تونس.. سم العقارب يضع معهدا حكوميا أمام شبهات استغلال أطفال
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
عادت قضية "عمالة الأطفال في صيد العقارب" لتتصدر واجهة النقاش العمومي بتونس، بعد أن أعلنت منظمة حقوقية إحالة الملف على القضاء، في أعقاب اتهامها لمعهد "باستور" التابع لوزارة الصحة بـ"التورط في استغلال أطفال" للقيام بهذا العمل الخطير.
وبعد تحذيرها من انتشار ظاهرة استغلال الأطفال في مهام صيد العقارب في عدد من المناطق النائية بالبلاد، قالت "المنظمة الدولية لحماية أطفال المتوسط"، الخميس، إنها أحالت الملف على القضاء لفتح تحقيق وترتيب الجزاءات ضد جميع المتورطين في هذه الجريمة.
وفي تفاصيل الملف، كشفت المنظمة العاملة في مجال الدفاع عن حقوق الأطفال، مطلع الشهر الجاري، أن سماسرة يستغلون "فقر أطفال وحاجة عائلاتهم للمال من أجل توظيفهم لصيد آلاف العقارب"، وببيعها لأطراف وجهات، من بينها معهد "باستور"، وهو ما ينفيه مدير هذه المؤسسة الحكومية.
المنظمة الدولية لحماية أطفال المتوسط: تتبع قضائي لظاهرة تشغيل أطفال في صيد العقارب وتنبيه في حق معهد باستور تونس
https://t.co/hQelrOoduR
رئيسة المنظمة، ريم بالخذيري، تقول إن عمالة الأطفال في صيد العقارب "ممارسة شائعة ومنتشرة بكثرة" بعدد من القرى والأرياف، خاصة بنواحي مدن تطاوين وقفصة ومدنين والقيروان والتي تظهر فيها العقارب والأفاعي، تزامنا مع ارتفاع درجات الحرارة، خلال فصل الصيف.
ويخاطر مئات الأطفال في أعمار بين 8 و13 سنة بحياتهم في اصطياد هذه الزواحف القاتلة بمناطق نائية في جنح الظلام ـ بين الواحدة والخامسة صباحاـ باستعمال تجهيزات ووسائل بدائية، لا تحميهم من أخطار لسعاتها السامة.
وتقول بالخذيري في تصريح لموقع "الحرة"، بعد عمليات الصيد يقوم الأطفال وأهاليهم ببيع هذه الزواحف لسماسرة ووسطاء مقابل أسعار زهيدة، لا تتعدى 200 فرنك تونسي (أقل من 0.1 دولار) مقابل كل عقرب، مشيرة إلى أن الأشخاص الأكبر سنا يبيعونها بمقابل أكبر (ما لا يقل عن 800 فرنك)، ما يفسر خلفيات الإقبال على استغلال الأطفال.
وتكشف المتحدثة أن هؤلاء السماسرة يتوصلون بالآلاف من هذه الزواحف التي يعيدون بيعها بدورهم لأطراف متعددة، ومن بينها معهد باستور، كاشفة أن تحريات ومعطيات، "تؤكد أن المعهد كان بين أكثر الجهات التي تقتني العقارب التي يصطادها قاصرون".
وفيما تنفي رئيسة المنظمة الحقوقية الإشارة تورط بشكل مباشر في توظيف الأطفال، تقول إن "المؤسسة المذكورة تتعامل وتقتني العقارب من وسطاء يستغلونهم في هذه العملية"، مما يجعلها "شريكة في هذه الجريمة".
نفي معهد "باستور"ويعد معهد باستور مؤسسة عمومية ﻟﻟﺻﺣﺔ والبحث العلمي، وﯾﺧﺿﻊ ﻹﺷراف وزارة الصحة، ويتمثل دوره ﻓﻲ القيام ﺑبحوث ميدانية وتشخيصات بيولوجية وتصنيع اللقاحات والأدوية، وينتج أيضا الأمصال المضادة لسموم الأفاعي والعقارب التي تستعمل في مكافحة المضاعفات المحتملة بعد التعرض للدغات هذه الزواحف.
مدير المعهد، الهاشمي الوزير، يقول إنه يتأسف لأن المنظمة عوض أن تطلب المعطيات الصحيحة من المؤسسة، "تمضي في ترويج الإشاعات والأكاذيب على وسائل الإعلام".
ويؤكد المسؤول التونسي لموقع "الحرة" أن المعهد "يقتني العقارب التي يحتاجها لصناعة الأمصال في صفقات قانونية مع شركات حاصلة على تراخيص".
وينفي الهاشمي الوزير "عمل المؤسسة الصحية مع أي وسطاء أو سماسرة"، مشيرا إلى تنسيقه فقط "مع شركات قائمة الذات، وذلك وفق دفاتر تحملات واضحة تنص على احترام معايير السلامة للوقاية من الحوادث أو الأخطار التي قد ترتبط بعملية تجميع ونقل العقارب والأفاعي التي يحصل عليها من هذه الشركات".
ويؤكد مدير معهد "باستور"، أنه منذ شهر أغسطس من عام 2022، لم يقتن المعهد هذه الزواحف من الشركات المزودة، نظرا لتوفره على الكميات الكافية التي تغطي حاجيات العام الجاري، كاشفا أنه لن يبرم أي صفقات أخرى حتى هذا العام.
وفيما يقول الهاشمي الوزير إنه لا ينفي أن ظاهرة تشغيل الأطفال في مجال صيد العقارب موجودة ومنتشرة في مناطق بتونس"، يوضح أن "أطرافا أخرى قد تكون هي المستفيدة مما يصطدونه وليس المعهد، حيث يتم الاتجار بها واستعمالها في أنشطة سياحية وترفيهية".
الملف أمام القضاءوأعلنت منظمة "أطفال المتوسط" عن لجوئها إلى القضاء من أجل فتح تحقيق في هذا الملف، لتحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات ضد جميع المتورطين في جرائم الاستغلال التي تمارس ضد هؤلاء الأطفال.
وتكشف الرئيسة للموقع، أنها سترفع شكاية أمام السلطات القضائية، الاثنين القادم، "ضد مختلف الجهات التي لها علاقة من قريب أو بعيد بتشغيل القاصرين"، موضحة أنها "ستقدم كل الدلائل والإثباتات التي حصلت عليها".
بالمقابل، جدد المسؤول الصحي التونسي تأكيده على أن مؤسسة "باستور" تلتزم بتقييم نزاهة المنظمة الحقوقية المذكورة، مشيرا إلى أنه "في حال وجود شكوك بشأن نوايا ضارة أو الإضرار بسمعتنا، فلن نتردد في اتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة للدفاع عن أنفسنا".
ويوضح المتحدث ذاته أن المعهد "يدين ويرفض عمالة الأطفال، سواء في مجال صيد العقارب أو أي مجال آخر، قد يشكل خطرا على سلامتهم الجسدية والنفسية".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: صید العقارب الأطفال فی أطفال فی
إقرأ أيضاً:
معهد بحوث الإلكترونيات: نعمل على توطين منظومة التصوير البانورامي ثلاثي الأبعاد
شارك معهد بحوث الإلكترونيات التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، في ندوة بعنوان المرأة في العلوم والتكنولوجيا وريادة الأعمال، والتي نظمها بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة، واحتضنتها مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، إذ جرى تناول أهمية دعم المرأة في مجالات الابتكار والتكنولوجيا، وطرح فرص التعاون والتطوير في هذا السياق، تنفيذًا لتوجيهات الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي حول أهمية المشاركة في المبادرة الرئاسية «بداية جديدة لبناء الإنسان» لتعزيز التنمية المجتمعية والبشرية، وكذلك العمل على تعزيز دور المرأة في مجالات العلوم والتكنولوجيا وريادة الأعمال.
دعم معهد بحوث الإلكترونيات ومدينة العلوم والتكنولوجيا لأبحاث الشبابوأكدت الدكتورة شيرين محرم رئيس معهد بحوث الإلكترونيات، على الدور الحيوي الذي يلعبه معهد بحوث الإلكترونيات ومدينة العلوم والتكنولوجيا لأبحاث وصناعة الإلكترونيات التابعة للمعهد في دعم الشباب والمبدعين، مشيرة إلى الخدمات المتنوعة التي يقدمها المعهد والمدينة للطلاب والباحثين، وتشمل الدعم في إنشاء شركاتهم الخاصة، بالإضافة إلى توفير التمويل للمشروعات، وتهيئة البيئة المناسبة لريادة الأعمال، بما يسهم في تنفيذ أهداف المبادرة الرئاسية «بداية جديدة لبناء الإنسان».
كما أوضحت المحاضرة أهمية المبادرات التي يقدمها المعهد في خلق جيل مؤهل قادر على التكيف مع متطلبات سوق العمل، ما يسهم في توفير فرص عمل وتعزيز التنمية الاقتصادية، وأبرزت أهمية خلق قنوات تواصل فعالة بين الشباب وكبار المستثمرين؛ ما يسهم في تبادل المعرفة والفرص، ويعزز من قدرات الشباب على تحقيق أفكاره وتحويلها إلى واقع ملموس.
توطين منظومة التصوير البانورامي ثلاثي الأبعادوألقت المحاضرة الضوء أيضًا على دور المعهد في البحث العلمي والتطوير التكنولوجي، واستعراض أحدث تقنيات المعهد، بما في ذلك توطين منظومة تصوير بانورامي ثلاثي الأبعاد، وتصميم جولة افتراضية باستخدام تقنية الواقع الافتراضي عبر نظارات Meta Quest 2. تُستخدم هذه التقنيات لعرض إمكانيات المعهد، والتسويق له بشكل مرئي؛ ما يسهم في جذب المستثمرين وخدمة القطاعين العام والخاص، حيث أصبحت هذه الأدوات قوية وفعالة، ومواكبة للعصر الرقمي، وقد أشاد الحضور بالتقنية، حيث شعروا من خلال تجربة النظارات أنهم يتجولون داخل مباني ومعامل المعهد بشكل واقعي.