هبة عبد العزيز تكتب.. لنفرح ونبتهج.. عيد فصح مجيد
تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT
جاء الملاك إلى يوسف فى الحلم وقال له ( قم وخذ الصبى وأمه واهرب إلى مصر، وكن هناك حتى أقول لك، لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبى ليهلكه ) متى ٢: ١٣ .١٥ ..... ولعلى أتأمل معكم قرائى الأعزاء بعد قراءة تلك الكلمات المباركة، وذلك تزامنا مع الإحتفال بذكرى الميلاد هذا العام فكرتى: "الهروب إلى المستقبل" و"الأمل فى القادم".
وقد أرى أنه من الأهمية أن نتعلم فى معنى " الهروب إلى المستقبل" أمران هما: متى يكون الهروب بمثابة الخروج الآمن؟ وممن يمكن أن نهرب؟، وكذلك أعتقد أنه من الجيد جدا فى معنى " الأمل فى القادم" أن ندرب أنفسنا على أن الحياة أمل مسبوق بالعمل، وغالبا ما يكون الأمل هو "مفتاح الخلاص" هذا الخلاص الذى نسعى إليه من آلالام وأوجاع تعيش بداخلنا أو تحيط بنا، والتى قد تحاول أحيانا أن تسحق وتكسر عظامنا، أو تطرحنا أرضا نعانى العجز والإحباط، إلا أن حسن إيماننا ويقيننا الصادق بالله هو الذى يعيننا دائما على مواجهة كل ما يحدث لنا أو حولنا من شرور أو أزمات.
وأحيانا كثيرة يبدو لى أن الأمل يشتد أكثر كلما زادت الشدة، فكما يقولون أن " الحاجة هى أم الإختراع" بحيث تصبح الحاجة للخلاص هى الحالة المسيطرة علينا، وحينها نجد أن أغلب جوارح الأنسان وطاقته تبدأ فى العمل جميعها بإتجاه الخروج من تلك الحالة البائسة....حالة الضيق واليأس والمعاناة، إلى أن يظهر ضوء لنهار جديد من بعد ساعات العتمة الطويلة، وكما هو معلوم أن ضوء النهار دائما يأتى بعد ظلمة الليل الطويل، وأن الفرج أيضا لا يأتى إلا بعد الضيق، وهنا يحضرنى قول جميل لسيدنا على بن أبى طالب يقول فيه "كل الحادثات إذا تناهت فموصل بها الفرج". ولعلى أرى أيضا أنه من المهم جدا أن يمتزج الأمل بالعمل فى وضع خارطة طريق محددة المعالم لنسير عليها، وإلا سنضطر للسير قى طرق ضبابية، ربما تصل بنا إلى قرارات أو نتائج كاريثة.
ويشهد لنا تاريخنا الطويل أننا كمصريون، قد مررنا بأوقات صعبة بل ومصيرية لا تعد ولا تحصى، ولربما أيضا كانت تلك الأيام والأعوام أشد، أثقل وأكثر عتمة وقتامة من عامنا المضى، الذى حمل الكثير من الأحداث والتغيرات والتى شملت مستويات عدة منها العام والشخصى.... فقد مر على الكثير منا بالكثير من الضغوط والمعاناة. إلا أننا إجتزنا كل صعاب ومعوقات الماضى، ومما يعطينا الأمل لنعمل ونحن مؤمنين بأننا سنجتاز كل ما نواجهه دائمامن صعاب بإذن الله.
وحيث نحتفل هذه الأيام بقدوم عام جديد، كما يحتفل عدد من أصحابنا وأصدقائنا وجيراننا وشركائنا فى الوطن بأعيادهم فى عيد الميلاد المجيد، أدعو الله أن نحظى كلنا هذا العام والأعوام المقبلة بالفرح والإنفراج لنا كأشخاص ولوطننا مصر، وأطلب من الله يهب سلامه لمناطق الصراع فى العالم وخاصة لجيراننا وأشقائنا فى سوريا واليمن والعراق وليبيا.
فعلم المقارنة بين الأديان يخبرنا بأنه كثيرا ما كان يحدث أن ينتشر الإيمان فى مكان ما بين الناس أملا فى فكرة الخلاص، فقد كان ظهور الرسول المخلص فى زمن مقبل، فكرة متمكنة فى كثير من الأحيان، وذلك لأن الرجاء فى الخير يعد أصل من أصول الأديان، وأن الأمل فى الصلاح كذلك كان وسيظل من أهم مواد الحياة الأنسانية، التى يبثها الله فى ضمير خلقه، ويفتح بها لهم سبيل الإجتهاد فى محاولة مستمرة طوال الوقت أو أغلبه للوصول للكمال الذى لم ولن يتحقق أبدا على الأرض، فالكمال لله وحده لا شريك له، ولكنها طبيعتنا كلنا نحن معشر البشر، نسعى له كلا منا ولكن بدرجات مختلفة، فتلك هى الفطرة التى فطرنا الله عليها.
ويذكر أستاذنا عباس محمود العقاد فى كتابه (حياة المسيح) أن الزمن الذى ظهر فيه سيدنا عيسى كانت له آفتان: إحداهما غلبت المظاهر على كل شىء، بحيث إنتقلت الحضارة من النفس إلى الجسد، وقد تحجرت الأشكال والأوضاع فى الدين والحياة الإجتماعية، والآفة الآخرى كانت سوء العلاقة بين الأمم والطوائف، أى أن الدنيا حينها كانت آفتها مظاهر الترف ومظاهر العقيدة. فهل كان لتلك الآفات خلاص غير ذلك الخلاص؟ وهو مجىء سيدنا عيسى برسالته السماوية د؟ وهل كانت المسيحية إلا العقيدة التى تدعو إلى الخلاص من حيث يرجى وهيهات لها فى غيره خلاص؟.
لذا كان الإيمان بإنتظار المسيح على أشده بعد زوال مملكة دادود وهدم الهيكل الأول، حيث بدأ يردد الشعب الإسرائيلي وعود أنبيائه بعودة الملك (بضم الميم) إلى أمير من ذرية داود نفسه، ثم ترقى الإيمان بالمسيح بمعنى (الملك) " بفتح الميم" إلى الإيمان بالمسيح بمعنى (المختار أو النذور للصلاح والهداية)، وقد تعاظم الأمل أكثر فى ذلك كلما استحكم الظلم.
فكم كان العصر الذى ظهر فيه السيد المسيح فى أشد الإحتياج إلى السكينة والتسليم والثقة بالإيمان والتطهير من الفساد المنتشر آنذاك فى بلاط الملك هيرود أو هيرودس. فقد إنطلق السيد المسيح من أساس أن الله هو مبدأ الوجود، وجاء ليخلص المجمتع من الحالة الهمجية وشديدة العنصرية السائدة إلى مجتمع راقى تسود فيه قيم المحبة والسلام والخير ، جاء ليأخذ بيدهم إلى مدارج عليا من الإحساس الراقى والمشاعر الطيبة، فقد كان مولده مولد فرح لتلك الأرض المعذبة، وكان بمثابة تجسيد لمحبة الله للبشرية ورسالة سلام للإنسان للمصالحة مع الله والعمل بوصياه، والإيمان بحضوره فى أعماق الضمير.
ومع بدايات عام جديد من الحياة تعالوا (سواء أفراد أو جماعات بل وأنظمة) نسأل سؤالا وهو: أين ستكون قبلتنا لهذا العام؟ هل هى قبلة الحب والسلام أم قبلة الكره والحرب؟ فالإتجاه مهم... ولا يقل عنه أهمية إلى أى مدى سيدوم، وكل ما سيلى ذلك من تفاصيل هو بالأساس كان إختيار.
ودعونى أختم مقالى هذا بتلك الكلمات الإنسانية، التى تبرهن أن الرسالات السماوية جاءت لتكمل بعضها البعض لا لتتنازع:
(لاتظنوا أننى جئت لأنقص الناموس أو الأنبياء، وما جئت لأنقص بل لأكمل،فأنى الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو كلمة واحدة من الناموس حتى يكون الكل....) كما جاء فى الأصحاح الخامس.
فالمجد للله دائما... وعلى الأرض السلام... وبالناس المسرة.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
دواء متاح في الأسواق يعيد الأمل لمرضى تسمم الدم
الجديد برس|
أثبت باحثو المركز الطبي بجامعة رادبود أن دواء يوجد حاليا في الأسواق، يمكنه إنعاش الخلايا المناعية التي توقفت عن العمل بشكل صحيح، ما يبشر بعلاج شلل المناعة لدى مرضى تسمم الدم.
ويرتبط حوالي 20% من الوفيات العالمية بتسمم الدم، الذي يعتبر السبب الرئيسي للوفاة في وحدات العناية المركزة. ويتميز تسمم الدم بفشل الأعضاء، مثل الكلى والرئتين، نتيجة خلل في الاستجابة المناعية للعدوى.
ولفترة طويلة، اعتقد الأطباء أن الوفيات الناتجة عن تسمم الدم ترجع فقط إلى استجابة مناعية حادة مفرطة العدوانية تؤدي إلى تلف الأعضاء. لكن الدراسات الحديثة أظهرت أن الوفيات قد تنجم أيضا عن استجابة مناعية مثبطة بشدة، تُعرف بشلل المناعة.
ويعاني مرضى شلل المناعة من صعوبة في مكافحة العدوى، ما يعرضهم للإصابة بعدوى جديدة، مثل العدوى الفطرية.
وللتصدي لهذا التحدي، درس فريق من الباحثين في مركز رادبود الطبي في نايميخن الاستجابة المناعية لدى متطوعين أصحاء، حيث تم تحفيز المناعة عن طريق حقنهم بقطع من البكتيريا الميتة، تسمى “السموم الداخلية”.
واستخدم الفريق تقنيات متقدمة لتتبع كيفية تغير الجهاز المناعي خلال كل من مرحلة الالتهاب الحاد والمرحلة التي يصاب فيها الجهاز المناعي بالشلل.
وفي المختبر، فحص الباحث الرئيسي، فريد كراماتي، الخلايا المناعية المأخوذة من دم ونخاع عظام المشاركين، ولاحظ أن بعض الخلايا المناعية، مثل الخلايا الوحيدة، لم تنضج بشكل صحيح بعد الاستجابة المناعية الحادة، ما أثر على أدائها.
وقد تمكن الباحثون من تحديد آلية حاسمة تساهم في شلل المناعة، حيث تلعب الخلايا الوحيدة دورا حيويا في دفاع الجسم ضد العدوى.
ويوضح كراماتي قائلا: “منحنا هذا التحليل الشامل فهما دقيقا لما يحدث خلال الاستجابة المناعية. وقد زودنا بأدلة قد تكون مفيدة في تطوير علاجات لتحفيز الدفاعات الضعيفة للجسم ضد العدوى”.
وبهذا الصدد، أضاف الباحثون الدواء المتاح في الأسواق “إنترفيرون بيتا”، إلى الخلايا الوحيدة في المختبر.
ويستخدم هذا الدواء في علاج التصلب اللويحي (MS)، حيث يعاني الجسم من خلل في الجهاز المناعي يؤدي إلى التهاب في الجهاز العصبي المركزي.
وكان لـ”إنترفيرون بيتا” تأثير إيجابي على الخلايا الوحيدة المشلولة، حيث نضجت وعادت للعمل بشكل أفضل.
ويؤكد الباحث الرئيسي، ماتيس كوكس، أن هذه النتائج واعدة، إلا أنه لا يزال هناك المزيد من الخطوات التي يجب اتخاذها.
وحتى الآن، اقتصرت الدراسات على اختبار تأثير “إنترفيرون بيتا” على الخلايا في المختبر. وتتمثل الخطوة التالية في إعطاء هذا الدواء للمشاركين الأصحاء خلال المرحلة اللاحقة بعد تحفيز الاستجابة المناعية باستخدام السموم الداخلية، للتحقق من قدرته على مواجهة شلل المناعة.
كما يهدف الباحثون إلى اختبار قدرة “إنترفيرون بيتا” على تحسين وظيفة الخلايا الوحيدة لدى مرضى الإنتان في وحدة العناية المركزة.
نشرت نتائج الدراسة في مجلة Nature Immunology.