أصدرت دار الإفتاء المصرية بيانا بشأن الدعوة إلى المساواة المطلقة في الميراث، تحت لافتة التطوع أو الاستفتاء الشعبي.

وقالت دار الإفتاء في بيانها: «الحمد لله الذي بيَّن فرائض هذا الدين فأحكمها، وحدَّد مواريث العباد فأقام بها ميزان العدل، نحمده سبحانه على ما أنزل من الكتاب، وما شرع من الأحكام، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم المبلِّغ عن ربِّه والمبيِّن لشرعه وبعد».

وأضافت: «لقد تابعت دار الإفتاء المصرية باهتمام بالغ النقاشات الدائرة حول الدعوة إلى المساواة المطلقة في الميراث، تحت لافتة التطوع أو الاستفتاء الشعبي، وانطلاقا من مسئوليتها وواجبها نشير إلى ما يلي

التبرع الفردي لا ينتج تشريعًا عامًا يلغي أصل جواز التبرع ويجعله إلزامًا قانونيًّا

وقال دار الإفتاء: لا خلاف بين العلماء في جواز تبرع الشخص لأخته أو غيرها من ماله أو نصيبه من الميراث، كما لا يوجد ما يمنع من تبرع الأخت لأخيها ومساعدته من مال الميراث أو غيره أيضًا، إذ التبرع باب من أبواب الإحسان، ولكن أن يُتخذ هذا الجواز الفردي ذريعة لاقتراح تشريع عام ملزم يُلغي أصل جواز التبرع علاوة على أحكام المواريث القطعية، فذلك خلط بين التصرف الفردي والتشريع الإلزامي، وهو مغالطة لا تخفى على ذوي العقول والبصيرة.

الفرضيات الجدلية لا تُنتج أحكامًا شرعية

وأضافت دار الإفتاء، حين يُقال «لو تراضى المجتمع على المساواة بين الذكر والأنثى في الميراث، فلماذا لا يُشرّع ذلك؟»، فهذه فرضية مفتعلة لا تُغير من الحقيقة شيئًا، فإن الأحكام الشرعية توقيفية لا تُغيَّر بالتصويت ولا بالتوافق المجتمعي، خصوصًا وأن من يدعون إلى ذلك أو ينادون به يتغافلون أن من أسماء هذا العلم علم الفرائض، جمع فريضة، وهو ينزع عنه صفة الفريضة والواجب عند التوزيع إلى صفة الحق فقط، وينسى أن الله تعالى قال في آيات الميراث: {فريضةً من الله} [النساء: 11]، فأحكام الميراث ليست حقًا فقط لصاحبه التبرع به، بل واجب وفريضة وليس رأيًا بشريًّا قابلاً للإلغاء أو التطويع.

مغالطة القياس على التبرع

وأشارت الإفتاء إلى أن القياس بين التبرع (وهو مباح) وبين تغيير فريضة الميراث (وهو محظور) هو قياس فاسد، أشبه بمن يقترح توزيع أموال الأغنياء بين الفقراء بالقوة لأنهم «يستطيعون التبرع بها!» فلو كان هذا منطقًا سليمًا، لما بقي حقٌ ثابت ولا مالٌ مصون.

المقصد الحقيقي هو زعزعة قدسية النص

وأكد أن ما يُراد فعليًا من هذه الدعوات ليس المساواة كما يُدعى، بل نزع القداسة عن النصوص القطعية، وتحويلها إلى ساحة نقاش وجدال، لكنها أمور محفوظة بحفظ الله لها، لأنه إذا قُبل هذا المنطق غير المستقيم، فستُفتح الأبواب لكل تأويل باطل، يُقاس فيه المشروع «التبرع» على غير المشروع «تغيير الفرائض»، ويمهد لهدم الضروريات الخمس، تحت غطاء «الاجتهاد المجتمعي»، والواقع أنه إلغاء للشريعة باسم الاجتهاد.

هل يبقى التبرع حقًّا بعد تحويله إلى قانون؟

تقول دار الإفتاء المصرية، إذا ما تم تشريع المساواة في الميراث، فلن يعود التبرع خيارًا، بل يُصبح حقًا قانونيًّا يُمكن أن يُقاضى الأخ إن لم يعطِ أخته ما لم يُفرض عليه شرعًا، فيُسلَب الإنسان ماله، ويُحمّل ما لم يُكلّفه الله به، وهذا هو عين الظلم.

الثوابت ليست محل تصويت

وتابعت، إن الثوابت ليست قاصرة على العبادات أو أركان الإسلام، بل كل قطعيات الدين، أي التي ثبتت بنص قطعي الثبوت وقطعي الدلالة- سواء في كل مجالات التشريع الإسلامي كما لا يخفى ذلك على العامة فضلًا عمن ينتسب للعلم، قائلة «إن هذه الدعوى من شأنها قلب الموازين فبدل أن يحمى التشريع القانوني الحق الشرعي ويضمن تنفيذه على خير وجه، يحاول صاحب هذا الطرح أن يجعل التشريع القانوني معتديًا على الحقوق الشرعية وطريقًا لسلب الناس حقوقهم وأموالهم، مستندًا في سلبه إلى قابلية الحق للتبرع بعد وجوبه، وهو من أغرب أوجه الاستدلال وأبعدها عن قواعد النظر السليم، وتحريفٌ لمفهوم الإحسان عن موضعه الصحيح».

وانتهت دار الإفتاء بقولها، إن الدعوة إلى المساواة المطلقة في الميراث، تحت لافتة التطوع أو الاستفتاء الشعبي، ليست إلا ستارًا خادعًا يراد به نقض الحكم الشرعي، وإسقاط القدسية عن النص، وإلحاق الأمة بركب مفاهيم دخيلة لم تُنتج إلا اضطرابًا وانهيارًا في مجتمعاتها فالنص القطعي ليس مادة لإعادة التشكيل، بل هو نور يُهتدى به، وحدٌّ لا يُتجاوز.

اقرأ أيضاًالمفتي: الأزهر منارة الوسطية وركيزة الوعي الرشيد ودار الإفتاء تشاركه الرسالة

لو ما خرجتش الزكاة.. دار الإفتاء تعلن آخر موعد لإخراج زكاة الفطر 2025

رسميًا.. دار الإفتاء تعلن أول أيام عيد الفطر المبارك

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: دار الإفتاء الإفتاء دار الإفتاء المصرية الميراث دار الإفتاء المصریة

إقرأ أيضاً:

‎مصر اليوم.. السيسي مهنئًا الأقباط: أدعو الله أن يحفظ مصر وشعبها ويبقيها دائمًا منارة للتسامح والتعايش

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تقدم "البوابة نيوز" لقرائها أخبار مصر اليوم كموجز لأهم الأحداث الجارية على مدار اليوم؛ حيث تشهد الساحة المحلية تطورات متلاحقة على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. 

في هذه النشرة نرصد أبرز الأخبار والقرارات الحاسمة التي تشكل ملامح اليوم الأحد الموافق 20 أبريل 2025، بدءًا من دعاء الرئيس عبدالفتاح السيسي الله تعالى أن يحفظ مصر وشعبها، وأن يبقيها دائمًا منارةً للتسامح والتعايش بين جميع أبنائها، وأن تزدهر فيها قيم المحبة والسلام التي توحّدنا تحت راية الوطن الواحد

وهنأ الرئيس السيسي أبناء مصر الأقباط بمناسبة عيد القيامة المجيد قائلا: أبناء مصر الأقباط، أتوجه إليكم بأصدق التهاني وأطيب الأمنيات، بمناسبة الاحتفال بعيد القيامة المجيد، داعيًا الله تعالى أن يحفظ مصر وشعبها، وأن يبقيها دائمًا منارةً للتسامح والتعايش بين جميع أبنائها، وأن تزدهر فيها قيم المحبة والسلام التي توحّدنا تحت راية الوطن الواحد.

وأضاف الرئيس : أتمنى لكم عيدًا سعيدًا مليئًا بالخير والبركات، ولعائلاتكم كل السعادة والسرور..كل عام وأنتم بخير، وعيد قيامة مجيد.

 الشرع في دعوى المساواة المطلقة في الميراث

 أصدرت دار الإفتاء  المصرية بيان توضح فيه حكم الشرع في دعوى المساواة المطلقة في الميراث تحت لافتة “التطوع أو الاستفتاء الشعبي ”

حكم الشرع في المساواة المطلقة بالميراث

وقالت  دار الإفتاء في بيانها: “الحمد لله الذي بيَّن فرائض هذا الدين فأحكمها، وحدَّد مواريث العباد فأقام بها ميزان العدل،  نحمده سبحانه على ما أنزل من الكتاب، وما شرع من الأحكام، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم المبلِّغ عن ربِّه والمبيِّن لشرعه وبعد”.

وأكدت دار اللإفتاء أنها تابعت باهتمام بالغ النقاشات الدائرة حول الدعوة إلى المساواة المطلقة في الميراث، تحت لافتة التطوع أو الاستفتاء الشعبي.

 عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، اجتماعًا؛ لاستعراض مقترح بإشراك القطاع الخاص في إدارة وتشغيل المدارس الفنية الزراعية، وذلك بحضور  محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، والدكتور علاء الدين فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وعلي السيسي، مساعد وزير المالية لشئون الموازنة العامة، وأحمد سيد، رئيس قطاع موازنات التنمية البشرية بوزارة المالية.
 تشغيل المدارس الفنية الزراعية

واستهل رئيس مجلس الوزراء الاجتماع، بالإشارة إلى أن الدولة تمنح التعليم الفني اهتماما كبيرا باعتباره أحد أهم عناصر تنمية الاقتصاد المصري، كما تسعى الحكومة لتوسيع قاعدة الشراكات مع القطاع الخاص؛ للاستفادة من خبراته في تشغيل المدارس الفنية، كونه شريكا أساسيا في مختلف أنشطة وقطاعات الاقتصاد المصري، مما يسهم في النهوض بهذه النوعية من التعليم في مصر.

الداخلية توضح حقيقة فيديو طفل يقود سيارة معرضًا السلامة للخطر ببولاق

 كشف ملابسات تداول مقطع ‎فيديو عبر مواقع التواصل الإجتماعى، يتضمن قيام طفل بقيادة سيارة معرضًا حياته والمواطنين للخطر.

وبالفحص تم تحديد السيارة المشار إليها مستأجرة (لأحد الأشخاص "يحمل جنسية إحدى الدول" مقيم بدائرة مركز شرطة بولاق الدكرور بالجيزة) وأن مرتكب الواقعة (نجله - سن 14) وبسؤاله أقر بأنه حال معاينته إحدى الشقق السكنيه لاستئجارها قام نجله بتحريك السيارة أثناء تواجدها أمام العقار.

جرى إتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية حيال السيارة وقائدها.

مقالات مشابهة

  • الأزهر يرد على سعد الدين الهلالي في دعوى المساواة في الميراث
  • الإفتاء ترد على دعوة سعد الدين الهلالي بشأن المساواة في الميراث: "الثوابت الدينية ليست محل تصويت"
  • ثوابت الدين ليست محل تصويت.. إفتاء مصر ترد على دعوات المساواة في الميراث عبر الاستفتاء الشعبي
  • ردا على المساواة في الميراث.. دار الإفتاء: الثوابت ليست محل تصويت أو استفتاء شعبي
  • الإفتاء توضح الموقف الشرعي من مسألة المساواة الكاملة في الميراث
  • ‎مصر اليوم.. السيسي مهنئًا الأقباط: أدعو الله أن يحفظ مصر وشعبها ويبقيها دائمًا منارة للتسامح والتعايش
  • أول تعليق من الإفتاء حول دعوى "المساواة في الميراث"
  • بيان من دار الإفتاء بشأن الدعوة المطلقة للمساواة في الميراث
  • رد حاسم لـ الإفتاء على دعوة المساواة في الميراث بين الرجل والمرأة