عادت قضية "عمالة الأطفال في صيد العقارب" لتتصدر واجهة النقاش العمومي بتونس، بعد أن أعلنت منظمة حقوقية إحالة الملف على القضاء، في أعقاب اتهامها لمعهد "باستور" التابع لوزارة الصحة بـ"التورط في استغلال أطفال" للقيام بهذا العمل الخطير.

وبعد تحذيرها من انتشار ظاهرة استغلال الأطفال في مهام صيد العقارب في عدد من المناطق النائية بالبلاد، قالت "المنظمة الدولية لحماية أطفال المتوسط"، الخميس، إنها أحالت الملف على القضاء لفتح تحقيق وترتيب الجزاءات ضد جميع المتورطين في هذه الجريمة.

وفي تفاصيل الملف، كشفت المنظمة العاملة في مجال الدفاع عن حقوق الأطفال، مطلع الشهر الجاري، أن سماسرة يستغلون "فقر أطفال وحاجة عائلاتهم للمال من أجل توظيفهم لصيد آلاف العقارب"، وببيعها لأطراف وجهات، من بينها معهد "باستور"، وهو ما ينفيه مدير هذه المؤسسة الحكومية.

المنظمة الدولية لحماية أطفال المتوسط: تتبع قضائي لظاهرة تشغيل أطفال في صيد العقارب وتنبيه في حق معهد باستور تونس
https://t.co/hQelrOoduR

— Babnet (@babnet_Tunisie) August 24, 2023 "استغلال ممنهج"

رئيسة المنظمة، ريم بالخذيري، تقول إن عمالة الأطفال في صيد العقارب "ممارسة شائعة ومنتشرة بكثرة" بعدد من القرى والأرياف، خاصة بنواحي مدن تطاوين وقفصة ومدنين والقيروان والتي تظهر فيها العقارب والأفاعي، تزامنا مع ارتفاع درجات الحرارة، خلال فصل الصيف.

ويخاطر مئات الأطفال في أعمار بين 8 و13 سنة بحياتهم في اصطياد هذه الزواحف القاتلة بمناطق نائية في جنح الظلام ـ بين الواحدة والخامسة صباحاـ باستعمال تجهيزات ووسائل بدائية، لا تحميهم من أخطار لسعاتها السامة.

وتقول بالخذيري في تصريح لموقع "الحرة"، بعد عمليات الصيد يقوم الأطفال وأهاليهم ببيع هذه الزواحف لسماسرة ووسطاء مقابل أسعار زهيدة، لا تتعدى 200 فرنك تونسي (أقل من 0.1 دولار) مقابل كل عقرب، مشيرة إلى أن الأشخاص الأكبر سنا يبيعونها بمقابل أكبر (ما لا يقل عن 800 فرنك)، ما يفسر خلفيات الإقبال على استغلال الأطفال.

وتكشف المتحدثة أن هؤلاء السماسرة يتوصلون بالآلاف من هذه الزواحف التي يعيدون بيعها بدورهم لأطراف متعددة، ومن بينها معهد باستور، كاشفة أن تحريات ومعطيات، "تؤكد أن المعهد كان بين أكثر الجهات التي تقتني العقارب التي يصطادها قاصرون".

وفيما تنفي رئيسة المنظمة الحقوقية الإشارة تورط بشكل مباشر في توظيف الأطفال، تقول إن "المؤسسة المذكورة تتعامل وتقتني العقارب من وسطاء يستغلونهم في هذه العملية"، مما يجعلها "شريكة في هذه الجريمة".

نفي معهد "باستور"

ويعد معهد باستور مؤسسة عمومية ﻟﻟﺻﺣﺔ والبحث العلمي، وﯾﺧﺿﻊ ﻹﺷراف وزارة الصحة، ويتمثل دوره ﻓﻲ القيام ﺑبحوث ميدانية وتشخيصات بيولوجية وتصنيع اللقاحات والأدوية، وينتج أيضا الأمصال المضادة لسموم الأفاعي والعقارب التي تستعمل في مكافحة المضاعفات المحتملة بعد التعرض للدغات هذه الزواحف.

مدير المعهد، الهاشمي الوزير، يقول إنه يتأسف لأن المنظمة عوض أن تطلب المعطيات الصحيحة من المؤسسة، "تمضي في ترويج الإشاعات والأكاذيب على وسائل الإعلام".

ويؤكد المسؤول التونسي لموقع "الحرة" أن المعهد "يقتني العقارب التي يحتاجها لصناعة الأمصال في صفقات قانونية مع شركات حاصلة على تراخيص".

وينفي الهاشمي الوزير "عمل المؤسسة الصحية مع أي وسطاء أو سماسرة"، مشيرا إلى تنسيقه فقط "مع شركات قائمة الذات، وذلك وفق دفاتر تحملات واضحة تنص على احترام معايير السلامة للوقاية من الحوادث أو الأخطار التي قد ترتبط بعملية تجميع ونقل العقارب والأفاعي التي يحصل عليها من هذه الشركات".

ويؤكد مدير معهد "باستور"، أنه منذ شهر أغسطس من عام 2022، لم يقتن المعهد هذه الزواحف من الشركات المزودة، نظرا لتوفره على الكميات الكافية التي تغطي حاجيات العام الجاري، كاشفا أنه لن يبرم أي صفقات أخرى حتى هذا العام.

وفيما يقول الهاشمي الوزير إنه لا ينفي أن ظاهرة تشغيل الأطفال في مجال صيد العقارب موجودة ومنتشرة في مناطق بتونس"، يوضح أن "أطرافا أخرى قد تكون هي المستفيدة مما يصطدونه وليس المعهد، حيث يتم الاتجار بها واستعمالها في أنشطة سياحية وترفيهية".

الملف أمام القضاء

وأعلنت منظمة "أطفال المتوسط" عن لجوئها إلى القضاء من أجل فتح تحقيق في هذا الملف، لتحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات ضد جميع المتورطين في جرائم الاستغلال التي تمارس ضد هؤلاء الأطفال.

وتكشف الرئيسة للموقع، أنها سترفع شكاية أمام السلطات القضائية، الاثنين القادم، "ضد مختلف الجهات التي لها علاقة من قريب أو بعيد بتشغيل القاصرين"، موضحة أنها "ستقدم كل الدلائل والإثباتات التي حصلت عليها".

بالمقابل، جدد المسؤول الصحي التونسي تأكيده على أن مؤسسة "باستور" تلتزم بتقييم نزاهة المنظمة الحقوقية المذكورة، مشيرا إلى أنه "في حال وجود شكوك بشأن نوايا ضارة أو الإضرار بسمعتنا، فلن نتردد في اتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة للدفاع عن أنفسنا".

ويوضح المتحدث ذاته أن المعهد "يدين ويرفض عمالة الأطفال، سواء في مجال صيد العقارب أو أي مجال آخر، قد يشكل خطرا على سلامتهم الجسدية والنفسية".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: صید العقارب الأطفال فی أطفال فی

إقرأ أيضاً:

احتفالا بشهر شعبان.. الأنوار المحمدية توزع الهدايا على مرضى الأورام بالأقصر

فى لفتة إنسانية جديدة، استقبلت مستشفى شفاء الأورمان لعلاج الأورام بالمجان بمنطقة طيبة بالأقصر، الانوار المحمدية للخدمات المتنوعة، بمحافظة الأقصر، لدعم الأطفال مرضى السرطان.
وشاركت الانوار المحمدية فرحة أطفال بالمستشفى للاحتفال بشهر شعبان وقامت بتوزيع عدد من الحلوى والهدايا والألعاب عليهم وذلك حرصاً من المبادرة على إدخال البهجة والسرور عليهم وتقديم الدعم المعنوي لهم.

وتجمع الأطفال حول وفد الانوار المحمدية للاستمتاع معهم والتصفيق مع الالعاب والاغانى ، وارتسمت البسمة والبهجة والسرور على وجوه أطفال المستشفى ، وعبر أهالى المرضى عن سعادتهم لما شاهدوه من دعم متواصل من كافة الجهات للمرضى فى شفاء الأورمان.
ورحب محمود فؤاد الرئيس التنفيذي لمؤسسة شفاء الأورمان، بزيارة وفد الأنوار المحمدية، و الاحتفال مع الأطفال مرضى السرطان، بقدوم شهر شعبان، مثمنا دور كافة المؤسسات ومؤسسات المجتمع المدني على الزيارات المتكررة للمستشفى وتقديم الدعم المعنوي للمرضى، مؤكدا على أن هذه الزيارات تدعم الأطفال المرضى وتزيد من نسب الشفاء.

مقالات مشابهة

  • نهيان بن زايد يفتتح معهد برجيل للعظام في أبوظبي
  • نهيان بن زايد يفتتح معهد برجيل للعظام في مدينة برجيل الطبية بأبوظبي
  • (الحصبة) تهدد أطفال المغرب… أسباب تفشي المرض والإجراءات المتبعة من الحكومة
  • يونسيف: مقتل ما لايقل عن 40 طفلاً في السودان خلال ثلاثة أيام فقط
  • معهد امين ناشر للعلوم الصحية يحتفي بذكرى تأسيسه الـ55
  • احتفالا بشهر شعبان.. الأنوار المحمدية توزع الهدايا على مرضى الأورام بالأقصر
  • رئيس معهد التخطيط القومي يدير جلسة حوارية بمنتدى البحوث الاقتصادية ERF
  • مدير معهد البساتين يتفقد برامج الخضر والفاكهة بمحطة بحوث شندويل بسوهاج
  • معهد أمريكي: ميناء الحديدة بوابة تهريب الأسلحة الإيرانية.. وسقوط الحوثيين أسرع من سقوط الأسد
  • مدير معهد بحوث البساتين يتفقد برامج الخضر والفاكهة بمحطة بحوث شندويل بسوهاج