يمانيون:
2025-04-23@10:15:00 GMT

الخصم الغامض واللغز المحيّر

تاريخ النشر: 21st, April 2025 GMT

الخصم الغامض واللغز المحيّر

يمانيون../
“لم تعد ترسانة صواريخ ومسيّرات الجيش اليمني، تشكل تهديداً مباشراً لمصالح أمريكا في المنطقة فحسب، بل أصبحت لغزاً استخباراتياً معقّداً فشلت استخبارات الغرب في اختراقه”، وفقاً لقول المحلل السياسي والصحفي الروسي فيتالي أورلوف.

وأضاف: “عجزت استخبارات الـ’سي آي أي’ الأمريكية، و’الموساد الإسرائيلي’، و’إم آي 6′ البريطاني، عن تحديد حجم القدرات التسليحية للجيش اليمني ومصادر إمداده، على الرغم من استمرار عدوان واشنطن ويافا المحتلة ولندن على اليمن مُنذ عامين”.

وتابع المحلل السياسي لصحيفة “سبفودنيا بريسا” الروسية: “وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قلقة من تعاظم القدرات العسكرية للقوات اليمنية، على الرغم من تنفيذها ألف غارة في عدوان جوي بدأ منتصف مارس الفائت ، لكنه لم نجح في تدمير البنية العسكرية للجيش اليمني”.

وزاد: “على العكس، تصاعدت قدرات قوات صنعاء مُنذ دخولها ساحة الصراع البحري بعد العدوان على غزة في أكتوبر 2023، وقد تمكنت من فرض معادلة ردع أجبرت سفن دول أمريكا وبريطانيا و’إسرائيل’ على مغادرة مياه البحر الأحمر وخليج عدن”.

واستأنفت أمريكا عدوانها الجوي على اليمن، في 15 مارس الفائت، ونفذت في أكثر من شهر أكثر من ألف غارة جوية على المحافظات الحُرة التابعة لحكومة صنعاء، أدت إلى استشهاد 210 مدنياُ، وإصابة أكثر من 400.

قوة غيَّرت قواعد الاشتباك

من وجهة نظر السياسي أورلوف، فإن ما يُقلق البنتاغون ليس فقط امتلاك اليمن صواريخ ‘قاهر-1’ و’بركان-1’، بل تطوير صواريخ مجنَّحة متوسطة وبعيدة المدى، وأنظمة ساحلية متطورة، وصواريخ محلية الصّنع.

تقول صحيفة “سبفودنيا بريسا”: “ما يثير الإعجاب هو قدرة اليمنيين على إخفاء مواقع التصنيع والنقل، هذا الغموض المعلوماتي المحيط في برنامجهم التسليحي يعطّل فعالية البنتاغون، ويقوّض جهوده الاستخباراتية”.

تضيف في التحليل العسكري: “إن ما يزيد قلق واشنطن هو التحوّل الإستراتيجي، وليس التسليحي والمنهجي فقط لقوات صنعاء، بعد أن أصبحت جيشا يمتلك وحدات متخصصة، وقوات صاروخية، وبرية، ووحدات استطلاع إلكترونية، وطائرات مسيَّرة متقدمة تفرض تغييرات مستقبلية في قواعد الاشتباك الإقليمي”.

.. وتكنولوجيا قلبت الموازين

وتؤكد: “إن اليمنيين لا يُرعبون واشنطن بالترسانة العسكرية التي يمتلكونها، بل بما لا يُعرف عنهم، حيث يمثل الفراغ المعلوماتي فشلاً استخباراتياً وعسكرياً خطيراً، يجعل من قوة اليمن خصماً لا يمكن الاستهانة به، أو توقع رده بدقة، في ظل فرض قواته معادلة عسكرية في البحر الأحمر لم تتمكن واشنطن من تغييرها حتى الآن”.

يقول المحلل العسكري الروسي، يوري سيليفانوف: “التكنولوجيا العسكرية اليمنية البسيطة قلبت موازين الردع في المنطقة – الأداء العسكري للقوات اليمنية، وأثبت فعالية استثنائية في ميدان المواجهات التكنولوجية ضد قوى كبرى تمتلك ترسانة تسليحية ضخمة”.

يضيف في مقال نشرته وكالة أنباء “نيوز فرونت” الروسية: “بات الغرب يعترف أن ما يحدث في اليمن يتطلب الدراسة والتحليل العسكري الجاد، بعد نجاح قوات صنعاء في فرض نموذج غير تقليدي في المواجهة بتكنولوجيا منخفضة التكلفة وفعّالة في الوقت نفسه، مثل المسيّرات والصواريخ الدقيقة”.

.. وأربكت حسابات الغرب

وأوضح:”الخبراء العسكريون في الغرب بدأوا الاعتراف علناً بتفوق التكنولوجيا العسكرية اليمنية في الميدان، مؤكدين أن معلومة قدوم الأسلحة من بلد أخر لم تعد مقبولة، بل إن تجربة اليمن باتت تُدرّس داخل المؤسسات العسكرية الغربية”.

برأي الخبير سيليفانوف، فالنموذج اليمني قلب موازين الردع، وأربك الحسابات الغربية، وتمكّن بكل بساطة وكفاءة وإنتاج ضخم وتكلفة أقل من التفوق في الحروب المعاصرة بتلك العوامل الحاسمة، وليس بالتسليح الباهظ الذي تتقيّد فعاليته في الميدان بسبب ارتفاع التكاليف والقيود التقنية.

.. وأحرجت منظوماتها

والمؤكد في عقيدته العسكرية أن ما حققه جيش صنعاء من قدرات تصنيعية إستراتيجية هجومية فعّالة صنعت محلياً أحرجت منظومات العسكرية الغربية باهظة الثمن التي أثبتت ضعفها في المواجهة غير المتكافئة.

وأعلنت القوات اليمنية، في نوفمبر 2023، إسناد مقاومة غزة ضد العدوان الصهيوني بعمليات عسكرية في البحر الأحمر، واستهدفت أكثر من 230 قِطعة بحريَّة تجارية وحربية لدول العدوان الأمريكي – البريطاني – “الإسرائيلي”، وأطلقت أكثر من 1200 صاروخا ومسيّرة على أهداف حساسة في عُمق الكيان.

وأسقطت 24 طائرة أمريكية نوع “إم كيو 9” فوق أجواء المحافظات اليمنية؛ 20 منها في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدّس”، وأربع خلال عدوان التحالف الأمريكي – السعودي، الذي بدأ في مارس 2015، واستمر 8 سنوات.

الخلاصة برأي المراقبين، وفق وكالة “نيوز فرونت”، أن نجاح اليمن في تطوير الأسلحة وتوظيفها يعكس تحولاً في موازين القوة بالمنطقة، وفرض تحدِّيات جديدة على الجيوش التقليدية التي باتت عاجزة عن التصدِّي لمثل هذه الأنماط الجديدة من الحرب الذكية.

السياســـية – صادق سريع

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: أکثر من

إقرأ أيضاً:

في زمن التحالفات المتكسّرة.. صنعاء تثبت الرقم الصعب للمعادلة اليمنية

يمانيون|

تتصاعد التوترات في اليمن مع استعداد الميليشيات الانفصالية الجنوبية، المدعومة من الإمارات، لشن هجوم بري على محافظة تعز وميناء الحديدة، بدعم جوي أمريكي. هذه التطورات، التي أوردتها تقارير صحيفة “وول ستريت جورنال”، تُنذر بتصعيد خطير قد يعيد إشعال الحرب الأهلية في البلاد، على الرغم من الهدنة الهشة التي تم التوصل إليها في مارس 2022 في ستوكهولم. يُشار في هذا السياق إلى أن هذه العملية تثير انقسامات بين الأطراف الإقليمية، خاصة مع عدم رضا السعودية عن هذه الخطط، مما يطرح تساؤلات حول جدواها وتبعاتها.

التحضيرات العسكرية والدور الأمريكي

تُشير التقارير إلى أن الميليشيات المدعومة إماراتيًا، والتي يُقال إنها تضم حوالي 80 ألف مقاتل وفقًا لتصريحات عبدالعزيز صقر من مركز دراسات الخليج، تستعد للهجوم على تعز والحديدة. هذه الميليشيات ستعمل كقوات برية فعلية تحت غطاء جوي أمريكي، حيث تقوم الطائرات الأمريكية بقصف خطوط دفاع القوات اليمنية التابعة لحكومة صنعاء أحد قادة حركة أنصار الله.

في الوقت ذاته، كشفت “وول ستريت جورنال” أن ضباطًا أمريكيين متقاعدين سيقدمون المشورة لما يسمى المجلس الانتقالي في العمليات العسكرية ضد أنصار الله. هذا الدور الأمريكي يُثير تساؤلات حول مدى التزام الولايات المتحدة بهذه العملية، خاصة في ظل تعقيدات المشهد السياسي والعسكري في اليمن.

موقف السعودية وأسباب عدم رضاها

يُشار في هذا الصدد إلى أن السعودية، التي تُعدّ أحد أبرز الداعمين للفصائل المعارضة لحكومة صنعاء، غير راغبة في هذه العملية البرية. هذا الموقف يعود إلى عدة أسباب:

المخاوف من تصعيد الصراع، السعودية، التي سعت خلال السنوات الماضية إلى تثبيت الهدنة وتقليص خسائرها في اليمن، تخشى أن تؤدي هذه العملية إلى توسيع رقعة الحرب، مما قد يعرض مصالحها الاستراتيجية للخطر.

التوازنات الإقليمية، السعودية ترى في الدور الإماراتي محاولة لتعزيز النفوذ الإماراتي في جنوب اليمن، مما قد يضعف نفوذ الرياض في المشهد اليمني.

على الرغم من هذا الرفض، فإن موافقة ضباط أمريكيين متقاعدين على تقديم المشورة لما يسمى المجلس الانتقالي تُظهر تصميم الإمارات والولايات المتحدة على المضي قدمًا في الخطة، مما يثير تساؤلًا جوهريًا، هل يمكن أن تكون هذه العملية فعالة دون دعم السعودية؟

جدوى العملية وفعاليتها

يُشكك العديد من المحللين في جدوى هذه العملية في ظل غياب الدعم السعودي. اليمن يُعدّ بيئة معقدة سياسيًا وعسكريًا، حيث تلعب التحالفات القبلية دورًا حاسمًا. حكومة صنعاء، المدعومة من أنصار الله، تتمتع بصلات قوية مع العديد من القبائل، مما يجعل أي هجوم بري محفوفًا بالمخاطر. كما أن رفض السعودية قد يحد من الدعم اللوجستي والمالي الذي تحتاجه الميليشيات، مما يقلل من فرص نجاح العملية.

علاوة على ذلك، فإن محاولة تكرار تجربة “تحرير الشام” في سوريا على الأراضي اليمنية تحمل مخاطر كبيرة. في سوريا، أدت الفصائل المدعومة خارجيًا إلى انقسامات داخلية وصراعات مستمرة، وهو ما قد يتكرر في اليمن.

المخاطر والتبعات على الأطراف المعنية

السعودية، بالنسبة للسعودية، فإن السكوت عن هذه العملية أوعدم التصدي لها قد يُضعف نفوذها في اليمن، خاصة إذا نجحت الإمارات في تعزيز سيطرتها على الجنوب المحتل. في الوقت نفسه، دعم العملية قد يجرّها إلى صراع طويل الأمد، مما يُعرّضها لخسائر اقتصادية وعسكرية إضافية.

الإمارات، التي تُراهن على الميليشيات الجنوبية لتوسيع نفوذها، تتحمل مخاطر كبيرة. نجاح العملية قد يعزز مكانتها كلاعب إقليمي رئيسي، لكنه قد يُفاقم التوترات مع السعودية ويُعرّضها لردود فعل عنيفة من أنصار الله، الذين هددوا بتوسيع الحرب لتشمل الدول الداعمة للميليشيات.

الدعم الأمريكي لهذه العملية، سواء من خلال الغارات الجوية أو تقديم المشورة العسكرية، قد يُعزز النفوذ الأمريكي في المنطقة، لكنه يحمل مخاطر تصعيد الصراع مع أنصار الله، الذين يربطون هذه الأعمال بدعم الكيان الصهيوني.

هل تخشى الأطراف التبعات؟

يبدو أن الإمارات والولايات المتحدة مصممتان على المضي قدمًا، على الرغم من المخاطر. الإمارات ترى في هذه العملية فرصة لتعزيز نفوذها في اليمن، بينما تسعى الولايات المتحدة إلى إضعاف أنصار الله كجزء من استراتيجيتها الإقليمية. ومع ذلك، فإن السعودية، التي تُدرك تعقيدات المشهد اليمني، تبدو أكثر حذرًا، خشية أن تؤدي هذه العملية إلى نتائج عكسية.

من جانبها، أكدت جماعة أنصار الله أن أي غزو بري سيُواجه بمقاومة شرسة، محذرة من أن التصعيد قد يمتد ليشمل دول المنطقة. هذا التهديد يُضيف طبقة أخرى من التعقيد، حيث قد تتحول العملية من هجوم محدود إلى حرب إقليمية شاملة.

التداعيات الإقليمية والدولية

إن نجاح أو فشل هذه العملية البرية لن يقتصر تأثيره على اليمن وحدها، بل قد يُعيد تشكيل التوازنات الإقليمية. السعودية، التي استثمرت مليارات الدولارات في دعم الفصائل المعارضة لحكومة صنعاء، قد تجد نفسها مضطرة لإعادة تقييم استراتيجيتها إذا ما أدت هذه العملية إلى تعزيز النفوذ الإماراتي أو تصعيد الصراع. في الوقت نفسه، فإن الإمارات، التي تسعى إلى ترسيخ وجودها في جنوب اليمن، قد تُواجه تحديات داخلية وخارجية إذا ما فشلت الميليشيات المدعومة منها في تحقيق أهدافها.

على الصعيد الدولي، فإن الدعم الأمريكي لهذه العملية قد يُفاقم التوترات مع دول أخرى في المنطقة، خاصة تلك التي تدعم حكومة صنعاء بشكل مباشر أو غير مباشر. كما أن اتهامات أنصار الله للولايات المتحدة بدعم الكيان الصهيوني تُعزز الخطاب المناهض للنفوذ الأمريكي في المنطقة، مما يُعقّد الجهود الدبلوماسية لاحتواء الصراع.

من ناحية أخرى، فإن القبائل اليمنية، التي تُشكل عمودًا فقريًا للديناميكيات السياسية والعسكرية في البلاد، قد تلعب دورًا حاسمًا في حسم نتيجة هذه العملية. أي محاولة لفرض سيطرة عسكرية دون مراعاة هذه التحالفات القبلية قد تُؤدي إلى مقاومة شعبية واسعة، مما يُعرّض العملية للفشل.

في الختام، إن التحضيرات لمعركة برية في اليمن، بدعم جوي أمريكي، تُنذر بمرحلة جديدة من التصعيد في البلاد. غياب الدعم السعودي، إلى جانب تعقيدات المشهد السياسي والعسكري، يجعل نجاح هذه العملية موضع شك كبير. الأطراف المعنية، وخاصة الإمارات والسعودية، تتحمل مخاطر كبيرة، سواء من حيث الخسائر العسكرية أو التوازنات الإقليمية. في النهاية، يبقى السؤال: هل ستتمكن هذه العملية من تحقيق أهدافها، أم أنها ستُفاقم الفوضى في اليمن وتُشعل صراعًا أوسع في المنطقة؟

* المادة نقلت حرفيا من موقع الوقت الاخباري

مقالات مشابهة

  • طائرات الشبح الأمريكية تُقابلها صواريخ قدس اليمنية: معادلة صنعاء التي أرعبت واشنطن
  • المعركة اليمنية تكتب شهادة وفاة الهيمنة الأمريكية: الصين ترصد التراجع الأمريكي وموسكو تراقب صعود صنعاء
  • “قوات صنعاء” تكشف عن موقفها العسكري الحالي  
  • صنعاء تربك حسابات البنتاغون: تقرير أمريكي يحذر من تغيّر قواعد الحرب بسبب اليمن
  • تقرير صيني يكشف الأمر الذي يُرعب أمريكا إن فكرت بحرب برية في اليمن
  • غارات أمريكية تستهدف صنعاء اليمنية
  • عاجل| صنعاء تعلن عن خبر هام يخص كل أبناء الشعب اليمني.. وهذا ما سيحدث بعد ساعات قليلة من الآن
  • غارة أميركية على اليمن تستهدف مقبرة.. ونشطاء يعتبرونها رسالة نفسية لإذلال الخصم
  • في زمن التحالفات المتكسّرة.. صنعاء تثبت الرقم الصعب للمعادلة اليمنية