لجريدة عمان:
2025-04-23@05:44:18 GMT

معا .. لا لنمشي وحسب

تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT

لا بد للقضايا المجتمعية من مرآة فاحصة ناقدة، على ألا يختصر النقد في السلبيات وحدها، لا بد من كُتّاب يتلمسون واقع مجتمعهم شاعرين بمواطني بلادهم ومقيميها متمثلين أحوالهم، مدركين حاجاتهم ومكامن قلقهم، فواصل أفراحهم ومآلات طموحهم في أوطانهم وأحلامهم لغد أفضل، لا بد من الاحتفاء بالمنجز الملموس، وتعزيز المميز المختلف، تقدير الكفاءة والإشادة بالإخلاص في العمل، لا بد من الثناء على التخطيط الواعد مستشرفا غدا أجمل، وبالتنفيذ الواقعي لمشاريع مرتقبة في مدد قياسية نتجاوز معها وبها بطءَ الخُطى وتسويفَ الوعود المؤملة، لا بد من نظرة فاحصة متأملة قطاعات التنمية فيما قد نمر به صدفة من إخلاص أو إجادة أو تحقق، تماما كما تكبر عدسات نقدنا عند تلمس السلبيات، وتلكؤ التنفيذ وتباطؤ الخُطى وتهافت المتابعة، وكما نضيق بأولئك الضبابيين الذين يسلبون فرحتنا بكل ما هو واعد مأمول لا بد من احتفاء بأولئك الحالمين الواقعيين الذين يغذون أحلامهم وأحلامنا جدا ومتابعة ويسعدون معنا بتجويد الحياة وتحسين الواقع المعاصر.

حديثنا في هذه المقالة عن مشروع الممشى الصحي بحي النهضة بولاية عبري وقد قاربت الأعمال الإنشائية على الانتهاء، المشروع الذي تنفذه بلدية الظاهرة بتمويل جزئي من شركة دليل للنفط معززة مبدأ الشراكة المجتمعية والتنمية التكاملية بين مختلف القطاعات، والذي يقع في أكبر مخطط سكني بولاية عبري، ويبلغ طوله 160 مترًا مربعًا، وعرضه 12 مترًا مربعًا، واضعين ضمن أهدافه التشجيع على ممارسة الرياضة وتعزيز الحياة الصحية باتخاذها نمطا حياتيا، وسلوكا صحيا ترفيهيا في آن إذا ما نظرنا للصحة النفسية وأثرها على الصحة الجسدية، مشروع قد يبدو بسيطا في فكرته لكنه خطوة واعدة في مواكبة التطور الحضاري والعمراني بالمدينة عبر توفير الخدمات والوسائل التي تعزز من مكانة المدينة، إضافة إلى تعزيز معايير جودة الحياة.

مشروع الممشى الصحي بحي النهضة بعبري المتكون من عدة أركان، كركن الألعاب الرياضية، وركن ألعاب الأطفال، ومناطق الجلوس والمظلات، وركن عربات الطعام، ومسار الدراجات الهوائية، وآخر للمشاة، دورات مياه، ومواقف للسيارات، إضافة إلى المسطحات الخضراء والتشجير، كما لا ننسى صداقة الممشى والبيئة في اعتماده الإنارة بالطاقة الشمسية، ورغم أن الممشى ما زال منتظرا استكماله بعربات الطعام، وزيادة مساحة التشجير وربما غيرها من الإضافات النوعية إلا أن أهالي المنطقة من مواطنين ومقيمين بدأوا بالتوافد والتجمع والمشي في هذه المساحة الرائعة محتفين بالمكان مؤكدين تعطشهم للمشاريع التنموية عموما، وللمشاريع صديقة البيئة على وجه الخصوص، مما يحفز التعجيل في باقي مشاريع محافظة الظاهرة وجميع محافظات سلطنة عمان مؤكدين أهمية وفعالية اللامركزية في تنويع معطيات واقع المحافظات سعيا لمستقبل تشاركي واعد، وإن كانت التنافسية بين المحافظات ستأتي بكثير من هذا الجنى الوافر من المشاريع المتحققة فأهلا بها بعيدا عن التنافس الكمي ظهورا وتنظيرا دون عناية بالتغيير الحقيقي والتنمية التشاركية القائمة على استثمار أقل المتاح وصولا لأكثر المنجز، مع إدراك مبدأي الاستثمار والاستدامة، لا بد من مشاريع تنهض بكل تفاصيلها ذاتيا، بل وتحقق عائدا ربحيّا مستداما لتطوير وتنمية محافظاتها وسكانها.

ختاما: مقالة اليوم عن ممشى النهضة لا لنمشي وحسب، بل لتصدير فكرة فحواها أن لسنا شعوبا سلبية تتصيد الأخطاء وتتسقط العثرات، لسنا كتلة التشكي والتذمر متمثلة في بشر يمشون على الأرض، كما أننا لسنا أولئك السُذّج الذين ينسون وعود التنمية إذا ما تعلّق الأمر بالوطن ومقدراته ومشاريعه، مشكلين فرقا تطوعية تعنى بالمتابعة والنقد والإصرار على المحاسبة إن لزم الأمر، توافقا مبدئيا مع عهد عمان بنا، ثم عهد سلطاننا في رؤيته المتضمنة للحوكمة عنصرا رئيسا، وللشفافية معيارا رافدا، نحن الحالمين بالكثير مما لا نملك فرادى قرار تخطيطه أو تنفيذه، لكننا نملك مجتمعين متكاملين صوتنا المسموع المُحتفي بكل ما هو حقيقي، وكل ما هو مجتمعي وكل محتوى تفاعلي واقعي يؤمن بالمواطنة سلوكا مجتمعيا ووعيا معرفيا، لا مجرد هتافات شفهية وكتابات تنظيرية، كما يؤمن بالإخلاص والسعي الدؤوب محركا نفاثا لعبور الأزمنة واختصار المراحل وتجاوز التحديات وصولا للمأمول من المستحق لعُمان والمستحق لساكنيها.

حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: لا بد من

إقرأ أيضاً:

مجمع ناصر الطبي:كل الذين يتبرعون بالدم في غزة يُعانون من نقص في الدم

غزة – يمانيون

أكد رئيس قسم الأطفال بمجمع ناصر الطبي في محافظة خانيونس، جنوب قطاع غزة، الدكتور أحمد الفرا، أن 100% من الذين يتبرعون بالدم، يُعانون من نقص في الدم، جراء سياسة التجويع التي يقترفها جيش العدو بحق أهالي القطاع.

وقال الدكتور الفرا في تصريح صحفي لوسيلة إعلام محلية اليوم الاحد : “إن كل الذين يتبرعون بالدم بغزة هم يعانون من نقص الدم؛ لكن شعورهم بالواجب يدفعهم للتبرع”.

يشار إلى أن أكثر من 60 ألف طفل مهددون في غزة جراء سياسة التجويع، وفق ما أعلنته مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.

و بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس 2025 بلغت (1,827 شهيد، 4,828 مصاباً).

كما ارتقعت حصيلة العدوان الصهيوني إلى 51,201 شهيد و 116,869 مصاباً منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م.

مقالات مشابهة

  • ???? اهالي النيجر.. يبحثون عن ابناءهم (المرتزقة) الذين انقطعت اخبارهم فى السودان
  • الاحتلال يقدم لائحة اتهام بحق مقاتلي المقاومة الذين اقتحموا نير عوز
  • الذين يشبهون الدعاء لا يُنسَون
  • محافظ الدقهلية يتفقد الممشى السياحي ويتابع أعمال تطوير الأتوبيس النهري ومكتبة مصر
  • محافظ الدقهلية يتفقد الممشى وشاطئ وحدائق ومتنزهات جمصة احتفالا بالربيع | صور
  • مطالب بتدخل أمن الدائرة 10 لإنهاء نشاط بائعة “ماء الحياة” بحي النهضة – حمان لفطواكي، والتصدي لظاهرة المتعاطين والمتسكعين بالمكان
  • «فيدرا»: الأشخاص الذين يعذبون الحيوانات لا يعرفون الإنسانية
  • مجمع ناصر الطبي:كل الذين يتبرعون بالدم في غزة يُعانون من نقص في الدم
  • مشاريع «مدارس الحياة» تتوج في «مسابقة بكين للإبداع العلمي للشباب»