؤدي إلى ضعف توزيع الكتب المترجمة وعدم عرضها بشكل ملحوظ في المكتبات.

وأشار سلفادور بينيا مارتين إلى أن الناشرين في إسبانيا وأمريكا اللاتينية يفتقرون إلى برامج تمويل مستدامة لدعم ترجمات الأدب العربي. وذكر أن دولًا أخرى لديها برامج منح لترجمة الأدب، بينما يعاني الناشرون الإسبان من غياب هذه المساعدات. وأكد أن التواصل غير المنتظم بين المؤلفين العرب والمترجمين والناشرين يشكل عقبة كبيرة أمام تطوير حركة الترجمة، كما أن الحصول على حقوق النشر أو حتى الاطلاع على النصوص العربية يمثل تحديًا في حد ذاته.

وأشار أستاذ قسم الترجمة في جامعة ملقا إلى أن لكل داء دواء، وقدم مجموعة من الحلول التي يمكن أن تسهم في معالجة هذه المشكلات، حيث أوصى بتعزيز التعاون بين المؤلفين والمترجمين والناشرين، ووسائل الإعلام، ودور الكتب، والمكتبات. وشدد على أن هذا التعاون يجب أن يكون مستمرًا ومنتظمًا، كما دعا إلى إنشاء برامج منح لدعم ترجمة الأدب العربي من قبل دور النشر الإسبانية والأمريكية اللاتينية. وأكد على أهمية متابعة عملية الترجمة والطباعة والتوزيع لضمان نجاحها. واقترح تفعيل دور المؤسسات الثقافية والعلمية والإعلامية في التعريف بالأدب العربي وتشجيع الناطقين بالإسبانية على قراءته، مشددًا على أهمية تحقيق النصوص العربية القديمة لتسهيل عملية ترجمتها بدقة وجودة عالية.

اختتم المترجم الإسباني سلفادور بينيا مارتين، أستاذ قسم الترجمة في جامعة ملقا حديثه بنبرة تفاؤل، مؤكدًا أن الأدب العربي يزخر بثراء لا ينضب وأن هناك اهتمامًا متزايدًا من قبل القراء الناطقين بالإسبانية.

وأعرب عن أمله في أن تسهم الترجمة في تعزيز التفاهم الثقافي بين العالمين العربي والإسباني، بشرط توفير الدعم اللازم لضمان جودة الترجمة وتوسيع انتشارها.

بين العربية والكورية

وحول واقع وآفاق الترجمة بين العربية والكورية، سلطت المترجمة الكورية الأستاذة الدكتورة يون أون كيونج، أستاذة الترجمة بجامعة هانكوك للدراسات الأجنبية، الضوء على التحديات والفرص التي تواجه هذا الجسر الثقافي الحيوي. حيث قالت: إن العلاقة بين كوريا الجنوبية واللغة العربية تعود إلى منتصف القرن العشرين، حين بدأت جامعة هانكوك في عام 1965 بإنشاء قسم متخصص في اللغة العربية والدراسات الإسلامية. ومنذ ذلك الحين، توسعت الجهود لتشمل ست جامعات كورية تقدم برامج دراسية حول اللغة العربية، بالإضافة إلى جامعات أخرى تقدمها كمادة اختيارية.

وتوضح الدكتورة يون أون أن تأسيس هذه الأقسام جاء نتيجة لجهود أساتذة كوريين تلقوا تعليمهم في الدول العربية خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. وبفضل هذه البدايات المتواضعة، أصبحت الدراسات العربية في كوريا اليوم نقطة جذب للعديد من الطلبة الباحثين عن فهم أعمق للثقافة العربية.

وتضيف "المترجمة الكورية" إن الترجمة بين اللغتين تشهد نموًا ملحوظًا، مدفوعة بالتعاون الاقتصادي والثقافي المتزايد بين كوريا والدول العربية، إلى جانب الانتشار الواسع للموجة الكورية الثقافية "هاليو" في العالم العربي، حيث تقول: "الطلب على الترجمة الكورية - العربية يتزايد بشكل غير مسبوق، سواء في المجالات الأدبية أو التقنية".

ورغم هذا التطور، تبقى التحديات قائمة.. أبرزها قلة الأعمال الأدبية المترجمة، والتي تركز بشكل كبير على كتابات نجيب محفوظ وبعض الأدباء المصريين والفلسطينيين. تشيرالدكتورة يون إلى أن الأدب العربي المترجم إلى الكورية منذ أواخر الثمانينيات لا يتجاوز 21 رواية وأربع مجموعات شعرية، وهو عدد قليل بالنظر إلى عمق وغنى الأدب العربي، وكان فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل في الأدب عام 1988 نقطة انطلاق لترجمة أعماله إلى الكورية، بدءًا برواية "اللص والكلاب". تلتها أعمال أدبية بارزة مثل "أولاد حارتنا"، و"ميرامار"، مما أتاح للقراء الكوريين فرصة التعرف على الأدب العربي، وفي السنوات الأخيرة، توسعت الترجمة لتشمل أعمالًا من خارج مصر، مثل "ساق البامبو" للكويتي سعود السنعوسي، و"موسم الهجرة إلى الشمال" للطيب صالح.

وحول التوطين والتغريب توضح الدكتورة يون أن الترجمة الأدبية ليست مجرد نقل لغة، بل هي فن يتطلب حساسية ثقافية ومهارات لغوية عميقة. يلجأ المترجمون عادة إلى استراتيجيتين رئيسيتين: التوطين، الذي يكيف النص ليكون أكثر قربًا من القارئ المستهدف، والتغريب، الذي يحافظ على العناصر الثقافية الأصلية للنص، وتوازن المترجم بين هاتين الاستراتيجيتين أمر ضروري. على سبيل المثال، المثل العربي 'لا تبكِ على اللبن المسكوب" يمكن ترجمته حرفيًا أو استبداله بمثيله الكوري "إصلاح باب الحظيرة بعد فقدان البقرة".

وتؤكد المترجمة الدكتورة يون أن الطريق لتعزيز الترجمة العربية-الكورية يتطلب دعمًا من المؤسسات الثقافية والجامعات. "نحتاج إلى زيادة الاستثمار في تدريب المترجمين وتوسيع نطاق الأعمال الأدبية المترجمة لتشمل مختلف الدول العربية، وليس فقط مصر وفلسطين"... كما دعت إلى الترويج النشط للأدب العربي في كوريا من خلال معارض الكتب والندوات الثقافية. وتؤكد: "الأدب العربي غني ومتنوع، ويستحق أن يُعرض بشكل أكبر للجمهور الكوري".

واختتمت المترجمة الكورية الأستاذة الدكتورة يون أون كيونج، أستاذة الترجمة بجامعة هانكوك للدراسات الأجنبية كلمتها برسالة تفاؤل، مشددةً على أن الترجمة ليست مجرد وسيلة لنقل الكلمات، بل هي جسر للتفاهم الإنساني. وقالت: "إن زيادة التعاون الثقافي بين كوريا والدول العربية ليس فقط ممكنًا، بل ضروريًا لبناء عالم أكثر ارتباطًا وتفاهمًا".

أسئلة الواقع!

في مداخلتها قدمت المترجمة السورية ربا رياض خمم، أستاذة مشاركة في اللغة العربية واللغويات والترجمة في جامعة ليدز البريطانية، طرحًا يعكس الواقع الحالي للترجمة العربية ويبحث في أبرز الأسئلة التي تواجه هذا المجال الحيوي، وقسمت مداخلتها إلى أربعة محاور رئيسية، طرحت خلالها أسئلة جوهرية تلخص تحديات وأولويات الترجمة اليوم.

أولا تسأل: من يترجم؟ أشارت المترجمة ربا رياض إلى أن الترجمة العربية تعتمد حاليًا على جهود فردية ومبادرات صغيرة غالبًا ما تفتقر إلى الدعم المؤسسي المتكامل، وأن غياب العمل الجماعي المنظم يُضعف جودة المنتج النهائي، مشددةً على أهمية وجود فرق عمل متكاملة تضم خبراء في الجوانب الثقافية، اللغوية، والتقنية.

ثانيا: لمن نترجم؟ في هذا المحور، طرحت خمم تساؤلا حول جمهور الترجمة، وأوضحت أن فهم احتياجات الجمهور المستهدف أمر أساسي لتحديد نوعية النصوص المترجمة وأساليب تقديمها. وأضافت: "لا يمكن أن تكون الترجمة مجرد عملية نقل نصوص، بل يجب أن تراعي ثقافة الجمهور وتلبي احتياجاته المعرفية والعلمية".

ثالثا: ماذا نترجم؟ ناقشت المترجمة ربا رياض خمم الحاجة إلى تحديد الأولويات في الترجمة، مؤكدة على أهمية ترجمة النصوص التي تسهم في تعزيز التفاهم الثقافي والتطور العلمي. وأشارت إلى نقص في الترجمة المتخصصة، مثل النصوص العلمية والطبية والقانونية، ودعت إلى التركيز على هذه المجالات لضمان مواكبة العالم العربي للتطورات الحديثة.

رابعا: كيف نترجم؟ حول هذا السؤال سلطت المترجمة الضوء على تحديات عملية الترجمة، مشيرة إلى ضرورة استخدام الأدوات التكنولوجية الحديثة مثل المكانز اللغوية والذكاء الاصطناعي، التي يمكن أن تسهم في تحسين جودة الترجمة وتسريع العملية. كما أكدت على أهمية التدريب المستمر للمترجمين، لتمكينهم من التعامل مع النصوص بدقة وكفاءة.

وأوصت المترجمة السورية ربا رياض خمم، أستاذة مشاركة في اللغة العربية واللغويات والترجمة في جامعة ليدز البريطانية، مداخلتها بمجموعة من الاقتراحات التي ترى أنها ضرورية لتطوير مجال الترجمة. أهمها التدريب المستمر، حيث أشارت إلى أن المترجم بحاجة إلى تطوير مهاراته باستمرار لمواكبة تطورات اللغة والتكنولوجيا. كما دعت إلى ضرورة التخصص في مجالات محددة مثل الترجمة الطبية أو القانونية، مؤكدة أنه من المستحيل أن يكون شخص واحد ملمًا بجميع المجالات. وشددت على أهمية العمل الجماعي، والعمل ضمن فرق متخصصة تضم خبراء في مختلف المجالات.

إضافة إلى ذلك، ركزت على ضرورة الاستفادة من التكنولوجيا، حيث شددت على استخدام الذكاء الاصطناعي والمكانز اللغوية لتحسين كفاءة الترجمة. كما أكدت على تعزيز الجوانب الثقافية وأهمية التوازن بين الجانب التقني والثقافي، لضمان نقل النصوص بروحها ومعانيها الحقيقية.

واختتمت دعوتها بتوحيد الجهود وتكاملها بين المترجمين والمؤسسات الثقافية، قائلة: "الترجمة ليست عملا فرديًا، بل هي جهد جماعي يتطلب تعاونًا بين مختلف التخصصات والمهارات". وأكدت أن النهوض بالترجمة يعني النهوض بالتواصل الثقافي والتطور العلمي للعالم العربي.

مقالات مشابهة

  • رئيس "النواب": الحفاظ على اللغة العربية مسئولية جسيمة.. وعلينا أن نعيد الاعتزاز بها
  • رئيس مجلس النواب: الحفاظ على اللغة العربية أمانة ومسئولية وطنية
  • رئيس النواب: الحفاظَ على اللغة العربية مسئولِيَة جسِيمةٌ وعلينا الاعتزاز بها
  • رئيس جامعة الأزهر: اللغة العربية لغة حية لأنها لغة كتاب الله الخالد
  • رئيس جامعة الأزهر: العربية لغة كتاب الله والمولى تكفل بحفظها
  • رئيس منطقة القليوبية الأزهرية يهنىء الفائزين بمسابقة رواد اللغة العربية على مستوى الجمهورية
  • طالبات ألسن أسوان يحققن مراكز متقدمة فى مسابقة التحدث والخطابة باللغة الكورية
  • فتح باب التقدم لجائزة مجمع اللغة العربية في إحياء التراث لعام 2025.. اعرف الشروط
  • تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة في دورتها العاشرة
  • دور الترجمة من العربية وإليها في تعزيز التواصل الحضاري والتفاهم الإنساني