ترامب.. الإمعان الإجرامي وقرب أفول الاستكبار الأمريكي
تاريخ النشر: 21st, April 2025 GMT
يمانيون../
مما لا شك فيه إن سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العنجهية مع تبخر وعوده بالسلام وتكريس اتجاه ولايته الثانية صوب الحروب بأشكالها المختلفة السياسية والاقتصادية والعسكرية؛ إنما تؤكد الحقيقة الأمريكية الواضحة؛ ممثلة في فوقية القرار الرامي إلى امتهان العالم والإمعان في تكدير الاستقرار الدولي واستنزاف الدماء ما دام ذلك يخدم الامبريالية الامريكية بصميمها الصهيوني؛ وهو ما يؤكده ابتداء من استئناف العدوان على غزة واليمن.
بعد نحو ثلاثة أشهر من وصوله إلى البيت الأبيض، هل يكرس ترامب في ولايته الثانية صورة “صانع السلام” كما وصف نفسه في خطاب تنصيبه أم أنه يكشف عن صورة متجذرة في الحقبة الأمريكية؛ وهي همجية الامبريالية الاستعمارية التي نجده اليوم يكرسها (بكل بجاحة) أمام العالم؛ متميزا بقبحه وفجاجته؟!
لم ينتظر ترامب كثيرًا ليخرج بتصريحات وقرارات حيال ما ستقدم عليه إدارته بشأن الشرق الأوسط، حتى قرر أن يقف كسابقه بايدن في يستأنف الحرب بالوكالة عن الكيان الإسرائيلي؛ من خلال العدوان على اليمن، الذي يساند الحق الفلسطيني، ويقف مع غزة إسنادا لمظلوميتها التي يشهدها العالم بأم عينيه؛ وهي الحرب التي تمثل اليوم واحدا من أبشع أشكال العدوان التي يشهدها التاريخ؛ أليس بعد مجزرة ميناء رأس عيسى من دليل آخر على تلك الهمجية الامبريالية الامريكية؟!
وأفادت وزارة الصحة والبيئة بأن عدد ضحايا العدوان الأمريكي على الأعيان المدنية منذ 16 مارس الماضي حتى 14 أبريل الجاري بلغ 370 مواطناً بينهم 123 شهيداً منهم أطفال ونساء.
وأرتكب العدو الأمريكي جريمة إرهابية جديدة مكتملة الأركان باستهداف الأعيان المدنية في رأس عيسى، وأعلنت وزارة الصحة والبيئة عن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الأمريكي على ميناء رأس عيسى النفطي بمحافظة الحديدة إلى 245 شهيداً وجريحاً.
وأوضحت وزارة الصحة في بيان، أن عدد الشهداء جراء العدوان الأمريكي على ميناء رأس عيسى النفطي، وصل إلى 80 شهيداً، فيما بلغ عدد الجرحى 150 من العمال والموظفين في الميناء في حصيلة غير نهائية.
ترامب تباهى حتى قبل تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة، بأنه “صانع سلام” ، وتندر على بايدن بأنه الرئيس الأضعف، وأنه لم يستطع أن ينهي الحرب في غزة، ولم ينجح في إطلاق الأسرى الإسرائيليين في غزة، وأنه لوكان في السلطة لما وقع الصراع في أوكرانيا، لكن ثبت العكس أن ترامب هو وجه آخر لبايدن بل أكثر قبحًا ودمامة منه؛ بل إنه الأسوأ على الاطلاق؛ بل هو الانعكاس الأوضح للحقيقة الأمريكية!
مع كل هذه التعهدات “الترامبية” ما زالت الحرب مستعرة، وبقوة في قطاع غزة وبضوء أخضر من ترامب نفسه وإدارته الصهيونية، وما زال هناك أسرى اسرائيليين في غزة، وما زالت المساعدات الإنسانية متوقفة عند المعابر المغلقة، وسط دعوات المنظمات الدولية والمحلية لفتح المعابر وإدخال المساعدات في ظل الظروف المعيشية الكارثية التي يعيشها سكان القطاع، وما زالت الحرب في أوكرانيا على أشدها.
في هذا الإطار، يبين قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في خطابه الذي القاه الخميس الماضي، أن العدو الإسرائيلي مازال يواصل عدوانه الهمجي، الإجرامي، الوحشي، ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غَزَّة، بشراكةٍ أمريكية، ودعمٍ أمريكي، وإذنٍ أمريكي، ويرتكب في كل يوم جرائم الإبادة الجماعية، ويستخدم كل الوسائل الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني.
ويتابع السيد القائد قائلا:” العدو يلقي القنابل الأمريكية المدمِّرة ويلقيها على النازحين، بعد أن تحوَّل معظم سكان قطاع غَزَّة إلى نازحين، يلقي عليهم القنابل الأمريكية المدمِّرة والحارقة إلى خيامهم؛ فيحرقهم، ويقتلهم، ويمزِّق الأطفال إلى أشلاء، والبعض إلى جثامين متفحمة، في داخل تلك الخيام”.
ويواصل سياسية التجويع الممنهجة لأكثر من شهر ونصف الشهر وهو يمنع دخول أي مساعدات غذائية، أو دوائية، أو الوقود، إلى قطاع غَزَّة، وبحسب تصريحٍ للأمين العام للأمم المتحدة، يقول فيه: “مرَّ أكثر من شهرٍ كامل دون قطرة مساعدات إلى غَزَّة، لا طعام، ولا وقود، ولا دواء، غَزَّة ساحة قتل، والمدنيون في دوامة موتٍ لا نهاية لها”، كل المنظمات العاملة في غَزَّة أيضاً تشهد على نفاد المواد الغذائية، وإغلاق المخابز والأفران، والمعاناة الحقيقية من الجوع.
ويستخدم العدو الإسرائيلي أيضاً التعطيش: يحاول أن يمنع على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غَزَّة حتى شربة الماء، منع عنهم الماء الذي كان في إطار مشاريع توصل الماء إليهم (إلى القطاع)، وهم كانوا في أمسِّ الحاجة إلى ذلك، عندما حاول البعض من أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غَزَّة الإصلاح لخطوط الماء تلك، قام باستهدافهم بالغارات الجوية وأبادهم.
ويمنع دخول الوقود، من أجل احتياجهم إليه في قطاع غَزَّة لتشغيل المضخَّات، التي تضخ المياه.
ويوضح قائد الثورة أن “العدو الإسرائيلي يواصل كل هذه الجرائم بدعمٍ كاملٍ أمريكي، وتبنٍ كاملٍ أمريكي”.
وبدعم أمريكي مطلق، يواصل العدو الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 51,201 ، جرح 116,869 حتى اليوم الأحد أغلبيتهم من النساء والأطفال، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
في كل ذلك يتجلى فشل ترامب وخيبة أمله؛ فلم يتم الافراج عن الأسرى في غزة ، ومازالت صواريخ اليمن تنطلق إلى عمق الأراضي المحتلة وصوب القطع البحرية الامريكية. ولهذا لم يجد أمامه سوى استهداف المدنيين والاعيان المدنية وصولا إلى استهداف المقابر في صنعاء؛ أليس بعد كل هذا من فشل وتخبط لهذه السياسية الاجرامية القبيحة؟! وهذا الامعان الاجرامي وما يدلل عليه هذا التخبط ما هو إلا دليل على قرب أفول هذا الاستكبار وذهابه إلى الزوال.
سبأ عبدالعزيز الحزي
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العدو الإسرائیلی الشعب الفلسطینی فی قطاع غ ز رأس عیسى فی غزة
إقرأ أيضاً:
العدوان الأمريكي على اليمن.. فشل ذريع ومآل مخزي وخسائر باهظة
يمانيون../
الفشل والخزي والخسائر الباهظة هو ما تجنيه الإدارة الأمريكية من العدوان على الشعب اليمني، بينما يمضي الأخير على موقفه، مواصلا إسناد غزة، دونما أدنى تأثر أو ارتباك أو حتى التفات لما يمارسه الأمريكي من حمق ووضاعة، وما يجنيه من جرم، وإفراط في القتل، واستنفاد لأقصى القوة حد الانكشاف.
“عظيم وقوي وثابت هو موقف الشعب اليمني لأنه مستمد من قوة إيمانه وثقته بالله سبحانه وتعالى وتوكله عليه”، هكذا وصف السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي موقف الشعب اليمني الثابت والمبدئي والمتكامل في مناصرة الشعب الفلسطيني الشقيق، والذي أكد أنه في حالة انتصار بفضل صموده العظيم وفاعليته وحضوره الكبير.
يعبر الشعب اليمني من خلال صموده وثباته عن إرادة قوية وعزم لا يلين مرتكزها الجانب المعنوي والايماني، وهذا ما يقهر العدو الأمريكي ويصيبه بالجنون فيندفع عبثا نحو مزيد من التصعيد عله يكسر إرادة هذا الشعب أو يثنيه عن موقفه لكن بلا جدوى.
وكلما صعد الأمريكي في عدوانه وأوغل في سفك دماء المدنيين وجد نفسه أمام فشل أكبر، ولعل من أكبر الشواهد على ذلك ما أقدم عليه مؤخرا من استهداف للمقابر والأحياء السكنية المكتظة بهستيريا مفرطة يؤكد من خلالها بلوغه منتهى الفشل.
وأمام كل هذا التخبط والفشل.. يمضي شعب الإيمان، كما قالها السيد القائد تصاعديا في تطوير قدراته العسكرية وامتلاك أفضل التقنيات العسكرية واكتساب الخبرة، كما يواصل الارتقاء في الروح المعنوية وفي مستوى الوعي وتعزيز الثقة بالله سبحانه وتعالى.
ومما يعمق حالة الفشل والحرج التي وصل إليها العدو الأمريكي، هو استمرار العمليات العسكرية اليمنية في العمق الصهيوني، والتصدي والاشتباك مع حاملات طائراته وإجبارها على الفرار والتراجع، وكذا توسع نطاق الحصار البحري الذي تفرضه القوات المسلحة على الملاحة الإسرائيلية ليشمل السفن الأمريكية، دون أن يحقق أيا من أهدافه العدوانية.
أما ثبات ووعي الشعب اليمني فتعبر عنه أحاديث أقارب الشهداء والجرحى وهتافات الجماهير وحجم حضورهم اللافت في الساحات والميادين، فكل ذلك يشهد بأن قوة هذا الموقف مستمدة من إيمان راسخ، ويعبر في نفس الوقت عن وعي واسع وتوجه جاد في إطار موقف الحق الذي هو عليه شعبنا وقيادته، والذي مكنه من الصمود في مواجهة كل هذا العدوان والصلف وسيوصله بلا شك إلى النصر على العدو الأمريكي الأرعن.
ومن هذا المنطلق فإن الشعب اليمني، كما أكد قائد الثورة يقدم اليوم درساً مهماً جداً تحتاج إليه كل بلدان وشعوب الأمة لكسر حاجز الخوف من أمريكا والذي يحول دون تبنيها للموقف الصحيح، لأن العدو الصهيوني يعتمد على الدور الأمريكي في الأساس وهو من يعطيه الضوء الأخضر ليواصل طغيانه وإجرامه بحق شعوب الأمة في فلسطين ولبنان وسوريا وغيرها.
ومن واقع التجربة التي عاشها الشعب اليمني في مواجهة العدوان خلال العشر السنوات الماضية وما تحقق له خلالها من إنجازات في تطوير القدرات جاء تأكيد قائد الثورة بأن التصعيد الأمريكي ضد اليمن لن يسهم إلا في مزيد من التطوير للقدرات العسكرية اليمنية وامتلاك أسلحة الردع بالتوازي مع تصعيد وتعاظم الموقف اليمني المساند لمظلومية الشعب الفلسطيني الشقيق وكل قضايا الأمة.
ومما يؤكد صحة هذا الطرح هو تلك المفاجآت التي تواصل القيادة الثورية والسياسية والقوات المسلحة الكشف عنها ضمن مسار المواجهة والمعركة مع العدو الأمريكي الصهيوني والتي لم يكن يتوقعها أحد من قبل، لكنها تتحقق اليوم تباعا لتكتب بداية عهد جديد عنوانه زوال الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية.
فما يتلقاه العدو الأمريكي وبوارجه وحاملات طائراته من ضربات متوالية تتزامن مع بلوغ الصواريخ والطائرات اليمنية المسيرة كل أهدافها في عمق وجنوب وشمال الأراضي الفلسطينية المحتلة لن يكون سوى البداية لعمليات أكبر وأكثر إيلاما لواشنطن والكيان الغاصب.
ولعل من أبرز الشواهد على ذلك ما تحدث عنه السيد القائد في كلمته عن أهم ما حققته قوات الدفاع الجوي بالقوات المسلحة من نتائج ملموسة ومبهرة في امكانياتها وفاعلية عملياتها، وكذا استمرارها في اصطياد طائرات الاستطلاع الأمريكية المسلحةMQ- 9 ليتجاوز عددها 22 طائرة منذ بداية عمليات الإسناد اليمنية.
صنعاء- سبأ: يحيى جارالله